القيادي ناصيف يكشف عن تعرضه للتعذيب في سجون عباس بالضفة

اتهم رأفت ناصيف القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس الذي أطلق سراحه يوم أمس من سجن وقائي عباس في طولكرم بأن أمن عباس أساء معاملته لدى اختطافه في الثالث عشر من الشهر الجاري، لافتا إلى انه تعرض للشبح المتواصل طيلة فترة احتجازه.
وعن تفاصيل اختطافه المشينة قال ناصيف: " ظهر يوم 13 من الشهر الحالي، وفي لحظة وصولي للبيت فوجئت بوجود دورية من الأمن الوقائي تطلب حضوري إلى المقر بطولكرم، في هذه اللحظات فوجئت أيضاً وجود قوة من الأمن الوقائي في المنطقة وفي ساحة المنزل، وأصروا على أن أستعجل الخروج معهم، وفي ذات الوقت أخذوا بالتفتيش في البيت، لا أدري بحثاً عن ماذا لكن باشروا بالتفتيش في منظر غير لائق على الإطلاق".
واليكم نص الحوار
*بداية بعد أن تم الإفراج عنكم من سجون الوقائي، كيف تم اعتقالك وما هي ظروف الاعتقال؟
الاعتقال تم ظهر يوم 13 الشهر، في لحظة وصولي للبيت فوجئت بوجود دورية من الأمن الوقائي تطلب حضوري إلى المقر، في هذه اللحظات فوجئت أيضاً بوجود قوة من الأمن الوقائي في المنطقة وفي ساحة البيت، وأصروا على أن أستعجل الخروج معهم، تحت شعار أن هذا الأمر مؤيد أن يأتيهم بهذه الصورة، لا سيما أنهم يتعاملون مع شخصية لها مكانة ولها دور خاص كعضو وفد للحوار، وأن هذا ليس بالصورة اللائقة إلى أنه إبعادا عن أي احتكاك ذهبت معهم، هم في ذات الوقت أخذوا بالتفتيش في البيت، لا أدري بحثاً عن ماذا لكن بدأوا بالتفتيش.
خرجت معهم وكان أسلوبهم غير لائق ... في منظر قوة تأتي إلى البيت وتأخذني للاعتقال، وصلنا إلى مقر الأمن الوقائي، عملياً تم شبحي في قسم التحقيق.
الأربع أيام الأولى تم شبحي بشكل متواصل، واقف ومربوط من الخلف ومعصّب العينين، هذا الأمر تم إلى صباح اليوم الرابع بعد صلاة الفجر تم أخذي إلى زنزانة للنوم لبضع ساعات، ثم استمر لكن ما بعد هذا التاريخ ذهبوا بي إلى الطبية بعدها استمر شبحي لكن بصورة أخرى، بحيث كنت أُشبح وأنا جالس على الكرسي بشكل أخف، وبدأت في الزنزانة آخذ قسط من النوم، هذا طبعاً في التحقيق بالإضافة طبعاً إلى جولات تحقيق متعددة.
*ما هي التهمة التي وجهوها إليك؟
ما أخبرتهم به أنا، أنني معتقل سياسي، على خلفية انتمائي السياسي، لكنهم لديهم تبريرات، بالنسبة لنا التبريرات التي تسوقها الأجهزة الأمنية هي أصلاً نقاط مطروحة للحوار، هم يستبقوا الحكم بها من طرف واحد.
*ما هي هذه الأسئلة والتبريرات ؟
أنا سألت سؤال، هل تنظيم حماس محظور، أنا قلت كل مقومات التنظيم وأي مفردة من مفردات التنظيم أو ضرورة من ضروريات التنظيم هي مسموحة، فبالتالي انتم تحاكموني على ضرورة من ضرورات التنظيم فبالتالي قد تكون مثلاً نشاط، قد تكون مثلاً علاقة مع أسر شهداء أو دعم، أو إعالة أسر الشهداء، نحن من ناحيتنا أكدنا أن هذا حق في التنظيم، فبالتالي حتى المبررات التي تساق هي مبررات سياسية ولا يجوز التعامل بها، ومن هنا أنا أقول أنه لا يوجد مبرر حقيقي للاعتقال سوى الانتماء السياسي، وبالتالي الاعتقال كان سياسي بامتياز.
*صف لنا أوضاع السجون أثناء اعتقالك؟
الزمان والمكان الذي كنت أنا فيه، كان عملياً أنا الوحيد في ساحة التحقيق، شاهدت أخوة آخرين في أقسام التحقيق لكن بشكل متقطع وهم في زنازين أو في قسم الزنازين.
ما مورس معي هذا هو توصيفه: لم أشاهد في الزمان والمكان الذي كنت أنا فيه، في مواقع أخرى وفي أماكن أخرى حقيقة لم أتطلع عليها.
*قبل ذلك تحدث محمد شتيوي مراسل الأقصى بعد الافراج عنه أنه كان يسمع صراخ المعتقلين أثناء التحقيق معهم، هل لاحظت هذا أو سمعته؟ أو هل اعتقلتهم وأفادوك بذلك؟
حقيقة ممنوع التواصل ما بين المعتقلين حتى نفهم الصورة عما جرى معهم في فترات سابقة، لكن نحن بناء على قاعدة المصداقية في القول أقول: أنه في المكان والزمان الذي كنت أنا فيه لم يكن في ساحة التحقيق أحد في الموقع الذي أنا كنت فيه في قسم التحقيق في الطابق الأرضي من مقر الأمن الوقائي، كنت أنا الوحيد عملياً في التحقيق المتواصل، كنت أحياناً ألحظ أن بعض الأخوة يشبحوا، ويدخلوا إلى التحقيق ويخرجوا ولكن بشكل عابر ليس بالشكل الذي سمعناه، هناك تحقيق أوسع وتحقيق مركزي يحتاج إلى شهادة من كانوا في الموقع من باب المصداقية، نحن سمعنا عن كثير في الموضوع وتحدثنا فيه سابقاً.
المجمل أخي أن الإنسان الحر لا ينظر هل هو عُذّب أم لم يعذّب، أو هو أهين في السجن أم لم يهان، مجرد تقييد حرية الإنسان في الحر هو إهانة، ومجرد الاعتقال السياسي، ومجرد احتجاز مسئول سياسي أياً كان اسمه هو سعي في اتجاه معاكس لاتجاه الحوار والوحدة الوطنية وتعزيز فرص نجاح هذا الحوار، المبدأ أن الاعتقال نفسه مرفوض، أن استمرار الاعتقال هو إفشال كل فرصة لإمكانية إعادة الوحدة الوطنية.
*أستاذ رأفت، هل تعرضت وأنت هناك للضرب ؟
أنا شخصياً لم أتعرض للضرب، فقط اقتصر على الشبح والتعذيب النفسي، وما كان مركز معي أنا شخصياً هو مسألة الإرهاق النفسي والإرهاق الشخصي، لم أتعرض لإهانات الضرب أو الشتائم ولكن كما قلت أن مجرد الاعتقال هو أشد من الشتائم وأشد من الضرب.
*أنت أكدت أن هناك معتقلين سياسيين، في حين أن عباس وأجهزة الأمن يقولون أن لا معتقلين سياسيين، هذا الانكار في حين أنت نفسك اعتقلت هل كان دلالة واضحة للمصريين؟
لا يستطيع أي إنسان أن يخفي وجود معتقلين سياسيين، المعتقلون السياسيون كما تم في اسبوع التضامن مع الضفة الغربية والذي جرى في قطاع غزة، هناك أكثر من 600 معتقل سياسي قد تكون اعتقالي ومحاولة اعتقال الأخ عدنان عصفور القيادي في حماس واستدعاءه المحاور السابق عن حركة حماس أيام وثيقة الوفاق الوطني، هذه دلالة واضحة (...) يعني اعتقال مستوى القيادة في حركة حماس هذا دليل قاطع، وليس عليه أي لبس أو أي غبر بأنه اعتقال سياسي، فإذا كان ينكر الاعتقال بأنه سياسي فمن باب أولى بأن يكون اعتقال القواعد أو الكوادر أسهل، لكن هذا لا يغير من الحقيقة شيء، كل المؤسسات القانونية تفيد بذلك، حتى أعضاء حركة فتح يقرون بذلك، الشارع الفلسطيني وهو ما يهمنا بشكل أساسي أيضاً كل متابع منصف، الأخوة المصريين الجامعة العربية أي متابع من العرب لا يستطيع أن يشك في ذلك، طبعاً الإنكار يعني الإصرار على ممارسة الاعتقال السياسي والإصرار على أن يكون هناك عقبات في طريق الوحدة الوطنية.
*حركة حماس أبلغت الراعي المصري أنها لن تذهب للحوار إلا إذا تم الافراج عن جميع المعتقلين السياسيين في الضفة، هل وضعت حماس بهذا الاشتراط على الجرح؟
بالتأكيد طبعاً، لا يمكن لحركة حماس أن تترك أبناءها وتذهب لتحاور والعصا على رأسها، حماس تريد أن تذهب لحوار جدي وأول بوادر الجدية أن لا يكون هناك تهديد لأبنائها، أن لا يكون هناك إجراءات وممارسات، أن لا يكون هناك معتقلين سياسيين، لا يعقل أن تذهب حماس لحوار وطني وأبناءها في السجون، لا يعقل أن تذهب حماس لحوار وطني ومؤسساتها وكل ما يتعلق بها مباحة، ونشاطها محظور عملياً في الضفة الغربية ... بالتأكيد ما وضعته حماس كشرط لبدء الحوار، هو موقف اشتراط أخدته حماس بقرار مؤسسي عليه اجماع وما زال هذا قائم كأساس لانطلاق الحوار.
*يتساءل مواطنوا الضفة دائماً عبر اتصالات مع موقعنا، (إلى متى سيبقى هكذا وضعنا ؟) إلى متى أستاذ رأفت سيبقى الوضع هكذا؟
أنا أقول لكل أحبناءنا لكل من يحب حماس ، قبل أن أقول لأبناء حماس، اصبروا وصابروا إن الله لا يضيع جهد وعمل وصبر المؤمنين، اصبروا وصابروا لأنه نحن رسالتنا أكبر من شخوصنا ورسالتنا أكبر حتى من حركتنا ومن كل الحركات الموجودة رسالتنا أن نقوم بواجب شرعي كبير نسمو فيه على جراحنا، ونحن سنكون دائماً كالشجر الذي يلقى عليه الحجارة فيقطف ثمر سنصبر حتى يعجز الصبر عن صبرنا ولكن بالتأكيد هذا الأمر ليس مفتوح تماماً، والحركة ستبقى تتابع معاناة أبناءها وستبقى تعمل على تحقيق الراحة والأمان والاطمئنان لهم إن شاء الله.
*القيادي في حماس خليل الحيّة دعا أبناء حماس إلى أن لا يسلموا أنفسهم لأجهزة الأمن، هذا الموقف الذي دعى إليه الحية، هل كان متخذ من قبلكم، أو أنتم مؤيدين لهذه الدعوة؟
سيدي أنا أقول أننا في حركة حماس نأخذ بالعزيمة ونأخذ بالرخص، بمعنى أننا نعطي الحرية لكل أخ من أبناء حماس أن يتخذ ما يشاء من الموقف بشكل فردي، ونحن وظيفتنا في حماس كمؤسسة أن نحمي هذا الأخ أن ندافع عن هذا الأخ، أن نتابع قضية اعتقاله بهذه الصورة العامة.
أي تكون المصلحة بمتابعة هذا الأمر، قد يكون من حق ابن حماس أن لا يذهب، لكن قد تكون موازنات المصلحة في أحد الأمرين.
*لو تصف لنا أوضاع السجون، هل هي تصلح كسجون، وكيف يتم فيها الاعتقال؟
بداية الاعتقال السياسي هو جريمة، ثم عمليات التي تتم اعتباطاً هي بدون تصاريح وبدون قانون، من المفارقات أنهم علمونا الشفاهية أننا معتقلين على ذمة التحقيق لمدة ستة شهور بقرار عسكري قابلة للتمديد وهذا يعني أنا شخصياً لم أسمع به في العالم.
وضع الزنازين عملياً ضيقة لا تليق بمناضلين ولا تليق بأبناء شعب يضعوا إخوانهم ويضعوا رفقاء دربهم قبل فترة وجيزة في هذا المكان، استمرار الشبح، وممارسة الشبح !! شعبنا ناضل وأسرانا ناضلوا حتى ينهوه ويمنعوه في سجون الاحتلال يأتوا هم ليمارسوه! هذا هو المهم، المهم أن أؤكد عليه أخي أنا دائماً أؤكد على المبدأ أن مبدأ اعتقال أي إنسان وكبت حرية الإنسان الحر هو أقصى من كل الإجراءات المادية، وهو ما ينمي ظاهرة الاحتقان وهو يعزز كل فرص أي توجه نحن قاعدة الاتفاق الوطني والوحدة الوطنية، وممارسة هذا الدور يعني عدم الرغبة في الذهاب إلى حوار وطني.
اعتقال نصيف، ثم عدنان عصفور، أنتم في حماس ماذا قرأتم في مثل هذه التصرفات لأجهزة عبّاس، وهل باعتقادكم أنهم يطلقون رصاصة الرحمة على الحوار الوطني؟
ليس هناك تفسيره لهذا الاعتقال ومواصلته والإصرار عليه وممارسته مع قيادات على المفترض أن تكون لو فتحت الأمور هي من ستحاور لا يمكن تفسيره إلا أنه إصرار وإمعان وتهييج لكل فرص إفشال أي جهد يصف في المصلحة الوطنية وفي مصلحة الحوار الوطني.
*كلمة أخيرة توجهها لأبناء حماس في الضفة الغربية خاصة، ولأبناء الشعب الفلسطيني عامّة؟
أولاً أنا أحب أن أوجه لأهلنا في القطاع كلمة، الذين الآن هم في الحصار وفي المعاناة وفي قمة المعاناة، لا كهرباء المياه مهددة، الصرف الصحي، يمنعوا من السفر، العلاج، الأطفال، الشيوخ، أقول لهم أنتم المثال الذي سنحتذي به، أنتم الصورة الرائعة التي ترسموها ورسمتموها أمام العالم أننا نموت ولن نركع، أننا نقدم أطفالنا ونقدم أبناءنا ولا نخضع أنتم أثبتم حقيقة جديدة وثابت جديد في القاموس السياسي الفلسطيني أنه إن لم نستطع أن نتقدم فلن نتراجع يوماً ما سنصمد ونثبت حتى لو كان حياتنا الثمن حتى لو كان أبناءنا الثمن ما دام هذا في سبيل الله عز وجل وفي سبيل حقوقنا الوطنية وفي سبيل ثوابتنا.
ما أحب أن أوجه لأهلنا في الضفة الغربية؟! ولكن عندما سرنا في هذا الطريق كنا ندرك تماماً أننا سنعاني وأننا سنواجه الصعاب، وأننا أقسمنا أن نتحمل كل ما من شأنه أن يؤذينا في مقابل أن نصل إلى رسالتنا السامية في بأن نرفع راية التوحيد على كل ربوع الوطن، وعلى كل ربوع العالم، نحن نحمل رسالة هداية، ورسالة نور للعالم هذا النور لا بد أن يصطدم بضرر ولكن بالتأكيد دائماً الضرر منزوع.
المصدر:فلسطين الأن