الشهيدة الأم نور وطفلتها.. عنجيهةُ وإجرامٌ "قاتل"
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
لا زالت دماء الأم نور حسان (30 عاماً) الحامل في شهرها الخامس، وطفلتها رهف يحيى حسان (عامان) لم تجف بعد أن استهدفت المقاتلات الصهيونية من نوع (إف 16)، لأرضٍ زراعية مجاورة لمنزلهم في حي الزيتون فجر اليوم الأحد (11-10).
شهود عيان من سكان المنطقة أكدوا لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" أن منزل عائلة حسان يتكون من بناء ضعيف البنية، مما يؤكد أن الاحتلال كان يدرك ذلك، وكان يتعمد بذلك إحداث الضرر بين البشر والحجر، حيث انهار المنزل على ساكنيه من شدة الضربة الجوية مما أدى إلى استشهاد الأم وطفلتها، وإصابة الأب وطفله بجراحٍ مختلفة.
هذه الجريمة أعادت إلى أذهان الفلسطينيين ذكريات جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال خلال معركة العصف المأكول (حرب صيف عام 2014)، حيث أقدمت المقاتلات الصهيونية على إبادة عشرات العائلات بقصف المنازل على ساكنيها دون سابق إنذار.
إعدامات ميدانية
هذه الحادثة سبقها جرائم صهيونية بتنفيذ إعدامات ميدانية لشبان فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث أكدّ المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أنّ قوات الاحتلال استخدمت القوة المفرطة والمميتة في قطاع غزة الذي استشهد فيه سبعة فلسطينيين أول أمس الجمعة وأصيب العشرات، بشكل يتنافى مع مبدأ التناسبية والضرورة.
وأشار المركز الحقوقي إلى أنّ أعداداً كبيرة من الضحايا الشهداء والمصابين تعرضوا لإطلاق نار على الجزء العلوي من أجسادهم، ما يدلل أن قوات الاحتلال تعمدت إيقاع هذا العدد الكبير من الضحايا، رغم أنهم لم يشكلوا أي خطر على تلك القوات، في ظل وجودها داخل مواقع عسكرية أو آليات محصنة، داخل السياج الفاصل، وتفصلهم مسافة عن المتظاهرين.
شهادة طبية
وتشير نوعية الإصابات التي وصلت إلى مجمع الشفاء الطبي ومستشفيات غزة الأوروبي وكمال عدوان وشهداء الأقصى خلال اليومين الماضيين إلى أنّ معظمها كان يتركز في منطقة الرأس والمناطق العليا من الجسم، حيث استخدم الاحتلال الصهيوني الرصاص الحي والمتفجر في مواجهة المواطنين العزل بشكل مفرط ومباشر.
وهذا ما دلّ عليه، التزايد المتسارع لإحصائية الشهداء والجرحى إلى أن الاحتلال يواجه المواطنين وفقاً لسياسة إجرامية متعمدة تنتهج طريقة القنص المباشر بهدف القتل، "مما يستدعي مواقف حازمة من المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر للجم الاحتلال الصهيوني وثنيه عن جرائمه الممنهجة الذي يتحمل مسئوليتها الكاملة جراء قتل وإصابة المواطنين بشكل متعمد، واستخدامه المفرط للعنف وممارساته العنصرية بحق شعبنا الأعزل". كما ورد في بيان وزارة الصحة الذي وصل "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة عنه.
كي الوعي
الحقوقي الفلسطيني مصطفى إبراهيم كتب على صفحته على "فيسبوك" أن المتابع لما جرى خلال التظاهرات الشبابية إسناداً للقدس والضفة الغربية في قطاع غزة، يلاحظ القتل بدم بارد والبطش والقمع المفرط والتمييز المتعمد في تعامل قوات الجيش الصهيوني مع المتظاهرين في الضفة والقطاع.
وأشار إلى أن ذلك كان دليله بارتقاء ستة شهداء في قطاع غزة في أقل من ساعتين وأكثر من 70 إصابة وإطلاق النار في المنطقة العليا من الجسم، برغم علمه عدم وجود تهديد حقيقي على جنوده، وأن "هناك مسافة كبيرة بين الجنود والشبان المتظاهرين الذين يرشقون الحجارة وجدار حديدي عالي". كما قال الحقوقي إبراهيم.
ونوه إبراهيم إلى أن دولة الاحتلال تريد بذلك الاستمرار في كي الوعي وتحقيق الردع وإرهاب الفلسطينيين في القطاع كي لا يفكروا بالعودة إلى التظاهر هناك أو جر المقاومة إلى معركة جديدة محسوبة وتدفع غزة ثمنا جديدا.
وأضاف: "إسرائيل تريد التأكيد على أن غزة ليست جزءا من ما يجري في القدس أو الضفة، برغم القمع والعقوبات الجماعية في القدس والضفة، تحاول تحقيق تهدئة الأوضاع والردع في آن معاً، وتشدد على التمييز بين المتظاهرين والسكان الذين لا يشاركون في التظاهرات، بل تؤكد على أن الناس في الضفة لا يرغبون في التصعيد".