المؤامرة الدولية علي حلب
نافذة مصر - كتبت : MISS W
تعرض الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة بحلب خلال الأسبوعيين الماضيين لقصف وحشي نتج عنه مقتل المئات وجرح وتشريد الآلاف، بهدف استكمال حصارها بعد وقف الحصار عقب معاهدة "جنيف3" فبراير الماضي للضغط علي المعارضة لتفكيك تحالف جيش الفتح والرضوخ لشروط التفاوض الروسية.
وأصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة تقرير أوضح فيه أن ماتتعرض له حلب ما هو إلا محاولة روسية جديدة لفرض الحل السياسي الذي تفضله، مستفيدة من عدم ممانعة أمريكا للضغط على المعارضة لقبول أي حل يسمح بتركيز الجهد على مواجهة تنظيم الدولة، ويدفع روسيا إلى التعاون وتحمل عبء أكبر في هذا الشأن.
القصف الروسي لحلب
قامت موسكو بحصار فصائل المعارضة في حلب، وقطع خطوط الإمداد التي تصلها بتركيا، على رأس قائمة الأهداف الميدانية التي سعت إلى تحقيقها. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، أمّنت روسيا غطاء جويًّا لعملية عسكرية واسعة في ريف حلب الشمالي، بدأت أواخر يناير الماضي.
في الوقت نفسه، باشرت قوات النظام السوري التي تشكّل وحدات الحماية الكردية عمودها الفقري، تحت غطاء ناري كثيف من الطائرات الروسية، التقدّم من عفرين في اتجاه الشرق، مشددةً الخناق على طريق حلب أعزاز، على حساب قوى المعارضة السورية التي تواجه تنظيم الدولة الإسلامية.
ثم تمكنت هذه القوات لاحقا من السيطرة على مطار منغ الإستراتيجي الواقع في ريف حلب الشمالي، على طريق حلب أعزاز، واستمرت في التقدم شمالًا وشرقًا على حساب المعارضة في اتجاه الحدود مع تركيا، فسيطرت على مدينة تل رفعت، أحد أهم معاقل المعارضة السورية شمال حلب، قبل أن توقف المدفعية التركية تقدمها في اتجاه مدينة أعزاز.
لكنّ الهدنة التي جرى التوصل إليها بين الرئيسين الأميركي والروسي، يوم 22 فبراير، أوقفت مؤقتًا خطط استكمال حصار حلب إلي أن تم إستكمال ذلك منذ اسبوعين.
موقف الدول الأوروبية من حلب:
أعلن سيرجي لافروف - وزير الخارجية الروسي، أن الهدنة التي أعلنها جيش النظام السوري هي أحادية الجانب وقد تمتد لتشمل مدينة حلب "خلال الساعات القليلة المقبلة".
وطالب لافروف الدول الداعمة للمعارضة التي وصفها بأنها "متشددة" بأن تراعي مصالح الشعب السوري في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، مشيرا إلى وجود تسعين مجموعة مسلحة ملتزمة بالهدنة "ولكن هناك من يريد إفشالها وزعزعة الاستقرار".
فيما وصف السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر حلب بأنها مركز لمقاومة رئيس النظام بشار الأسد، مؤكدا أن "المدينة الشهيدة تتعرض لقصف مستمر منذ 2012".
وأكد السفير البريطاني ماثيو رايكروفت إن "حلب تحترق، ومن المهم أن نركز اهتمامنا على هذه القضية التي تعد أولوية رئيسة".
فيما قال الصليب الأحمر أن مايحدث في حلب بين المعارضة السورية وقوات النظام أدي إلي تفاقم محنة عشرات الالاف من الأسر السورية في المدينة والتي وصفتها اللجنه بأنها أكثر المناطق تضررا من القتال.
بينما أدانت مؤسسة أطباء بلا حدود تدمير مستشفي القدس الذي تدعمه في حي السكري بحلب جراء غارة قتل فيها مالايقل عن 30 شخصاً .
كما يرى هاردن لانغ كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي بواشنطن، والخبير في شؤون الأمن القومي والشرق الأوسط " إن حلب تُركت في وضع عصيب، فلا الإدارة الأميركية ولا أوروبا ولا اللاعبون الإقليميون مثل تركيا والسعودية المشغولة باليمن، يبدو أنهم مستعدون للقيام بعمل تجاه الأزمة الإنسانية في حلب".
قالت الخارجية إن "النظام السوري يصعد الصراع باستهدافه المدنيين، وإن واشنطن تعمل على مبادرات للحد من العنف في سوريا".
وأكدت الخارجية الأميركية أن واشنطن تعتبر وقف إراقة الدماء في حلب أهم الأولويات، وأن الوزير جون كيري أوضح للمبعوث الدولي ستفاندي ميستورا وللمعارضة السورية أن واشنطن حثت روسيا على الضغط على حكومة الأسد لوقف الهجمات على حلب.
ووفق جيمس جيفري - نائب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، فإن موقف واشنطن الضعيف مما يجري في حلب يعود إلى عدم رغبة الرئيس بارك أوباما في التدخل، وإن وزير الخارجية يقوم بعمليات تفاوضية لا تعني شيئا، على الرغم من أن واشنطن يمكنها القيام بالكثير في مثل هذا الوقت لكنها لا تفعل.
وأضاف في تصريح صحفي أن واشنطن تستطيع أن تعلن غدا أنها ستقوم بنشر صواريخ باتريوت في تركيا، والأتراك سيكونون سعداء بهذا بحيث تسقط أي طائرة تحلق فوق حلب.
وتابع "كان يمكن أيضا لواشنطن أن توجد منطقة آمنة لوقف تدفق اللاجئين وحماية الناس من الهجمات التي نراها على التلفزيون، كما يمكنها أن تقدم صواريخ مضادة للطائرات لبعض قوات المعارضة "كي تستهدف الطائرات المهاجمة، لكنها لم تقم بأي من هذه الإجراءات".
الحل الروسي للأزمة السورية
بعد إثبات روسيا قدراتها العسكرية، تحاول الآن الضغط للإبقاء علي الأسد كحل سياسي من وجهه نظرها وقد ظهرت معالم هذا الضغط في نهاية مارس الماضي خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو ولقائه بوتين.
حيث اقترح الروس على كيري أن يتمّ الإبقاء على الأسد، وحتى السماح له بالترشح للانتخابات المزمع إجراؤها نهاية المرحلة الانتقالية، في مقابل تعديل الدستور وتحويل نظام الحكم من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني، على نحوٍ يصبح فيه الرئيس منتخبا من البرلمان بدلًا من الشعب ويتمتع بصلاحيات بروتوكولية، في حين تحصل الحكومة الموسعة التي سيجري تشكيلها من النظام والمعارضة ومستقلّين على السلطات الحالية التي يحظى بها رئيس الجمهورية، بما في ذلك السيطرة على الجيش والأمن.
ويبدو أنّ كيري وافق على الطرح الروسي، وعلى أن يكون التركيز خلال المرحلة المقبلة على تعديل الدستور، بدلًا من التركيز على موضوع هيئة الحكم الانتقالي كما تطالب المعارضة، وأن يتمّ الانتهاء من ذلك بحلول أغسطس المقبل.
وخلال الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة في جنيف، والتي انطلقت منتصف الشهر الماضي، حاولت موسكو فرض أولوية تعديل الدستور وتشكيل حكومة موسعة على المعارضة، متبنّيةً وجهة نظر النظام السوري.
وحاولت موسكو الضغط على المعارضة لقبول هذا المقترح من خلال الضغط عسكريًا قبل المفاوضات وأثناءها، وكذلك استخدام القضايا الإنسانية التي كان يفترض أن تكون خارج إطار العملية التفاوضية، مثل إيصال المساعدات الغذائية إلى المناطق المحاصرة وإطلاق المعتقلين، التي نص عليها القرار الأممي رقم 2254.
لكنّ تمسّك الهيئة العليا للمفاوضات بموقفها الداعي إلى إنشاء هيئة حكم انتقالي لا يكون الأسد جزءًا منها، ثمّ قيامها بتعليق مشاركتها في المفاوضات استجابة لضغوط فصائل عسكرية، دفعا موسكو إلى رفع مستوى الضغوط على مستويين، ميدانيًا، من خلال استئناف قصف حلب ومحاولة إطباق الحصار عليها من خلال قطع طريق الكاستيلو.
شروط روسيا لضم حلب للهدنة:
حدد لافروف شروطا لإدخال حلب في نظام التهدئة الذي تم التوصل إليه بالتوافق مع الأميركيين، حيث أكد أن على قوات المعارضة المعتدلة والمؤيدة للهدنة أن تخلي مدينة حلب إذا كانت تريد ألا تستهدف، فضلا عن تأكيده بأن وقف النار لن يشمل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية المصنفيْن في قرار مجلس الأمن رقم 2254 كتنظيمات إرهابية
إيران تدعو لتجنيد الأطفال:
ودعت إيران لتجنيد الأطفال لإنقاذ الدولة العلوية بسوريا والدفاع عن المذهب الشيعي والدفاع عن حليفها بشار والقتال في العراق لحماية الأضرحة .
كما أظهرت في مقطع فيديو بثته مجموعه من الأطفال يتعهدون ببذل أرواحهم فداء ل علي خامنئي - مرشد إيران، وبحمل السلاح لتحرير سوريا والعراق.
وياتي ذلك عقب الإعلان عن نشر قوات نظامية إيرانيه في سوريا للمحاربة وسط قوات النظام .
هل تتدخل تركيا عسكرياً في سوريا:
تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي فيديو منسوب للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدد فيه بتدخل الطيران التركي لحماية السوريين من نظام الأسد بعد مجزرة حلب
حلب على التواصل الإجتماعي:
عقب حرق حلب ومحاولة إبادة أهلها، دشن نشطاء علي مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك وتويتر #حلب_تحترق لإيصال رسالة للعالم أجمع بأهمية حلب وبيان الصورة الصحيحة لما يحدث بها.
كما قاموا بمبادرة لإغلاق الفيس بوك لمده 24 ساعه بعد تجاهل إدارة الفيس بوك الاحداث المؤسفة التي شهدتها حلب، علي عكس ما حدث من قبل مع تفجيرات فرنسا وبروكسل وغيرها.
وهو ماكشف عن عنصرية الغرب تجاه المسلمين والعرب وتسبب في إستياء عدد كبير من مستخدمي الفيس بوكـ كما قاموا بحملات للضغط علي مارك زوركبيرغ للمساعدة في توجيه رساله للعالم أجمع وسط صمت الملوك والرؤساء العرب.
وبالفعل إستجاب لهم مارك زوركبيرغ مؤسس الفيس بوك ووعدهم بنشر قضية حلب وإيصال صوتهم ومساعده حلب خلال رساله وجهها للنشطاء علي صفحته علي الفيس بوك حيث كتب " فيس بوك سيقوم بتقديم الدعم والتغطية الإعلامية لإنقاذ حلب وأيضاَ التواصل مع الأمم المتحدة ومكاتب اليونسكو، شكرا لتذكيرنا ، نحن نهتم بكل الناس علي حد سواء ونحن نعمل بجد للمساعدة الأشخاص الذين يعانون في كثير من هذه الحملات بما في وسعنا.
فيما دشن مستخدمي تويتر عدد من الهاشتاجات هي #حلب_تحترق، #انقذوا_حلب، #حلب تباد، وتصدر هاشتاج #حلب_تحترق التصنيف اليومي لتويتر ونشر النشطاء عدد من الصور التي تعبر عن الدمار الذي يحدث بحلب.
حلب في عيون الصحافة:
إهتمت العناوين الرئيسية لبعض الصحف العالمية بموضوعات الحرب في سوريا والقصف الوحشي لمدينة حلب وإمكانية التوصل لاتفاق سلام بوساطة روسية أميركية ووثائق مسربة تكشف تواطؤ النظام السوري مع تنظيم الدولة الإسلامية.
حيث نشرت صحيفة تايمز البريطانية أن نظام الأسد كان يتواطأ سرا مع تنظيم الدولة بحسب وثائق حصلت الصحيفة على نسخة منها أعطاها منشقون عن التنظيم لشبكة سكاي نيوز البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق تؤيد مزاعم بأن الرئيس الأسد تسامح ورعى الجماعة الإرهابية لتقويض المعارضة الرئيسية، وأحد الأمثلة على ذلك هو استعادة النظام مدينة تدمر الشهر الماضي، حيث يزعم أن انسحاب تنظيم الدولة من المدينة كان بترتيب واتفاق مع قوات الأسد، وهناك أيضا ما يشير إلى تجارة نفطية بين النظام والتنظيم.
وفي مستهل مقاله بصحيفة فايننشال تايمز أشار الكاتب غيديون راشمان إلى القصف الوحشي الأخير لمدينة حلب الذي أودى بحياة أكثر من مئتين من أهلها، وكيف أن انهيار الوعود بوقف إطلاق النار الهش في سوريا زاد المعاناة في الحرب الدائرة منذ خمس سنوات بتشريد ملايين اللاجئين.
ومع كل هذا البؤس يرى الكاتب أملا وإمكانية في أن تشهد هذه السنة تطورات كبيرة وإيجابية، أولها دحر تنظيم الدولة عسكريا بفقده أهم معقلين له في سوريا هما بلدتا الرقة ودير الزور، والتطور المهم الثاني سيكون تحقيق اتفاق سلام بين النظام السوري والثوار من "غير الجهاديين".
وقالت واشنطن بوست بافتتاحية لها إن قصف المستشفيات والمخابز وأسواق الأغذية يجب ألا يكون مفاجئا لمروجي "وقف إطلاق النار" فهو مخطط للنظام معلن من قبل ومعلوم لدى كل الأطراف الداخلية والخارجية، مضيفة أن هذا القصف للمدنيين بحلب يجب أن يحث واشنطن لتغيير سياستها في سوريا.
المصدر
- تقرير:المؤامرة الدولية علي حلبموقع:نافذة مصر