الرياضة تهزم شياطين الكراهية والتعصب

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الرياضة تهزم شياطين الكراهية والتعصب

15 اكتوبر 2009


بقلم: حسن المستكاوي

يوم 11 أكتوبر حذرت هنا من إشعال نار الكراهية والبغضاء بين الشعبين المصرى والجزائرى، بتبادل عبارات مسيئة، وسباب، وقلت بالنص: «نرجو أن يتذكر من يقرأ هذه السطور أننا نحذر فى هذا اليوم وقبل شهر كامل من المباراة الفاصلة بين الفريقين، من خمسة آلاف أو عشرة آلاف على الأكثر من المهاوييس والمرضى والمتعصبين فى الجزائر وفى مصر الذين يشعلون الفتن بتصريحات وكلمات ومقالات مسيئة إلى البلدين وإلى كرة القدم فى مصر وفى الجزائر.. فلا تنصتوا إلى هؤلاء.. ولا تقرأوا ما يكتبون ولا تنشروا وتنثروا ما يبيعون من كراهية فى ساحة الرياضة.. وقد حذرنا.

ومنذ بداية التصفيات أتابع حوارات المواقع والصحف وأرى بعض الشباب فى البلدين يستدعون شياطينهم، كما يقول الأديب والصديق والوزير الجزائرى عز الدين ميهوبى، وطوال المتابعة كنت أنتظر الموقف النهائى فى المجموعة لنمارس دورنا المهنى وما نرى أنه رسالة رياضية وتربوية ومهنية، فقررنا فى مجلس التحرير حجب أى أخبار يمكن أن تثير الحساسيات بين الشعبين وبين جماهير الكرة فى البلدين.

وكان ذلك هو الاختيار الصعب، لأن السهل أن نجرى وراء الإثارة، بغض النظر عن نتائج ذلك. وكان قرارنا واضحا وهو أن نمارس دورنا ونرضى ضميرنا المهنى. ففى النهاية تلك مباراة فى كرة القدم بين مصر والجزائر، وستجرى فى إطار رياضى. وكل مواطن فى مصر ومشجع للمنتخب يتمنى أن تفوز مصر وتتأهل إلى نهائيات المونديال. ومادمنا نرى ذلك حقا لنا، فهو حق مشروع لكل مواطن ومشجع جزائرى.

نحن بدورنا فى «الشروق» لم نتوقف عند هذا التحذير أو هذا القرار من مجلس التحرير، وإنما أطلقنا مبادرة على موقعنا الإلكترونى بالتنسيق مع مسئول الموقع الزميل هانى عسل بعنوان «لا للتعصب بين جماهير مصر والجزائر»، وتضمن نص تلك المبادرة ما يلى: «يدعو الموقع زائريه إلى المشاركة فى مبادرته الرامية إلى نبذ التعصب بين جمهورى مصر والجزائر على أساس التعامل مع مباراة 14 نوفمبر على أنها مباراة رياضية بين فريقين عربيين يستحق كل منهما الصعود إلى المونديال، ويستحق الفائز بها ببطاقة المونديال التشجيع والتحية والمساندة من جماهير الطرف الآخر.

وبناء على ذلك فسوف يقوم الموقع من جهته خلال الفترة المقبلة بالامتناع عن نشر أى من التعليقات التى يبعث بها زوار الموقع من جماهير مصر والجزائر فى حالة إذا ما كان التعليق متضمنا أىا من عبارات الإساءة إلى أى من الشعبين، أو إذا تضمنت عبارات تحرض على التعصب والعنف.

وإدارة «الشروق» إذ تقوم بهذه الخطوة وسط هذا الكم من عبارات التحريض والتعصب التى تمتلئ بها مواقع ومنتديات أخرى كثيرة على شبكة الإنترنت، فإنما تؤدى بذلك واجبها الإعلامى الذى ينبغى القيام به فى مثل هذه الظروف، التى لا يمكن فيها سوى تقديم كل المساندة والتشجيع وأيضا توفير «التركيز» لمنتخب مصر الوطنى المقبل على مهمة صعبة، مع توفير كل الاحترام فى الوقت نفسه للأشقاء فى الجزائر».

كان ذلك هو مضمون مبادرتنا، وكانت المفاجأة أن شباب مصر والجزائر تفاعل مع تلك المبادرة بمنتهى الحب والاحترام والتقدير وتلقينا تعليقات عديدة من البلدين تنطق بتلك المعانى الجميلة، التى تدعو لها الرياضة، فيقول مشجع مصرى: «أتمنى تأهل منتخبنا.

لكنى سوف أشجع الجزائر فى جنوب أفريقيا لو تأهلت». ويقول مشجع جزائرى يعيش فى لندن: «لو كان الأمر بيدى لسافرت إلى جنوب أفريقيا ومعى مصر والجزائر.. تحيا الجزائر.. تحيا مصر»!

الرسائل التى تلقيناها فيها من المشاعر النبيلة ما يفوق الخيال، من جانب المصريين والجزائريين.. كلمات وطنية، وقومية، ورياضية صادقة ورائعة. وسوف أكرر النداء: لا تنصتوا ولا تنجرفوا وراء المهاوييس والمتعصبين هنا أو هناك.. وأقول للزملاء الإعلاميين لا تعيدوا نشر ونثر الضغائن والكراهية، وتجاهلوا كلام السفهاء.. وأقول للمسئولين فى البلدين: فكروا قبل أن تتحدثوا.. وزنوا كلامكم بميزان الذهب.. وثقوا أن الملايين من المصريين ومن الجزائريين لا يعرفون تلك الكراهية التى يمارسها القلة والمرضى.

ربما ننجح.. وربما ينتصر علينا التعصب والمرض والتحريض والمحرضون. وأسأل الله أن نهزمهم جميعا.. لكننا فى النهاية ومهما جرى سنكون سعداء لأننا أرضينا ضميرنا فقد قمنا بدورنا ولم ننجرف وراء الشياطين التى تبث الكراهية وتزرعها وتنشرها.

المصدر