المزيني يكشف خفايا ملفات الحوار وشاليط والإنفتاح على حماس

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث


المزيني يكشف خفايا ملفات الحوار وشاليط والإنفتاح على حماس

د.أسامة المزيني القيادي في حركة حماس

غزة -فلسطين الآن- أكد القيادي في حركة حماس الدكتور أسامة المزيني، أن حركته ستعلن كلمتها النهائية بشأن الحوار الوطني في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، في ظل مراقبتها للأوضاع وخاصة في الضفة الغربية.

وقال المزيني في حوار خاص وشامل أجراه معه مكتب حركة حماس الإعلامي في شرق غزة " إن مصر أثبتت قدرتها على فرض أي أمر على عباس إن أرادت، ولا يملك الأخير إلا أن يلتزم.

وكشف المزيني، أن أحد قادة حماس البارزين في جولة أوروبية، مشيراً إلى أن العالم يريد أن يسمع عن حماس منها نفسها، وليس من الآخرين الذي يحقدون عليها، وينقلون معلومات خاطئة.

وفي ملف صفقة التبادل، شدد القيادي في حماس، على أن التخطيط والتجهيز والترتيب بعد توفيق الله هو سر نجاح أسر شاليط وإخفائه في بقعة جغرافية صغيرة يعرفها الاحتلال بالشبر، وله عملائه فيها.

وبين المزيني، أنه ناطق إعلامي في هذا الملف، وأنه لا يفاوض فيه، موضحاً أن حديثهم عن عدم معرفتهم بمصير شاليط إن كان حياً أو ميتاً بعد الحرب، هو حقيقة وليس "حديث إعلامي".

وفيما يلي نص الحوار كامل

عقبات الحوار

  • حماس تقول إن الاعتقالات في الضفة ازدادت وتيرتها مؤخراً، هل ستبقى حماس متمسكة بالحوار؟

إننا لا نريد حواراً شكليا لا يخدم الأجندة الوطنية، وقلنا من أراد الحوار يجب أن يهيئ له الأرضية، فنحن نعتبر الحوار مطلباً وطنياً، ونحن جادون في السير نحو الحوار، لكننا إذا وجدنا حركة فتح غير معنية بالحوار وتواصل استهدافه للحركة في الضفة، فإننا سنكون جريئين ونقول كلمتنا النهائية يوم 28 من الشهر الجاري.

  • مصر لم تفلح في الضغط على الرئيس عباس لإطلاق سراح المعتقلين بالضفة، هل هذا عدم قدرة من مصر ، أم أن هناك أهداف أخرى، كاستخدام المعتقلين ورقة ضغط على حماس ؟

يؤسفني أن أقول أن المصريين قادرون إن أرادوا.. وأثبتوا أنهم عندما يريدون أن يفرضوا أمراً على عباس فإنهم يفعلون ذلك ولا يملك عباس إلا أن يلتزم، ومن هنا نعتبر أن موقف مصر أضعف مما هو مطلوب وأنه يتعامل بالحد الأدنى فقط، وعندما هددنا بأننا لن نذهب للحوار في 28-6 و7-7 إذا لم يكن هناك حل لما يجري بالضفة.. ضغطوا على عباس فاجتمعت لجان المصالحة، والتي كانت مقترحة وعُطلت وتم الإفراج عن بعض المعتقلين.. لكن هذه اللجان أيضاً كانت لجان شكلية، ولم تستطيع أن تُحدث أي تقدم، بل في اليوم التالي من جلسات المصالحة استشهد هيثم عمرو في زنازين التحقيق بالضفة.

  • وسائل الإعلام نقلت على لسان رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد قوله "حتى نكون واضحين فإن ملف الاعتقال السياسي بالضفة لن يغلق".. ما هو تعقيبكم على ذلك؟

هذا يعني أنهم حكموا على الحوار بالموت، ويكون هذا التصريح بمثابة طلق أو رصاصة الرحمة الذي يطلق على الحوار، إذا كان الأخوة في حركة فتح غير جادين وغير معنيين بالحوار، فإننا لن نلهث ورائه.

الحوار الفلسطيني
  • أنت قلت أن حماس قد تكون جريئة وتعلن وقف الحوار.. هل يمكن أن يكون ذلك قريبا؟

هذا الأمر يدرس في أروقتنا وكدنا نأخذ مثل هذا القرار، ولكن بسبب تدخل الوسيط المصري ومحاولته للضغط على فتح، والوسيط المصري أبلغنا أنه حتى موعد اللقاء فإنه سيكون أحدث تغيراً جوهرياً لصالح الحوار.

وبالنسبة للأوضاع في الضفة قلنا له نحن نراقب وبناء على حجم الإنجازات وبناء على التخفيف عن إخواننا بالضفة فإننا سنتخذ القرار.. إذا جاء الموعد ووجدنا أن الوضع في الضفة بقى على ما هو عليه فإننا سنتخذ القرار الذي يرضى ربنا وشعبنا.

  • حماس غير متفائلة كثيراً بالحوار وتقول إن فتح غير معنية بالحوار، ألا ترى أن الشعب قد سئم الحوار ويشعر بـ"خدعة تسمى الحوار"؟

لا.. الشعب يريد الحوار ويريد أن يرى مصالحة حقيقية، ونحن في حماس جادون في الحوار ونحن صادقون وأبدينا العديد من التنازلات وكل المراقبين يعلمون أن حماس هي التي أعطت التنازلات، بينما فتح في كل جولات الحوار لم تعط أي تنازل، ولكن هذه التنازلات لها حدود ولا يمكن لحماس أن تتنازل إلى ما لا نهاية، لا شك أن هذه التنازلات ليست في الثوابت، لكنها تعتبر تنازلات وقدمت شيء بين يدي الحوار، وكان يفترض في حركة فتح أن تقدم شيء.

  • عدد من قيادات حماس قالوا إن الحركة قدمت مرونة وتنازلات في قضايا غير الثوابت، لو توضح لنا ما هي هذه التنازلات؟

يعني على سبيل المثال لا الحصر.. فيما يتعلق بملف منظمة التحرير كانت هناك نقطة تحول بيننا وبين الاتفاق، وهي أن الأمناء العامون للفصائل يشكلون القيادة المؤقتة لشعبنا لحين إصلاح المنظمة، فاعترضت فتح على كلمة " لشعبنا" وقالت نريد أن نحذف كلمة "لشعبنا" ونجعلها عامة (الأمناء العامون يشكلون قيادة مؤقتة..) نحن كنا نصر على أن توضع كلمة " لشعبنا" على اعتبار أن هذه القيادة لشعبنا، أم قيادة ماذا؟! هل هي قيادة جمعية أم قيادة حزب.

وفي ما يتعلق بالانتخابات، كنا نصر على 50% نسبي و50% دوائر كما تمت انتخابات عام 2006، لكن فتح كانت تريد الانتخابات على غير ذلك، وعندما شعرنا أن هذا قد يفجر ملف الانتخابات قدمنا مرونة وقلنا لا مانع من أن يكون 60% نسبي و40% دوائر حتى يكون الأمر قريباً مما يريدوه.

ألا تخشى حماس في سبعة يوليو أن تعلن مصر عن اتفاق شكلي حتى تظهر أمام العالم بأنها كانت بالفعل وسيط، خاصة أن مراقبين ومحللين رأوا من عدة أشهر رغم فشل جولات الحوار السابقة أن مصر تسعى لاتفاق ولو كان شكلياً حتى تظهر بمظهر الوسيط الناجح.

بدون موافقة حماس كيف يمكن ذلك؟!!

  • هذا يعني أن حماس في هذه المرحلة لن توافق؟

إن لم يكن هناك اتفاق حول النقاط المتبقية ما قيمة أن تعلن مصر اتفاق؟.. حماس لا يمكن أن توافق إذا لم يكن هناك توافق شامل في كل الملفات كرزمة واحدة.. إذا لم يتم التوصل إلى حلول، هل ستجبر مصر الطرفين على رؤيا معينة؟..وهل يمكن أن يحصل تصالح بين شخصين بالإكراه، لذلك نحن نقول فرض الحلول لا يحل المشاكل العالقة، لا بد أن نصل لحل من القلب يوافق عليه الطرفين، وإلا ستعود الأمور كما حدث بعد اتفاق مكة وسرعان ما تنفجر الأمور بعد ذلك، لذا نحن نقولها وبوضوح إن لم يكن الحل حقيقي ونابع من القلب ومن قناعة الطرفين سيكون الاتفاق شكلي وستعود الأمور للوراء بل وأسوء.

الانفتاح الخارجي على حماس

  • في حال فشل الحوار، والمعابر ما زالت مغلقة، وصفقة التبادل تراوح مكانها، والوضع كما هو عليه، فإلى أين تسير حماس وهي اليوم تقود شعب؟

ما الجديد؟.. الأمور مغلقة، وهل مصر أو المعابر هي التي ترزق شعبنا.. هذا الكلام كان يقال قبل عامين أما الآن وقد أثبتت حماس أنها استطاعت أن تثبت على قدميها رغم إغلاق المعابر ورغم عدم تعاون مصر في موضوع المعابر ولا حتى في موضوع الأنفاق، فعلى ماذا نبكي؟.. ما هو الشيء الذي تعطينا إياه مصر ونخشى أن تسلبه منا، معبر كل شهرين تفتحه يوم أو يومين، موضوع الأنفاق لو استطاعت مصر لأغلقتها كلها، مصر للأسف الشديد لم تعطينا أشياء تجعلنا نفكر أن نخشى أن تذهب منا، وبالتالي مصر لن تستطيع أن تقسو علينا أكثر مما هي قاسية، مصر قاسية علينا جداً ولم تتجاوب معنا.

  • فعندما ذهب وزير الداخلية فتحي حماد والتقى قادة من أجهزة الأمن المصري، وطلب منهم 400 سيارة من أجل أن يقوم بحفظ الأمن والنظام، للأسف كان الرد المصري أننا لا نستطيع أن نعطيكم ولا سيارة.. إذا على ماذا نبكي؟.
  • هناك وفود كثيرة وشخصيات من حماس تسافر للخارج، ما هو هدف جولات هذه الوفود؟

هدف الوفود السعي لكسر الحصار المفروض على القطاع، وتحاول أن توجد علاقات وتشرح القضية الفلسطينية، فنحن قوم مظلومين ولكننا نُلبس "لباس الإرهاب والجاني" ونحن الضحية.

  • هل حققت هذه الوفود اختراقات؟

صحيح.. هناك أحد قيادات حماس البارزين يقوم الآن بجولة أوروبية، دعته واستقبلته عدة دول لتسمع وجهة نظر حماس منه، فقد كانت هذه الدول تسمع عن حماس من غير حماس ، هذا لم يكن قبل "حرب الفرقان"، ويرجع السبب في ذلك إلى الصمود المذهل الذي حققته الحركة في غزة واستطاعتها أن تتغلب على الحصار، ولا ننسى التفاف الشعب حولها، حماس استطاعت أن تدير البلد في أحلك الظروف وحتى في ظل الحرب، هذا كله بهر العالم فبدأ يريد أن يسمع الحقيقة، وبدأ يشعر أن ما يسمعه عن حماس كلام غير سليم، فأراد أن يسمع الآن من حماس مباشرة، لذلك تخرج الوفود والشخصيات.

كما خرج وفد كبير من المجلس التشريعي وجاب العديد من البلدان، فالكل متعطش ليسمع من حماس عن حماس، وهذا أوجد تغييراً، لذلك فإن زيارة كارتر لغزة تعتبر تغير في المواقف.

وهناك العديد من الوفود الأوربية جاءت لكي تسمع مباشرة من حماس، لأنهم شعروا أن ما كان يصلهم عن حماس كلاماً مغلوطاً.

  • لكن قيل أن كارتر جاء محذراً لحماس وليس وسيطاً؟
كارتر ومشعل

لقاء كارتر كان يحمل العديد من القضايا، هو كان ناصحاً ووسيطاً ومحذراً، فقد كان ينصح في بعض المواضع ويقدم خبرته السياسية، وكان يعرض وساطة له في مواضع أخري، وكان في الأمر الثالث يحذر، يحذر من تداعيات إصرار حماس وعدم مرونتها في كل الأمور وبقيت متصلبة، وبالتالي لا نستطيع أن نقول أن كارتر جاء محذراً.

  • هل يمكن أن تأخذ حماس بنصيحة كارتر في بعض النقاط؟

نحن حركة واسعة وأفقها واسع، فنحن ندرس الأمور بعقل واسع ونأخذ الحكمة من أي وعاء خرجت، ونحلل الأمر فإن رأينا فيه مصلحة لشعبنا نأخذ به بغض النظر عمن أتي به، وإن رأينا أنه لا مصلحة لشعبنا نرفضه بغض النظر عمن جاء به، فنحن حركة مستقلة ولا نتعامل بردات الفعل ولا يؤثر على قرارنا أحد، وهناك الكثير من الأحداث أثبتت أن حماس قرارها مستقل.

كما أن هناك العديد من الوفود الأوربية أعطتنا نصائح وعرضت وساطات وحذرت من بعض الأمور.

  • ألا ترى أن حماس كانت مخطئة في سماحها لتوني بلير بزيارة غزة بهذا الشكل، ومهاجمة حماس من قلب غزة؟

نحن نريد أن نوصل رسالة لكل الغرب أن غزة آمنة، وأن أي غربي يستطيع أن يأتي ويطلع على الأوضاع، وأن الصورة التي تنقل عن غزة خاطئة، ومن هنا سمحنا لسولانا وعنان وكيري ولغيرهم أن يأتوا، وبمجرد وصولهم فنحن حققنا أهدافنا التي من أجلها سمحنا لهم بالقدوم، وإذا أساء أحد أدب الضيافة فهذه قلة أدب منه، وليس ضعف من حماس ، نحن لنا رؤيا خاصة، فنحن مظلومون ومعنيون بأن يأتي العالم كله ليرى المأساة وحجم الدمار وبشاعة الجريمة التي ارتكبها الاحتلال في غزة .

  • مؤخراً تحدث الإعلام بشكل كبير وقوي عن صفقة تبرم لحل كافة المشاكل وإبرام عدة اتفاقيات تشمل حماس ، هل هذا صحيح؟

رؤية حماس أن المنطقة في ظل الأوضاع القائمة تشهد ركوداً سياسيا وليس حركاً سياسياً، فنتنياهو رجل عقله مغلق وليبرمان لا عقل له، نحن أمام أناس لا برنامج سياسي لهم، كل ما يفكرون به عملية إنعاش اقتصادي، ونتنياهو دائما يحمل مشروع اقتصادي، ما ينادي به دائما هو السلام الاقتصادي، ولا يوجد على أجندته أي تنازل عن أي أرض، وهو ينظر إلى شارون بأنه ارتكب خطأ وأوقع الدولة الصهيونية في أزمة عندما انسحب من بعض الأراضي المحتلة، لذا هو غير مستعد إلي أن يكرر نفس خطأ شارون، فنتنياهو لا يوجد عنده أجندة سياسية وغير مستعد لأن يعطي أي شيء.

في المقابل هو يحاول الآن أن يناغم أوباما، لأن أوباما أرسل له رسائل بأنه يحاول أن يجمل صورة أمريكا البشعة التي أوجدها بوش، ومن أجل أن يجمل صورة أمريكا عنده عدة ملفات مفتوحة، ملف العراق و أفغانستان و غوانتنامو و فلسطين ، فالملفات الثلاثة الأولى في يده، أما الملف الأخير فهو في يد نتنياهو، وإذا أرد أن يجمل صورة أمريكا لا بد أن يكون حلاً لمثل هذه القضايا، إذا لا بد أن يكون هناك توافق بينهما، وكان واضح في الفترة الأخيرة أن الجانب الإسرائيلي قل أدبه مع أوباما، لكن نحن نقول هل يقوى أوباما في أن يفرض على الاحتلال أشياء لا يرغب بها، أنا اشك في ذلك، أمريكا ممكن أن تقنعه أن تتواصل معه لكن أن تفرض عليه شيء هذا لن يكون بنظري، ولم يحدث أن فرضت أمريكا على العدو شيء.

  • هل تتوقع حماس أن تجد ايجابيات عند أوباما بالنسبة للشأن الفلسطيني؟

أوباما لم نرى خيره من شره وكل ما سمعناه كلاماً لكنه واضح أنه يريد أن يجمل صورة أمريكا، السؤال هل يستطيع؟.. نحن لا نستطيع أن نبني خطواتنا على الغيب وعلى كلمات منمقة، طبعاً كل الإدارات الأمريكية لا تستطيع أن تتحلل من التزاماتها، فالرئيس الحالي يلتزم بالتزامات السابقين.

قضية شاليط

الجندي الاسير جلعاد شاليط
  • في الذكرى السنوية الثالثة لأسر جلعاد شاليط، هل بالفعل وصلت حماس لمرحلة مفاوضات حقيقة في هذا الملف، أما أن كل ما كان يدور إعلاميا فقط؟

في بعض المراحل كان هناك حديث ومفاوضات جدية وإلا كيف توصلنا إلى بعض الإنجازات!! ومؤخراً أدار الاحتلال زوبعة إعلامية وقالوا إن حماس غيرت القائمة، وأن هناك حراك والليلة سيتم تسليم شاليط وانساقت ورائهم بعض وسائل الإعلام، لكن فعلياً لا يوجد حوار جاد الآن وهذا الكلام غير صحيح.

  • ما هي مطالب حماس منذ أسر شاليط؟ وماذا قدم الاحتلال بالتسلسل في هذه الصفقة؟ وما الذي رفضه؟

بداية.. الاحتلال كان يرفض مبدأ التفاوض لمدة عام كامل من تاريخ أسر شاليط ويطالب بالإفراج عنه دون قيد أو شرط، وكان يستخدم مقابل ذلك الضغط العسكري، فقصف الجسور وشركة الكهرباء، ثم شن عمليات اغتيال، وعدة عمليات اجتياح، منها سيف جلعاد، وأمطار الصيف، والمحرقة، وحاولوا عسكرياً وفشلوا، فشددوا الحصار واعتقلوا النواب وأغلقوا المعابر وطلبوا من مصر إغلاق المعبر كنوع من الضغط وفشلوا، ثم كثفوا عملية الرصد الأمني من خلال العملاء و"جهاز الأمن الوقائي وبعض عناصر فتح"، وكانوا يقومون بتهديدنا إما أن تفرجوا عن شاليط دون قيد أو شرط أو سنقوم بضرب كل منجزات الحركة الإسلامية، ولم يطرحوا طيلة هذه الفترة سوى أنه ما حدث بعد أسر شاليط سنزيله، لكننا رفضنا هذا الكلام بتاتاً، وقلنا هذا الملف من أجل الأسرى الأبطال، وما أعلناه في اليوم الأول بإطلاق سراحه مقابل 1000 من ذوي الأحكام العالية وحماس تضع أسماؤهم، بالإضافة إلى النساء والأطفال.

لكن بعد العام الأول من آسر شاليط، قبلوا بمبدأ التفاوض وأرسلوا لنا الوسيط المصري، وأصبح هناك حديث عن المطلوب والأعداد والأسماء والمعايير ، واستمر هذا الحديث فترة من الزمن وتوصلنا إلى بعض التفاهمات وكل شهر كانا نتقدم لكن ببطء شديد، طرحنا 1000 من ذوي الأحكام العالية فوافقوا على 4 فقط فرفضنا، وتوقفت المفاوضات شيء قليلا، ثم بدأ الاحتلال يتحدث عن عشرة ثم عشرين ثم خمسين ثم سبعين أسيراً، ثم حدث الحسم العسكري في غزة، وخرج الوفد الأمني المصري من غزة وانقطع الاتصال بهم، وتوقف الحديث عن شاليط مدة سبعة شهور تقريباً، ثم طلب الاحتلال من الوسيط المصري معاودة الاتصال.

في بداية عام 2008م حدث هناك حراك تناول موضوع التهدئة وشاليط، وفي شهر يونيو 2008 نجحنا نحن والمصريون في التوصل لاتفاق تهدئة استمرت حتى بداية الحرب، وخلال هذه الفترة تواصلت الجهود سواء من المصريين أو بعض الجهات الأوربية وتدخلت بعض الوفود الأوربية لكن بطريقة سرية وغير مباشرة، مثلا كان يأتي سفير دولة كذا أو موظف كبير في وزارة خارجية كذا، لكن لا يحبون الإعلان عن أنفسهم لحين ما يتم الاتفاق، وخلال هذه الفترة أيضاً تفاهمنا على المعايير وطلبنا أن تكون محكوميات المفرج عنهم أحكام عالية، وأن حماس هي من تضع الأسماء، ولا يحق للاحتلال الاعتراض عليها، وإذا اعترض الاحتلال على أسماء يجب ألا يتجاوز الـ 10 أسماء، ويجب أن نتفاهم أين يفرج عنهم، لكن ليس للاحتلال الحق أن يقول هؤلاء لا يفرج عنهم.

وبناءاً على ذلك سلمناهم القوائم، ولما استلموا القوائم أصبحوا يماطلون حتى اندلعت الحرب، وبعد الحرب حدث هناك نوع من العرض وكانت قفزة جيدة قبل أن يغادر أولمرت منصبه في الحكومة.

الألف أسير تم تقسيمهم إلى مرحلتين وكان العمل على المرحلة الأولى 450 أسير يفرج عنهم في الوقت الذي يفرج عن شاليط، وبعد شهرين يتم الإفراج عن 550 أسير، وهؤلاء الـ 550 أحكامهم ليست خطيرة بشكل كبير ولا نتوقع أن تزيد حكومياتهم عن 5 و7 سنوات، لكن المشكلة في الـ 450 أسير مؤبد، الذين تشرفت أيديهم بقتل إسرائيليين، وحاول الاحتلال أن يقلب المراحل فعرض أن يفرج عن الـ 550 أولاً فرفضنا ذلك وقلنا الـ 450 أولاً.

وأثناء الانتخابات الإسرائيلية جيء لنا بعرض أن الاحتلال وافق على كل ما طلبته حماس، لذا سافر أبو محمد الجعبري وبعض الأخوة للقاهرة، لكن تفاجئنا أن الاحتلال نقل المسألة من 200 لـ 325 واعتبر أن هذا عرض نهائي للقائمة التي قدمتها حماس، وكذلك وضع عقبات، العقبة الأولى أن الـ 125 باقي الـ 450 يستحيل أن يفرج عنهم مطلقاً، والعقبة الثانية أن 125 من أصل 325 الذين وافق على الإفراج عنهم سيتم إبعادهم لخارج الضفة وبإمكانهم أن يذهبوا إلى أي مكان في العالم، لكن حماس رفضت لأنها هي من أغلقت ملف الإبعاد في مرج الزهور، فكيف لها أن تفتحه في هذه الصفقة المشرفة.

  • ما مدى صحة الأخبار الأخيرة عن استئناف المفاوضات؟

التفاوض انتهى في عهد حكومة أولمرت، وجاءت حكومة نتنياهو، التي لم تقدم حتى الآن شيء، وكل ما يقال في الإعلام عبارة عن "بالونات اختبار" لها أهداف أمنية وإسرائيليه، إضافة لأهداف موجهة للجمهور الإسرائيلي تحديداً، لأن الوضع داخل إسرائيل ضج وكذلك الوضع داخل الجيش سيء، فعندما يرى أن دولة عظمى لا تستطيع أن تفرج عن جندي لها له ثلاث أعوام في منطقة صغيرة في بقعة صغيرة، هذه البقة تعرضت لحروب وحصار وإنهاك، وكانوا يعرفونها بالشبر، وعاشوا فيها أربعين عاماً، وزرعوا لهم فيها عملاء، هذا يحبطهم ويضعف معنويات جنودهم.

  • هل في كل مرة كان الاحتلال هو من يطلب من المصريين التوسط؟ ولماذا الاحتلال كان يختار مصر في كل مرة؟

نعم صحيح، ونحن بالنسبة لنا لا يوجد لدينا أي تغيير في المواقف وهذه شروطنا، وبخصوص اختيار مصر، فلا ندري لماذا، الاحتلال أعلم لماذا اختار مصر، لكننا نقول إن مصر تبقى دولة كبرى ومجاورة، وكان هناك حديث أن يخرج شاليط إلى مصر أولاً، ثم بعد ذلك يسلم إلى الاحتلال بسبب عدم وجود أي علاقة مباشرة مع الاحتلال.

  • هل هناك لجنة في حماس تتولي إدارة ملف مفاوضات شاليط؟ لأن الإعلام يذكر من فترة لأخرى عن خروج شخصيات معينة لاستئناف المفاوضات؟

طبعاً له لجنة لكنها من "العسكريين"، وهناك ناطق عن الجناح العسكري وهو أبو عبيدة وآخر عن الجانب السياسي وهو أنا، لكن لا علاقة لي بالتفاوض أو اختيار الأسماء، فالتفاوض واختيار الأسماء من اختصاص اللجنة العسكرية وهي من تتولى ذلك.

  • ممكن الاحتلال أن يطلق سراحهم في الضفة ثم يغتالهم، هل هناك ضمانات بعدم اعتقالهم أو اغتيالهم؟

نعم هناك ضمانات بعدم اعتقالهم لكن ليس هناك ضمانات بعدم اغتيالهم، لأن الاحتلال لن يقول أنه اغتال أحدهم، ممكن أن يضع عبوة لأحدهم ويغتاله ولن يعترف، حتى لو كان هناك خطورة على بعض الأسماء، هو يفرج عنه في مكان سكناه ثم يخرج هو بمحض إرادته، فهناك فرق بين أن تُجبر على الخروج وبين أن تخرج مختاراً.

  • ألا تخشى حماس أن طول مدة أسر شاليت يمكن له أن يؤثر سلبيا على الملف، وأن أي معلومات استخباراتية أو تحرك للعملاء قد يكشف مكان شاليط ؟

لو عندهم قدرة ليصلوا لشاليط لوصلوا له من زمان، والأمر بيد الله، ونحن نقول إن هذا الملف تم العمل عليه بمهنية عالية، وقبل أن يأسر الجندي كان هناك تخطيط وتجهيز وترتيب وهذا سر النجاح، ونحن ثقتنا بالله عز وجل كبيرة وثقتنا بكتائبنا أيضاً كبيرة.

  • هل تم تسليم رسالة كارتر الأخيرة من عائلة شاليط، للأسير جلعاد في غزة؟

حماس استلمت الرسالة، ووعدت أن توصلها للجهات المعنية، فإن كان حي ستصله وإن كان ميت لن تصله، فنحن حقيقة لا نعرف بعد الحرب إن كان شاليط حي أو ميت، وقد طلب كارتر تأكيداً منا بذلك فقلنا له حقيقة نحن لا نعرف إن كان حي أم ميت بعد الحرب".

  • ما هي رسالتكم لأهالي الأسرى ؟

نقول لهم اطمئنوا فإن حماس مصممة على أن تظل متمسكة بشروطها حتى يرى أبناؤكم الحرية، وأنها لا يمكن أن تتنازل عن شروطها ولا يمكن أن تبدي مرونة في هذا الأمر وأن صبرهم لن يذهب سدى

المصدر:فلسطين الأن