الحوت لرئيس يبني دولة المؤسسات

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الحوت لرئيس يبني دولة المؤسسات


أشار النائب عن الجماعة الإسلامية د. عماد الحوت الى وجوب أن نختار رئيساً ليس وفق تسويات، وان كنا نرغب في أن يكون جامعاً لكل اللبنانيين، بل نريده رئيساً وفقاً لمواصفات، رئيس يسعى الى تحقيق العدل والحرية والكرامة، ويصر على بناء دولة المؤسسات، وعدم السماح للبعض بتهديمها .

وقال خلال إلقائه خطبة الجمعة في مسجد الحسين في مدينة صيدا أمس: هي فعلاً ايام وساعات نعيشها، ونحن نرى من يخرج علينا ليشبه صورة الاسلام، بكلام عن ارهاب هم صانعوه، وهم مسببوه، وهم موظفوه، وبعد ذلك، يحرضون على انتهاك حقوق الانسان، بدعوى محاربة هذا الارهاب. ولفت الى أننا نرى الصادق يكذب، والكاذب يصدق، والأمين يخون، والخائن يؤتمن، وما نراه من مجتمع دولي، يغطي بل يتواطأ مع جرائم براميل متفجرة، وغازات سامة في سوريا، ومسجدنا الأقصى تنتهك حرماته في كل يوم، ويعتدى عليه، ويهدد بالمؤامرات، والعرب لا يحركون ساكناً.

أضاف: الاسلام يرفض الفوضى، ويدعو الى النظام العام، والدولة، ولكن الدولة في نظرنا، لا تقوم الا على قواعد، أهمها قاعدة العدل، والقاعدة الثانية هي الحرية والكرامة، والقاعدة الثالثة هي قاعدة الجيش، الذي يحمي الدولة، ويصون استقلالها، واستقلال الأمة، ويدفع عن هذه الامة عدوان المعتدين.

لذلك كان تمسكنا بمشروع الدولة، وبناء مؤسساتها، وان فضل البعض عليها الفوضى والفراغ، او دخل البعض الآخر في مساومات حولها، قد تزيد من ضعفها ومن سيطرة الفريق الأول عليها. من هنا كان دعمنا للخطة الأمنية التي تتيح للمواطن ان يعمق ثقته بجيشه وقواه الأمنية، كونها مصدر استقراره وأمنه دون سواها.

وأكد اننا كنا مصرين في الوقت نفسه، على هذه المؤسسات ألا تكيل بمكيالين، فتتعامل مع ابنائنا ان تفاعلوا مع ثورة الشعب السوري، فتكون اعتقالات بالشبهة، وليس بالدليل، ويكون تجاوز بأدوات التحقيق والتعذيب، متجاوزين الحقوق، وبعد ذلك، يتم التغاضي عن مشاركة البعض رسمياً في سوريا، وتهريب المسلحين، وارسال السلاح اليها.

ولذلك أيضاً كان إصرارنا على ان يقوم الجيش بدوره في حماية الحدود في عرسال، وعكار، من القصف الذي تتعرض له يومياً، وحماية الطفيل، وعلى انه ينبغي ان نختار رئيساً ليس وفق التسويات، وان كنا نرغب في ان يكون جامعاً لكل اللبنانيين، بل نريده رئيساً وفقاً لمواصفات، يسعى الى تحقيق العدل والحرية والكرامة، حين يصبح رئيساً، ويصر على بناء دولة المؤسسات، وفق مواصفات، وليس وفق تسويات.

ومما جاء في الخطبة عن د. الحوت:

نرى محاولات البعض تشويه صورة الإسلام والحديث عن إرهابٍ هو صانعه أو موظِّفه، ثم يحرّض بعد ذلك على انتهاك حقوق الإنسان تحت عنوان محاربة هذا الإرهاب.
نرى المجتمع الدولي يقوم بتغطية انقلاب مصر وبراميل ديناميت النظام السوري.
ونرى انشغال بعض حكام العرب عن مواجهة المؤامرات على المسجد الأقصى بدعم الانقلابات وإزكاء الخلافات وتشديد الحصار على غزة.

الإسلام دين الله الذي ارتضى لعباده والانتماء لهذا الدين لا يكون بالأهواء والأمزجة وإنما:

بالإيمان العميق الذي يجعل المؤمن لا يلجأ إلا الى الله، إيمان يجعل موسى المحاصر بين البحر وجيش فرعون واثقاً بربه فينقلب المشهد ليصبح فرعون الذي كان يعتقد نفسه منتصراً هالكاً في مياه البحر، ويصبح قوم موسى الذين ظنوا أنهم مهزومون على موعد مع النصر.
وهكذا سيكون الحال بين انقلابيي مصر وداعميهم وأبناء الشعب المصري من أبناء الإخوان المسلمين وغيرهم.
دم الناس وأموالهم وأعراضهم حرام.
لذلك يجب على من يساهم في سفك دماء الشعب السوري ويدعم نظاماً يقتل النساء والأطفال ببراميل الديناميت والغازات السامة أن يتوقفوا عن هذه الجريمة.
كما يجب على المسؤول الذي تفاعل مع رغبة سفير الإنقلاب فقام بتسليم مواطنين مصريين لجأوا الى لبنان هرباً من بطش الإنقلاب وأحدهما محكومٌ بحكم سياسي بالإعدام أن يراجع نفسه فلا يكون شريكاً لإنقلاب منهزم في جريمة الاعتداء على الإنسان المصري وحقه بالحرية والكرامة.

الإسلام يرفض الفوضى ويدعو الى النظام العام والدولة:

فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه: (إذا نزلت ببلد وليس في سلطان فارحل عنه).

وأهم أسس هذه الدولة:

العدل: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل).
الحرية وكرامة الإنسان: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار).
الجيش الذي يحمي الدولة ويدفع عنها عدوان المعتدين.
سنبقى نتمسّك بمشروع الدولة وبناء مؤسساتها حتى وإن فضّل البعض عليها الفوضى والفراغ، أو دخل البعض الآخر بمساومات حولها قد تزيد من ضعفها وتغوّل الفريق الأول عليها
لقد دعمنا الخطة الأمنية التي تتيح للمواطن تعميق الثقة بجيشه وقواه الأمنية مصدراً وحيداً لأمنه واستقراره...
مع الإصرار على أن تواكبها تنمية اجتماعية واقتصادية...
وعلى أن لا يكون كيل بمكيالين، فتتعامل بريبة مع أبناءنا إن تفاعلوا مع ثورة الشعب السوري، وتتغاضى عن إدخال معلن للسلاح والأفراد للقتال في سوريا...
وعلى أن يقوم الجيش بدوره في حماية قرى عكار وعرسال من الاعتداءات المتكررة وقرية الطفيل اللبنانية المهددة بالمجازر.
لا نريد أن يخضع انتخاب رئيس الجمهورية لمنطق التسويات، فإننا وإن كنا حريصون على انتخاب رئيس يجمع بين اللبنانيين ويرعاهم جميعاً، ولكننا نريد رئيس يسعى لإقامة العدل والحرية واحترام كرامة الإنسان، رئيس حريص على النهوض بالدولة وبناء مؤسساتها، نريد أن نتجنب منطق التسويات لنختار بناءً لمنطق المواصفات.
لقد حاولت قريش التخلص من الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه، فحاصروهم في شعاب مكة ثلاث سنين، ثم حاولوا قتله، ثم اضطروه للهجرة من مكة، ثم حاولوا استئصال المؤمنين في غزوة الأحزاب، فماذا كانت النتيجة؟
لقد تجاوز المسلمون المؤامرة بالحكمة والوحدة والعزيمة والإصرار على الحق فأصبحوا اليوم أمة المليار والثلث مليار.
(يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون).

نحن أصحاب رؤية واضحة ومشروع إصلاح يحتم علينا:

1- تقديم أمن الناس فوق أية تسوية والتعامل الجاد مع سلاح الفوضى وعلى رأسة ما يسمى "سرايا المقاومة".
2- إخراج لبنان من أن يكون ساحةً لصراعات المحاور والمشاريع وأن نعمل على تحويله الى وطن يمتلك رؤية نهوض وصاحب دور في تفعيل الوحدة العربية والإسلامية.
3- إعطاء الأولوية لخيارات المواطنين ومصلحتهم على المصالح الحزبية والفئوية الضيقة، فنتعامل مع سلسلة الرتب والرواتي مثلاً بمسؤولية للوصول الى إعطاء القطاع العام من الحقوق ما يعينهم على تأمين الحياة الكريمة، ويحفظ للاقتصاد توازناً ضرورياً للحفاظ على قيمة ما سيُعطى.

هذا يستدعي محاربة الفساد في الإدارة ووقف التهريب في المرفأ والمطار.

لا نملك أن ننسى أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد اليها الرحال، المسجد الأقصى، وما يتعرض له من مؤامرات مستمرة في ظل صمت عربي مريب، ونقول لهؤلاء أن من فرّط بالمسجد الأقصى يوشك أن يفرّط بالمسجد الحرام.

لا بد أن نتفاعل مع القضية الفلسطينية من خلال الدعاء، وجمع التبرعات، وبث ثقافة دعم مقاومة الشعب الفلسطيني، والتفاعل مع جميع الحملات الشعبية والالكترونية والفعاليات

المصدر