المرشد العام يدعو الأمة إلى مواجهة مخططات التقسيم

(22-10-2010)
كتب- إسلام توفيق
أكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن الوحدة العربية الإسلامية هي الحل الوحيد ليتمكن المسلمون من الدفاع عن دينهم ومقدساتهم وأنفسهم وأعراضهم، وأوطانهم وثرواتهم، وحتى يواجهوا التكتلات العالمية السياسية والعسكرية والاقتصادية، وطغيان النظام العالمي الجديد، الذي يستهدف تقسيم البلدان الإسلامية إلى دويلات.
وقال فضيلته- في رسالته الأسبوعية التي حملت اسم "وما زالت المؤامرة على العالم الإسلامي مستمرة"- إنه على الرغم مما يحدث للمسلمين في السودان وفلسطين والعراق واليمن وكشمير والصين والشيشان وغيرها من بقاع الأرض؛ فإن ثقتنا ويقيننا في نصر الله يُهوِّن علينا ذلك، ويدفعنا إلى العمل بجد ونشاط للأخذ بأسباب النصر، ومن ثم ننتظر وعد الله لنا بالنصر والتمكين.
وأشار د. بديع إلى أن الصهاينة وراء أخطر مشروعات التقسيم في القرن العشرين، في ظل ضعف الأنظمة العربية الذي سمح لهم بالتلاعب بمصير الأمة والتحايل على تكريس انفراطها وطمس هويتها، فكانت فكرة الشرق الأوسط الجديد تارة والكبير تارة أخرى من تلك الصياغات المفخخة التي تستهدف الهوية العربية والإسلامية للأمة، وتفتح الباب لإقحام الكيان الصهيوني وتعزيز شرعيته كدولة في المنطقة.
وأوضح أن السودان آخر شاهد على هذا المخطط الصهيوني، باعتباره أكثر الدول العربية امتدادًا في جسد إفريقيا؛ وهو ما أعطاها مميزات سياسية وجغرافية وحضارية؛ ومن ثم جاءت الدعوة إلى تقسيمه بدعم غربي وصهيوني، ليشكل سدًا منيعًا بين العالم الإسلامي والعربي وشعوب القارة الإفريقية، ظنًّا منهم أنه إذا ما انقسم السودان سيُحدِث انقلابًا خطيرًا في الوضع الإستراتيجي في المنطقة المحيطة به وفي وسط إفريقيا ومنطقة القرن الإفريقي وفي السيطرة على البحر الأحمر.
وحذَّر د. بديع من التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية المتوقع حدوثها، منها حرب بين الشمال والجنوب بسبب الاختلاف على ترسيم الحدود، أو أن تسري عدوى الانفصال من الجنوب إلى حركات التمرد في دارفور، وازدياد الضغوط الدولية على السودان في مجالات التعامل مع المحكمة الدولية الجنائية ورعاية حقوق الإنسان، وتقلص نصيب حكومة السودان من عائدات بترول الجنوب، فضلاً عن الخطر المائي المتوقع حدوثه.
واختتم المرشد العام رسالته بأن انفصال السودان سيكون الخطوة الأولى في مشروع تغيير خرائط المنطقة، وهو ما يتوافق مع دعوات قيام دويلة فلسطينية، كي يكتسب فيها الكيان الصهيوني شرعية وجود، ويسمح للصهاينة بالانخراط في كل شئون المنطقة؛
ما قد يضفي شرعية تلقائية على إمكانية تقسيم العراق كخطوة تالية، وقبله أو بعده، فإن محاولة فصل الجنوب اليمني عن شماله قد يكتسب زخمًا سياسيًّا أكبر، وما دام يشعر الجميع بأنه يمكن التعايش مع ظهور كيانات جديدة، فإن العدوى يمكن أن تنتقل لتشمل دولاً أخرى!.