الشــيـخ فيصــل مـولـوي
محمد علي الحاج العاملي
قلة هم الرجال الذين يرحلون فلا يمكن نسيانهم بسهولة، ونخبة النخبة من يغادرون فلا يمكن سد الفراغ الذي يحدثه رحيلهم، وعدد قليل من البشر من يُلتذ بالجلوس معهم، والاستماع إليهم، والاستئناس برأيهم، والوقوف عند توجيهاتهم... ومن هؤلاء العلامة الراحل الشيخ فيصل مولوي، هذا الشخص المعروف بسعة علمه، وبُعد نظره، وبشخصيته المتزنة، وبأخلاقه الرفيعة، وبمناقبيته المميزة.
كان لخبر رحيل الشيخ المولوي وقعه القاسي على محبيه، بل وعلى كل عارفيه، حيث جاء رحيله في ظرف حساس جداً، خصوصاً على مستوى واقع العلاقات الإسلامية، بين السنة والشيعة، حيث كان الراحل يشكل ضمانة على هذا المستوى، فكان رأيه يتصف بالحكمة، حاله حال العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله الذي كان ضمانة في الشارع الشيعي.
طيلة حياة الراحل ظل محافظاً على أداء على المستوى الديني والثقافي والسياسي، لم ينجر إلى صغائر الأمور، ولم يحدث أي حساسية مع أحد.
كنت أزوره فأسرّ كثيراً لجلسته، التي تكون شاملة للحديث حول شؤون الأمة الإسلامية ككل، حيث كانت اهتماماته تشمل الجاليات الإسلامية في أوروبا وعموم بلاد الغرب، فضلاً عن نشاطه في الساحة الإسلامية عامة، ولا سيما في العالم العربي وتركيا.
أتذكره ينظّر في خضم الصراع السياسي المحتدم بين 8 و14 آذار، عن كيفية تحصين الساحة الإسلامية، وفي كيفية ترطيب الأجواء السنية الشيعية!
لا أنسى الأحاديث المستفيضة حول بعض القضايا الفقهية والعقيدية، التي هي مورد نقاش بين الفرق الإسلامية.
يحضرني كلام الراحل عن ضرورة تركيز علماء الدين على الجانب الدعوى في شخصيتهم، وعدم تضييع البوصلة لمجرد مكاسب سطحية.
فيصل مولوي علم من الأعلام المسلمين في هذا البلد، الذي ينطبق عليه الحديث: «إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء».
المصدر
- مقال:الشــيـخ فيصــل مـولـويموقع: الجماعة الإسلامية فى لبنان