الذكرى السادسة لـ"كشوف العذرية".. لم تتوقف حتى 2016

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الذكرى السادسة لـ"كشوف العذرية".. لم تتوقف حتى 2016


جانب من فعاليات سابقة.jpg

(10/03/2017)

كتب: محمد مصباح

مقدمة

يوم الـ9 من مارس 2011 ذكرى سوداء لا يمكن تجاوزها من ضمير المصريين، حيث شهد الكشف عن إحدى أكبر الجرائم التى ارتكبها العسكر في حق الثورة وبناتها، بإقدامه على كشف العذرية لبنات الثورة، عقب فض تظاهرات نسائية بميدان التحرير بالقوة، واعتقاله العشرات من أبناء وبنات الثورة، وترحيل 17 فتاة للسجن الحربي، تمهيدا لمحاكمتهن عسكريا.

ما دفع الشباب والثوار للانتفاض في مليونية جديدة انطلقت من الجامع الأزهر للمطالبة بإلغاء كشوف العذرية، واسترداد حق الفتيات.

شهادات

سلوى حسني، 20 عامًا وتعمل مصففة للشعر (كوافيرة)، وهي واحدة من اللواتي وردن ذكر أسمائهن في تقرير "أمنستي"، روت في شهادتها لقناة CNN الإخبارية الأمريكية، تفاصيل قيام جنود بالزي العسكري بتقييدها إلى أرضية "المتحف المصري"، وصفعها على الوجه وتعريضها من ثم للصعق بالكهرباء وسبها بـ"العاهرة"، وأضافت قائلة: أرادوا تلقيننا درسًا وجعلنا نشعر بأنه لا كرامة لنا".

الفتاة قالت إنها اقتيدت، و16 فتاة أخرى، إلى سجن عسكري في "هايكستب"، وأجبرت، مع عدد آخر من المحتجزات للخضوع "لفحوصات لعذريتهن" قام بها رجل. "سلوى" أكدت أنهن انصعن لأوامر محتجزيهن بعد تهديدهن بالمزيد من الصعق بالكهرباء، مضيفة: "كنت على وشك انهيار عصبي.. كان عدد من الجنود يقف خلفنا يراقب ظهر السرير.. أعتقد أنهم وقفوا هناك كشهود".

سميرة إبراهيم، اشتهرت في تلك القضية بسبب اختيارها عدم الصمت، حيث قالت إنها تعرضت لكشوف عذرية، بعد القبض عليها فى اعتصام 9 مارس ، فى مقر المتحف المصري. سميرة كشفت أن 17 معتقلة أحلن إلى السجن الحربي وحوكمن عسكريًا، و7 منهن أجبرن على فحوص للتأكد من عذريتهن مع تهديدات بتوجيه تهم "دعارة" لهن إذا ثبت كذبهن.

"دخل إلى الزنزانة رجلان فى زي عسكري، سألونا من منّا "مدامات" ومن "آنسات"، ثم قالوا لنا نحن الـ7 إنهم سيفحصوننا ليتحققوا من كوننا عذراوات"، هكذا قالت "سميرة".

الفتاة أضافت:

"أخذونا واحدة وراء الأخرى، عندما حان دوري أخذوني إلى سرير فى الممر أمام الزنزانة، كان هناك الكثير من الجنود حولنا وكان بإمكانهم رؤيتي، طلبت أن يبتعد الجنود فصعقني الضابط الذى رافقني للخارج بعصا مكهربة، ووقفت السجانة عند رأسي، وفحصني رجل فى زي عسكري بيده لعدة دقائق".

وبمزيد من الألم تابعت:

"كان الأمر مؤلمًا، واستغرق وقتًا طويلاً، وكان من الواضح أن المقصود من فعلته هذه أن يذلنى".

"رشا عبدالرحمن"، واحدة ممن تعرضت للأمر في القضية نفسها، كانت شهادتها أكثر تفصيلًا، حيث قالت: "داخل السجن هناك حجرتان إحداهما -الذى تمت فيها الكشف- به سجانة تدعى "عزة" ترتدى إسدالًا أسود، وتقوم بالتفتيش من خلال التجريد من الملابس "عارية تمامًا"، وسط ترجل العساكر بالسجن ووجود شباك مفتوح بالحجرة".

وتتابع:

"بعد ذلك تحدث مأمور القسم معي، فى الوقت الذى كانت تجرى الكشوفات للبنات داخل الحجرة، ثم أجبرت على الدخول للتفتيش بعدما هددني المأمور بقيام عسكري بتفتيشي، إذا رفضت الكشف على يد عزة".

كما روت رشا أن السجانة "عزة" نادت على عسكري، ودخل الحجرة، لسؤاله عما إذا كان من الضروري إزالة "توكة" البنطلون الذى كانت ترتديه أو لا، فى الوقت الذى كان فيه البنات عرايا داخل الغرفة.

شهادة رشا تتابعت:

"بعدها دخل طبيب وأخذ أسماءنا وسألنا عما إذا كنا آنسات أم مدامات، وتم تبصيمنا على الكشف الذي به أسماؤنا؛ والعسكرى قال للبنات -وكن 13 فتاة- إن كذبت إحداهن وقالت إنها آنسة ولم تكن كذلك، فسيقوم بكهربتنا ويفعل معها الرذيلة".

ويعتبر يوم 9 مارس ذكرى أليمة بحق المرأة المصرية، العسكر الذين قاموا بكشوف العذرية في 9 مارس 2011. ويعد كشف العذرية انتهاكا حقوقيا ولد تحت رعاية عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري، حين كان مديرا للمخابرات الحربية حينها، واعترف بإجرائها لمعتقلات عقب ثورة يناير 2011، وبعد حدوث الانقلاب بقيادته، ما زال العسكر مستمرا في انتهاكاته ضد المرأة المصرية.

وتعد الأمر كشوف العذرية بانتهاكات جسدية وجنسية مثل الاغتصاب والقتل. وكشوف العذرية.. ممارسات من بعض أفراد من جانب الجيش المصري، تخضع فيها الفتيات المعتقلات للكشف التناسلي "لإثبات" عذريتهن. وتعرضت وقتها الناشطة سميرة إبراهيم وعدد من النساء للضرب والصعق بالكهرباء، وكشف العذرية المخالف لحقوق الإنسان والكرامة والتفتيش العاري، مما أثار ضجة كبيرة في أوساط الشارع المصري، وتم تسريب تسجيلات صوتية تثبت ما تعرضن له النساء من قبل الجيش المصري.

ووثقت منظمة "أمنستي إنترناشونال" الحقوقية الدولية، ذلك.. واحتجت رسميا لدى السلطة العسكرية الحاكمة آنذاك، وقد اعترف المجلس العسكري بحدوث ذلك لاحقًا، ورغم حساسية الموضوع وتجاوزه للكرامة والأعراف، إلا أن العديد من تلك الفتيات أعلن عما فعل بهن ليعلن مظلمتهن، مثل "سميرة إبراهيم"، التي قدمت بلاغًا بحدوث ذلك.

وفي أواخر ديسمبر 2011، أصدر القضاء الإداري حكما يأمر بوقف هذه الكشوف، وكانت "كشوف العذرية" أحد أبرز مخالفات حقوق الإنسان في مصر في عهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ووصف مختصون الحكم ببراءة الطبيب المتهم فى قضية "كشوف العذرية"، بأنه كان متوقعا فى ظل اعتياد المجلس الأعلى للقوات المسلحة على ما سماه "إنكار تورطه فى الجرائم ونفى حدوثها".

المرأة في عهد الانقلاب

وبعد كشوف العذرية التي كان راعيها عبدالفتاح السيسي، شهدت مصر انتهاكات عديدة للمرأة منذ يوليو 2013 وحتى فبراير 2017، حسب إحصائيات حقوقية وصل عدد القتلی من السيدات بالرصاص الحي أو الخرطوش 131، وعدد القتلی من السيدات نتيجة الإهمال الطبي "المتعمد" أو حوادث غير مباشرة مثل حوادث الطرق أمام السجون 175.

كما تعرضت نساء لحالات اغتصاب وتحرش جنسي لحوالي 72 أمرأة، كما بلغ عدد السيدات اللاتی تعرضن لإنتهاكات عامة "احتجاز تعسفي، اعتداء أثناء زيارة المعتقل" 354، وعدد السيدات التي تم تحويلهن للمحاكمات العسكرية أكثر من 50، كما صدر حكم الإعدام بحق 5 سيدات.

بعد يوليو 2013

ممارسة كشف العذرية استمرت في سجون النساء بحق السجينات في قضايا سياسية بعد يوليو 2013، ففي ديسمبر 2014 أكدت "هند متولي"، الطالبة بكلية صيدلة جامعة الأزهر، بعد خروجها من السجن بأيام، أن أغلب البنات اللاتي تم القبض عليهن تعرضن لكشوف العذرية.

من ناحية أخرى، خرح تقرير مؤسسة "مؤشر الديمقراطية" الحقوقية، في الشهر نفسه "ديسمبر 2014"، ليشير إلى أن وقائع كشوف العذرية خلال حصاد عام 2014 بلغت 20 حالة تم رصدهن باعتراف البنات اللاتي وقع عليهن ذلك الفعل خلال القبض عليهن.

النائب عجينة يكشف مستور السيسي

وفي أكتوبر الماضي، جاءت مطالبات النائب ببرلمان السيسي، إلهامي عجينة بتوقيع كشوف عذرية على الفتيات قبل دخول الجامعة، لا سيما المتقدمات للسكن بالمدن الجامعية، أثارت الشجون حول كشوف العذرية.

ولأول مرة يتم اتخاذ "كشوف العذرية" وسيلة لجذب الأضواء، بعد أن كان مرادفًا للغرف المغلقة والزنازين الباردة، فالنائب البرلماني "إلهامي عحينة" سارع بتفجير القضية، بعد أيام قليلة من تفجيره جدلية أخرى تتعلق بالضعف الجنسي لدى المصريين."عجينة" طالب هذه المرة بإخضاع الطالبات قبل دخولهن الجامعة، لا سيما من يردن الالتحاق بالمدن الجامعية إلى "كشوف عذرية" للتأكد من أنهن عذراوات.

"يجب إجراء اختبارات لمعرفة مستوى ذكاء السياسيين في مصر".. كان هذا هو تعليق صحيفة "واشنطن بوست" على تصريحات "عجينة"، بينما كانت ردود الفعل في الأوساط السياسية والشعبية في مصر ثائرة للغاية، وصل بعضها إلى المطالبة برفع الحصانة البرلمانية عنه.

"عجينة" أمام هذا الهجوم، اضطر إلى التراجع السريع، الأحد 2 أكتوبر، مؤكدًا أن ما قاله "كان مجرد اقتراح"، مؤكدًا أنه لم يقل ذلك كطلب رسمي، لكنه ذكره في معرض إجابته على أحد الصحفيين الذي سأله عن سبب زيادة حالات الزواج العرفي في الجامعات.

وبذلك يستمر العسكر في جرائم العار ضد المرأة المصرية بلا رادع، حتى لو ظهر السيسي -راعي كشوف العذرية- في وصلات السهوكة وتقديره للمرأة المصرية، التي لو أقدمت على معارضته، فعندها الويل والثبور والانتهاك لكرامتها.. هكذا العسكر يحكمون مصر!!

المصدر