المرشد العام يطالب الأمة باستلهام غزوة "بدر

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
المرشد العام يطالب الأمة باستلهام غزوة "بدر


فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع

(27-08-2010)

كتب- إسلام توفيق

دعا فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إلى الاستفادة من الدروس والعبر التي تجسدها "غزوة بدر الكبرى"، يوم انتصرت العصبة المؤمنة قليلة العدد والعدة على قريش في عز قوتها واستكبارها، مشددًا على ضرورة أن يكون مسلمو اليوم بدريين، كما كان أصحاب بدر من المؤمنين، فينظر الله إلينا نظرة رحمة ورضا، فنلحق بهم.

وقال فضيلته في رسالته الأسبوعية التي حملت اسم "في ذكرى غزوة بدر الكبرى.. فلنكن بدريين" أن أول الأمور المستفادة أن يتمتع المسلم بالمبادرة والجاهزية، مشيرًا إلى أن تخلُّف أحد المؤمنين عن تلبية نداء الرسول جعله يتألم طوال حياته، في الوقت الذي رأى فيه الناس في الأمر تقصيرًا لا يغفره إلا الصدق في طلب الشهادة عند أول جهاد، ضاربًا المثل بأنس بن النضر، الذي قال: "إن أراني الله مشهدًا- فيما بعد- مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليراني الله كيف أصنع"، وهاب أن يقول غيرها؛ أدبًا مع الله وتورعًا، فقاتل يوم أحد قتالاً مشهودًا حتى استشهد رضوان الله عليه.

وأضاف أن ضعف الحال لم يُقعد أهل الإيمان عن طلب العزة، فالمسلمين الذين خرجوا لملاقاة قافلة قريش التجارية لم يكونوا مهيئين لقتال كبير، إلا أنهم قبلوا التحدي والمنازلة التي لم يحسبوا لها حسابًا، واختاروا المواجهة لا النكوص، والجهاد الذي فُرض عليهم لا الفرار، مستنكرًا حجج الجبناء الذين يؤثرون السلامة في كل موقف، ويُلبسون الجبن والخور ثوب الحكمة والمسئولية والتعقُّل، واعتبرها حجج لو قبلها المسلمون؛ لكان لهم في الظرف الجديد الطارئ مندوحة وعذرٌ، لكنهم آثروا ملاقاة الكفار، وليحكم الله بينهم وهو خير الحاكمين، فإما نصر تقر به عيون المضطهدين والمحرومين، وإما شهادة تُفتح فيها أبواب الجنة.

وقال: إن الله عزَّ وجلَّ قضى للمسلمين خيرًا من اختيارهم لأنفسهم؛ حيث أراد المسلمون العير لتعوضهم بما تحمل من أموال عن بعض ما فقدوا، وأراد الله النفير؛ ليكون أول نصر كبير للمسلمين على معسكر الشرك، وليكتب المسلمون فيه أروع صفحات تاريخهم الممتد، ولتتربى الأمة على أقدار الله، وتُصنع على عينه سبحانه.

وأوضح فضيلته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس مشاورةً لأصحابه، بالرغم من أنه المؤيد بالوحي؛ ليربي أصحابه على ذلك، ضاربًا المثل بمشورة الحباب بن المنذر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأن يغير موضع الجيش إلى مكان آخر أكثر مناسبةً من الناحية العسكرية؛

ومشورة سعد بن معاذ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأن يسمح للمسلمين ببناء عريش له صلى الله عليه وسلم، يقود منه المعركة، وقد استجاب النبي صلى الله عليه وسلم لكل منهما لما رأى الحق معهما، ولم يرَ في الأمر غضاضة ولا حرجًا.

وأشار إلى كثرة دعاء النبي لنصرة المسلمين، ورفع يديه إلى السماء حتى يسقط رداؤه عن منكبيه، وجعل أبو بكر يقول له، مشفقًا عليه: "يا رسول الله، بعض مناشدتك ربك، فإنه منجز لك ما وعد".

وأضاف المرشد العام أن: "من ضمن الدروس المستفادة الشوق إلى الجنة الذي كان يحرِّك الصحابة، قائلاً: إنه لمَّا حرَّض النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على القتال، قال: "والذي نفسي بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل، فيُقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر؛ إلا أدخله الله الجنة"، وكان عمير بن الحمام يستمع وفي يده تمرات يأكلهن، فقال: "بخٍ بخٍ، أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء؟ لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها حياة طويلة، ثم رمى بهن، ومضى يقاتل حتى استشهد رضي الله عنه".

وأكد أن أهل بدر حرروا ولاءهم لله تعالى، فقدموا أخوَّة العقيدة على ما سواها، وأيقنوا أن تلاحم صفهم أداة نصرهم، كما حدث مع مصعب بن عمير عندما مر بأحد الصحابة وهو يأسر أخاه المشرك أبا عزيز بن عمير، فقال مصعب لصاحبه: "شد يدك به، فإن أمه ذات متاع- يعني ذات ثروة وغنى- لعلها تفديه منك"، فالتفت إليه أخوه الأسير، وقال له: "يا أخي هذه وصاتك بي"، فرد مصعب: "إنه أخي دونك"!!.

وقال

"إن إخوان العقيدة يهتفون بنا في كل موطن إسلامي مضطهد، نراهم في فلسطين والعراق والصومال وأفغانستان وغيرهم، قد تكالب عليهم العدو وأسلمهم إليه الصديق، فهلا نكن بدريين فنري الله من أنفسنا خيرًا في نجدتهم وغوثهم؟؟".

واختتم المرشد العام رسالته قائلاً: "ولم يخصص القرآن العظيم سورة باسم موقعة بدر- كما حدث في سورة الأحزاب والفتح مثلاً، وإنما جاء الحديث عنها في سورة تحمل اسم الأنفال.. وهنا ملمح مهم ينبغي الوقوف عنده، فقد جاء العتاب الإلهي لأصحاب بدر لاختلافهم حول توزيع الغنائم رقيقًا وحاسمًا في آنٍ واحد، وجاءت تسمية السورة بهذا الاسم ليطيلوا تدبر ذلك العتاب وما وراءه..

بالرغم من أن اختلافهم كان في أمر لا نص فيه من الله تعالى ورسوله، وأنه لما نزل القرآن الكريم ببيان قسمة الغنائم لم يبق لخلافهم أثر، بل قالوا سمعنا وأطعنا.. بل أكثر من هذا تنازلوا عن حقوقهم بعد أن كانوا يطمعون فيما في أيدي غيرهم".

المصدر