القدس والمسجد الأقصى

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
القدس والمسجد الأقصى


كامل الشريف.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبي الهدى وآله وأصحابه أجمعين.

نشكر للأزهر الشريف، وجامعته العريقة، هذه المبادرة الموفقة، في الدعوة لهذا المؤتمر الحاشد من علماء الإسلام ومفكريه من مصر وغيرها من مواطن العروبة والإسلام، لإعلان رأي الدين الحنيف والتعبير عن ضمير الأمة في جيلها الحاضر وأجيالها المقبلة، في المجزرة الدموية الهمجية، التي يقترفها الاستعمار الصهيوني ضد شعب مؤمن أعزل، لم يفعل شيئاً سوى أن خرج للشارع، في تظاهرات سلمية، يعلن فيها رفضه واستنكاره لتدنيس مسجده ومقدساته، ويعلن فيها تمسكه بحقه في أرضه، التي عاش فيها كما عاش أجداده طيلة التاريخ المعروف دون انقطاع.

لم يكن معه سلاح، لأنهم جردوه من كل سلاح، ولم يكن له سند إلا الله ولي المظلومين بعد أن حرموه من كل سند بالسياسة يفرقون بها بين الأخ وأخيه، والمال يشترون به الضمائر الضعيفة، والإعلام الماكر، يجعلون به الباطل حقاً، والزيف صدقاً، والليل الحالك نهاراً مشرق الضياء.

إن ألد أعداء إسرائيل هو صوت الحق، صوت الضحية، لأنه الشاهد الحي على ضخامة الجريمة، وبهذا المنظار نظروا لمظاهرات الشعب الأعزل، واستمعوا لحشود النساء والأطفال، وبهذا الشعور الخائف المرعوب، أرسلوا الدبابات والطائرات والصواريخ، تقصف أعمار الشباب الغض، وتحصد النساء والشيوخ.

إنها تريد للضحية أن تظل جسماً هامداً، وشبحاً لا حراك فيه، حتى تنام إسرائيل ملء الجفون، وحتى تمضي في خطتها المرسومة، لابتلاع الأرض والاستيلاء على المقدسات، واستعباد البقية الباقية من الناس.

أليست التوراة المحرفة، وليست توراة موسى، التي يمجدها القرآن الكريم، أليست التوراة المحرفة التي تقول في كل فصل من فصولها "إذا دخلتم أرضاً فاقتلوا كل من فيها من إنسان أو حيوان" حتى قتل الأطفال شعيرة دينية وليست مصادفة عابرة، ألم يزيفوا على لسان موسى أنه أمر بقتل أطفال الكنعانيين العرب، كما تقول التوراة في اصحاح العدد؟ ألم يقل داود في المزامير – حسب زعمهم- طوبى لمن يضرب الصخر بأطفال بابل؟ القرآن وحده هو الذي رفع موسى وداود عن هذا الدرك السحيق فقال في حق الأول "وكان عند الله وجيهاً" وقال في حق الثاني "اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب"

والإسرائيليون قوم تعلقوا بالتاريخ، يزورونه ويفصلونه على هواهم، ثم يستثمرونه، ولذلك كل سياسي في إسرائيل يحمل اسماً غير اسمه الحقيقي، مأخوذاً من أسماء التوراة، وكل المدن والقرى تحمل أسماء غير أسمائها العربية، التي حملتها خمسة آلاف سنة مأخوذة أيضاً من التوراة، ولذلك لا يرعبهم شيء، ولا ينغص عليهم حياتهم، سوى أن تفند أكاذيب التاريخ المزور، وترد إلى الحقائق الدافعة، لأن ذلك ينسف النظرية الصهيونية والكيان الإسرائيلي من الأساس.

يقول الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي باسكال: إن كل نبوءات التوراة وقعت بعد الحدث وليس قبله لكي تهيء الأذهان لأحداث جديدة وقال أيضاً "إن عزرا أو عزير قال في كتابه الرابع أنه وضع التوراة من خياله، بعد أن أحرقها الآشوريون، فجاء أحبار اليهود ليرفضوا الاعتراف بالكتاب الرابع".

ويقول المؤرخ وباحث الآثار توماس طومسون Thomas L. Thompason أن تقديم التوراة ككتاب تاريخي يشكل حرجاً عظيماً للباحث والمؤرخ، وبدل أن يكون تاريخياً، فهو يهدر أول قاعدة لعلم التاريخ، وهي القدرة على التمييز بين الواقعة التاريخية والأسطورة، مع ذلك يقوم هيكل الصهيونية وكيان إسرائيل على هذه الأساطير كما يقول روجيه جارودي في كتابه القيم "الأساطير المؤسسة لإسرائيل " ولأن جارودي تجرأ وفند المزاعم والأكاذيب، أقاموا له المحاكمات، وصادروا كتبه، وطاردوا أصدقاءه، ولا يزالون يلاحقونه في أسرته وفي رزقه للقضاء عليه قضاء مبرماً.

والخطة الإسرائيلية – أيها الإخوان تتسم بالمثابرة والإلحاح والعناد، والمناورة، لا تواجه عقبة حتى تنحت فيها، أو تدور حولها، وفاء لكلمة "جوبلز" داعية النازية المشهور "أكذب، وأكذب، وأكذب فستجد في النهاية من يصدقك"، في هذا الإطار يجب أن يوضع اقتحام الإرهابي شارون للمسجد الأقصى المبارك.

إن هذا التدنيس لم يكن مصادفة أو عملاً معزولاً، وإنما جاء حلقة في سلسلة طويلة، تظهر فيها النوايا لكل من له عينان، تظهر فيها تصريحات زعماء إسرائيل وعزمهم على هدم الأقصى يظهر فيها حفر الأنفاق والأخاديد حول الأقصى وتحت جدرانه لعله يتهاوى وينقض، تظهر فيه هجمات من يسمونهم بالمتطرفين، وكل ذلك يجري بالتواطؤ والتنسيق مع حكومة إسرائيل وجيشها، ودليل ذلك أن الإرهابي شارون اقتحم الأقصى تحت مظلة عسكرية قوامها ثلاثة آلاف رجل مسلحون من قمة الرأس إلى أخمص القدم، ودليل ذلك أن كل الحوادث الإجرامية السابقة، حفظت في الأضابير ولم يعاقب عليها أي إسرائيل، بما في ذلك الإحراق وقتل المصلين الراجعين الساجدين.أ هـ


تعليق إدارة الموقع

كان هذا دور الأزهر وهيئاته والهيئات الدينية في كل مكان أما الآن فالكل في صمت ودهشة وكأنهم اعتادوا على إن يروا هذا الانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصي.