المستشار علي جريشة.. كتيبة فكرية مجاهدة
كتب- أسامة عبد السلام:
أجمع مفكرون وعلماء على أن مصاب الأمة كبير في وفاة المستشار علي جريشة بعد حياة حافلة بالعطاء والدفاع عن الفكر الإسلامي ضد الغزو الفكري الغربي للأمة العربية والإسلامية، مؤكدين اهمية اقتفاء أثره والاهتمام بإنتاجه الفكري وإحياء ذكراه دائمًا ومواقفه في مواجهة الاستبداد والباطل.
وأكد المفكر الكبير د. محمد عمارة، عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ(إخوان أون لاين) أن الفقيد رحمه الله كان كتيبةً فكريةً مجاهدةً في سبيل عودة الشريعة الإسلامية لتكون القانون الحاكم في مصر والعالم العربي والإسلامي.
وأوضح أن الفقيد أمضى حياته مجاهدًا على ثغور الفكر الإسلامي بالقلم واللسان والموقف، وكان صاحب قضية ورسالة عاش من أجلها كريمًا، ولقي الله بها سعيدًا، مضيفًا: "رحمه الله رحمةً واسعةً، وعوَّض الأمة الإسلامية عنه خيرًا.. اللهم آمين".
وأوضح المستشار طارق البشري، المفكر الإسلامي ونائب رئيس مجلس الدولة الأسبق، أن المستشار علي جريشة، رحمه الله، كان زميلاً لنا في مجلس الدولة، مشهودًا له بالكفاءة والاستقامة، وكنا نعتز به جميعًا.
وأضاف: خسرت الأمة رجلاً عزيزًا وقاضيًا جليلاً ومقكرًا وعالمًا، يشرف العالم بعلمه وفكره؛ حيث تميَّز بدماثة خلقه، وحصافة رأيه وعلمه الوفير، والتقوى الربانية، والحجة الواضحة، والمنطق الحكيم.
وأكد د. عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، أن المستشار علي جريشة، رحمه الله، سلسلة من الجهد والجهاد المتواصل في سبيل رفعة الدين وخدمة الدعوة الكريمة، سواء في ساحات العلم أو ساحات القضاء.
وأوضح أن الفقيد قدَّم عددًا كبيرًا من المؤلفات والكتب الكثيرة التي حملت على عاتقها الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية والشأن العام والتصدي للغزو الفكري الغربي لها، مؤكدًا أن الفقيد خاض معارك كثيرةً ضد خصوم الشريعة ودافع عنها دفاعًا قويًّا.
وأضاف أن الفقيد ظل طوال حياته لا يتوانى عن الوقوف بجانب قضايا الأمة وحقوقها داخل مصر وخارجها؛ حيث التقى به في المنصورة عدة مرات، شهد خلالها أدبه الشديد، وتواضعه الجم، وفكاهة روحة، رغم أستاذيته ونبوغه.
وشدَّد على أان الفقيد كان يجوب البلاد للتحذير من الغزو الفكري؛ ما دفع الأزهر الشريف إلى تدريس كتبه ومؤلفاته بالكليات الشرعية، وخاصةً كتاب "الغزو الفكري"؛ الذي تميز فيه بالحجة القوية لدحض اباطيل المعتدين.
وقال د. عبد الحي الفرماوي، أستاذ التفسير وعلوم القرآن ووكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة سابقًا- بصوت باك-: أول ما عرفته في مصر وتوثقت علاقتي به في المدينة المنورة، ثم توثقت أكثر خلال وجودي معه باليمن، وكنت أقرأ له وأتتلمذ على كتبه.
وأضاف: كان الفقيد فارسًا مجاهدًا عظيمًا في حياته، رغم الطغاة، مرشدًا إلى الخير، وقال كلمة الحق في وقت ما كان أحد يستطيع قولها، وأوذي في سبيل الله، وفي آخر ليلة من حياته أمس، بشهادة ذويه أعلن مسامحته لكل من ظلموه من الطغاة وغيرهم، قائلاً: "سامحت جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك، على ظلمهم لي"، وهذا يدل على نفسه الصافية والمشرقة والطيبة.
وتابع: إن الفقيد قبيل ارتقاء روحه لباريها في اللحظات الأخيرة ظل ينطق الشهادتين، وأحسب أنه من سكان الفردوس الأعلى، والله حسيبه، مؤكدًا أن الفقيد طلب منه يوم مشاركته في إعداد كتاب لتفسير القرآن الكريم برؤية جديدة، ولكن لم يمهله القدر.
وأوضح أن التقى الفقيد، رحمه الله، في اليمن في أحد المؤتمرات، وكان جوادًا بالخير، مطاوعًا لإخوانه وأحبابه، كريم الخلق، طيب النفس، كان يدعوني وإخوانه لزيارته في منزله باليمن ومصر، وكان يسعدنا بجوده وحديثه العذب، رحمه الله تعالى، وأسكنه الفردوس الأعلى، وألحقنا به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
المصدر
- خبر: المستشار علي جريشة.. كتيبة فكرية مجاهدة موقع اخوان اون لاين