الشباب المصري كتلة غضب لإطلاق الجاسوس
[11-12-2004]
محتويات
مقدمه

حالة من الغضب العارم تسود أوساط الشارع المصري، والشباب على وجه الخصوص؛ عقب قرار الإفراج عن الجاسوس الصهيوني عزام عزام, فقد اعتبر الشبابُ الإفراج عن الجاسوس مقابل إطلاق سراح الطلبة المصريين الستة المختطفين لدى الكيان الصهيوني صفقة خاسرة، متسائلين: ألا يستحق أبناءُ مصر من سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين الإفراج عنهم لحسن سيرهم وسلوكهم بعد أن أتمّوا مُددَ حبسهم أو بعد قضاء عشرات السنوات وراء القضبان؟!
صفقة غير متكافئة
صابر عبد الحميد يتعجب من هذه الصفقة غير المتكافئة بالمرة التي تعبر على حد قوله عن مدى الاستخفاف بالإرادة الشعبية المصرية، التي أصبحت نكرة أمام السلطة التي تتصرف كأنها تمتلك "عزبة" كل من فيها عبيد تحت سيطرتها, ويتخيلون أنهم بهذه التصرفات السلطوية غير الواعية سيحكمون سيطرتهم على البلاد.
ويضيف : لكن ذلك لن يتحقق فأنا أكره الكيان الصهيوني، وأكره كل ما يمت له بصلة، وكل من يواليها، ولا أتمنى له الخير أبدًا، بل أتمنى له كل الشر، ولست وحدي من يتمنى ذلك، ولكن الشعب المصري كله على دراية بذلك، وسيأتي اليوم الذي ينفجر فيه في وجه الحكومة أولاً ثم بعد ذلك في وجه الكيان الصهيوني وأمريكا، وكل من في صدره ذرة عداء للإسلام والمسلمين.
من للسياسيين..؟!
في هدوءٍ تام يقول محمود الزاهي: أطالب الرئيسَ مبارك بمساواة آلاف المعتقلين السياسيين بالجاسوس الصهيوني عزام، والعفو عمن تجاوزوا نصف المدة منهم, طالما أن الإفراج عن عزام تمَّ بزعم حسن السير والسلوك!! وأعتقد أن الإفراج عنه ليس على سبيل الصفقة مقابل الطلاب الستة؛ بل أن القرار تم اتخاذه مسبقًا وقد حان الوقت لتنفيذه.
ويضيف الزاهي لقد وجد هذا الكلام تصديقًا ومساندة كبيرة من الصحف القومية التي تشعر وأنت تقرأ خبرَ الإفراج عن عزام فيها بأنه بطلٌ من أبطال مصر المخلصين لها, متناسين أنه وأمثاله كان سببًا في قتل ما يزيد عن 60 ألف جندي مصري معتَقل في هزيمة يونيو 1967م. صفقة خاسرة وتقول إصلاح عزت- ليسانس حقوق-: الصفقة التي تتم بهذا الشكل صفقة فاشلة بكل المقاييس؛ إذ كيف يتساوى جاسوس بغيره من الأبرياء الذين مهما أجرموا فلن يصل الجرم إلى كونهم جواسيس.. الأمر أصبح في مصر مليئًا بالأوضاع المقلوبة التي تحتاج لتغيير وإعادة الموازين إلى نصابها.
أين الكرامة؟!
يقول رضا محمود- بكالوريوس إعلام-: أرفض تمامًا الإفراج عن الجاسوس الصهيوني عزام في مقابل الطلاب الستة المصريين؛ لأن الإفراج عنه بهذه الصورة يعني أننا أصبحنا معدومي الكرامة حكومة وشعبًا في شتى المحافل الدولية؛ لأننا لم نستطع الدفاع عن مجموعة من أبنائنا الذين لم يرتكبوا تهمةً تُذكر سوى أنهم اخترقوا الحدود دون إذن- إن كان هذا حدث أصلاً- وبالتالي فليست هناك مشكلة كبيرة إذا حُوكموا محاكمةً عادلة.
ويضيف: يجب أن نكفَّ عن المبررات الواهية للإفراج عن عزام عزام؛ كالقول بأنه قضى نصف المدة أو حسن السير والسلوك، فإن كان الأمر كذلك فمن الأولى الإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين قضوا المدةَ المفروضة عليهم، وبرغم ذلك تصرُّ الحكومة على اعتقالهم برغم أنهم من أبنائها وليسوا من أبناء شارون!.
عار
ويعبِّر صالح السيد عن حالة الغضب التي يعيشها منذ علمه بخبر مقايضة عزام بالطلاب الستة المصريين قائلاً: إن ما يحدث لا يمكن وصفه سوى بأنه عارٌ على الشعب المصري، وسيظل هذا العار مرسومًا على جبيننا طوال العمر.
ويستطرد قائلاً: إنه لا يحزن على موقف الحكومة المصرية لأنها ارتضت بهذا العار منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد، ثم فرض قانون الطوارئ على أبناء شعبها الأمر الذي يعني أن الحكومة لا تستطيع التعامل مع المواطنين والسيطرة عليهم إلا بالقوة واعتقال كل من يقول كلمة حق في هذا البلد!.
ويتساءل: هل أبناء الوطن الذين يريدون مصلحته من المعتقلين السياسيين هم الذين يمثلون خطرًا على الأمن القومي, وعزام الجاسوس الصهيوني لا يمثل خطرًا على أمننا؟!
وتقول رحاب لطفي: أعتقد أن الأمر أصبح تجارة بعيدًا عن كونه تقديرًا لمشاعر وكرامة الشعب الذي يتمنى أن يسمع يومًا أخبارًا أكثر إشراقًا، وتضيف لقد عرفت الخبر ولكني سمعت الحقيقة منقوصة دون أن أعلم الإفراج عن عزام، مما أدى إلى كبت وتلاشي مشاعر العزة التي أحسست بها فور سماعي بعودة الطلاب المصريين.
مشهد جديد
يصف سلامة إسماعيل الإفراج عن عزام بأنه فاصل جديد من مسلسل تطبيع العلاقات السياسية مع العدو الأول لمصر، والتي ستظل كذلك مهما سعت الحكومة المصرية لاقتلاع هذا الإحساس من قلوب المواطنين, كما أن إرادة مجموعة من رجال الأعمال الموالين لأمريكا والذين استطاعوا بطريقةٍ أو بأخرى الوصولَ للسلطة لا يمكن أن تسمو لتعبِّر عن إرادة الشعوب المقهورة من هذا العدو الصهيوني الذي لم يكف عن تشريد أولادها منذ عام 1948 وحتى الآن.
ويضيف: إنه ليس من المعقول أيضًا أن يتم الإفراج عن جاسوس صهيوني خائن بحجة أنه حسن السير والسلوك، وترك قرابة العشرين ألف معتقل من شرفاء الوطن محتجزين داخل السجون المصرية، بعضهم قضى أكثر من ثلاثة أرباع المدة وليس نصفها فقط، بل إن البعض تجاوز المدة كلها وبرغم ذلك لم نسمع عنهم حتى الآن!!.
فرحة وترحة
ويرى السيد حسن أن الإفراج عن عزام جاء في توقيت مناسب جدًا للسفاح شارون؛ حيث احتدم الصراعُ بينه وبين بعض الوزراء بحزب العمل مما نتج عنه إقالة عدد من الوزراء في الحكومة الصهيونية, فكان الإفراج رسالةَ دعمٍ قوية لموقف شارون، خاصة أن رئيسي الوزراء السابقين باراك ونتنياهو فشلا في الإفراج عنه، مما يدل على أن القياد المصرية تتخذ طرقًا عجيبة جدًا في تطوير علاقتها مع الكيان الصهيوني، وهذا يعبِّر عن حالة الإفلاس التي وصلت إليها، والتي ضربت عرض الحائط بالإرادة الشعبية المصرية المرافقة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
ويضيف الغريب أن هذه الصفقة ما هي إلا تبرير وحجة لإجراء علاقات تطبيعية جديدة وإضفاء للشرعية على حكومة شارون.
لماذا لم يُعدم؟
ويقول محمد عز الرجال: يتنازعني أمران؛ أولهما: الرغبة في عودة الطلاب لعائلاتهم والثاني هو الغضب للإفراج عن عزام الذي كان من المفروض أن يُعدم, كما أني أرفض تبريرات الحكومة بأن الإفراج عن عزام بسبب حسن سيره وسلوكه؛ لأنها بذلك تخدع 70 مليون مصري وهذا سلوك غير مقبول، وكان من الأكرم الإعلان عن أن الإفراج عنه على سبيل الصفقة.
ويتعجب قائلاً: أليس هناك من المعتقلين السياسيين داخل السجون من هو أفضل من عزام في سيره وسلوكه حتى يُفرج عنه أم أن أبناء الوطن سيئو السلوك في وجهة نظر حكوماتنا دائما؟!
أما سمر عبد الله فقالت: وهل السعادة تُشترى؟، وهل الكرامة يمكن أن تُباع؟، فإذا حدث هذا فلنقل على الدنيا السلام!، وتساءلت هل اشترى أحدٌ آخر دماء الثلاثة جنود المصريين؟!
حسن سير وسلوك!!
ويقول سعيد خلوي: عندما علمنا بخروج الطلاب الستة أحسسنا بشيءٍ من الكرامة، ولكن بعدها بدقائق قليلة شعرنا بخيبة أمل كبيرة جدًا، وذلك فور سماعنا خبر الإفراج عن عزام، وازددت حنقًا عندما رأيته يقبِّل العلم الصهيوني وهو في أيدي السفاح شارون.. حيث عبَّر عن إخلاصه لبلده، ونحن كمسلمين برغم كوننا تربَّينا على هذه المبادئ لا ندرك كيف نخلص لمصر ونفرط في كرامتنا بسهولة؛ حيث يعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن الإفراج عن عزام تمَّ لأنه حسن السير والسلوك، ولا ندري كيف يكون جاسوس خائن حسن السير والسلوك؟، وأبناؤنا الشرفاء الذين يقدَّرون بالآلاف في السجون لا ينطبق عليهم هذا الأمر؟!
المصدر
- حوار: الشباب المصري كتلة غضب لإطلاق الجاسوس موقع اخوان اون لاين