المرأة الجزائرية.. هموم وقضايا خاصة
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
محتويات
مقدمة
- يجب أن نصنع رموزًا نسائية على مستوى التحدي الذي يواجهنا
- الإعلامية لا بد أن تحمل التصور الإسلامي الواعي
- تنظيم الوقت ومراعاة الأولويات يحقق التوازن بين مسئوليات البيت والعمل العام
لم يعد يخفى على أحد حاجة الأمة لتفعيل مساهمة المرأة المسلمة في كافة المجالات جنبًا إلى جنب مع الرجل؛ لتواجه التيارات المختلفة ضدنا فتصنع قرارًا، وتوجه رأيًا عامًّا، وفي لقاءٍ مع الدكتورة صليحة بنت عاشور أستاذ المواد القانونية وعلوم القرآن بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بجامعة ورقلة بالجزائر.. كان هذا الحوار الذي يرمي بظلاله على أحوال المرأة المسلمة في الجزائر:
- نود في البداية التعرف على شخصك الكريم.
- اسمي صليحة بنت عاشور مـن مواليد 18يناير 1968 م بقرية تالخمت، دائرة رأس العيون من ولاية باتنة، إحدى ولايات الشرق الجزائر ي المسماه منطقة الأوراس.
- تتلمذتُ في المرحلة الابتدائية في القرية مسقط الرأس، ثم انتقلت إلى دائرة مروانة؛ حيث مرحلة التعليم المتوسط، وفي هذه المرحلة اُخترت كأحسن خمسة تلاميذ على مستوى الولاية لنبعث إلى فرنسا؛ في بعثة خاصة للنجباء الجزائريين في رحلة في طابع ترفيهي.
- ثم انتقلت إلى المرحلة الثانوية- شعبة الرياضيات- حيث تحصلت على شهادة البكالوريا بتفوق، وكان معدلي يسمح لي باختيار أحسن فروع العلوم التقنية والدقيقة ولكن أبيت إلا أن أختار العلوم الإنسانية، وبالضبط كلية العلوم الإسلامية التي فتحت أبوابها لأول مرة آنذاك 1987 -1988 م، ودرست بها بجد ورغبة ملحة، وتخرجت بعد أربع سنوات كأول طالبة على الدفعة بمعدل 16.00/20 هذا التفوق دفع بعميد الكلية أن يتمسك بي كمعيدة في الكلية؛ لتدريس مادتي الفقه والقرآن الكريم، وأن أتولى مهمة إدارية، وهي مساعد إداري رئيسي مكلف بمصلحة الدراسات العليا.
- وبعد مضي عام- ولظروف خاصة- فضلت المشاركة في مسابقة لأساتذة التعليم الثانوي لتدريس العلوم الإسلامية فكان لي ذلك، فقضيت أزيد من عشر سنوات في تدريس هذه المادة مع التحضير لشهادة الماجستير، حصلتُ على شهادة الماجستير سنة 2000 م فجمعت مع تدريس العلوم الإسلامية في المرحلة الثانوية تدريس مادة التاريخ الإسلامي بشقيه المغرب الإسلامي والمشرق الإسلامي، كأستاذٍ مشاركٍ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة باتنة وأنا الآن ومنذ سنتين أستاذ مساعد بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية وكذا كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ورقلة أدرس بعض المواد القانونية كقانون الأسرة، ومدخل للعلوم القانونية، والمنهجية، بالإضافة إلى مادة علوم القرآن.
- وماذا عن النشأة ودور الأسرة فيما حققتيه؟
- نشأت في أسرة متوسطة الحال معظمها بنات، لكنها أسرة تهتم بالعلم؛ حيث كان الجد (أب الأب) معلم قرآن كريم، مفتٍ يُستفتى في أمور الدين والدنيا، والعم من بعده كذلك، والأب يحفظ القرآن، والأم تحرص أن تُعلِّم بناتها أحسن تعليم، والحمد لله وفقنا إلى حدٍ كبير في تعليمنا وتربيتنا فجزاهما الله كل خير.
- أنشطتك الخيرية والاجتماعية هل عضو في رابطة أو مركز إسلامي أو جمعية إسلامية أو اجتماعية خيرية...أو غيرها.
- كان زوجي رئيسًا لجمعية إسلامية خيرية، اجتماعية، تربوية، ثقافية على مستوى بلدي منذ أوائل التسعينيات فاخترت أن أكون جانبه في كل صغيرة وكبيرة خاصةً ما يتعلق بالفرع النسوي والشئون النسوية الذي تأسس بانضمامي إلى الجمعية، ولمَّا انصرف زوجي إلى العمل في قطاعٍ آخر وهو العمل السياسي بقيت في العمل الخيري مع رئيس آخر، كنائبٍ رئيس الجمعية، ثم زاوجت بين العمل الخيري والعمل السياسي.
- هل لك أنشطة في مجال الدعوة الإسلامية؟
- ننظم في صيغة عمل جماعي بين الفينة والأخرى ندوات، ومحاضرات، ودورات، ومعارض، وملتقيات سواءٌ في إطار العمل الخيري أو الحركي، خاصةً حول الأسرة والطفل، والآفات الاجتماعية، والقضية الفلسطينية وغيرها من قضايا الأسرة والمجتمع والأمة، فنستضيف لها أساتذة ودكاترة مختصين، وقد أجد نفسي باختيارٍ من إخواني وأخواتي ضمن مَن ينشط ويفعل ويوجه ويحاضر من خلال هذه الأنشطة.
- هل يشجعك زوجك؟ ولماذا؟ وما دور الجانب الاجتماعي بصفةٍ عامةٍ في حياتك؟
- للزوج الفضل الأكبر بعد فضل الله- سبحانه وتعالى- في توجيه رغباتي وميولاتي إلى هذه المجالات الخيرية والدعوية، بعد أن وجد الاستعداد المطلوب في شخصي، فهو الذي ساعدني على حمل رسالتي وتبليغها، وقد جاء دفعُه لي إلى هذا المجال لقناعته الخاصة أنَّ المرأة والرجل يكمل بعضهما البعض، وأنه لن تقوم قائمةً للعمل الخيري والدعوى دون تواجدهما معًا جنبًا إلى جنب، وأن العمل الذي يخلو من شطره النسوي هو عمل أعرج، وكان ذلك تحديًا منه لأهله ومجتمعه الصغير، والوسط الاجتماعي المحافظ جدًا؛ حيث يحظر فيه خروج المرأة إلا لضرورات محدودة، فضلاً عن ترشح في مناصب سياسية.
- ما إنجازاتك في المجال الفكري والعلمي؟
- حصلت على شهادة الماجستير بملاحظة مشرف جدًا من جامعة باتنة تخصص أصول الفقه في مايو 2000 م، ثم سُجلت في العام الموالي مباشرةً في شهادة دكتوراه في جامعة الجزائر ، وأنا الآن بصدد تحضيرها، شاركتُ في ملتقيات علمية دولية ووطنية تنظمها الجامعات، كالمؤتمر الدولي حول الأداء المتميز للمنظمات والحكومات بمداخلة في الاقتصاد الإسلامي، ومداخلة أخرى في ملتقى دولي حول تحليل الخطاب، وملتقيات وطنية حول قانون الأسرة، فدافعت عن الطرح الإسلامي لقضايا الميراث، والولي والمهر وغيرها من المسائل التي كانت آنذاك محل نزاع، ومحل تعديل، وأحاول في كل مرة المشاركة في كل الملتقيات سواءً كانت اقتصادية أو حقوقية أو أدبية أو نفسية لإعطاء البديل الإسلامي، كما أسعى للنشر في مجلات علمية متخصصة وطنية أو دولية بمواضيع بعضها في طريق النشر.
التوازن وترتيب الأولويات
- كيف تحقيقين التوازن بين مسئوليات البيت ومشاغلك خارج البيت؟
- إن تحقيق التوازن بين مسئوليات البيت ومشاغل خارج البيت في تصوري قضية مرتبطة بتنظيم الوقت، وبتعاون الزوجين على جميع المسئوليات داخل وخارج البيت، خاصة إذا كانت الرسالة واحدة، والهدف واحد، والعمل لفكرة واحدة يقتضي منا التضحية لأجل هذا الهدف، وهذه الفكرة، وتذليل جميع الصعوبات التي تقف حجر عثرة في وجه تحقيق المبتغى مع مراعاة سلم الأولويات، وفقه ذلك جيدًا، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة: من الآية 2).
التغريب المكشوف
- ما أهم التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة في الجزائر بالنسبة لتنشئة الأولاد؟
- قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ (التحريم: من الآية 6).
- رغم ما تبذله الأسرةُ المسلمة في الجزائر من مجهوداتٍ جبارة في إطار تربية وتنشئة الأبناء، إلا أن وسائل الإعلام والاتصال التي غزت كل بيت، مع عدم قدرة معظم الوالدين- رغم وعيهما- في التمكن من توجيهها توجيها صحيحًا، أو التحكم في تعامل أبنائهم معها يظل التحدي الأكبر الذي يواجه الأسرة المسلمة، وقد ينجو الأبناء من فخ وسائل الإعلام والاتصال داخل البيت، للوعي اللامتناهٍ للآباء، ولكن ومع خروجهم من البيت يواجهون صفعة تحدٍ آخر، وهي صفعة الشارع المليء بكل صنوف الانحراف والآفات الاجتماعية والتناقضات، وحتى المدارس والمؤسسات التربوية أفرغت من محتواها التربوي، فلم يعد المعلم- لظروف اجتماعية واقتصادية إلا من رحم ربك- ذلك المربي الذي يكمل دور الأسرة، والآن- وفي هذه الأيام- أصبحنا نواجه أكبر تحدٍ في ظل تزايد شهوات العولمة وهو التغريب المكشوف تحت إطار إصلاح المنظومة التربوية، وذلك بإلغاء مادة التربية الإسلامية والعلوم الشرعية من المناهج الدراسية، فكيف ستستقيم هذه الأجيال والأجيال اللاحقة؟!! وكيف ستحافظ على هويتها وانتمائها الحضاري وعقيدتها التي هي صمام عيشها بأمان؟!!.
انتشار الحجاب لا تحدُّه قوانين
- ما أهم التحديات التي تواجه المرأة المسلمة في الجزائر، خاصة بالنسبة للحجاب، التعليم، التدين؟
- لا يوجد في الجزائر- ولله الحمد- مشاكل حول الحجاب، فلا توجد قوانين تحظره كما في بعض البلاد المغاربية المجاورة، فالمرأة لها مطلق الحرية في ارتدائها الحجاب في المؤسسات الحكومية وغيرها، بل والأعـراف والتقاليد خاصةً في بعض المناطق كالجنوبية تحبذ ذلك، وتستهجن الأمر على غير المحجبات، هذا فضلاً عن مقتضيات العقيدة والشريعة التي هي عقيدة هذه المرأة الجزائرية، التي تأمرها بارتداء الحجاب، ومعظم الفتيات المسلمات- ولله الحمد- خاصةً في بداية الصحوة ارتدين الحجاب كزيٍّ إسلامي مفروض من فوق سبع سماوات، ولكن في الفترة الأخيرة ورغم زيادة انتشار الحجاب أكثر- خاصةً في أوساط الطالبات الجامعيات- أصبحنا لا نفرق بين المحجبة وغير المحجبة؛ نظرًا لانتشار الحجاب المتبرج في أوساط الفتيات، بل وأصبح لباسًا مكشوفًا فتَّانًا في حد ذاته لا تتوفر فيه أدنى شروط الحجاب، ولعلَّ ذلك كان مسايرةً منهن للموضة أكثر منه التزامًا بفرض، وهذا تحدٍ آخر.
- أما التعليم: فإنَّ الأمية تكاد تنحصر الآن في الأرياف والقرى، وقد ساهمت الجمعيات الخيرية التي منها جمعية الإرشاد والإصلاح الوطنية تقليل هذه النسبة خاصةً في الأوساط النسوية بجهود نسوية كللت بالنجاح والحمد لله إلى حد ما ولا زالت المساعي متواصلة.
- أما ظاهرة تدين الفتيات في الجزائر فهو بيـن مـد وجـزر، والفتيات فيـها بين طرفي نقيـض، ولعل التيار الذي يتسم بالغلو في تزايد مستمر ونقيضه كذلك، وتبقى الوسطية والاعتدال معادلة تتحقق ببطء، وهذا تحدٍ آخر أمام تيار الوسطية والاعتدال.
- هل ترين المرأة المسلمة واعية لحقوقها؟ ولماذا؟
- حينما أتمعن في قائمة الحقوق المطالب بها من قبل شتى صنوف النساء هنا بالجزائر أجد مفارقةً عجيبة بين أولئك النساء اللائي يبالغن في المطالبة بالحقوق إلى حد الهذيان بحقوق ما أنزل الله بها من سلطان، ولا تقرها الأعراف والتقاليد، وبين صنفٍ يكفيه أن يُقال له إنَّ الإسلام منحك حقوقك كاملةً منذ خمسة عشر قرن دون أن ترغب في معرفة تفاصيل هذه الحقوق، والمرأة المسلمة يجب أن تؤمن إيمانًا جازمًا أنَّ الإسلام منحها حقوقها كاملةً، ويجب في تصوري أن تجمع إلى هذا الإيمان معرفة ما لها وما عليها، وفقًا لقوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (البقرة: من الآية 228)، فالمرأة المسلمة الواعية يجب أن تقف على حقوقها وواجباتها على حدٍ سواء كاملة أو مفصلة في القرآن والسنة، حتى لا تكون إمعة ولا سهلة الانقياد من قِبل تلك الصنوف من النساء- نسأل الله لهن الهداية- فيكون إيمانها بحقوقها وواجباتها مبنيًا على يقين لا تزعزعه أبواق ولا طبول.
زيادة الرموز
- وهل ترينها على مستوى التحدي الذي يُحاك لها من خلال تخصصك؟
- إنَّ الجواب حول هذا السؤال في تصوري يقتضي منَّا قياسًا واستقراءً بسيطًا، فإذا تمعنا وقسنا التحديات التي تواجه المرأة المسلمة هنا في الجزائر، وأحصينا الرموز النسوية التي تقود التيار التغريبي ثم أحصينا الرموز النسوية التي تمثل تيار المرأة المسلمة الواعية فعلاً فإنَّ هذا الصنف الأخير لا يكاد يُذكر أمام الصنف الأول، وأمام التحديات الكبيرة التي تواجهنا مع كل أسفٍ، لذا يجب أن نسعى جاهدات- أكثر من أي وقت مضى- في صناعة رموز نسوية في جميع المجالات وليس في الشريعة فقط، تكون في مستوى التحدي المتعدد الزوايا الذي يواجهنا، هذه الرموز ترد الشبهات والأباطيل وتبادر بمبادرات إيجابية تكون مفتاحَ خير وهداية للأخريات إن شاء الله.
الآفات الاجتماعية
- ما أهم القضايا الاجتماعية والدعوية التي تهتمين بها من خلال تخصصك؟
- قال تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ﴾ (الحج: من الآية 78)، فكل مسلم ينبغي أن يستشعر رسالته في هذا الكون، وهي إقامة التكاليف الشرعية في نفسه ثم تبليغها للناس تبليغًا صادقًا أمينًا وفعالاً، والفضائيات التي تمكننا من تأدية هذه الوظيفة السامية في الوجود كثيرة وواسعة جدًا بسعة معاني كلمة "الخير"؛ لذا فكل مسلم أو مسلمة يجب عليه أن لا يتوانى عن تقديم يد العون للغير خاصة في مجال هداية الناس، وإذا كانت قضايا المرأة والأسرة والطفل والآفات الاجتماعية- في تصوري- هي قطب الرحى في كل قضايا المجتمع، فإنني أرى لزامًا علينا أن نتصدر لمثل هذه القضايا وأن نتطرح البديل والتصور الإسلامي في ذلك وبقوة، ولا ندع المجال لغيرنا يعبث بمثل هذه القضايا الحساسة؛ فالطبيعة تأبى الفراغ، وإذا لم نشغل الحيز شغله غيرنا.
قوانين العولمة
- نلاحظ الهجمة الشرسة على الأسرة المسلمة من خلال الوثائق الدولية مثل وثيقة بكين وغيرها من الوثائق الدولية، ما مدى خطورتها على الأسرة المسلمة وكيف تواجهها؟
- إنَّ أعداءنا أدركوا بما لا يدع مجالاً للشك أنَّ صورة المجتمع الناصع تصنعه الأسرة تحت نار هادئة، مما دفعهم إلى أن يكشروا عن أنيابهم تجاه الأسرة المسلمة، فيسعون من خلال هذه المواثيق الدولية مثل وثيقة بكين إلى سن قوانين في إطار العولمة؛ لخلط أوراق الأسرة المسلمة، وتدجينها وتهجينها، والقائمين على الأسرة المسلمة، يجب أن يتفهموا أكثر من أي وقت مضى هذه المؤامرة على الأسرة المسلمة، وأن يفككوا خيوطها، وأن يوضحوا للرأي العام سمومها وآثارها، وأن لا تزيدهم إلا إيمانًا بذلك المنهج النبوي الأصيل في حماية الأسرة ورعايتها، وأن يفكروا في آليات عملية تكون بمثابة سياج يحمي الأسرة من الانحلال.
تفعيل الدور الإعلامي
- ما اقتراحاتك لتفعيل مشاركة المرأة المسلمة في المؤتمرات الدولية التي تبحث شأن المرأة والأسرة؟ وهل ترينها بصفة خاصة والنشاط الإعلامي بصفة عامة فعالة للتحدي بالتصور الإسلامي؟
- إنَّ النشاط الإعلامي ثغرة من ثغور الإسلام الواسعة والعملاقة التي لا يتم الواجب إلا بها، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وإني لأعتقد أن الواقفين على هذه الثغرة من أبنائنا وبناتنا أناس قابضين على الجمر، كيف لا والساحة أصبحت ميدانًا واسع لمعركة صراع حاد الرابح فيها مَن يملك المعلومة ووسائل الإعلام ويحسن إدارتها، وخاصة إذا كانت الواقفة على هذه الثغرة امرأة مسلمة تحمل التصور الإسلامي واعية بدورها مطلعة على خبايا المؤامرات- حيث تعج الساحة بصنوفٍ من النساء يحملن مشاريع تهديم- تملك الخبر والمعلومة والتوقيت، ويمكنها أن تصنع قرارًا وتوجه رأيًا عامًّا، وتدفع بأخواتها إلى الميدان في الوقت المناسب مع تزويدهم بما يلزم، وإني أرى أن تفعيل مشاركة المرأة المسلمة في المؤتمرات الدولية التي تبحث شأن المرأة والأسرة دور تشارك فيه خاصة المرأة الإعلامية الواعية، ومن اقتراحاتي لتفعيل مشاركة المرأة المسلمة في المؤتمرات الدولية ما يلي:
- 1- العمل في إطار جماعي مؤسساتي بعيدًا عن الجهود الفردية والعشوائية.
- 2- الإلمام بموضوع المؤتمر وفقهه فقهًا جيدًا من الناحية القانونية الوضعية والناحية الشرعية، والناحية النفسية والاجتماعية وغيرها.
- 3- تقسيم جوانب الموضوع على أفراد كل حسب التخصص.
- 4- الطرح العلمي الموضوعي بعيدًا عن الطرح العاطفي.
- 5- طرح التصور الإسلامي في صيغة قوانين مع مراعاة ضوابط التقنيين وشروطه، والإطلاع على تجارب الأمم في ذلك.
- 6- البحث عن نقاط مشتركة بيننا وبين التيار المناهض للعولمة، وتفسخ الأسرة في المجتمعات من غير بني جلدتنا خاصةً منظمات حقوق الإنسان.
تفويض لصرح الأسرة
- باعتبارك أستاذة جامعية كيف تنظرين إلى ظاهرة الزواج العرفي في دائرة الفتيات والشباب الجامعي؟
- إن ظاهرة الزواج العرفي وإن كانت غير منتشرة في الجزائر، بل أرى أنها تكاد تكون منعدمة، إلا أنها كظاهرة عامة هي ظاهرة خطيرة تفوض صرح الأسر والمجتمعات ومن ثمَّ الأمة، وإن الحل الإسلامي لهذه الظاهرة هو الحل الذي يجب أن يقتضي ويجب أن تدرك قبل أن يستفحل خطرها، وذلك في نظري بالالتفاف حول الولي وإعادة مكانته واعتباره في الزواج.
- ما تقييمك للفتاة الجامعية في ظل الصحوة؟
- بعد العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، والتي كان لها التأثير السلبي الكبير على الصحوة في الجزائر، وعلى المجهود الدعوي الذي كان قبلها وأثناءها، ظهرت ثلاثة تيارات في أوساط الفتيات الجامعيات: تيار يتميز بالغلو غرر بهن على حد انقطاع الطبيبات منهن والمهندسات عن الدراسة، ويقابله تيار غارق في التنصير، والمخدرات.. وغيرها، وتيار معتدل يصارع الأمواج العاتية للإفراط والتفريط، يلزمه الصبر والعمل الهادئ الهادف لينقذ ما أمكن إنقاذه، وإني رغم هذه التحديات الكبيرة لا أخفي تفاؤلي بالمستقبل إن شاء الله.
- إنَّ المرأة المسلمة الواعية هي صانعة الحياة، ومُدرسة الأجيال، إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق، كما يقول الشاعر، وإن قضايا الأمة تخفق في قلوب الأمهات قبل أن تخفق في قلوب أبنائهن وتتشكل حليبًا في صدر الأمهات قبل أن ترضع فتصير دمًا في عروق أبنائهن.. وإني لأرى هموم قضايا الأمة خاصة القضية المركزية (القضية الفلسطينية)، ثم قضية العراق الآن هي قضايا يجب أن تسري في عروق كل امرأة، وليس الفلسطينية فقط ولا العراقية فقط، فقد قدمت الأمهات الفلسطينيات شهداء أبطال أمثال أحمد ياسين ، الرنتيسي، وغيرهم، وكذلك الأم في الفلوجة وبغداد وغيرها، ولكن كل امرأة في ربوع هذه الأمة الشاسعة فإن المرأة بما أودعه الله عز وجل فيها من عواطف ومشاعر وملكات قادرة على أن تصنع أجيال وتحيي أخرى، وتنهض بالأمة، وإن مصير الأمة بين أيديها ولا ننسى في هذا الأمر المرأة المسلمة الإعلامية التي تستطيع أن توجه رأيًا عامًا، وتصنع قرارًا وتغير آراء بقلمها، فليتوكل الجميع على الله، ولنتمسك بسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وليكن شعارنا نحن لها؟!! والله المستعان.
المصدر
- مقال:المرأة الجزائرية.. هموم وقضايا خاصةإخوان أون لاين