الشيخ "رائد صلاح" يتحدث من زنزانته

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الشيخ "رائد صلاح" يتحدث من زنزانته

[22-04-2004]

مقدمة

الشيخ رائد صلاح في طريقه للمحاكمة

جمهورية دحلانستان هي الخيار الصهيوني في غزة

الحفريات الصهيونية المستمرة تهدد أركان الأقصى

قانونيون وحقوقيون وصهاينة يرون أنه لا مبرر لاعتقالنا

أدعو إلى قيام هيئة لتعويض الأسر المتضررة من الجدار الفاصل

الهَمُّ الفلسطيني هو حديث الساعة.. فقضاياه متعددة ومتشابكة، واللاعب الرئيسي هو الكيان الصهيوني، ومن خلفه يقف الظهير الأمريكي داعمًا ومحللاً لممارساته الإجرامية، ومن هنا تأتي أهمية الحوار مع الشيخ "رائد صلاح"- رئيس الحركة الإسلامية في أرض 1948م- من داخل سجنه، حول العديد من قضايا الداخل الفلسطيني، وقطاع غزة، وواجب الحكومات والشعوب العربية والإسلامية تجاه هذه الأوضاع المتفجرة في الأرض المحتلة، وقد أجري الحوار معه قبيل استشهاد أحمد ياسين، وفيما يلي نص الحوار:


نص الحوار

  • بعد تسعة أشهر من اعتقالكم مع رهائن الأقصى.. كيف تصفون ظروفكم ووضعكم القانوني؟!
إن مجرد اعتقالنا قهرٌ سياسي صارخ واضطهاد شنيع.. هذا إلى جانب أن بعض العناصر في المؤسسة الصهيونية تماري علينا الإرهاب وكافة أشكال الضغط، فنحن مثلاً محرومون من إقامة صلاة الجمعة، واستخدام جهاز الهاتف للاتصال بمحامينا، رغم الحاجة الملحَّة للاتصال بهم، والسلطات الصهيونية تهدر أوقاتنا من خلال التنقلات الدائمة بين المحاكم والمعتقلات؛ حتى لا نستعد للدفاع عن أنفسنا، هذا بالإضافة إلى أنهم يضعون الأغلال في أيدينا وأرجلنا طوال فترة التنقلات، وقد يستغرق المشوار الواحد أكثر من ثلاث ساعات.
وقد شاء الله تعالى أن أصاب بمرض شديد، ولم يسمحوا لي بالتوجه إلى المستشفى إلا بعد تدخُّل المحامين وجمعية الميزان لحقوق الإنسان، كما أنني رُزِقت بمولود اسمه "صلاح الدين" خلال فترة اعتقالي، ولم أتمكَّن من رؤيته حتى الآن غير مرة واحدة.. الأمر الذي أثار حفيظة جمعية حقوق المواطن الصهيوني، ودفعها لرفع دعوى قضائية ضد مديرة السجون، ورغم هذه الممارسات اللاإنسانية وغير القانونية فلن نتزحزح عن موقفنا وثوابتنا.
  • في تقديركم ما الذرائع التي تتذرع بها السلطات الصهيونية لاستمرار اعتقالكم؟
إن جميع من حضر جلسات محاكمتنا من رجال قانون، وجمعيات حقوق الإنسان أكد أن اعتقالنا لا يقوم على أية أرضية قانونية، وهو مجرد اعتقال سياسي ظالم، لدرجة أن رئيسة النيابة- التي تمثل المؤسسة الصهيونية في ملف اعتقالنا- قالت لأحد المدافعين عنَّا: إن الأمور لو كانت بيدها لما قدمت ضدنا لائحةَ اتهام أصلاً!!
وقد استدعى رئيس هيئة القضاة، الذي ينظر في قضيتنا، ويُدعَى "شطراوس" أحد محامينا ورئيسة النيابة قبل أسابيع، وأبلغهما أنه اطلع على قضيتنا على مدار ثمانية أشهر، ولا يرى أيَّ مبرر لمواصلة اعتقالنا، ونصح النيابةَ بأن تتراجع عن موقفها الذي لا يقوم على أساس، ومع ذلك يصرُّون على اعتقالنا بهدف تجريم القيم الإسلامية، واعتبار جمع الزكاة وكفالة اليتيم وصدقة الفطر والصدقة الجارية قيمًا إرهابية يجب محاربتها، وهذا ما يدعونا إلى أن نعتقد جازمين أن اعتقالنا جزءٌ من الحملة العالمية الإرهابية لمحاربة الإسلام.
ثم إنَّ جهاز المخابرات الصهيوني يعمل على ابتزازنا والضغط علينا لتغيير مواقفنا السياسية؛ لذلك طلبوا منا عبر المحامين أن نكتب عن السيادة الصهيونية، وننتقد المقاومة الفلسطينية بما يتناسب مع الخطاب الرسمي الصهيوني، وفي مقابل ذلك يطلقون سراحنا.. إلا أننا ركلنا هذا العرض بأقدامنا، كما أن هؤلاء يعاقبوننا على مشروع المجتمع العصامي، الذي يعتبر المشروع الحضاري الواعد الذي تقدمت به الحركة الإسلامية لأهلنا في الداخل الفلسطيني؛ للحفاظ على الهوية، وبناء الذات بطاقاتٍ ومواردَ ذاتية عن التبعية.


المحاكمات

  • هل تستطيع السلطات الصهيونية تقديمكم للمحاكمة وإثبات التهم الموجهة إليكم؟
من المستحيل أن تنجح هذه السلطات في إثبات التهم الموجهة ضدنا؛ لأنها كاذبة، فهي تدَّعي أننا نمثل الأرضية المالية التي أنجبت الإرهاب الفلسطيني، وغذت مؤسساته؛ ولكن ما نخشاه أن تلجأ النيابة إلى ما يسمَّى المواد السرية؛ بهدف إدانتنا دون أن يحق لمحامينا الاطلاع على هذه المواد، وهذا ما لوَّحت به النيابة خلال الأسابيع الماضية.
  • إلى ماذا تُرجعون أسباب انهيار جزء من سور المسجد الأقصى المبارك مؤخرًا؟ وما خطورة هذا الأمر على أساساته؟
السبب يعود لتواصل الحفريات الصهيونية تحت حرم المسجد الأقصى منذ عام 1967م، وادعاء المؤسسة الصهيونية أن انهيار الجدار الأخير المجاور لباب المغاربة هو بسبب الزلزال.. وهذا ادعاء قبيح ومضلل، وما يُخشى منه أن تَستغل المؤسسة الصهيونية هذا الانهيار، وتمنع ترميمه للإبقاء على باب المغاربة الواقع في زاوية المسجد الأقصى الغربي الجنوبية معلِّقًا في الهواء.. الأمر الذي يمكنها من الانفراد المطلق بحائط البراق الملاصق تمامًا لباب المغاربة، على اعتبار أن هذا الباب لن يستعمل بعد الانهيار كأحد مداخل المسجد الأقصى.
وهناك مخاوف من وقوع انهيارات أخرى في كل لحظة، لاسيما إذا كانت المؤسسة الصهيونية تملك القدرة على إحداث تفجيرات قوية وهائلة في أركان المسجد الأقصى.


انهيار الأقصي

  • حذرتم في السابق من مثل هذه الانهيارات؛ لكن العرب والمسلمين لم يستمعوا لنداءاتكم.. ماذا تقولون لهم اليوم؟
إن قضية المسجد الأقصى ليست قضية فلسطينية؛ بل هي قضية إسلامية عربية، بمعنى أنها قضية كل مسلم وعربي، وهي أمانة معلَّقة في عنق الجميع على مستوى الحكام والشعوب والعلماء، وكل لحظة تمر على المسجد الأقصى- وهو في دائرة الأسر- توقِعُنا تحت طائلة الإثم العظيم، ولن يرتفع هذا الإثم إلا بالعمل على تحرير هذا المسجد.
  • ما الرسالة التي تودون توجيهها لحكومة الكيان الصهيوني؟
إذا كنتم تملكون القوة العسكرية غير التقليدية التي ساعدتكم على احتلال المسجد الأقصى عام 1967م وحتى الآن، ومواصلة عمليات الحفر تحت حرمه.. فإن هذه القوة لن تعطيكم شرعية الوجود في المسجد الأقصى لثانية واحدة؛ فالمسجد الأقصى حق إسلامي عربي فلسطيني فقط، ولا يوجد لكم أدنى ملكية ولو في حجر واحد منه، وإنكم- بإصراركم على ممارسة هذا الانتهاك المتواصل لحرمته- تدفعون بشعبكم إلى صِدَام مع الأمة الإسلامية والعالم العربي، لا يعرف نتائجه إلا الله تعالى.
  • هل أدى الزلزال الذي وقع مؤخرًا في المنطقة إلى تصدعٍ في أساسات الأقصى؟ وهل من أخطار بهذا الشان في حال حدوث هزات مستقبلية؟
كما قلت فإن الخطر الأساسي على المسجد الأقصى هو استمرار الحفريات الصهيونية منذ عام 1967م؛ ولكن لا شك أن وقوع زلزال في المستقبل يضاعف من خطورة هذه الحفريات؛ لذلك لابد من العمل على إيقافها وترميم كل تصدُّع نتج عنها.


جدار الفصل العنصري

  • تستمر قوات الاحتلال في بناء الجدار الفاصل في الوقت الذي تنظر محكمة (لاهاي) في شرعيته.. برأيك هل ستُنصِف المحكمةُ الشعبَ الفلسطيني؟
إن محكمة (لاهاي) في أحسن الأحوال قد تدين الحكومة الصهيونية، وقد تطالب بإعادة بناء الجدار على حدود الخط الأخضر عام 1967م، ولا تستطيع أن تصنع أكثر من ذلك؛ فهي محكمة تُصدر أحكامًا على شكل توصيات، ومعروف أن الحكومة الصهيونية أعلنت أنها لن تلتزم بنتائج هذه المحكمة؛ لذلك فقد تحولت المحكمة إلى لعبة إعلامية.
  • ما السبل الواقعية للتصدي لجدار الفصل العنصري؟
على ضوء ما تبيِّته المؤسسة الصهيونية من أهداف وراء بناء الجدار العنصري الفاصل أقترح إعداد جدول بأسماء كل العائلات الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة، ثم تقسيم هذه العائلات إلى مجموعات وِفْق وضعِها الاقتصادي الصعب، ووفق الأضرار التي حلَّت بها؛ بسبب بناء هذا الجدار، ووِفْق حاجات كل عائلة، ثم تحديد معيار عادل لدعم كل عائلة، وبذلك ننقذ مئات الآلاف من العائلات الفلسطينية من خطر الترحيل، على أن ننفذ هذا الاقتراح من خلال إقامة هيئة إسلامية عربية إغاثية تخصَّص لهذه المهمة، وتدعم كل عائلة متضررة عبر أرقام حسابات بنكية مكشوفة.. إذا عجزنا عن القيام بذلك على صعيدنا الإسلامي والعربي فلندفن أنفسنا في الرمال، هذا بالإضافة إلى تكثيف جهودنا لإزالة هذا الجدار عبر كل الوسائل.
  • المؤسسة الصهيونية أعلنت عن اقتراحات لضم منطقة أم الفحم والمثلث على أراضي السلطة الفلسطينية مقابل إخلاء مستوطنات، كيف تنظرون إلى هذه الاقتراحات؟
يخطئ من يظن أن الحديث عن ضم أم الفحم إلى السلطة الفلسطينية هو عبارة عن مجرد قنبلة سياسية قد ألقى بها العجوز شارون خلال الأسابيع الماضية، أو أن الحديث في هذا الوقت قد بدأ بعد تقديم أرنون سوفير ورقةً للمؤسسة الصهيونية دعا فيها إلى ضرورة التنازل عن منطقة المثلث والقدس لصالح السلطة الفلسطينية؛ من أجل مواجهة الخطر الديمغرافي الذي يشكله المسلمون، ويخطئ أيضًا من يظن أن هذا الكلام قد تفاقم بعد إعلان الكيان الصهيوني الصريح عن تخوُّفِه من زيادتنا السكانية التي تجسد خطرًا إستراتيجيًّا يهدد صهاينة الدولة بالانقراض؛ بل يخطئ من يظن أن هذا الموضوع قد شاع بعد أحداث الروحة، ثم هبة الأقصى والقدس، أو بعد إصرار إضفاء صفات الإرهاب والتطرف على مدينة أم فحم.
هذا الأمر خططت له المؤسسة الصهيونية منذ عشرات السنوات، وما يجري في هذه الأيام هو الكشف عن هذا المخطط وليس اختراعه؛ بل هو سعي لصناعة الذرائع من أجل تمريره وليس من أجل التصديق عليه، والحديث حول هذا الشأن ما زال ضبابيًّا، وقناعتي أن ما يحلو للصهاينة أن يفعلوه سيقدِِمون عليه، وهو في حقيقة الأمر ترحيل قهري لا يختلف عن ترحيل أهلنا عام 1948م.
إن ترحيل250 ألف مسلم عربي فلسطيني من المثلث هو إلغاء لدورهم اليومي الداعم لقضية المسجد الأقصى، فهم يشكِّلون قوةً مالية لدعم مشاريع إعماره، وقوة بشرية لحمايته من تهديدات الصهاينة المتطرفين، لا سيما أن أهل الضفة والقطاع ممنوعون بالكلية من الوصول إليه، ثم إن أهل المثلث يمثلون قوة شرائية أسهمت في إحياء أهلنا في القدس الشريف.


ردود الجماهير

  • كيف تستشرفون رد الجماهير العربية في الداخل حال تنفيذ هذه المخططات التي يعلنها شارون؟
شارون أكثر شخصية صهيونية تملك جرأة إطلاق التصريحات والوعود، وأيضًا جرأة التراجع عنها بعد أيام؛ لذلك لا أثق في تصريحاته إطلاقًا، ولا أستبعد أن يبادر إلى مهاجمة فكرة الانسحاب من غزة بعد أشهر؛ ولكن إن كان جادًّا هذه المرة فهو يهدف من وراء ذلك الانسحاب إلى الهروب بجلده من مستنقع قطاع غزة، وهو يهدف إلى تعميق هوة التصدع بين القوى الفلسطينية؛ لأنه إلى جانب إعلان الانسحاب فهو يحاول أن يلعب لعبة (فرِّق تسد) بين أجنحة السلطة؛ حيث بات يعمل على تقريب البعض منها، واستضافته في مزرعته بالنقب، في مقابل فرض الإقامة الجبرية على البعض، وقناعتي أنه أعد بعض هذه الأجنحة لكي يتسلم مقاليد جمهورية غزة الفلسطينية في مقابل تصفية آخرين، ولا أستبعد أيضًا أن يكون هناك مخطط لإقامة دولة فلسطينية في غزة فقط في مقابل ربط الضفة الغربية مع الأردن على أساس كونفدرالي، وقد تكون هناك مفاجآت أخرى.
  • تدعي حكومة بني صهيون أن الفلسطينيين سيقتتلون في قطاع غزة عقب انسحابها.. كيف ترون ذلك؟
الصهاينة لا يتوقفون عند مجرد الادعاء؛ بل يسعون إلى تأجيج نار الاقتتال الداخلي الفلسطيني، ولا أقول إنهم يسعون إلى اقتتال داخلي بين حماس والسلطة الفلسطينية فقط؛ بل يسعون إلى إشعال نار الاقتتال الداخلي بين أجنحة السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية وحركة فتح؛ ولذلك فإن الحكومة الصهيونية تتعمَّد إظهار تخوفها من تولي حماس زمام الأمور في قطاع غزة بعد الانسحاب، وهذا في نظري أحد أساليبها لإشعال نار الاقتتال الفلسطيني الداخلي، وإن سماحها لبعض رجال السلطة أن يتجولوا في كل بلاد العالم- في الوقت الذي تفرض فيه إقامات جبرية على ياسر عرفات وغيره- يؤكد أسلوبها القذر الرامي لإقامة جمهورية دحلانستان في قطاع غزة قبل الانسحاب.
  • هل تتوقعون إقدام الصهاينة على ارتكاب جرائم كبيرة في القطاع قبل الانسحاب حتى لا يظهروا وكأنهم هربوا منه؟
هذا الاحتمال وارد؛ ولكن الأرجح أنَّ تواصل تصعيد الجرائم في قطاع غزة يهدف إلى النَّيْل من عناصر المقاومة، التي قد تتصدى لفرض أي حل مشوه على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع، وتهيئة أرضية فلسطينية لديها قابلية الموافقة على أي حل تطرحه هذه المؤسسة؛ بل إنها تهدف من وراء تصعيد الجرائم والتصفيات إلى تصفية القيادات الفلسطينية التي قد تهدد فرصة الشخصيات المرشحة أمريكيًّا وصهيونيًّا لتسلم جمهورية غزة الفلسطينية، خاصةً أن وسائل الإعلام الصهيونية باتت تتندَّر بقرب قيام جمهورية دحلانستان في قطاع غزة.
  • مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية، وانشغال إدارة بوش بها.. كيف تنظرون إلى تطورات الوضع في الأرض المحتلة؟
إن المؤسسة الصهيونية قد وصلت إلى حد الغرور، فهي لا تبحث عن مبررات لسلوكياتها السياسية الظالمة، أو مظلات لشرعيتها، فقد ارتكبت مجازر كثيرة في جنين وغزة، واغتالت العديد من قيادات المقاومة، وحاولت اغتيال آخرين، واقتحام المسجد الأقصى، وغيرها من الجرائم.. فهي لا تحتاج إلى انتخابات أمريكية لمواصلة نهجها القبيح، خاصة أننا نعيش في زمن القرن (الأمريكي- الصهيوني) والصمت العربي المختبئ تحت ذريعة التلاؤم مع المتغيرات الدولية.


احتلال العراق

  • أمريكا احتلت العراق، واعتداءاتها بحق الشعب العراقي ما زالت مستمرة.. كيف تقرأون هذا المشهد؟
أمريكا دخلت إلى العراق لتحويله إلى قاعدة عسكرية تسعى من خلالها إلى تحويل ما يسمى بالشرق الأوسط إلى الشرق الأوسط الأمريكي، وكذلك لتحويله إلى قاعدة تجسس (أمريكية- صهيونية) في قلب العالم الإسلامي والعربي، ولإعادة رسم خريطة (سايكس- بيكو) جديدة للمنطقة، تتفق مع المصلحة (الأمريكية- الصهيونية) أولاً؛ ولكنها نسيت شيئًا أساسيًّا هو أنها وإن دخلت على أرض العراق بقوة السلاح فإنها لن تستطيع إخضاع شعبه بقوة السلاح ولا بقوة الإغراء، وما دام الشعب العراقي يرفضها فعاجلاً أو آجلاً ستفرُّ بجلدها إن شاء الله.
أما الحكومات العربية فلا أتوقع منها أي دور لمساندة الشعب العراقي، وإن كنت أتمنى أن يتم تشكيل قوات حفظ سلام إسلامية عربية لضبط الأمن في العراق مؤقتًا لحين استقرار الوضع الداخلي، بشرط إخراج القوات الأمريكية وغيرها فورًا، وأما الشعوب المسلمة والعربية فأقول لها: إنْ ظلَّ موقفكم من الشعب العراقي كما هو موقفكم من الشعب الفلسطيني، فستضيع العراق كما ضاعت فلسطين، ثم تتوالى دول عربية وإسلامية أخرى.

* ينشر بالاتفاق مع مجلة (المجتمع) الكويتية.

المصدر