الرئيس والمشير وحسن البنا
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
أحمد رائف يكتب لـ "الوفد":
- هوامش علي دفتر الإخوان وكان الأولي والأجدي أن يجعلوها لقاءات للتعارف وليس للتنسيق.. فالتعارف أولي وأجدي وأقرب للتقوي لو كانوا يعلمون. ولست أدري كيف ينسقون مع الناصريين.. أبو شنب أبيض وأبو شنب أسود.. والذي يرطن بالصعيدية القحة.. وهو يتقلب ذات اليمين وذات الشمال بحثاً عن التمويل من المختلين في الغرب.. الغرب العربي..
- ومن الجبارين في الشرق ويحلم بالتأميم.. وسجن حربي علي أحدث طراز حيث يتم التعذيب فيه بالكمبيوتر.. والضرب علي القفا علي أحدث وسائل التقنية الحديثة.. وأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.. وأمجاد ياعرب أمجاد!!
- تنسيق إيه؟ كيف الجلوس مع الحياة في صفط!!؟ كما قال الشاعر.. والجهة الوحيدة التي يجوز التنسيق معها وتأتي بنتيجة مؤكدة هي الحكومة وكل من في إدارة الإخوان يعرف طريقها. وقد رأيت فيمن يذهبون للتنسيق الدكتور محمد البلتاجي.
- ومعذرة فبالسؤال عنه عرفت انه طبيب وكنت قد ظننته من شيوخ الأزهر.. ولست أدري من أين جاءني هذا الانطباع..ربما لأنه كان يكتب عن شمولية الإسلام وأشياء من هذا القبيل.. ولم أفهم مما كتب يومها ماذا يقصد بالكلمة "شمولية الإسلام".
- وهم يطالبونهم في التنسيق المزمع عمله بأن يتخلصوا من شعار: "الإسلام هو الحل" ويأتي بعض من لا يفهمون فيقولون إن هذا الشعار من الثوابت التي لا محيد عنها وهذا ضيق في التفكير وهذا يذكرني بيوم أن اقترحت هذا الشعار علي مأمون الهضيبي ومصطفي مشهور وجابر رزق وعدد آخر أنهم لم يستسيغوه ولكني دافعت عنه حتي اقتنعوا به..
- وقلت لهم يومها إنها كلمات ليست بالضرورة أن تكون واضحة الدلالة قطعية المعني بل ينبغي أن تكون موحية ومؤثرة وشاعرية وأذكر يومها أن مصطفي مشهور ظل يردد الشعار الإسلام هو الحل عدة مرات..
- وقال: والله كلامك معقول بالفعل الإسلام هو الحل وطيرت في البلاد وسمعتها بعد ذلك في بريطانيا وفرنسا وروسيا ثم يأتي متنطع أو مأفون بعد ذلك ويقول انني لست من الإخوان ألا شاهت الوجوه!!
- ولكن ماذا نقول: أغلب الشهود غيبهم الثري أقصد بطبيعة الحال الشهود العدول ياليت الإخوان يستجيبون إلي صوت العقل والمنطق ويتركون صوت المال والتجارة وتكوين الثروات.. ويكون الله ورسوله أحب إليهم ممن سواهما..
- وإن كان كذلك فالله الله في أنفسكم وفي الشباب الذين ينقادون وراءكم ويأتمرون بأمركم فأنتم سادتهم وكبراؤهم فلا تضلوهم السبيل.. فيدعوا عليكم يوم القيامة أن يؤتيكم الله ضعفين من العذاب ويلعنكم لعنًا كبيرًا الفرسان الثلاثة الرئيس هو محمد جمال عبد الناصر والمشير هو محمد عبد الحكيم عامر، وهما مشهوران وعلامة علي القرن العشرين في مصر.
- وكان الاثنان من الإخوان المسلمين، وكان معهما ثالث هو الصاغ كمال الدين حسين. وكانوا يطلقون عليهم الفرسان الثلاثة.. وكانوا من الأصدقاء الذين ظلوا حتي اقتربت النهاية وهم يد واحدة وعبد الناصر هو الذي اقترح علي كمال الدين حسين أن يستقيل من الجيش والذهاب إلي فلسطين لتدريب الفدائيين وتنفيذ بعض العمليات هناك.
- وكان هذا قبل الحرب الرسمية التي بدأت بين العرب وبين العصابات اليهودية كما كانوا يسمونها في ذلك الوقت. وكان هذا بالتنسيق مع الحكومة المصرية.. والإخوان بطبيعة الحال. وكان ذلك في مطلع عام 1948 وكان من رأي جمال عبد الناصر أن يساعد الإخوان جيش الإنقاذ الرابض في سوريا بقيادة فوزي القادقجي وعدم تدخل القوات الحربية الحكومية.
- وكان البطل أحمد عبدالعزيز في فلسطين هو الآخر وكذلك عبد المنعم عبد الرؤوف.. واشتهر أحمد عبد العزيز بعد استشهاده بنيران صديقة عندما كان معه صلاح سالم ونشبت الحرب الرسمية بين القوات العربية وبين اليهود.. وأثناء المرور نسي أحمد عبد العزيز كلمة السر أو لم يبلغ بها وأطلق عليه المصريون النار فمات.
- ظل الفرسان الثلاثة جمال و عبد الحكيم وكمال الدين حسين في وحدة وتلاحم طيلة الوقت.. وكانوا قد دخلوا الإخوان سويا وانفصلوا عنها سويا أيضًا.. وهم في وحدة مع بعضهم بعضًا وظلوا علي ولاء وإخاء بينهم، ويختلفون عن غيرهم من ضباط الثورة في المودة والاخلاص.
- وأذكر أن كمال الدين حسين الذي جعلوه وزيرًا للتربية والتعليم بعد أن غيروا اسمها من وزارة المعارف إلي هذا الاسم. وكان هناك برلمان الثورة الأول برئاسة عبد اللطيف البغدادي والذي أخذ قرارًا بضم الطلبة المنتسبين للدراسة في الكليات النظرية.
- والسماح لكل طالب حصل علي الثانوية العامة بالانتساب للكليات المختلفة بغض النظر عن مجموع الدرجات.واحتج الوزير علي ذلك وألقي بيانًا في المجلس. وأصر المجلس علي موقفه واستقال الوزير. ووقف الشعب لاهث الأنفاس ينتظر ماذا يفعل في استقالة كمال الدين حسين وزير التربية والتعليم وأحد فرسان الثورة الثلاثة..
- وكان هذا الكلام عام 1958 والكل تصور أن الرئيس.. محمد جمال عبد الناصر سوف يقبل استقالته وفوجئنا يومها ونشر ذلك في الصحف أن الرئيس قد أشر علي الاستقالة بالتالي: قرارات مجلس الأمة محل تقدير وسياسة الوزير من سياسة الحكومة.
- ورفضت استقالته في قرار خالف فيه كل أعضاء مجلس الأمة الذين أجمعوا عليه بغض النظر هل قرارهم كان سليمًا أم لا.. وكان هذا المجلس قد جاء بالاختيار الحر المباشر ولم يتم تزويره مع صناديق الانتخاب.. ولكن تم التزوير بطريقة أخري..
- فقد تم استبعاد من لا يعجب الحكومة من الدخول في هذه الانتخابات.. بمعني أن أي المرشحين سوف يكون من الذين ترضي عنهم الحكومة فيستوي عندها من ينجح. ولم يكن للأحزاب وجود في ذلك الوقت ولا يوجد تنظيم شعبي إلا "هيئة التحرير" والتي تحولت إلي ما يسمي بالاتحاد القومي في تلك الأيام.
- ومجلس الأمة بنوابه المنتخبين من الشعب لا يعرف لهم واجب أو مهمة إلا الموافقة علي قرارات الحكومة والتصفيق للسيد رئيس الجمهورية حفظه الله. وكما قال النحاس باشا رحمه الله: دي عاملة زي وابور الزلط "يبطط" أي حاجة أمامه، قال سياسي آخر: دي عاملة زي قطار سكة حديد محدش عارف محطة الوصول فيه.. ويبدو ان مالوش محطة وصول!!
- كان كل ضباط الثورة أعداء الرئيس جمال عبد الناصر ماعدا عبد الحكيم عامر وكمال الدين حسين!! وكان كل من حسين الشافعي وأنور السادات يقف في منطقة رمادية فلا هو بالعدو وما هو بالصديق..
- وكل منهما لا يضر ولا ينفع.. ويقفان طول الوقت ينتظران ما يسقط عند قدمي الرئيس من فتات المناصب ليلتقطاه ووضعا نفسيهما بجوار من دونهما مقامًا ودرجة من رجال الرئيس مثل علي صبري وشعراوي جمعة وأمين هويدي وغيرهم..
- وبعد أن تم ضرب الإخوان المسلمين عام 1954 ذهب كمال الدين حسين إلي غزة والأردن والتقي بعدد من الإخوان وأخبرهم أن جمال عبد الناصر كان مضطرًا لفعل ما فعل.. وأنه سوف يفرج عن الجميع في الشهور القادمة..
- وكان قد التقي هناك.. وعلي الأخص في قطاع غزة بالإخوان الذين قاتلوا معه اليهود عام 1948، وكانت بينهم رفقة جهاد وسلاح فكانوا يصدقونه ويثقون في وعوده.. ولم يستغل سعيد رمضان وكامل الشريف وعبد المنعم عبد الرؤوف وأبو المكارم عبد الحي هذه الزيارة عندما ذهب كمال الدين حسين إلي القدس رتب له نجيب جويفل أحد عناصر التنظيم السري للإخوان القدامي والذين لهم تاريخ..
- رتب له لقاء مع الذين ذكرت أسماءهم.. ولم يكن كمال الدين حسين مبرزًا في الذكاء وقوة الشخصية بالنسبة للعسكريين الفارين من مصر والذين كانوا يفوقونه في كل شيء.. ولم يشفع له أنه صار وزيرًا ومبرزًا في الحكومة المصرية.. وتم اللقاء بطريقة سرية وفشل فشلاً ذريعًا فالإخوان لم يحسنوا الكلام معه..
- وتخاطبوا معه من عل.. فكلهم أكبر منه رتبة في الجيش وفي الإخوان.. ولم يكن كمال الدين حسين بالشخصية المرنة التي يمكن لها أن تتجاوز وكان به اندفاع ونزق.. وحاول كامل الشريف أن يلطف الاجواء بينهم بلا فائدة.
- وكامل الشريف لمن لا يعرفه أحد قادة كتائب الإخوان في حرب فلسطين عام 1948 وأحد المشرفين علي معسكرات الفدائيين الذين قاتلوا الإنجليز في القنال عام 1951 واشترك في عمليات فدائية ضد الإنجليز أيضاً.
- وكان من سكان العريش. ولما حدثت الازمة بين الحكومة والإخوان خرج من العريش بليل وكذلك فعل الاستاذ جمعة حماد الذي صار بعد ذلك رئيس مجلس الاعيان الاردني وصاحب جريدة الرأي. وشغل عدة وظائف وزارية..
- وأيضاً كان كامل الشريف الذي أنشأ جريدة الدستور الاردنية وصار وزيراً للاوقاف بعد أن كان سفيراً للاردن في نيجيريا وباكستان وبلاد أخري وله مجموعة من المؤلفات أشهرها: "الإخوان المسلمون في فلسطين" والذي أرخ فيه للعمليات الاخوانية الفدائية هناك.
- وحاول كامل الشريف متعاوناً مع نجيب جويفل أن يرأب الصدع الذي أصاب الاجتماع الذي كان يمكن أن ينهي مأساة الإخوان التي استمرت بعد ذلك.. ولكن النزق حال دون ذلك. وقال الشريف ان عبد المنعم عبد الرؤوف قال لكمال الدين حسين: علي فكرة عبد الناصر طول عمره لا يفهم في التكتيك.
وقال كمال الدين حسين:
- يعني تقصد إيه يا منعم؟. وغضب عبد المنعم عبد الرؤوف وقال: إيه منعم دي؟ انت مش عارف إني أقدم منك رتبة. وقال كمال الدين حسين: يا سيدي متنساش ان احنا مش في الجيش. المقامات لازم تتحفظ. والله العظيم محفوظة يا.. يا حضرة البكباشي.
- هوه انت نسيت انك بتكلم وزير التربية والتعليم المصري: أنا اللي عملتك وزير التربية والتعليم. ده بقي بأمارة إيه؟. بأمارة إني أنا اللي عملت التنظيم في الجيش واللانسيت وتدخل أبو المكارم عبد الحي: الكلام ده مافيش منه فايدة يا جماعة.. يا أخ كمال.. انت عندك رسالة محددة.. أو شيء ممكن تقوله؟.
- وكان كمال الدين حسين في قمة الغضب: أنا عاوز أعرف الاول جمال عبد الناصر ما بيفهمش ليه في التكتيك؟. عاوز تعرف؟. أيوه عاوز أعرف. وتلفت عبد المنعم عبد الرؤوف للحاضرين: أنا عاوز خريطة يا جماعة. حتعمل بيها إيه؟.
- سوف أريه ازاي جمال عبد الناصر لا يفهم في التكتيك وأتوا له بخريطة تبين مصر والأردن وفلسطين وفتحها عبد المنعم عبد الرؤوف وصار يمر بأصبعه عليها ويقول: ألا يخشي الهجوم من هنا.. من السهل أن تتحرك فرقة من الفدائيين وتهاجم ليمان طرة وتخرج الإخوان بالقوة.
- وتأزم الموقف وصاروا ينظرون الي بعضهم بعضاً في وجوم، وحاول نجيب جوفيل أن يخلق جواً من المرح وأن ما قاله عبد المنعم ما هو إلا دعابة. وفشلت الجلسة فشلاً ذريعاً وقال كمال الدين حسين: ان ظننتم ان الثورة في حاجة الي الإخوان فأنتم واهمون وحاول أبو المكارم عبد الحي أن يعيد الحياة لما عرضه من فرصة للكلام ليس أكثر..
- القصد كمال الدين حسين.. ولكنه أعرض وأغلق بابه ورفض الحديث وقال: أريد أن أنصرف فموعد نومي قد حلّ. وقال له كامل الشريف متوسلاً: دعنا نلتقي مرة ثانية. واعتذر كمال الدين حسين بمرارة وضاعت فرصة مبكرة للصلح مع الإخوان كان يمكن أن تتم لولا ما سمعت انه قد حدث في ذلك اللقاء العجيب.
- تاريخ مضطرب وغريب وجدير بالمتابعة والدراسة والقراءة من جديد.. ومن خلاله نستطيع أن نعلم شروط التقدم والحضارة. والمجموعة التي كانت تجتمع في القدس مع كمال الدين حسين يلاحظ انها من أنماط متعددة ومختلفة من الإخوان.
- كان في هذا الاجتماع عبد المنعم عبد الرؤوف الذي حاول الطيران مع عزيز المصري باشا في أول الأربعينيات للوصول الي خطوط الالمان للاتفاق علي استقلال مصر بعد سقوط بريطانيا وهزيمتها وفشلت الخطة، فقد سقطت الطائرة عند قليوب وتم القبض عليهم بعد الهرب قليلاً.
- وكان لتدخل السراي التي كان هواها مع الالمان وعدم وجود أدلة ضد المتهمين السبب في تسوية المسألة وانتهائها.. وكان هو رئيس تنظيم الضباط الإخوان بالجيش قبل أن يتسلمه جمال عبد الناصر بعد موت محمود لبيب.
- حاصر عبد المنعم عبد الرؤوف رأس التين حين كان يقيم الملك فاروق بالإسكندرية.. وكانت طلقات نارية قد أطلقت من ناحية القصر فرد عليها بعنف شديد مما أدي الي وصول حسين الشافعي وأنور السادات.
- وقدم الي المحاكمة العسكرية في فبراير 1954 وتمكن من الهرب الي الخاارج، حيث أقام في بلدان مختلفة مثل تركيا ولبنان والأردن وكانت في رأسه فكرة الهجوم علي السجون في مصر وتخليص من فيها من الإخوان.. ولكن الفكرة لم تلق نجاحاً.
- وأبو المكارم عبد الحي من الضباط الأحرار الإخوان الاقدم في سلك العسكرية من جمال عبد الناصر وكانت قواته هي المحاصرة لقصر عابدين وله دور بارز في إنجاح الثورة. وقدم للمحاكمة هو الآخر بتهمة التمرد علي القيادة الجديدة للجيش وتمكن من الهرب.
- وأنشأ سعيد رمضان قبل أن ينتقل إلي سوريا بالفترة ما يسمي: "المؤتمر الإسلامي القدس" وشاركه في هذا كامل الشريف وعبد الحكيم عابدين من الهاربين.. واعتذر عبد المنعم عبد الرؤوف عن الاشتراك في مثل هذا النشاط.. وكذلك فعل أبو المكارم عبد الحي.
- وتطور الأمر إلي خلاف مكتوم بين كامل الشريف وسعيد رمضان وظل عبد الحكيم ينظر إليهما في حذر ولا يدري ينحاز إلي أي فئة.. فكل واحد منهما قد صنع لنفسه فريقا كبيرًا. أما نجيب جويفل فقد تحالف مع جمال عبد الناصر تحالفًا وثيقًا من خلال المخابرات المصرية..
- وأثناء التفاوض مع حرم المرحوم عبد المنعم عبد الرؤوف وترتيب إصدار مذكراته ووضعت بين يدي كل ما عندها من أوراق ووثائق ومستنتدات بالغة الأهمية. وكان ضمن هذه المستندات والوثائق رسائل بخط يد نجيب جويفل مرسلة إلي عبد المنعم عبد الرؤوف ومن خلال هذه الرسائل قد تتبين لنا العلاقات المخابراتية بين القوي المختلفة.
- وكان "المؤتمر الإسلامي" القدس هو السبب في إنشاء "المؤتمر الإسلامي" القاهرة والذي ضم عددًا كبيرًا من الدول الإسلامية ورأسه للمرة الأولي أنور السادات.. وذلك لينافس مؤتمر القدس. والذي كان أعضاؤه شركاء متشاكسين.. وكان بؤرة جذب لقوي الحركة الإسلامية في العالم كله في تلك الأيام.
- فكانت الجماعات الإسلامية من أندونيسيا والفيلبين والهند وباكستان والسودان.. فهو مؤتمر الحركات الإسلامية.. ومؤتمر القاهرة هو مؤتمر الحكومات.. وكان هذا المؤتمر هو النواة لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي ظهر بعد ذلك.
- أما "المؤتمر الإسلامي" القدس فقد كان المقدمة الطبيعية لظهور ما يسمي برابطة العالم الإسلامي والتي اتخذت مكة مقرًا لها.. وشاركت قوي كثيرة وكبيرة في تكون رابطة العالم الإسلامي.. وكان أبرز القوي التي شاركت في صناعتها الملك فيصل رحمه الله والإخوان الذين خرجوا من مصر هم عُمُدْ رابطة العالم الإسلامي.. وكانت هناك قوي عالمية لها دور عظيم مؤسس لمواجهة ما كان يسمي بامبراطورية الشر في الاتحاد السوفيتي.
- عاد كمال الدين حسين من رحلة فلسطين والأردن.. فلسطين الممثلة في الضفة الغربية التابع في ذلك الوقت للأردن.. وغزة المحكومة إداريا من مصر.. وربما لم يبذل الجهد الذي ينبغي من أجل عمل نوع من التفاهم مع الإخوان في القدس.. وربما لم يكن الوقت يسمح بنوع من الصلح فقد كانت نكبة الإخوان علي يد جمال عبد الناصر عام 1954 قريبة جدًا.
- وجلس الفرسان الثلاثة كعادتهم يناقشون أمورهم بعيدًا عن أية قوة أخري فهم كل شيء في مصر.. جمال عبد الناصر.. وعبد الحكيم عامر.. وكمال الدين حسين. وكان انفراد عبد الناصر بالحكم دون مشورة أحد حتي البرلمان الذي أنشأه وملأه من أتباعه لم يعمل له حسابًا قط.
- وكانت الهزائم تتوالي عليه علي عبد الناصر وتقضي أثناء ذلك علي دخل الدولة القومي.. وصار المجتمع يقترب إلي درجة من الفقر أكبر مما كانت عليه.. وكانت معركة السويس بكل آثارها القاتلة.. ومن بعدها ضياع دولة الوحدة بين مصر وسوريا والمغامرات في الكونغو.. وفي أماكن أخري ثم دخلت مصر بجيشها وشعبها في متاهة اليمن.
- كان عبد الناصر قد صنع فكرًا سقيمًا عقيمًا وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورًا كما يقول القرآن الكريم.. وكان عام 1965 هو العام الذي وصلت فيه الهزائم إلي مداها البعيد وراحت هيبة الزعيم..
- وأصبح ذكره علي كل لسان في مصر المحروسة بالجن والعفاريت وأصحاب الضمير الضائع والمغامرات التي يجنون منها حفنة دولارات ليس أكثر فحتي ذلك الوقت لم تكن قد ظهرت تلك المليارات التي ملأت الصحف والبنوك.
المصدر
- مقال: الرئيس والمشير وحسن البنا موقع أخبار مصر
