المرشد العام يتقدَّم جنازة مهيبة للنائب مصطفى عوض الله
(17-09-2010)
الفيوم- أحمد سيف النصر، وأحمد علي
شيَّع بعد صلاة الجمعة اليوم أكثر من 40 ألفًا من أبناء محافظة الفيوم جنازة نائب بندر الفيوم وعضو الكتلة البرلمانية للإخوان مصطفى عوض الله، الذي وافته المنية مساء الخميس الماضي، إثر تعرضه لحادث أليم أدَّى إلى وفاته بعد ساعات، يتقدَّمهم فضيلة الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين.
كما حضر الجنازة الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام، ود. محمد مرسي، ود. سعد الكتاتني، ود. عصام العريان، وم. سعد الحسيني أعضاء مكتب الإرشاد، ود. عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد السابق والأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، وأكثر من 50 نائبًا من الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين وحزب الوفد، وأيمن نور رئيس حزب الغد، وعدد من القيادات السياسية والتنفيذية.
وتجمع أهالي الفيوم في مسجد الشبان المسلمين، وافترشوا الطرق المحيطة بالمسجد، وألقى الشيخ سليم منيسير وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم خطبة الجمعة، والتي جعلها عن الموت، وخصَّص الجزء الثاني من الخطبة للحديث عن مآثر الفقيد الراحل ودوره في تقديم الخدمات لأبناء الفيوم جميعًا دون التفرقة بين أصنافهم وألوانهم، مشيرًا في خطبته إلى أن الفقيد كان يتمتع بحب جارف من أبناء المحافظة شعبًا ومسئولين.
وسارت الجنازة وسط مدينة الفيوم، وانضم إليها الآلاف من أبناء المحافظة الذين لم يجدوا مكانًا في الشوارع المحيطة بالمسجد، وحرص أغلب نواب الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين وعدد من نواب الحزب الوطني ووكلاء الوزارات والمديرون العموم بالمحافظة على حضور الجنازة وتشييعها.
ومن المقرر أن يتم تلقي العزاء في سرادق أُعد لهذا الغرض مساء الجمعة والسبت بميدان الشيخ حسن بالفيوم.
وكان الفقيد قد ذهب للقاهرة لإجراء أشعة على قدمه بعد إجرائه عملية جراحية فيها، وأثناء عودته وعند الكيلو 50 بطريق القاهرة الفيوم انفجر الإطار الأمامي لسيارته؛ ما أدَّى إلى اصطدامها بعامود كهرباء على الطريق، وقد تمَّ نقله إلى مستشفى مكة التخصصي، وخضع لجراحة عاجلة وأشعة من الثالثة عصرًا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة الساعة السابعة مساء الخميس.
وقد أثبت تقرير المستشفى أن سبب الوفاة هبوط حاد في القلب والدورة الدموية، وصدمة جراحية وعصبية غير مرتجعة، وكسور متعددة ومفتتة بجميع أجزاء الجهاز العظمي والصدر، وارتجاج دماغي.
وتوافد أكثر من 3 آلاف من أبناء مدينة الفيوم على مستشفى مكة، فور سماعهم بنبأ وفاته، وحدثت حالة من الذهول بين أبناء الفيوم؛ حيث كان الفقيد يتمتع بسيرة طيبة بينهم، وكانت تربطه بغالبية أهل الفيوم صداقات، وكان دائم الخدمات لهم.
وفي كلمته أمام مشيعي جنازة الفقيد، اعتبر فضيلة الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن مشهد الجنازة والحضور يعتبر استفتاءً جماهيريًّا وشعبيًّا للإخوان؛ حيث إن هذه الجموع جاءت حبًّا في الله، تشهد للرجل شهادة حق في يوم يعتبر بالنسبة له إحدى بدايات الآخرة، وهو أمر حقٌّ يجب أن يهتم به ويعمل له.
وقال فضيلة المرشد: إن الفقيد جاءنا زائرًا في مكتب الإرشاد، وكأنه لقاء الوداع، ونستغرب لماذا أتى قبل أيام، وأدركنا أنه الحب الذي جمعنا جميعًا، فجعل هذه الجموع تتحمل الحر وتصلي وتتحرك لتشييع أخيهم.
وأضاف د. عصام العريان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة: عرفناه بأخلاقه ونشاطه، كنا نعرف أنه مريض، وفُوجئنا به يوم الأربعاء الماضي يزورنا في مكتب الإرشاد، واستغربنا الزيارة، واكتشفنا أنها كانت زيارة الوداع.
واستشهد الشيخ سيد عسكر الأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية وعضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بموقف الصحابية التي تُوفي زوجها وأبناؤها؛ ولكنها صمدت رغم الابتلاء العظيم الذي تعرَّضت له، وسألت عن شأن رسول الله فلما علمت بسلامته قالت "كل مصيبة بعده جلل".
وأكد أنه رغم الصدمة في وفاة النائب كبيرة إلا أن عزاءنا أن خرج خلفه الألوف يشيعونه ويشفعون له عند ربه.
وقال د. محمد البلتاجي الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان:
- "إن الحزن في القلب شديد لفقد أخ من أنقى ما رأينا من نماذج البشرية، وعزاؤنا أن يكون له مكانة عالية في السماء بشهادة ما رأينا من الألوف المؤلفة، وأنه استفتاء تاريخي للألوف التي يملأ قلبها الحب والعرفان بالجميل.
وقال النائب كمال نور الدين عضو الكتلة البرلمانية للإخوان بمحافظة الفيوم: كنا نستفيد منه بحكم خبرته ووجوده أكثر من دورة بالمجلس؛ وحيث كان دليلاً لنا في المجلس بصفة مستمرة، ولنا 5 مكاتب مشتركة، وكنا نتواجد معًا في نفس المكتب في بعض الأحيان.
وأضاف أن آخر مشاركة لنا كانت في رمضان في الخدمات والأنشطة والحفلات والندوات السياسية والدعوية ومحاربة الفساد، وكان له دور واضح في المجلس من خلال طلبات الإحاطة والأسئلة وتعديلات القوانين، وكان يحرجنا بجهده ونشاطه الذي لا يقارن، وندعو الله أن يخلف لنا بمثله، ومررنا في رمضان على أكثر من 30 مسجدًا، واعتكفنا في أواخر رمضان، وكان له خطاب ديني يمتِّعنا به خلال رمضان.
وقال م. عبد العظيم الشرقاوي عضو الكتلة البرلمانية للإخوان بمحافظة بني سويف: ننعى أخًا كريمًا، تمثَّلت فيه كل صفات النائب؛ سواء من الناحية الخلقية ومن ناحية خدمته للناس؛ حيث كان يضع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "خير الناس أنفعهم للناس" نبراسًا له، ولا يكل ولا يمل من خدمات الجماهير.
ووصف عبد العظيم الفقيد بأنه مثالٌ للنائب الذي يستخدم جميع الأدوات الرقابية، فضلاً عن علاقاته المتميزة مع كل الأعضاء بالمجلس.
المصدر
- تقرير: المرشد العام يتقدَّم جنازة مهيبة للنائب مصطفى عوض الله موقع اخوان اون لاين