السلطة الجديدة، هل من جديد ؟
بقلم : محمد مفيد الخالد
عندما فازت حركة المقاومة الاسلامية \" حماس \" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة، بدأت التحليلات والتوقعات من قبل مجموعة كبيرة من المحللين والصحفيين والمفكرين تتدفق عبر الصحف والمواقع الالكترونية، للحديث عن الفوز وآثاره المستقبلية على القضية الفلسطينية، وتطرقوا بالحديث عن مستقبل الحكومة الجديدة وعن التحديات التي ستواجه تلك الحكومة، ومع وجود اختلاف في الرأي في مواضيع كثيرة بين المحلليين، إلا أن أغلبهم كان لديه الثقة في أن الحكومة الجديدة التي ستقودها \" حماس \" سيكون لها دور كبير وفعّال في التغيير الحقيقي لصالح الشعب الفلسطيني، كما أنها ستقوم بنشر العدل بين الناس وستعالج مشاكلهم الاجتماعية، وكان الأمر محسوما من قبل أغلب الذين كتبوا عن \" حماس\" وعن الحكومة الجديدة في تفوق الحركة الكبير في تقديم الخدمات الاجتماعية والادارة الداخلية للمجتمع الفلسطيني، أما فيما يتعلق بالشأن الخارجي فالأراء تعددت وانقسمت لكن الأغلب اتفقوا على وجود إمكانيات كبيرة للحركة فيما يتعلق في مواجهة التحديات الخارجية .
السؤال الذي يطرح نفسه الآن وبعد تشكيل الحكومة الجديدة واستلامها للسلطة الفلسطينية، هل جاءت حركة المقاومة الاسلامية \" حماس \" بجديد عن الحكومات السابقة ؟ والجواب بكل موضوعية وحيادية نعم، جاءت وهي تمثل القلب النابض للشعب الفلسطيني الحي الذي واجه كل التحديات بشجاعة منقطعة النظير بكل جديد، فمنذ الساعة الأولى التي استلم فيها الوزراء أعمالهم في الحكومة الجديدة شمّروا عن سواعدهم ووصلوا الليل بالنهار ليبدأ مشوار التغيير والإصلاح وخدمة الناس والتعايش معهم ومع همومهم، فكانت البداية، بداية قوية شامخة تتناسب مع حجم المسؤولية، والبدايات دائما تعطي انطباعا عن النتائج المتوقعة وكما قال الاستاذ الراشد حفظه الله \" من لم تكن له بداية محرقة لن تكون له نهاية مشرقة \" ونحن نرى بداية نورها ساطع مليء بالعزم والتحدي تبشّر بإشراقة لن تنقطع بإذن الله .
وفي إطلالة سريعة سأستعرض بعض الإثباتات على قوة تلك البداية وعلى الجديد الذي جاءت به حكومة فلسطين الجديدة :
• الحرص الصادق على الوحدة الوطنية من خلال فتح الباب لمشاركة الجميع في الحكومة على شرطي الامانة والكفاءة وعدم التفريق بين أبناء الشعب الفلسطيني في الاستفادة من الفرص والخدمات المتاحة .
• التعايش الحقيقي من قبل الوزراء والمسؤولين مع هموم الناس وتقديم مصالح الناس على مصالحهم الشخصية المستحقة، فعندما يعلن رئيس الوزراء السيد اسماعيل هنية حفظه الله بأنه والوزراء لن يستلموا رواتبهم حتى تأمين رواتب كل موظفي الدولة فإن هذا يعني أننا أمام حكومة أمينة تفعل ما تقول .
• التقشف والتوفير وهذا رأيناه واضحا جليا بتخفيض الرواتب المخصصة لهم حتى يوفروها لصالح أبناء الشعب الفلسطيني وتوفير أية مصاريف تتعلق بتنقلاتهم وإقامتهم ومصاريف تتعلق بالاعمال الرسمية قدر الإمكان .
• الاهتمام بالقضايا العاجلة وذلك بالاجتماعات الطارئة المتواصلة لإيجاد الحلول السريعة المدروسة التي تأخذ بعين الاعتبار الحقوق والالتزامات .
• المحافظة على الثوابت والحقوق الفلسطينية وعدم التنازل عنها مهما كان الثمن .
• الاعلان عن عدم المساس أبدا بسلاح المقاومة وعدم منع أي مجاهد من القيام بأعمال جهادية ضد المحتل الصهيوني وعدم اعتقال أي مواطن على خلفية سياسية أبدا .
• العمل على تنمية المجتمع وذلك عبر الاهتمام بالمؤسسات التعليمية والاجتماعية والتنموية، والجميع شاهد رئيس الوزراء قبل أيام عندما زار معرضا لأطفال إحدى المدارس الفلسطينية مشجعا الاطفال على الإبداع والانتاج .
• التخطيط المسبق والدقيق لكل وزارة لتقديم أفضل الخدمات والانجازات في المرحلة القادمة ضمن الامكانيات الموجودة والتي تسعى الحكومة أيضا الى تطويرها وزيادة حجمها . هذا غيض من فيض، ولا شك أن الايام القادمة ستحمل لنا الكثير من الانجازات الجديدة التي ستميز هذه الحكومة لتكون قدوة لمن سيأتي بعدها في العمل الجاد والالتزام أمام الناس، وهذه البداية تشجع كل مخلص لدعم الحكومة الفلسطينية ليكون مشاركا في هذا البناء الوطني الذي بدأت قواعده تظهر على السطح .
المصدر
- مقال:السلطة الجديدة، هل من جديد ؟موقع:الشبكة الدعوية