الشيخ أحمد حسن الباقوري في عيون أمريكية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الشيخ أحمد حسن الباقوري في عيون أمريكية

إعداد موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمون

بقلم: أ/ بلال القصاص

تقديم

خطأ في إنشاء صورة مصغرة: الملف مفقود
الأستاذ أحمد الباقوري وصالح عشماوي وجموع الإخوان في المؤتمر

من الصعب أن نقوم بكتابة تاريخ مصر بعد الحرب العالمية الثانية، دون الرجوع للوثائق الأمريكية التي اهتمت برصد الشخصيات المصرية المهمة في تلك الفترة، والتي أثرت بشكل ما على مجريات الأحداث في ذلك الوقت؛ وخصوصا بعد قيام انقلاب يوليو 1952م، والذي غير بشكل كبير في مجريات الحياة السياسية ونظم الحكم في مصر.

ومن بين الشخصيات التي اهتمت السفارة الأمريكية أن تجمع معلومات عنها وترسلها إلى وزارة خارجيتها، الشيخ أحمد حسن الباقوري عضو مكتب الإرشاد، ووزير الأوقاف في ذلك الوقت، حيث اهتم الأمريكان بجمع ترجمة خاصة عنه، وقد جاء في التقرير الحديث عن نشأة الشيخ الباقوري، وعن نشاطه الوطني، واتصاله بالإخوان، بالإضافة إلى استقالته من عضوية مكتب الإرشاد العام، وتعيينه وزيرا في حكومة محمد نجيب.

والمعلوم أن الشيخ الباقوري انتمى لجماعة الإخوان المسلمين في فترة مبكرة من تأسيسها، وصار عضوا فيها حتى وصل إلى عضوية مكتب الإرشاد العام، كما كان الشيخ الباقوري من كتاب الإخوان ومن شعرائهم وله قصيدة بعنوان (يا رسول الله هل يرضيك أنا)،

وكان أيضا ضمن الأربعة الكبار (عبد الحكيم عابدين، صالح عشماوي، عبد الرحمن الساعاتي، أحمد حسن الباقوري) المرشحين لمنصب المرشد العام بعد اغتيال الإمام البنا، والذين اجتمعوا في بيت الأستاذ منير دلة، للاتفاق على من يصبح المرشد، إلا أن الاختيار وقع على الأستاذ حسن الهضيبي مرشدا عاما للجماعة.

وقد استقال الشيخ الباقوري من عضوية مكتب الإرشاد العام بعد قبوله منصب وزارة الأوقاف في وزارة محمد نجيب في سبتمبر 1952م، وذلك لأن الإخوان قد قرروا عدم الاشتراك في الحكم في ذلك الوقت، مما جعل الشيخ الباقوري يؤثر الوزارة على عضوية مكتب الإرشاد.

نشأته وحياته

الشيخ أحمد حسن الباقوري، وزير الأوقاف، ولد بباقور مديرية أسيوط في صعيد مصر حوالي عام 1906 تعلم بالأزهر حيث تخرج في كلية اللغة العربية عام 1935.

وعندما كان طالبا برز كقائد لحركة الطلبة ضد الشيخ الأحمدي الظواهري شيخ الأزهر التي أدت إلى استقالة الأخير وتعيين الشيخ محمد مصطفى المراغي بدلا منه.

نشاطه الوطني

كذلك كان الباقوري عضوا باللجنة العليا للطلبة، وفي عام 1935 خلال الخلاف الذي نشب بين محمد محمود باشا رئيس الوزراء الذي دعا إلى التفاوض مع بريطانيا لتحقيق الاستقلال قبل عودة العمل بالدستور، ومصطفى النحاس باشا رئيس الوفد الذي دعا إلى إعادة الحياة الدستورية على الفور، كان للباقوري كزعيم طلابي فضل اقتراح تشكيل جبهة وطنية لتحقيق الهدفين معا.

وبعد تخرجه عين الباقوري مدرسا ثم وكيلا لمعهد القاهرة الأزهري، ثم أصبح شيخا لمعهد المنيا، وفي عام 1943 قبض على الباقوري لقيامه بنشاط معاد لحكومة الوفد، وسجن بالمنيا لمدة 13 شهرا، وكان قد ساعد في توزيع (الكتاب الأسود) الذي كشف فيه مكرم عبيد باشا فساد حكومة الوفد، وقد كتب الباقوري عددا من المنشورات أثناء وجوده بالسجن هاجم فيها الحكومة تم تسريبها من السجن وطباعتها،

وتولى حزب الكتلة الوفدية ـ الذي أسسه مكرم عبيد ـ توزيعها، ورغم صلاته بحزب الكتلة، لم يكن الباقوري عضوا بالحزب أو مؤيدا لآرائه، فقد كان هدفه الأساسي العمل ضد الوفد لأنه أعتقد أن ذلك في مصلحة الإخوان المسلمين الذي كان عضوا بها منذ تأسيسها عام 1928.

انتمائه للإخوان

وكان الباقوري يؤيد الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين والمرشد العام للجماعة، وقيل إن البنا قد أبدى رغبته عند تعرضه للاغتيال في فبراير عام 1949 أن يخلفه أحمد حسن الباقوري في قيادة الجماعة، وقد عرض مكتب الإرشاد المنصب على الباقوري ولكنه رفضه بحجة عدم موافقته على الأسلوب الذي تتبعه الجماعة، ولأن ذلك سوف يضطره إلى الاستقالة من عمله بالمعهد الأزهري بالمنيا.

ويمثل الباقوري العناصر المعتدلة في جماعة الإخوان المسلمين، وكان من مؤيدي حسن الهضيبي، المرشد العام الحالي.

ورغم أن الباقوري مسلم ورع، يتخذ موقفا ليبراليا من الأديان الأخرى، ولا يعارض العادات والتقاليد الغربية، وهو يرتدي أحيانا الملابس الإفرنجية، وهو وطني متشدد، معاد للإنجليز، معاد للشيوعية ولكنه ـ في نفس الوقت ـ يظهر الصداقة تجاه الولايات المتحدة، وهو خطيب مفوه، يحظى بمكانة كبيرة ونفوذ ملحوظ عند شيوخ الأزهر.

الباقوري وزيرا للأوقاف

وقد اضطر الباقوري أن يستقيل من عضوية مكتب الإرشاد حتى يقبل أن يعين وزيرا للأوقاف في حكومة نجيب التي شكلت في 7 سبتمبر 1952، لأن الإخوان المسلمون رفضوا المشاركة في الحكم ويبدو أن الهضيبي وقادة الجماعة يرون أن الوقت غير ملائم لتمثيل الإخوان في الحكومة، غير أنهم رفضوا قبلو استقالته ومن المؤكد أنه لم يقطع صلته بهم.

ولا يعني إشراك الباقوري في الوزارة أن الجيش يهدف من وراء ذلك إلى إقامة قناة اتصال مع الإخوان المسلمين، فقد أشارت التقارير إلى أن بعض الضباط الشباب المحيطين بنجيب والذين كانوا وراء انقلاب 23 يوليو أعضاء أو على الأقل مشايعين للإخوان المسلمين.

ولكن هدف الجيش من إشراك الباقوري في الحكم كسب شيوخ الأزهر إلى صف (حركة الجيش)، ولما كان الباقوري من أكثر الشيوخ لبرالية، فمن المأمول أن يساعده نفوذه بين الأزهريين على كسب تأييد الشيوخ المحافظين للإصلاحات التي يقوم بها الجيش.

المراجع

1. رءوف عباس حامد: شخصيات مصرية في عيون أمريكية، دار الهلال.

2. إبراهيم زهمول: الإخوان المسلمون.. أوراق تاريخية.

3. أحمد عادل كمال: النقط فوق الحروف.. الإخوان المسلمون والنظام الخاص، الزهراء للإعلام العربي.

4. حسن العشماوي: حصاد الأيام، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

5. المرجع الأمريكي: USNA, Confidential Biographic Data, Dos 774.521/9-2752, Cairo, September 27, 1952.


للمزيد

وصلات داخلية

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

وصلات فيديو