العبادات تؤدى إلى حسن التعامل

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الدين المعاملة


2- العبادات تؤدى إلى حسن التعامل

العبادات تؤدى إلى حسن التعامل

العبادات الخالصة الصادرة عن العقيدة الصحيحة لابد وأن تثمر التقوى والخشية وحسن التعامل ، والعبادات التى تؤدى فى الظاهر ولم تحرك الشعور بالتقوى تؤدى إلى سوء التعامل ولا تمنع من اكل أموال الناس بالباطل ، وهذه العبادات لا قيمة لها فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وفى الحديث (( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء ، والمنكر فلا صلاة له )) الطبرانى – قال أبو العلية : إن هذه الصلاة فيها ثلاث خصال فكل صلاة لا يكون فيها شئ من هذه الخلال فليست بصلاة : الإخلاص والخشية وذكر الله . فإن الإخلاص يأمر بالمعروف والخشية تنهاه عن المنكر وذكر الله يأمره ويناه .

وفى الزكاة يقول تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ) البقرة : 264 فأخبر تعالى أن الصدقه تبطل بما يتبعها من المن والأذى . وفى الصيام يقول النبى صلي الله عليه وسلم (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه )) البخارى : صوم : 1903 ورواه غيره وفى الحديث (( آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم )) رواه مسلم : 59 / 109 وفى الحديث (( أتدرون من المفلس ..المفلس من أمتى من ياتى يوم القيامة بصلاة وقيام وزكاة ، ويأتى وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار )) رواه مسلم وأحمد وغيرهما ، وعن أبى هريرة قال : قال رجل يا رسول الله ، إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذى جيرانها بلسانها قال : (( هى فى النار )) قال يا رسول الله ، إن فلانة تذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها ، ولا تؤذى جيرانها بلسانها قال : (( هى فى الجنة )) ..

إنها صورة سيئة : من يؤدى العبادات فيما يبدو للناس ومعاملاته سيئة ، فهذه عبادات لا تعطى الصورة الحقيقية للإسلام .. فهذا الذى يصلى ويصوم ويحج لكنه يؤذى الناس ويأكل أموالهم بالباطل ، فكيف يُقبل صيامه وأنى يستجاب له .

وقد رأينا من يصلى ويصوم .. فأعطاه الناس أموالهم للاستثمار ثم كثرت أمواله وأرباحه .. وطالبه الناس بحقوقهم فنسب المال إلى جهده الخاص ولم يأخذوا منه شيئاً !! خدعهم بصلاته وصيامه وحسن مظهره ، فذهبت الثقة وساءت الصلة .

والذى أخذ متاعاً على سبيل الإعارة والذى أخذ أموالا على سبيل القرض . فأخذ المتاع ونام عليه .. ولم يرد القرض واستحله لنفسه ! وهذا الذى يغش وهذا الذى يسرق فى الميزان حتى أصبحت حرفه عند كثير من التجار .. وهذا الذى لا يعطى حقوق العمال .. وهذا المحامى الذى لا يهتم بإعداد الدفاع ولا يحافظ على مواعيد الجلسات ويدافع عن الباطل ويقلب الحقائق ..

وهذا الطبيب الذى يجرى للمريض عملية لا يحتاجها المريض .. وقد يسرق جزء من جسده .. وهذا الذى يؤدى شهادة زور .. إن الدين ليس عبادة بدون حسن المعاملة .. فالدين المعاملة .