العقيل يدعو المسلمين إلى نبذ الخلافات والعمل يدًا واحدة
جريدة الرابطة
أديس أبابا: إعلام مكتب الرابطة:
أنهى فضيلة الشيخ عبدالله العقيل ـ الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى العالمي للمساجد ـ زيارة ناجحة لأثيوبيا التقى خلالها برئيس وأعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي انُتخب حديثًا، وبعدد من المسؤولين والشخصيات الإسلامية.
ونقل فضيلته لرئيس وأعضاء المجلس الإسلامي تحيات معالي الأمين العام الدكتور عبدالله بن عمر نصيف، وأمنياته لهم بالتوفيق والسداد فيما حُملوا من أمانة وتبعة لأجل النهوض بخدمة الإسلام والمسلمين في بلادهم بما يرضي الله ورسوله. كما قدم تبرع معاليه لرئيس المجلس، وهو عبارة عن نسخ مطبوعة وأخرى مرتلة من القرآن الكريم إلى جانب مبلغ عشرة آلاف دولار، وذلك في إطار المساعدات التي تقدمها الرابطة لمسلمي أثيوبيا خاصة، ولأهل البلاد عامة؛ حيث يقوم مكتب الرابطة في أديس أبابا بتنفيذ مشروعات إغاثية وتنموية وتعليمية في حدود خمسة ملايين دولار؛ لينتفع منها الشعب الأثيوبي عامة..
وفي كلمته الضافية وجه فضيلته نصحًا لقيادة المجلس الجديد، مؤكدًا لهم أن ثوابهم عند الله (عز وجل) سوف يتضاعف بإذنه تعالى بقدر ما يبذلون من جهد وسعي ونيات خالصة وانصراف إلى العمل الإيجابي وإعراض عن الخوض في السلبيات.. وبالتالي - يقول فضيلته - عليهم أن يمدوا أيديهم حتى لمن كانوا عقبة في اختيار هذا المجلس الذي تكّون بحمد الله وفق انتخابات نزيهة وحرة شملت كل مناطق أثيوبيا من قاعدتها إلى قمتها، وبإشراف لجنة انتخابات ارتضتها السلطات والجماهير المسلمة.
وفي إطار كلمته التوجيهية أشار فضيلته للحضور إلى أن دورهم الآن تحقيق مصلحة الإسلام والمسلمين، وليس دور الثأر وإبطال الدعاوى.. وأنهم الآن في محك الاختبار وميدان التجربة.. وكلما أخلصوا النية لله أعانهم الله على ما أرادوه..
ووجههم فضيلته إلى أن يأخذوا بالأسباب، وأن يفرغوا ما لديهم من إمكانيات، وأن لا يدخروا وسعًا في عمل ما يرضي الله (عز وجل)، وأن ينظروا إلى إخوانهم المسلمين أينما كانوا وحيثما وجدوا، وأن تكون وظيفتهم مع المقصرين والمذنبين كوظيفة الطبيب مع المريض، وأن لا يقتصر عملهم واحتكاكهم بالذين يرتادون المساجد دون غيرهم، فيحققوا بذلك منهج الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي هو أسوتنا الحسنة، والداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظةِ الحسنة.
وفي نهاية الجلسة تحدث كل من رئيس وأعضاء المجلس، شاكرين للرابطة مبادراتها، ومؤكدين حسن نواياهم، ومستبشرين بإخوانهم المسلمين ومساعداتهم لهم، لا سيما رابطة العالم الإسلامي التي رعت هذا المجلس، وشيّدت موقعه الحالي.. كما تحدث في الجلسة كل من مدير مكتب الرابطة الأستاذ الشيخ بابكر درويش، ومدير مكتب هيئة الإغاثة، الأستاذ صالح الذيباني..
كما التقى فضيلته خلال زيارته التي استمرت لفترة ثلاثة أيام بلجنة وأسرة المدرسة الأولية التابعة لرابطة العالم الإسلامي، واستمع إلى همومهم وقضاياهم، وتبرع للمعلمين والعاملين فيها من حبيه الخاص بنصف راتب شهر، أي ما يعادل عشرين ألف بر أثيوبي، مؤكدًا لهم جدية الرابطة في مساعيها لإعادة تسجيل المدرسة مع السلطات الأثيوبية في مجال التعليم بالشكل الذي يحقق الأهداف ورصد الرابطة لميزانية تعينها على استقدام خبير تربوي لدراسة الأوضاع ووضع المنهج، وتعيين الكفاءات من المعلمين، وغرس نواة لمعهد لتأهيل المعلمين. كما أشار إلى عدد من التبرعات التي تقدم بها المحسنون إلى المدرسة عبر مكتب الرابطة في أديس أبابا، وهي عبارة عن مبلغ عشرين ألف بر للمعلمين للبدء في بناء مجمعهم السكني حتى لا تنتزع منهم الأرض، ومبلغ تسعة آلاف بر للفقراء من الطلاب والطالبات، بالإضافة إلى بناء كافتيريا للطعام وحجرة عامة للطالبات وحافلة لتنقلات المعلمين.. كما شكر فضيلته معالي الشيخ محمد إبراهيم مسعود ـ وزير الدولة بوزارة الخارجية ـ لتبرعه السخي لبناء مسجد المدرسة وتوسعته وتشييد الطريق المؤدي للمدرسة.
كما وجه فضيلته كلمة نصح وإرشاد للعاملين بالمدرسة، بشّرهم فيها بأن الإسلام في خير، وعلى خير، وأن الأعداء يمكرون، والله خير الماكرين، وأن هذا الدين منتصر، ولا يغلبه أحد، وأوصاهم بأن يحسنوا صلتهم بالله (عز وجل)، وأن العمل المقبول المتقبل عند الله ما كان خالصًا لله..
كما وجههم في تذكرته إلى الابتعاد عن الخلافات والقيل والقال والخديعة والخيانة، وأن يصدقوا ويكونوا مع الصادقين؛ حتى إذا رآهم الناس قالوا: هذا هو الإسلام، وأقبلوا عليه، إذ إن الإسلام لا يصطدم مع الفطرة ولا الحضارة؛ بل إن الله (عز وجل) أسجد ملائكته، وهم من نور، لإنسان من طين.
وفي إطار جولته بأديس أبابا زار فضيلته كلاً من سفارة خادم الحرمين الشريفين ومكتب الرابطة ومكتب هيئة الإغاثة وعدد من المساجد والمدارس الإسلامية.
وفي نهاية زيارته التقى فضيلة الشيخ العقيل بالمسؤولين في مفوضية الإغاثة والتعمير الأثيوبية في اجتماع حضره مدير مكتب الرابطة والمهندس أحمد عوض ـ ممثل البنك الإسلامي للتنمية، والحاج عبد الرحمن شريف ـ ناظر المسجد الأنور، ومندوب المجلس الإسلامي، والمقاولون والمهندسون الاستشاريون لمكتب الرابطة في أديس أبابا؛ حيث تفّهم المسؤولون وجهة نظر الرابطة وتوجهها الصحيح في تقديم الخدمات التنموية والإغاثية في أثيوبيا ودور الرابطة الإيجابي في تقديم المساعدات من موقعها الحالي ممثلة للشعوب الإسلامية قاطبة.. و
أكد المسؤولون الأثيوبيون بدورهم وقوفهم مع مكتب الرابطة وموافقتهم على تجديد الاتفاق الموقع معها، والذي سبق أن وقعه قبل سنوات مضت معالي الأمين العام للرابطة.
وفي مطار أديس أبابا التقى فضيلته بعدد من أعضاء المجلس الإسلامي ووجهاء المسلمين في صالة كبار الزوار الذين قدموا لوداعه.
ــــــــــــــــ
(*) مجلة الرابطة، العدد 335، جمادي الآخرة 1413هـ، ديسمبر 1992م.
المصدر
- مقال: العقيل يدعو المسلمين إلى نبذ الخلافات والعمل يدًا واحدة موقع عبدالله العقيل