القلق على مستقبل مصر يجمع الأحزاب والقوى الوطنية
(20-07-2010)
كتب- عبد الجليل الشرنوبي
مقدمة

- 35 شخصيةً تُمَثِّل كلَّ التوجهات تتفق على معالم التغيير
- توحيد الجهود ضد الطوارئ والفساد وتزوير الانتخابات
أجمعت 35 شخصيةً مصريةً تُمَثِّل الأحزاب والحركات السياسية والتيارات الفكرية ومنظمات المجتمع المدني على ضرورة إنهاء حالة الطوارئ، والتصدي لظاهرة التعذيب والقتل التي يمارسها النظام، والعمل على إنهاء تلك الظاهرة المشينة، والاستمرار في فضح ظاهرة الفساد، والتعاون الجاد للتصدِّي للفساد، وفضح التزوير في الانتخابات، وتفعيل آليات الرقابة الشعبية على العملية الانتخابية، ودعم الدولة المدنية المصرية ومؤسساتها، وحمايتها من التفكك والانهيار، والعمل الجاد للضغط على النظام المصري بكلِّ الوسائل والطرق السلمية والقانونية لتعديل الدستور، وإصدار قرار جمهوري بقانون يضمن نزاهة الانتخابات.
جاء ذلك في لقاء جرى ظهر اليوم دعا إليه فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين وحضره محفوظ عزام رئيس حزب العمل، و د. أشرف بلبع مستشار حزب الوفد للاتصال السياسي، ومحمد بيومي المنسق العام لحزب الكرامة، والسفير الدكتور عبد الله الأشعل نائب وزير الخارجية الأسبق، وعبد الحليم قنديل منسق حركة كفاية، ود. عاطف البنا أستاذ القانون الدستوري والمفكر القومي والفقيه الدستوري.
ود. يحيى الجمل، والمستشار محمود الخضيري رئيس نادي قضاة الإسكندرية السابق، والسفير إبراهيم يسري، والدكتور عبد الجليل مصطفى (حركة كفاية، 9 مارس)، ود. مجدي قرقر (حزب العمل)، ود. محمد أبو الغار الأستاذ بكلية الطب ( حركة 9 مارس).
والنائب الدكتور جمال زهران عضو مجلس الشعب، وعبد الخالق فاروق الخبير الاقتصادي، ود. سامح نجيب (لاشتراكيون الثوريون)، ود. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية (الجمعية المصرية للتغيير)، ود. منال أبو الحسن أستاذة الإعلام في جامعة 6 أكتوبر، ود. نجلاء القليوبي (حزب العمل)، ود. أسامة الغزالي (رئيس حزب الجبهة الديمقراطية)، ومارجريت عازر الأمين العام لحزب الجبهة، ود. محمود ياسر رمضان نائب رئيس حزب الأحرار، وأنيس البياع نائب رئيس حزب التجمع.
وعبد الغفار شكر (حزب التجمع)، وجورج إسحاق (حركة كفاية)، ورفعت السيد أحمد (مركز يافا)، ومحمد زارع (مركز مساعدة السجناء)، وشادي طه (عضو الهيئة العليا لحزب الغد)، وفاروق العشري (الحزب الناصري)، ود. رفيق حبيب الباحث والمفكر المعروف، ومحمد عصمت سيف الدولة السياسي المعروف، وجمال عيد (الشبكة العربية لحقوق الإنسان)، و د. صلاح عبد المتعال (حزب العمل)، ود. سمير عليش (الجمعية المصرية للتغيير)، والنائب سعد عبود (حزب الكرامة)، وهشام فؤاد (الاشتراكيون الثوريون)، ومصطفى البسيوني (مركز الدراسات الاشتراكية).
وشدَّد المجتمعون على أهمية التنسيق المشترك بين الأحزاب والقوى السياسية والحركات الشعبية، بخصوص الانتخابات القادمة، مع المطالبة بإنهاء حالة الطوارئ؛ حتى تتم الانتخابات في أجواء حُرَّة.
وأكدت المناقشات أهمية حماية ثروات مصر الطبيعية، والتصدي لكلِّ السياسات التي تهدر الثروات المصرية.
وجدَّد المجتمعون رفضهم التدخل الأجنبي في الشأن المصري بصورة قطعية، مع استمرار التشاور الجدي حول كيفية مواجهة النظام إذا أصرَّ على الاستمرار في سياسته في العمل بحالة الطوارئ، وتزوير الانتخابات، وتعذيب المواطنين، واعتقال الأبرياء، ودعوة كل القوى السياسية للتشاور حول مستقبل مصر، وبث رسالة أمل إلى الشعب المصري للنهوض والتفكير بجدية حول دور مصر ورسالتها.
دعوة للإستمرار
واتفق المجتمعون على استمرار اللقاء والتشاور والتداعي إلى كل اللقاءات التي يتم الدعوة إليها في المستقبل القريب، على أن ينبثق عن هذا اللقاء عدّة لجان أساسية لوضع توصياتها والإجراءات العملية؛ لمواجهة التحديات الكبرى وفي مقدمتها:
اللجنة الدستورية: لبحث التعديلات الضرورية؛ لضمان حصول الشعب المصري على حقوقه الأساسية.
واللجنة القانونية وحقوق الإنسان: للبحث في كيفية إنهاء حالة الطوارئ، وضمانات مباشرة الحقوق السياسية.
ولجنة دراسة الانتخابات: لبحث جدوى المشاركة من عدمه، وبحث آليات مواجهة التزوير، وتفعيل الرقابة على الانتخابات، والتنسيق بين القوى والشخصيات السياسية في الانتخابات القادمة.
ولجنة مستقبل الحكم في مصر: للنظر في كيف تستعيد مصر مكانتها ودورها الإقليمي والدولي.
وتلتقي هذه اللجان في الموعد والمكان الذي تتفق عليه؛ لوضع تصوراتها، ثم يتم جمع هذا للقاء خلال شهر من الآن بمناسبة شهر رمضان؛ لإعلان توصياتها.
القلق على مصر

وفي ترحيبه بالحضور قال المرشد العام: أحييكم جميعًا، وأرحب بكم في داركم، وهذه اللحظات قبل أن تُسجل في الأرض تُسجل في السماء.
وأضاف: إن القلق على مصر والرغبة في إنقاذها قد جمعنا كلنا لهذا الهدف أحزابًا وحركات حكامًا ومحكومين مسلمين ومسيحيين رجالاً ونساءً، الكل يقلقه حال مصر ولا يعرف أحد المستقبل.
وقال: الكلُّ يُفَكِّر من أجل إنقاذ مصر؛ لأنها إذا نجت نجونا ونجت الأمة العربية التي تنهض بنجاة مصر، ونرجو أن نخرج من هذا اللقاء لإنقاذ الوطن والأخذ بيد الشعب؛ لإنقاذه والنهوض به.
وأكد الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب أن هذا الاجتماع قيمة في حدِّ ذاته؛ حيث تجتمع القوى المخلصة؛ لنهضة الوطن، فمجرد الاجتماع فيه رسالة بأنه قد آن الأوان أن تجتمع القوى الوطنية من أجل إنقاذ سفينة الوطن.
وأضاف: لعلكم جميعًا تعرفون ما يمرُّ به الوطن على المستوى الداخلي من إهدار لقيمة الوطن والمواطن الذي تراجعت قيمته، وأصبح لا يساوي في قيمة النظام شيئًا، وكذلك بعد أن كانت مصر رائدةً للوطن العربي ولمسيرته تراجع دورها للحال الذي نعلم جميعًا، ففي الداخل نرى مظاهر الاستبداد والفساد الذي نعاني منه جميعًا، ونحن في هذه الأيام وخلال الأشهر القليلة القادمة نستقبل انتخابات برلمانية ورئاسية يتحدد من خلالها مصير هذا الوطن، فماذا نحن فاعلون؟
وما هي كلمة القوى الوطنية؟ من أجل هذا كان هذا اللقاء وهذا الجمع المبارك؛ لنتحاور لعلنا نخرج بتوصيات نحيلها لإضاءات وواقع نتصدى من خلاله للفساد والاستبداد والتزوير، وهذه هي محاور الحديث اليوم.
كما وجَّه فضيلة المرشد العام الشكر للحضور، وقال: نحن لا ننوب عن مصر، ولا نستثني أحدًا، ولم نستثن أحدًا لأننا لا نقبل أن يستثنينا أحد، ومصر مريضة وستُشفى بإذن الله على أيديكم، وأنتم مسئولون لإيصال دعوة لكل من لم يحضر اليوم أو اعتذر أو كل شريف لم نعلمه ولم تصله دعوتنا.
وأضاف أن الإرادة الإلهية في التغيير فوق إرادة البشر، والإرادة الأخرى هي إرادة الجماهير ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)﴾ (البقرة)، هذه سنن كونية من سنن الله، والشعب المصري بدأ يستيقظ.
وأكد أن جماعة الإخوان المسلمين سعيدة بهذا اللقاء، وستنقل كل الآراء لقواعدها، ولم نتخذ قرارًا بالمشاركة بعد، والقرار لمؤسسات الجماعة.
وأضاف أن الأهم من قرار المشاركة أو المقاطعة هو أن يكون القرار من الشعب، وأن يتحرك به الشعب، ولن يضيع حق وراءه مطالب، ولن يستطيع أحد أن يسجن الشعب، ومن يحاول فهو المسجون والمقهور والمقبور، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
واختتم فضيلة المرشد العام الاجتماع بتلاوة نداء وقَّع عليه الحضور، وحمل عنوانًا من كل القوى السياسية والوطنية المجتمعين في "حوار القوى السياسية والوطنية".
جاء فيه:
- "يا كل أبناء هذا الوطن العزيز، صاحب التاريخ العريق، بشعبه ومقدَّراته ومواقفه على مرِّ العصور.. لا يخفى عليكم ما وصل إليه حال مصر وتراجع مكانتها على المستوى الداخلي والخارجي، وهذا ما يقضُّ مضاجعنا ويجعلنا جميعًا نفكر كيف ننقذ مصر لتغيير الأوضاع فيها إلى ما يليق بها كما عرفها العالم على مرِّ التاريخ.. شعب مجاهد، رفض كل صور الظلم والاستبداد والفساد وتصدَّى لكل صور الهيمنة الأجنبية والاحتلال العسكري".
وأضاف النداء:
- "يا كل مصري.. يا كل مصرية.. يا كل شاب.. يا كل فتاة.. يا كل مسلم.. يا كل مسيحي.. في كل مواقع العمل والمسئولية على هذه الأرض.. وابن أو ابنة لهذا الوطن، تمسك بكل حقوقك، وطالب بها، ولا تسمح لأي أحد أو أية قوة أن تسلب منك حقوقك، ونحن جميعًا نقف معك ومع مصرنا الحبيبة؛ حتى نستردَّ حقوقنا وحقوقها، ولن يضيع حق وراءه مطالب.. (وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُوْنَ) (يوسف: من الآية 21).
وكان عدد من المدعوين قد اعتذر عن عدم الحضور لظروف طارئة، وهم: د. وحيد عبد المجيد "نائب مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ(الأهرام)"، وأحمد سيف الإسلام حمد "مدير مركز هشام مبارك"، وحافظ أبو سعدة "مدير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان"، وضياء رشوان "الباحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ(الأهرام)"، ود. عمرو الشوبكي "الباحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ(الأهرام)"، والمستشار سعيد الجمل، ود. مصطفى كامل السيد "أستاذ العلوم السياسية"، وحسين عبد الرازق "عضو الهيئة العليا لحزب التجمع".