المرشد العام يطالب الدعاة باستعادة مكانة المسجد وهيبة الداعية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
المرشد العام يطالب الدعاة باستعادة مكانة المسجد وهيبة الداعية


منصة المؤتمر

كتب: أسامة جابر.

طالب فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، جميع الدعاة من الإخوان، وغيرهم، بالانتشار في قرى ونجوع مصر، وتعريف المجتمع شمول ووسطية الدين، ودعوتهم إلى الأخلاق العالية وضوابط المعاملات حتى يسود في المجتمع الفلاح والخير.

ودعا جميع العلماء إلى أن يقربوا الناس من الله، ويذكروهم بنعمه حتى نجد المساجد عامرةً بالمصلين في جميع الأوقات؛ حيث إن المسجد منارة الأمة، وعلى الأئمة والدعاة والوعاظ أن يكونوا في المجتمع قدواتٍ مؤثرة، وأن يشاركوا بقوةٍ في حلِّ مشاكله الخاصة والعامة.

فضيلة المرشد العام يلقي كلمته

وأعرب فضيلته عن سعادته بوجوده في المؤتمر الأول لدعاة الإخوان، مؤكدًا أن دعاة الإخوان ثمرة نضال الدعوة طوال العقود الماضية التي حاول أعداؤها تجفيف منابعها ومع ذلك لم يُفلحوا؛ حيث لن تستطيع أي قوةٍ على ظهر الأرض أن تمنع نور الله أن يسود الدنيا.

ودعاء علماء مصر إلى إصلاح الدنيا بالدين قائلاً: "يا علماء الأزهر أنتم ملح البلد، فمن يصلح الطعام إذا الملح فسد"، موضحًا أن جماعة الإخوان جاءت على يد مرشدها الإمام الشهيد حسن البنا لتعيد للإسلام وجوده، وزرعت أشجارًا مثمرةً تصلح لكل خير ليس لمصر فقط بل للعالم بأسره؛ حيث ربَّت الدعوة شبابها على حمل رسالة النبي والحرص على التنافس على تبليغ ميراث النبي في كل ميدان.

وقال فضيلته: إن عزة الأمة في حمل القرآن والسيرة النبوية والسنة المشرفة، والحفاظ على اللغة العربية؛ حيث استهدف الأعداء الأزهر والدعاة بكل الصور، لكنهم فشلوا في التمكن منهم، ويجب على الدعاة أن يزهدوا في الدنيا حتى يسودوا الدنيا بأسرها، مشيرًا إلى إن الدعاة سلاطين الحكام، ويجب ألا يخشى الدعاةُ الحكام ولا يركنوا لمجالسهم؛ حيث إن العالم سلطان الحاكم، بينما الحاكم عرشه زائل.

ودعا دعاة الأمة- وفي القلب منهم دعاة الإخوان- إلى حماية الدعوة؛ حيث إن الدعاة هم رجال هذا الزمان، وعليهم أن يعيدوا رفعة الحق في كل ميدان، مضيفًا: "عندما منعونا من دخول المساجد قلنا إن نظامهم في انهيار، وقد انهار؛ حيث حرر الله الأخوين خيرت الشاطر وحسن مالك من عنبر 3 بسجن طره، وأخزى عدوهم من النظام البائد ليكونوا مكانهم"، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)) (البقرة).

وطالب الدعاة بالانطلاق بخير ونور وحلاوة الإسلام وتبليغه للناس كافةً؛ حيث إن الله حمَّلهم مسئوليةً كبيرةً، فأذيقوا الناس حلاوةَ القرآن، وعلموهم آياته، وطبقوه معهم تملكوا الدنيا بأسرها.

وأضاف: "علموهم أن الرسول عندما وصل المدينة قام بأمرين؛ بناء المسجد وإقامة السوق، فيجب أن تعلموا الناس أمور دنياهم ودينهم من القرآن والسنة، وعلموهم أن الله تعالى جمع شمل المسلمين والأوس والخزرج عن طريق المسجد، وعُقدت فيه الاتفاقية مع يهود المدينة، وعلموهم أن المسجد بداية عهد الإنسان؛ حيث يتم عقد زواج أبيه وأمه في المسجد، ونهاية عهده عندما يُصلى عليه".

وأكد فضيلته أن بيت الله فيه كل الخير، ويجب استعادة مكانته؛ حيث سعى المفسدون في خرابه، ولكنَّ الله تعالى قال: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) (النور: من الآية 36)، رغم كل كارهٍ، مطالبًا الدعاة بتعليم الناس التحاب في الله وتربية الأجيال.

وتابع د. بديع: "علموهم أن المسجد يعدُّ الشباب الحامل لهَمِّ الإسلام، والذي يمتلك القوةَ لحماية الأمة، وعلموهم أننا نحمل هذا الدين، وأهم ما فيه تربية الإنسان وإعداد الفرد الصالح الذي تكالبت عليه كل القوى لإفساده؛ حيث اعترفت إحدى الإحصائيات الصادرة من مجلس الوزراء في 2010م أن الإنسان المصري أصبح أنانيًّا ويتصف بالصفات السيئة؛ حيث استهدف النظام البائد استبعاد الدعاة والأوائل، وأغلق النقابات لأكثر من 18 سنةً، وأفسد التعليم، وزوَّر الانتخابات".

وأكد أن الإخوان لم يتوقفوا عن الخير يومًا؛ حيث كانوا داخل المعتقلات يُوزعون أنفسهم لإعداد إستراتيجية لخدمة الناس وقضاء حوائجهم، موضحًا أن الأمانة ثقيلة، مطالبًا الدعاة بأن يقدموا الإسلام للناس بروح الشريعة، مستشهدًا بقول الله في الحديث القدسي: "حببوني إلى خلقي".

وأضاف: "يجب أن نكون دعاةً قبل أن نكون قضاة، "إنما بعثتم ميسرين لا معسرين"؛ حيث يجب على الدعاة أن ييسروا على الناس ويدفعوهم لحبِّ الإسلام في كل شيء، مؤكدًا أن فقيهًا واحدًا أشد على الشيطان من ألف عابد"، ويجب على الدعاة أن يحاربوا الناس بالحب؛ حيث إنهم روحٌ جديدة تسري في جسد الأمة، ويجب أن يكونوا روحًا تمتزج بكل الأرواح لتعيشها بالإسلام.

وكشف مطالبته لقسم البر بالقسط والبر بالإخوة المسيحيين، مضيفًا: "أيها الدعاة إن مصر الآن تحتاجكم وتنتظر منكم الكثير، والناس في العالم كله ينتظرونكم؛ لأن النموذج الذي ستقدمونه سيؤثر في الدنيا بأسرها؛ حيث إنه نموذج الداعية الذي يُذيق الناسَ حلاوةَ الإسلام ويُقدِّم فقه الأولويات.

وشدد على ضرورة أن نكون يدًا واحدةً، وندفع الناس للعباداتِ بعمقها وفهمها، موضحًا أنه لم يعد هناك عجز؛ حيث إن دعاة الإخوان قادرون على إنارة الأمم، وحمل النور للدنيا بأسرها.

وأضاف قائلاً: "إن السفاح السوري بشار الأسد يقتل شعبه بجيشه، وستصيبه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم مَن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، ومَن ولي من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشقق عليه".

وأوضح أن الإرهاب والتخويف وقلب الحقائق ونقل الأخبار الكاذبة وترويع الناس في هذا المناخ يذهب هباءً؛ لأنه لا يمكث في الأرض سوى ما ينفع الناس، وأن الله لا يُصلح عمل المفسدين، ودعا رجال الإعلام والفن إلى كتابة ميثاقهم بأنفسهم.

حيث أوضح أنه التقى نقيب الفنانين وأكد له أن الفن رسالة هادفة وصادقة ويبني الأمة إذا وُجِّه التوجيه الصحيح، وأن الأستاذ سيد قطب رحمه الله ألف كتاب "التصوير الفني في القرآن".

شارك في المؤتمر كلٌّ من د. عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين وعميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع المنصورة] والشيخ عبد الخالق الشريف رئيس قسم النشر بالجماعة ود. عطية فياض المتحدث الإعلامي باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ود. عبد المنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر الأسبق، ود. جابر طايع ممثلاً عن وزارة الأوقاف، وصلاح عبد المقصود نقيب الصحفيين السابق، والمستشارة نهى الزيني، وقيادات قسم نشر الدعوة بالإخوان، ولفيفٌ من الدعاة والعلماء داخل مصر.

وقال د. عبد الرحمن البر: إن هذا هو اللقاء الأول لدعاة الإخوان سيتبعه لقاءات كثيرة يقدمون فيها الخير لأمتهم ودعوتهم ووطنهم بهدف إعداد جيلٍ من العلماء والدعاة الذين يجمعون بين العلم والدعوة، ويستعيدون سيرةَ الداعية الأول صلى الله عليه وسلم وسير الصحابة الأكرمين، موجهًا الشكر لفضيلة المرشد على اهتمامه بالدعاة المتخصصين الذين يحملون العلم الرصين والوعي المتين بحقائق الدين.


وأضاف أن قسم نشر الدعوة في جماعة الإخوان ما قام في الأساس إلا لحمل رسالة الإسلام وإعادة حقيقة الإسلام إلى الدنيا، وإعادة الدنيا لحقيقة الإسلام، ونشر الرسالة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا صلاحَ للدنيا إلا بهذا الحق، ولا رفعة للحياة إلا حينما يحملها دعاة تربوا على مائدة الإسلام، وأحسنوا فهمه وعرضه، موضحًا أن الجماعة تهدف لتحقيق المفهوم الصحيح للإسلام.

وقال: "كان عزيزًا علينا أن يُقال عن الإخوان إنهم انشغلوا بالسياسة عن العلم الشرعي، لكن الحقيقة أن الجماعة لم تعمل للسياسة فحسب، بل حملت الإسلام الشامل والمبني على العلم الرشيد والفهم الصحيح العميق له"، مطالبًا دعاة الأزهر وعلماءه من الإخوان المسلمين بارتداء الزي الأزهري في كل ميدان ومحفل، موضحًا أنه ارتدى الزي الأزهري ولن يحضر أي لقاء خاص بالدعاة إلا به.

وأوضح أن جماعة الإخوان المسلمين تنطلق من كونها مستأمنة على الإسلام ورغبتها في إيصاله للعالم بأسره على بصيرةٍ عن طريق الحجج الواضحات القاطعات، مؤكدًا أن العلم الشرعي من أهم ما يسعى إليه الإخوان في تعميق الدعاة وطلاب العلم والمجتمع جميعًا؛ ولذلك كان قسم نشر الدعوة من أهم اهتماماته العلم الشرعي.

وشدد على أنه في يومٍ من الأيام كانت مدارس الإخوان تقرب من 100 مدرسة، ولم يكن ذلك معلنًا، وكنا نُقدمها خدمةً لأمتنا وديننا، ونُخفيها عن عيون الظالمين حتى نستكمل المسيرة، واليوم نُعلن أن ندشن مشروعات دعاة الإخوان لنكون هيئاتٍ علمية تُقدِّم المشورة لكل مؤسسات الأمة تتسم بالوسطية والشمولية والعمق، كما جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن القائم على المشروعات علماء متخصصون.

وأضاف أن هذه الهيئة في قسم نشر الدعوة تهدف لاستكمال العلم الشرعي اللائق لإعادة التكامل في المسائل وإحسان الفتوى وحسن تقديم المشورة؛ لأن العالم الذي لا تكتمل لديه أدوات المعرفة يصعب عليه أن يقدم شيئًا كاملاً، أما إذا تكاملت معرفته الشرعية والعلمية فلا شك أن أداءه سيكون أنفع للأمة بأسرها، موضحًا أن المئات سينتظمون في هذه الدراسة، ونرجو أن نراهم وقد سادوا الدنيا ناشرين حقيقةَ رسالة الإسلام الوسطية الشاملة.


صورة1.jpg


صورة2.jpg


صورة 3.jpg


صورة4.jpg