اللحية .. بين الداخلية والأوقاف

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
اللحية .. بين الداخلية والأوقاف


بقلم : الشيخ عبد الخالق حسن الشريف

مسئول قسم نشر الدعوة بجماعة الإخوان المسلمين

كثر الكلام حول إطلاق بعض أفراد الشرطة اللحية بين مؤيد ومعارض بل منهم من سخر من الأمر كله, ومنهم من علق مشكلات مصر كلها أمام هذا الأمر, ومنهم من أشار بصراحة أو بلمز إلى القيادات الإسلامية في مصر وأن هناك توجها نحو التشدد والإلزام.

كل هذا رأيته ولم يكن جديدا فكل هذه الأفكار وهذه الأساليب قد عرفناها وعايشناها ولكن الذي أثار حفيظتي وانتباهي حديث بعض العلماء كجهات ذات اختصاص أو كأفراد عن هذا الأمر بأسلوب لا يتفق مع المنهج العلمي الشرعي.

وسرعان ما عادت بي ذاكرتي إلى فضيلة الإمام الأكبر الأسبق الشيخ جاد الحق على جاد الحق- رحمه الله- , والرجل لمن لم يعرفه عالم أصولي فقيه وقاض شرعي عميق البحث في فتواه دقيق العبارة لقد سأل الرجل- رحمه الله- كما ورد في كتاب بحوث وفتاوى إسلامية في قضايا معاصرة- الجزء الثالث- الصفحة 510 طبعة دار الحديث.

سُأل الإمام عن إطلاق المجندين- وهم الجنود العسكريين حقيقة- اللحى , وأن قسم القضاة العسكري طلب الإفتاء بخصوص ذلك الموضوع, وبدراسة ما ورد في فتوى الإمام- رحمه الله- نجد الآتي:

1- أن القضاء العسكري طلب الإفتاء قبل اتخاذ القرار, أما وزارة الداخلية- وهي شرطة مدنية- قد أسرعت بإحالة من التحى إلى التحقيق.

2- ذكر الإمام الحكم الشرعي لإطلاق اللحية وانتهى إلى الآتي:

أ: إطلاق اللحية أمر شرعي مرغوب فيه في الإسلام وأنه من سنته التي ينبغي المحافظة عليها.
ب: أن إطلاق المجندين اللحى إتباع لسنة الإسلام يجب ألا يؤخذون عليها ولا يجبرون على إزالتها.
ج: أنهم في هذا الفعل مقتدين برسول الله- صلى الله عليه وسلم- فكيف يعاقبوا على ذلك.
د: أن الصالح العام ترغيب المجندين وغيرهم باتباع الدين فرائضه وسننه ففي هذا حفز لهممهم ودفعهم لتحمل المشاق.
ه: أن امتناع الأفراد الذين أطلقوا اللحية عن إزالتها لا يعتبر رافضين عمدا لأوامر عسكرية , لأن فعلهم لا يتصل من قريب أو بعيد بمهمتهم أو تقلل من جهدهم.
هـ: أن الله عاب الناهين عن طاعته وتوعدهم [أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى] العلق: 9- 14 ولا أدرى ماذا أقول بعد هذا العرض الموجز لقول الإمام الأكبر فضيلة الشيخ / جاد الحق على جاد الحق- رحمه الله- إلا الآتي:

- إطلاق اللحية لن يؤخر حل مشكلات مصر, و إلا فعليكم الذهاب إلى مجلسي الشعب والشورى وطلب حلق اللحية لجميع الأعضاء الملتحين حتى تحل مشكلات مصر سريعا.

- وجود الملتحين الراغبين في الداخلية والجيش يزيد من مكانتهم في المجتمع.

- كثير من دول العالم( مسلم أو غير مسلم) مثل باكستان والهند يوجد في جيشهم وشرطتهم ملتحيين.

- ثم أين الحرية التي يتشدق بها المتكلمون , وهل في إطلاق اللحية تعدٍ على أحد أو هتك لحرية أحد كفانا استعباد وذل حيث كانت تمنع المحجبة من التلفزيون والعمل كمضيفة إلى غير ذلك.

- نعم مشكلات مصر كثيرة ولكن ما علاقة إطلاق اللحية بذلك, وماذا سيحدث لو قبلت الداخلية ذلك باعتباره حق للإنسان أن يطيع ربه, وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

- أما من تكلم من أهل العلم فلا أقول إلا رحم الله الإمام الأكبر جاد الحق على جاد الحق.

ثم أقول للجميع :

يا سادة أرحموا كل من يريد إقامة شرع الله وسنة رسول الله في نفسه أو يدعو إليها طالما أنه يتكلم ويعظ بالحسنى ولا يؤذي غيره فإذا كان هذا حق أعطاه الله لكل مسلم في الأمور العامة فكيف فيما هو في خاصة نفسه ولا يؤذي أحدا.

بعد هذا أتوجه إلى وزارة الأوقاف والأزهر الشريف( بالوعظ / الجامعة بفروعها / المعاهد الدينية بمراحلها المختلفة)

دعونا نقرر أولاً ما نراه من حكم فقهي بالنسبة للّحية وهو أن حكمها الندب, ولذا فلا إلزام على أحد, ولكن هل يعقل ممن يدعو الناس إلى اتباع النبي- صلى الله عليه وسلم- ألا يكون قدوة له, أو يكون راغبا عن هديه وسنته وما دعا إليه, هذا ما أتوجه به لكل من يعلو المنابر ويعظ الناس ويدرس للأمة علوم الشريعة, عليكم أن تكونوا قدوة لقد عشت أقبل العذر لمنسوبي العمل الإسلامي من الإخوان وممن يرون رأيهم وهم يحلقون لحاهم بسبب الظروف الأمنية, وكنت أتعجب من الإمام الذي يحلق لحيته, وحتى بعد ثورة الشعب في 25/1/2011 ما زال من الأمة والوعاظ والمدرسين بالأزهر وقلة من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر من هم على هذا الدرب من حلق اللحية, لقد عشنا ورأينا من لا يلتحي حتى إذا أسندت له وظيفة معينة أطلق لحيته فيا ترى هل هذا من مستلزمات الوظيفة؟ أم أن إطلاقها عبادة وطاعة لله, وهل يتأسى برسول الله- صلى الله عليه وسلم- عند الوظيفة ويحل لنا عدم التأسي قبل الوظيفة يؤسفني غاية الأسف أن أرى من يصعد المنبر وهو غير ملتحي أو يدرس العلم الشرعي وهو غير ملتحي.

لقد وجدت نفسي في حيرة بالغة بين وزارة الداخلية وهي تمنع معروفا وسنة لا تضرها وبين الأوقاف والأزهر وهما لا يدعوان من يتحدثوا باسمهم وهم قلاع الإسلام إلى اتباع الهدي النبوي الشريف.

أرشدنا الله إلى الحق وجمعنا على كلمة التقوى وثبتنا عليها... آمين.

المصدر