الرياضة فقدت براءتها
24 اكتوبر 2010
بقلم: حسن المستكاوي
كأننا اكتشفنا فساد الذمة فى الرياضة فجأة، بعدما فجرت جريدة صنداى تايمز واقعة طلب أعضاء من اللجنة التنفيذية للفيفا الحصول على أموال مقابل التصويت لدول بعينها تتنافس على تنظيم مونديالى 2018 و2022، فعندما أعلن د. على الدين هلال وزير الشباب أمام مجلس الشعب عقب صفر المونديال الشهير عن طلب أعضاء من الفيفا رشاوى مقابل التصويت للملف المصرى، أخذنا على الوزير هذا الإعلان أمام البرلمان، وبصفته السياسية فى الحكومة.. لكن بيع الأصوات معروف، وقصة امتناع تشارلز ديمبسى مندوب الأوقيانوس عن التصويت لتفوز ألمانيا بتنظيم مونديال 2006 بدلا من جنوب أفريقيا، هى نفسها القصة التى أكدت فوز جنوب أفريقيا بمونديال 2010 قبل التصويت.
ونحن نذكر الواقعة التى كشف عنها الزميل أسامة الشيخ مدير تحرير مجلة سوبر الإماراتية قبل توقف نسختها الورقية عن الصدور، وهى الواقعة التى رفض فيها حكمنا الدولى الشريف عصام عبدالفتاح رشوة بمبلغ 50 ألف دولار عندما كان مكلفا بإدارة مباراة بين منتخبين أفريقيين يتنافسان على صدارة المجموعة فى تصفيات القارة لكأس العالم 2006.
ويومها أبلغ عصام عبدالفتاح الاتحاد الأفريقى بالواقعة فى تقرير رسمى وقام الاتحاد الأفريقى بإبلاغ الفيفا بالواقعة.. وقد عرضت الرشوة فى سفارة إحدى الدولتين بالقاهرة بعد أن علمت بإسناد المباراة إلى عصام عبدالفتاح ووصلت قيمتها إلى 50 ألف دولار، حوالى 300 ألف جنيه. (حسب سعر الدولار فى 2006)، وطلب من عصام عبدالفتاح عدم الإدلاء بأية معلومات عن واقعة الرشوة التى بدأت بمبلغ 20 ألف دولار ثم إلى 30 ألف دولار وأخيرا 50 ألفا!
من أسف أن الفساد قديم.. ولعل العاصفة المدوية التى هزت أركان مقر جمهورية كرة القدم بسويسرا قبل مونديال كوريا واليابان تعكس صورة من صور الفساد الذى دخل اللعبة.
فقد كان بلاتر هو العقل المفكر لهافيلانج الرئيس الأسبق للفيفا، وعقب فوز بلاتر على منافسه لينارت يوهانسون رئيس الاتحاد الأوروبى ظهر كتاب فى الأسواق هز أركان الفيفا للكاتب البريطانى ديفيد يالوب بعنوان: كيف سرقوا اللعبة؟ واتهم الكاتب بلاتر بالفساد وبدفع رشوة قدرها 50 ألف دولار لكل ناخب يعطيه صوته.
القنبلة التى فجرتها جريدة صنداى تايمز عبر محرريها، تكشف مرة أخرى عن فساد ساحة كرة القدم، وكيف أن الملاعب باتت حلبات للصراع المالى بكل أشكاله الذى أفسد الرياضة وكان ملهما أيضا للكاتب البريطانى ميهير بوز الذى أصدر كتابا فى نهاية التسعينيات بعنوان: الرياضة فقدت براءتها تناول فيه كل مظاهر الغش والخداع والعنصرية والرشاوى والتلاعب فى النتائج والمنشطات وكيف أصبح المال سببا للفساد؟
المصدر
- مقال :الرياضة فقدت براءتها ، الشروق