الشرق الأوسط ..برميل البارود ورياح التغيير
2011-01-15
بقلم : د.عدنان بكرية
لا نبالغ اذا قلنا بأن المنطقة العربية تمر بأخطر وأدق المراحل في تاريخها .. فعلى الساحة الداخلية تتفجر انتفاضات الغضب في تونس والجزائر والتي بدأت تمتد الى باقي الدول العربية كمصر والأردن وربما تجتاح كل العالم العربي .. فالشعوب العربية التي كابدت وعانت من الأنظمة.. لم تعد تحتمل الذل والاهانة وهدر الكرامة والجوع وانعدام الفرص .
في تونس انطلقت الشرارة الأولى منبهة النظام الرسمي العربي الى ما آلت إليه أوضاع الشعوب في ظل القهر والقمع السلطوي.. وهذه الشرارة تشكل بداية نهاية نظام قمعي تسلط على مقدرات الشعوب وكبت حريتها .. فلم نستغرب هبة الشعب الجزائري .. ومهما تعددت الأسباب والدوافع والخلفيات إلا ان الانتفاضة تشكل صرخة بوجه النظام الرسمي العربي وبداية لتغيير حقيقي سيشهده العالم العربي عما قريب .
الشعوب العربية والتي راهنا عليها في وقت الأزمات.. لم تعد تحتمل غياب الكرامة العربية وعمالة الأنظمة وتآمرها.. واذا كان الدوافع البارزة في هذه الانتفاضة هو الجوع .. إلا ان باطنها يحمل الكثير من الأسباب والدوافع وفي مقدمتها عمالة وتقاعس الأنظمة العربية والتي أوصلت شعوبها الى الحضيض وباعت طموحات وتطلعات الإنسان العربي .
تزامنا مع الهبات التي تجتاح العالم العربي وهبوب الرياح باتجاه التغيير ..تشتد الهجمة الشرسة ضد لبنان وغزة وباتت التهديدات الإسرائيلية – الامريكية تنحى منحى جديا وجديدا ،بعد استقالة وزراء المعارضة اللبنانية وانهيار الحكومة .. وباتت المواجهة اقرب من أي وقت مضى .. فليس صدفة تطلق الحكومة الإسرائيلية تهديداتها وتحصل على إذن من النظام المصري بمهاجمة غزة ..فزيارة نتنياهو للقاهرة جاءت لخدمة هذا الغرض.. وليس صدفة ان تتأهب الجبهة الداخلية الإسرائيلية لحرب محتملة .. كل هذه التفاعلات تدلل على ان عدوانا مبيتا على غزة بات وشيكا .. وكل المؤشرات تدلل على ان لبنان أيضا يقف على أبواب المواجهة .
انهيار الحكومة اللبنانية بعد انسحاب وزراء المعارضة والتهويل من قدرة حزب الله وترويع المنطقة من نيته السيطرة على بيروت بعد فشل المبادرة السعودية ..والتي ولدت فاشلة أصلا وكان هدفها منح الفرصة لاسرائيل لترتيب أوراقها وتجهيز نفسها لساعة الصفر .. هذه الأمور تقطع الشك باليقين بأن المنطقة مقدمة على مواجهة شرسة للغاية قد تغير معالمها السياسية وربما الجغرافية .. فالأساطيل الفرنسية والأمريكية وتحركها باتجاه لبنان يزيد من شدة التخوف من الانفجار القادم.. وكل المؤشرات تدلل على ذالك سواءا الميدانية أو الدبلوماسية .
إسرائيل دائما هددت وتوعدت فهي ترى بأنه يتوجب القضاء على قوة الردع لحزب الله وحركة حماس الأذرع القوية لايران في المنطقة قبل الإقدام على عملية عسكرية ضد ايران .. أي قطع اذرع ايران في المنطقة ... الحرب، قادمة لكن النتائج محفوفة بالمخاطر بالنسبة لها .. فصمود حماس وحزب الله في أي مواجهة قادمة ..سيشكل ضربة قاصمة لغطرسة وعنجهية إسرائيل .. وسيكون له ارتداداته على كل الساحات العربية .. الانتفاضات الشعبية ستمتد وتشتد ..وأي انتصار سيحققه حزب الله أو حماس سيرفقه انهيار للعديد من الأنظمة العربية العميلة.. ولا نبالغ اذا قلنا بأن المنطقة مقبلة على تغييرات في تضاريسها السياسية ..وكل هذا منوط بقدرة حماس وحزب الله على انجاز الانتصار .
