المرشد العام في قنا والأقصر.. تغطية شاملة

التاريخ:09-09-2011
استكمل فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين جولاته في محافظات مصر، والتي توقفت خلال شهر رمضان المبارك؛ حيث زار على مدار يومين كاملين محافظتي قنا والأقصر، افتتح فيها مقر الجماعة بقنا، وعقد مؤتمرًا جماهيريًّا حاشدًا فيها، ثم التقى محافظي قنا والأقصر، كما زار فضيلته عددًا من الأماكن السياحية.
وقد بدأت الزيارة باستقبال حاشد للمرشد العام في مطار الأقصر الدولي، صباح الثلاثاء، وكان في استقباله الدكتور محمد كمال عضو مكتب الإرشاد، والحاج سيف الدين مغربي مسئول المكتب الإداري لإخوان قنا، وأعضاء المكتب ورموز الإخوان في قنا والأقصر، والمئات من أبناء المحافظة الذين اصطحبوه بالأناشيد واللافتات.
وأعقب افتتاح مقر الإخوان بالأقصر لقاء جمع فضيلة المرشد العام بأعضاء المكتب الإداري ومسئولي المناطق والشعب، ثم توجه فضيلته إلى محافظة قنا ليلتقي بالإخوان هناك، وعقد اجتماعًا بمقر جمعية الشبان المسلمين بقنا، أكد فيه أن الثورة أعادت لمصر هيبتها ومكانتها التي فقدت منذ سنوات.
وفي سؤال لفضيلته حول موقف الجماعة من تفعيل عمل الأخوات داخل الجماعة قال فضيلته: إن الإخوان يحرصون على ألا تتعرض نساء الإخوان لأي نوع من الإيذاء البدني والنفسي المباشر من قِبل الأمن، الذي لم يكن يراعي حرمة بيت أو سكن، أما بعد الثورة فالأمر مختلف والساحة تحتاج إلى كل قوة في المجتمع، ومن ثمَّ فسوف تشهد الفترة القادمة فتحًا لمجالات جديدة لعمل الأخوات.
وبعد أدائه لصلاة المغرب اتجه فضيلته لافتتاح مقر الجماعة الأول بمحافظة قنا، ثم إلى المؤتمر الجماهيري بحي الشنهورية بمدينة قنا، مساء الثلاثاء، وقد استقبله المشاركون بهتافات "الله أكبر ولله الحمد" و"حسن البنا والإخوان.. أمل الأمة في كل مكان" و"الإسلام هو الحل.. شرع المولي عز وجل"، وأكد الدكتور بديع أن التطبيق الصحيح لشرع الله لن يتحقق إلا برضاء جميع الناس، فالحدود لم تنزل وتطبق إلا بعد استقرار الإيمان في قلوب الناس، ولم تبدأ الدعوة للإسلام بمنع الزنا أو الخمر وعقاب المخالفين.

وقد حضر المؤتمر المحافظ اللواء عادل لبيب، والأنبا هيدرا وكيل مطرانية قنا، ووكلاء الوزارات والجماعة الإسلامية والسلفيون، وشبَّه فضيلته الحدود بالأسلاك الشائكة حول الحديقة لحمايتها بعد البناء والتجميل، وعندما نبني الوطن الحر العادل سوف يطلب الجميع تطبيق الحدود، مذكرًا بالشاب المسيحي في ميدان التحرير الذي كان يبلغ دعوة المسلمين وهم يصلون وراء الشيخ القرضاوي، مشيرًا إلى أن الوحدة بين المسلمين والأقباط أبدية.
وأضاف أن الأزهر مخزن للبذور الإسلامية النقية التي حفظها على مر القرون بعلمائه ومشايخه، وجاءت جماعة الإخوان لتنشئ مشتلاً من هذا المخزن.
وأشار فضيلته إلى أن النظام البائد أراد الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، وافتعلوا الفتن الطائفية؛ لأنهم كانوا يعيشون عليها، وجاءت الثورة لتثبت للعالم وحدة الشعب، وسار الملايين في الإسكندرية وعلى يمينهم المسجد ومن يسارهم كنيسة القديسين ولم يمسسهما أي ضرر، في وقت لم يكن فيه للأمن دور ومصر طوال تاريخها لم تعرف الفتنة.
وقال: "لا تخافوا ممن يخاف الله ضاربًا المثل بعقاب عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص وابنه لاعتدائه على قبطي مصري".
وطالب الحاضرون بإعطاء " حزب الحرية والعدالة" الفرصة لتحقيق برامجه قائلاً: "جربونا وشوفونا، فنحن حريصون على تقديم نموذج جدير بحضارة مصر وشعب مصر".
كما أشاد الدكتور بديع بالحضارة الفرعونية والقبطية والإسلامية، مشيرًا إلى أنها حضارات شارك فيها كل المصريين بمجهوداتهم.
وأوضح فضيلة المرشد بأن ثورة يناير عطاء رباني، وقال إن الشاب المسلم يهتف أسقطنا النظام والشاب المسيحي يرد عليه بل الله هو الذي أسقط النظام، مضيفًا أنها ثورة أسقطت الظلم والطغيان، مؤكدًا أنه لا أحد أو جماعة أو حزب له فضل على الثورة التي حماها الله.
وتابع المرشد العام قائلاً: "إن ثورة 25 يناير البيضاء هي نعمة من عند الله، فلينظر الجميع للثورات العربية والتي دفعت شعوبها حتى الآن 10 آلاف شهيد، ومئات الآلاف من الجرحى والمصابين، ولكن الله كان لطيفًا بشعب مصر، ومن نعمه على شعب مصر زاد إنتاجها من القمح هذا العام 8 أضعاف العام الماضي؛ حيث كان إجمالي ما تم توريده العام الماضي 250 ألف طن بينما تم توريد 2 مليون طن من القمح هذا العام".
وأكد أن هناك تقريرًا صادرًا عن مجلس الوزراء البائد رصد انهيار الشخصية المصرية، وأنه في نهاية 2010م غلب عليها روح الأنانية وضعف الانتماء للبلد، وتفضيل الموت من خلال الهجرة غير الشرعية على البقاء فى بلادهم، مضيفًا أن مصر كانت مثل غرفة مليئة بالغاز ومغلقة النوافذ، يمكن لعود ثقاب واحد أن يجعلها تنفجر، لكن الثورة فتحت الأبواب والنوافذ وأدخلت الهواء النقي بدلاً من الغاز.
وأضاف المرشد العام أن الشيخ يوسف القرضاوي حُرم من أن يؤم 5 آلاف شخص قبل الثورة في الصلاة بقريته، لكن بعد الثورة صلى الشيخ القرضاوي بميدان التحرير ووراءه 4 ملايين شخص.
وقال بديع: إن رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان قال له إنه على المصريين أن يحمدوا الله؛ لأن الجيش يقف معهم، بينما قال رئيس وزراء لبنان الحالي ميقاتي وكذلك فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق إن الإخوان ليسوا شركاء في الحكم بقدر ما هم شركاء في المسئولية، وهذه المسئولية هي التي تجعل الإخوان ينادون بمصلحة مصر.
وأضاف المرشد: إن الإخوان يرفضون أن يكون رئيس الجمهورية القادم من الإخوان خوفًا على مصر أن تتربص بها قوى كبرى؛ بحجة أن من يتولى رأس النظام بها إخواني، مشيرًا إلى أنه على الجميع أن يستيقظ ويعمل من أجل مصلحة مصر.
وأكد د. بديع أن الإخوان يؤمنون بأن مصر عادت لوضعها الطبيعي بعد الثورة؛ لذلك لا بد من العمل وبناء المؤسسات، مشيرًا إلى أن مصر تعيش مرحلة صعبة لكنها قادرة على أن تتخطاها.
وأكد أن الشعب المصري حُرم من خبرات وعبقريات الإخوان الذين حُبسوا في السجون بغير حق، في النهوض بالمجتمع والارتقاء به.
وجدد فضيلته رفضه لمحاكمة أي شخص مدني أمام المحاكم العسكرية، وأن تكون المحاكمات أمام القضاء المدني، واتهم النظام السابق وأعوانه وفلوله بالوقيعة بين جماعة الإخوان المسلمين والمسيحيين تحت مسمى الفتنة الطائفية.
وعن الانتخابات البرلمانية، قال المرشد العام إن النظام السابق زوَّر الانتخابات بمختلف أنواعها "شعب وشورى ومحليات واتحادات ونقابات واتحادات طلابية"، وأننا حصلنا على 6 آلاف حُكم من القضاء المصري الشامخ، ولكن النظام بجبروته داسها، ولم ينفذ منها حكمًا واحدًا، وأن جماعة الإخوان المسلمين تحملت كثيرًا من الاضطهاد والاعتقالات والزج بأعضائها وقياداتها في السجون المصرية، وإننا كنا نبني مؤسسات لخدمة أبناء مصر دون تفرقة بين مسلم أو قبطي.
وقال إن مصر ستنتخب مجلسيها "الشعب والشورى" بحرية ونزاهة، وإن كان هناك تخوف من الكتلة التصويتية لجماعة الإخوان المسلمين فأعلنتها أمام المجلس العسكري وقياداته لنتحالف جميعًا، ونقدم قائمة بأفضل ما لدى جميع القوى ونقدمها للشعب المصري في الانتخابات المقبلة؛ لتصبح تلك الكتلة التصويتية سندًا للجميع وليست ضد أحد.
ووجه فضيلته رسالة للأحزاب أكد فيها أن جماعة الإخوان المسلمين ليست خصمًا لكم، بل هي رصيد لكم وسنعمل قائمة توافقية مع الأحزاب المختلفة لخوض الانتخابات.
وأكد د. بديع أن النظام البائد كان يوقع بين أبناء الجسد الواحد في مصر و فلسطين؛ حيث أوقع بين حماس وفتح طيلة 4 سنوات الماضية، وتم الصلح بينهما في 4 ساعات بعد الثورة، معربًا عن سعادته بالشاب المصري أحمد شحات الذي لا ينتمي إلى أي جماعة إسلامية، ووجه درسًا مرعبًا للكيان الصهيوني يقول لهم فيه ما زال المصريون بخير.
وردًا على سؤال أحد الحضور عن علاقة حزب الحرية والعدالة بالجماعة، أكد أن علاقة الجماعة بالحزب علاقة الأم بالابن، وأن الحزب تابع للجماعة، وأن حزب الحرية والعدالة لن يكون هو الحزب الوحيد الذي يمثل الإخوان، بل ستنشأ أحزاب أخرى وستعمل الجماعة دائمًا على إنشاء العديد من الجامعات والمستشفيات والفضائيات لخدمة المجتمع المصري والعالم الإسلامي فيما يرضي الله ورسوله.
واختتم المرشد المؤتمر بدعوته لجميع طوائف وتيارات وأحزاب الشعب المصري بتوحيد الطاقات من أجل بناء وخدمة مصر؛ "لكونها أمانة في رقبتنا وللنهوض بها لتستعيد دورها الرائد والمحوري في المنطقة والعالم كله وإننا حارس للثورة ودماء شهدائها تنادينا".
وعقب المؤتمر، قام المرشد العام بزيارة مقر محافظة قنا تلبيةً لدعوة من المحافظ اللواء عادل لبيب، رافقه خلالها الدكتور محمد كمال وهشام القاضي نائب الإخوان بمجلس الشعب في برلمان 2005م.
وأكد فضيلة المرشد العام خلال اللقاء مع اللواء عادل لبيب ضرورة تضافر جهود كل القوى السياسية مع الجهود الرسمية لتحقيق التقدم المنشود لبلادنا، والنهوض بالوطن في كل المجالات.

وفي صباح يوم الأربعاء، زار المرشد العام محافظة الأقصر؛ حيث قام بجولة تفقدية داخل المحافظة بدأها بزيارة ميدان أبو الحجاج والذي يوصف بـ"تحرير الأقصر"، ثم زار مسجد أبو الحجاج الأقصري والذي يعد من أشهر الآثار الإسلامية بالأقصر، ثم توجه إلى معبد الأقصر الذي يعد أحد أهم الآثار التاريخية عبر التاريخ.
وأثناء جولته بمعبد الأقصر أظهر د. بديع اهتمامًا بالحضارة الفرعونية، حين رأى امتزاج مسجد أبو الحجاج بمعبد الأقصر علَّق قائلاً: "هذه هي مصر وهذا هو شعبها منذ القِدَم، وهذا هو أبلغ رد على من يزايد على وحدة طوائف الشعب المصري، هنا في الأقصر حيث تمتزج الحضارة الفرعونية بالحضارة الرومانية والحضارة الإسلامية".
كما أضاف أن الشعب المصري شعب طَيِّع تمتزج فيه الثقافات والقيم، وهو خير أجناد الأرض، فعلى المسئولين أن يضعوا له نظامًا يسير وفقًا له ولا يتركوه يسير بغير هدى.
وقال: "واجب المصريين أن ينشروا ثقافة الترحيب بالضيف الذي جاء لمشاهدة قصص الأمم الأخرى السابقة"، مشيرًا إلى أن الحضارة المصرية تمد نوعًا من الإعجاز شارك فيه المصريون بخامات مصرية خالصة من حجارة وألوان.
وطرح المرشد العام رؤية الإخوان حول السياحة قائلاً: "بصراحة لا أحد يختزل السياحة في قضايا خلافية ومشكلات جانبية، ولا بد أن تكون النظرة أعم وأشمل خصوصًا في بلد مثل مصر لديها كل أنواع السياحة الثقافية والعلاجية والترفيهية والدينية فالسياحة تمثل عصب اقتصاد الدولة و90% من أبناء الأقصر يعملون فيها".
ثم أشاد بامتزاج الثلاث حضارات الفرعونية والقبطية والإسلامية في معبد الأقصر؛ حيث يوجد به كنيسة قديمة أقيمت على أطلال المعبد وكذلك مسجد أبو الحجاج، واعتبر أن حماية هذه المقدسات واجب على المصريين جميعًا، قائلاً: "لو لم نكن كذلك لهدمت منذ زمن منذ دخول عمرة بن العاص الذي أعاد الرهبان من الصحاري إلى مصر".
ووصف المرشد العام المجتمع المصري بأنه خلطة غير موجودة في العالم كله وشبهه بخلطة الكشري ممتزج ومتماسك.
وخلال جولته سارع العاملون بمعبد الأقصر بتحية المرشد، الذي التقى عقب الزيارة بالسفير محمد عزت سعد محافظ الأقصر بناءً على الدعوة التي تلقاها، في ختام زيارته للمحافظة.
ورافق فضيلته خلال الزيارة عمار حسن حنفي نائب مسئول المكتب الإداري لإخوان قنا ومحمد موسى شحات مسئول الإخوان بالأقصر ورمضان عبد الحميد أمين" حزب الحرية والعدالة".
ودعا د. بديع محافظ الأقصر إلى ضرورة الاهتمام بالآثار المصرية وحسن عرضها وتقديمها للسائح، واصفًا إياها بالكنز الذي يجب المحافظة عليه، مؤكدًا أن جماعة الإخوان المسلمين غنية بالكفاءات في كل المجالات، وهي تضع هذه الكفاءات خدمةً لمصر في أي وقتٍ وفي أي مكان.
من جانبه أثنى السفير عزت سعد محافظ الأقصر على جهود الإخوان المسلمين في المحافظة من خلال عملهم في اللجان الشعبية وسعيهم الدائم لحل العديد من الأزمات والمشكلات.
المصدر
- خبر:المرشد العام في قنا والأقصر.. تغطية شاملة . موقع إخوان أون لاين