الشفافية بقلم وليد سعد الدين
(الشفّافية) مصدر صناعي مصنوع من (الشفّاف). [مثل الحسّاسية المصنوع من الحسّاس، والأصل أن يستعمل المصدر الصناعي لأداء معنىً لا يؤديه المصدر الأصلي.
جاء في (المعجم الوسيط): «شفَّ الثوبُ ونحوُه يَشِفُّ شُفُوفاً: رَقَّ حتى يُرى ما خَلْفَه.»
تقول، مثلاً: شُفُوف هذا الثوب غير مقبول…
فما المقصود بـ (الشفافية)؟
يستعمل بعض العلميين (الشفافية) اسماً لرُقاقة لدنة (بلاستيكية، تسمى بالإنكليزية transparency) طُبع عليها نصٌّ أو صورةٌ أو مخطط، تمهيداً لعرضها في قاعة المحاضرات باستعمال جهاز الإسقاط الضوئي، ويجمعونها على (شفافيات).
أما غير العلميين فيستعملون (الشفَّاف) و(الشفافية) عندما يترجمون عن الإنكليزية.
«transparent: (1) شفاف (2) صريح (3) جَليّ؛ واضح.
transparency: (1) الشفافية: كون الشيء شفافاً (2) شيء شفّاف (3) صورة أو رسم إلخ، على زجاج أو ورق أو فيلم أو قماش رقيق تُجلى للعيان بنور مُشع من خلفها…»
تقول المعاجم الكبيرة (أكسفورد، وبستر) إن كلمة transparent يمكن أن تؤدي أحد المعاني الآتية:
«شفّاف، صريح، واضح. ظاهر، مفضوح، مكشوف، لا ريب فيه. غير مكنون، غير مستور، غير خفي. خالٍ من التظاهر، غير مُخاتِل، غير مُخادع، يُظهر ما يُبْطِن…»
ومن هذه المعاني نستخرج بسهولة معاني الكلمة الثانية:
الشفوف، الشفافية، الصراحة، الوضوح… عدم المخاتلة، عدم المخادعة…
والأقرب إلى المعنى المراد أن يقال: اتحاد صريح غير مخاتِل وفعال، إلخ…
ما معنى الشفافية فى الاقتصاد؟
الشفافية هي إعلان المعلومات التي تتعلق بتداول الأوراق المالية وخاصة أوامر البيع والشراء بغرض ايجاد تفاعل بين قوى العرض والطلب ، و إعلان المعلومات المتعلقة بالصفقات التي تبرم فعلا من حيث أحجامها والأسعار التي تبرم بها حتى يعرف المتعاملون اتجاهات السوق .
- اما الشفافية فى السياسة فتعنى:
الانفتاح والتخلي عن الغموض والسرية واللف والدوران والكذب والتضليل وجعل كل شئ قابلاً للتحقق والرؤية السليمة، ومن ثم إبعاد أجهزة الدولة والتضليل الإعلامي عن قرارات الأفراد ، إضافة لتحويل، الحكومات إلى إناء زجاجي يفضح كل ما يحويه ويعريه.
- نحن الآن أمام نموذجان الأول يمثل الدول الرأسمالية الذي أبادت ونهبت وأضطهدت حتى اغتنت تسودها الشفافية التي تصل إلى حد شتم رئيس الدولة والسخرية منه ومطالبة وزرائه بإخراج بطانة جيوبهم لرؤية ما فيها ونزع ملابس نسائهم لفحص فرائها والثاني دولة شيوعية مهيبة ومهابة لا يجرؤ الفرد على الاقتراب من رمزها فنشأت آليتان وسيكولوجياتان متناقضتان ومتنافرتان لا يمكن الجمع بينهما وهذا هو السر في تقويض الاتحاد السوفيتي حينما تبنى غورباتشوف الغلاسنوسنت أو البيروسترويكا. فقد قام الأخير بوضع السمكة في إناء من ذهب لكنه بلا ماء ، فما فائدة الذهب لسمكة لا تتنفس الأوكسجين إلا مخلوطاً بالماء؟.
أسطورة شفافية الغرب:
بعد أن انتحر الب الروسي واستفاد التنين الصيني مما حدث فتكيف ، بدأ الغرب في كشف النقاب عن الشفافية بشكل خاص واللبرالية بشكل عام، بأنهما مجرد ( ورق تواليت ) يستعمل لمسح وإخفاء قاذوراته ذات الرائحة الأكثر سوءاً وعفونة في التاريخين السري والعلني للروائح. فقد زال ( بعبع ) الشيوعية وصواريخها النووية وجاذبيتها لإي أوساط عمال الغرب، ولذلك لم تعد كل الأدوات التي استخدمت ضرورية وكانت أو الضحايا هي الشفافية ، ورأينا ( ستارات حديدية) تفرض داخل دول الغرب وخارجها للوصول إلى نفس ما أرادت الشيوعية الوصول إليه: وهى منع مواطنى الغرب والعالم من رؤية حقيقة ما يجري عبر تزوير الإعلام وأكاذيب الحكام التى تساق على إنها حقائق.
العراق أنموذجاً على ذلك:
إذا أخذنا قضية العراق كنموذج يكشف عن قيام الغرب بدفن الشفافية، ومعها الليبراليةوالديمقراطية ، سنجد أن ما قام به قادته هو نفس ما قام به جورباتشوف ولكن بشكل معكوس.
في النهاية ماهي نتيجة العتمات وبحور الظلام؟
إنها الاغتيال الرسمي والفعلي للشفافية ومعها إخواتها الليبرالية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
ومن الملاحظ أن كل من هب ودب صار يستخدم هذا اللفظ وكأنه أمر محدث واكتشاف جديد لم يكن من قبل له وجود حتى خرجت له نظريات متعددة في مجالات مختلفة مثل الهندسة المدنية وهي ان يكون البناء شفافاً لا يخفي ما بداخله وكأننا نكتشف اليوم معنى جديد لكلمة بيت أو منزل أو سكن ، ومن يدخل على النت ويبحث تحت كلمة الشفافية سيجد عدداً لا حصر له ولا تستطيع أن تجمعه ولكن ستجد من المذهل أنه لا يوجد رجل سياسي لم يستخدم هذا المفهوم بل ولا يطالب به فلا نجد بد من وضع العديد من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!! ويجعلنا نتسائل هل هذا هو المفهوم اللغوي الجديد للشفافية؟
العالم الاسلامى يعانى:
واذا ازلفنا لعالمنا العربى والاسلامى فسنجد عجب العجاب، منظمات قامت هنا وهناك لتحقىق معنى الشفافية ولكنها اراد منها ان تكون مظهرا جميلا لحقىقة قبيحة ولسان حال مسئولينا يقول نددوا كما تشأؤؤن وسننفذ ما نشاء وصدق الشعر حين وصف اولئك بقوله
أمر السلطان ومجلسه بقرارات تشريعية
تقضي أن يقتل مليون وإبادة مدن الرجعية
فليحفظ ربي مولانا ويديم ظلال الحرية
فبمولانا وبحكمته ستصان حياض الحرية
وهنالك أمر ملكي وبضوء الفتوى الشرعية
يحمي الحرية من قوم راموا قتلا للحرية
ويوجه أن تبنى سجون في الصحراء الإقليمية
وبأن يستورد خبراء في ضبط خصوم الحرية
هناك قصة طريفة وردت فى صحيفة الشرق الأوسط في عددها (8548) حلاً طريفًا يحكي تجربة إحدى القرى الصغيرة في شمال إنجلترا، والتي كانت تقوم بإقامة مهرجان سنوي لمحاسبة رئيس المجلس البلدي للقرية، وأعضاء المجلس البلدي أيضًا، أما كيف تتم المحاسبة فعن طريق الميزان. فحول ميزان كبير «طبلية» يقام المهرجان، حيث يصعد رئيس المجلس ليتم وزنه ليس مقابل الذهب أو الفضة أو المجوهرات كما تفعل بعض الطوائف، ولكن بالرطل، فإذا اتضح أن وزن رئيس المجلس قد زاد عن يوم توليه المنصب زيادة غير عادية، فهذا يثبت أنه رجل لم يكن مخلصًا في عمله، لأنه كان يستخدم بطنه أكثر مما يستخدم عقله، ومعنى ذلك أنه لم يعط القرية ومشاكلها الاهتمام اللازم، ويمكن التجاوز في حدود خمسة أرطال فقط، أما أكثر من هذا فيتم عزل رئيس المجلس فورًا، ثم يتم وزن باقي أعضاء المجلس واحدًا واحدًا وسط تصفيق جماهير القرية وضجيجهم.
وقد تم تمديد مدة رئيس المجلس البلدي هذا العام، ولكن اتضح أن الرجل قام بعمل ريجيم قاسٍ قبل موعد الوزن ببضعة أسابيع، أي أنه قام بالتزوير في أوراق أو «أرطال رسمية».. وما زالت القرية تبحث عن حل آخر!
وكذلك الأبناء، يبدأ مع الطفل من سنواته الأولى، خاصة حينما يذهب إلى المدرسة، وهذا واجب الأم والأب معًا أن يبحثا في أغراضه عن أي متعلقات ليست له، ويسألانه من أين أتى بها، وعليهما التأكد من رواية طفلهم التي يرويها لهم؛ خوفًا من أن يكون قد سرقها من أحد زملائه، ومن هنا إما أن يشبّ الأبناء على الأمانة، وإما أن يشبّوا على السرقة.
المصدر
- مقال:الشفافية بقلم وليد سعد الدينموقع:الإخوان المسلمون السودان
