المستشار عبد الله العقيل
المستشار عبد الله العقيل
تمهيد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، أفضل المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
يقول الله تعالى في محكم التنزيل: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا) (الجن:18)، ويقول عز من قائل: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين) (التوبة:18)، ويقول: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها) (البقرة:114).
وبعد، فبناء على ما قرره المجلس الأعلى العالمي للمساجد في دورته السنوية الحادية عشرة سنة 1406هـ من ضرورة وضع (دليل للمسجد) يشتمل على وظائف المسجد الأساسية ومهام الأئمة والمؤذنين والمؤسسات الاجتماعية التي يمكن أن تلحق بالمسجد، وأوصى المجلس الأمانة العامة بتأليف لجنة مختصة تقوم بوضع الدليل مستنيرة بالملاحظات التي تقدم بها الأعضاء، وما ورد في مؤتمر رسالة المسجد حول هذا الموضوع، فقد قامت اللجنة المكونة من الإخوة الكرام: فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد، والدكتور على محمد جريشة، والمهندس عبد العزيز حنفى، والدكتور أحمد محمد المقرئ، ووضعت هذا الدليل الذى أوصى المجلس الأعلى العالمي للمساجد في دورته السنوية الثالثة عشرة المنعقدة في رجب 1409هـ - الموافق فبراير 1989م باعتماده وتصميمه.
وقد قامت الأمانة العامة للمجلس بطباعته؛ ليكون في متناول المسلمين في شتى المناطق للاستعانة به في إقامة المساجد في بلدانهم على مختلف مستوياتها وحسب الإمكانات المتوفرة لهم؛ حتى ينهض المسجد برسالته على الوجه الصحيح، وبالصورة التي كان عليها زمن المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، حيث كان بناء المسجد أول عمل بدأ به الرسول (صلى الله عليه وسلم) حين هاجر إلى المدينة المنورة، فكان مكان العبادة والدراسة والفتيا والإدارة والشورى والعلم والعمل والتربية والإعداد والدعوة والإرشاد والتوجيه والإصلاح والتقويم.
نسأل الله التوفيق والعون لينهض المسجد برسالته، ويضطلع المسلمون بمهمتهم، ويقتعدوا مكان الصدارة بين الأمم، ويرفعوا راية الحق وعلم الهداية ومشعل النور، والله ولي ذلك والقادر عليه.
المصدر
- مقال: مقدمة كتاب دليل المسجد موقع عبدالله العقيل
