الحكومة فشلت في الرد على استجوابات الإخوان عن كارثة الأنفلونزا
2006-15-05
كتب- صالح شلبي
محتويات
[أخف]مقدمة

- حمدي حسن اتهم الحكومة بالفشل والإهمال والعشوائية والقسوة في الأزمة
- لماذا أعدمت الحكومة 40 مليون زوج حمام رغم عدم إصابته بالمرض؟!
- الحكومة تآمرت على الدجاج وتركت الخنازير المسبِّب الرئيسي للمرض!!
- فريد إسماعيل: حزب الفساد وراء تفاقم الأزمة والمصل الصيني كارثة
- المنظمات الدولية انتقدت تعامل الحكومة مع الكارثة ومصر الأكثر ضررًا
- وزيرا الصحة والزراعة يتهمان التقارير الدولية بالكذب وعدم الدقة
- الوزيران ينفيان حدوث كارثة بسبب المرض ويتهمان الشعب بالخوف والفزع
شهد مجلس الشعب المصري في جلسته الصباحية اليوم الإثنين 200615/5/م أعنف اتهامات موجهة من النائبَين الدكتور حمدي حسن والدكتور فريد إسماعيل ضد الحكومة، أثناء عرضهما استجواباتٍ حول الإهمال الشديد والفشل الحكومي في مواجهة كارثة مرض أنفلونزا الطيور؛ حيث طالب الدكتور حمدي حسن بسحب الثقة من الحكومة، واتهمها بأنها كما استخدمت العصا ضد المتظاهرين أمام دار القضاء العالي استخدمت أيضًا العصا بطريقة وحشية لإعدام الدواجن وضربها على رءوسها.
وقال متهكمًا: إن الدواجن لم تشارك في أزمة القضاة، ولم تَقُم بمظاهراتٍ حتى يتمَّ ضربها وإعدامها بالعصا، وقال إن هذا ما أكده تقريرُ اللجنة المشتركة من لجان الصحة والزراعة والصناعة والدفاع والأمن القومي والثقافة والإعلام والسياحة.
وأعلن د. حمدي حسن عن مسئوليةِ الحكومة في إعدام 40 مليون زوج حمام في مصر، رغم ثبوت عدم إصابة الحمام بالمرض أو نقله له، وقال: للأسف تمت مطاردة الحمام في أبراجه من خلال القوات المسلَّحة والشرطة!!
كما اتهم الحكومة بإهدار 18 مليار جنيه (قيمة الثروة الداجنة)، وتدمير حياة مليوني عامل في صناعة الدواجن وضمّهم إلى طابور البطالة، وقال: نحن لم نسمع أن الكيان الصهيوني قام بإعدام ملايين الدواجن أو إحالة العاملين في صناعتها إلى البطالة.
واتهم نائب الإخوان الحكومةَ بتعريضِ الشعبِ المصري للتجويع بعد إعدام الثروةِ الداجنةِ التي كانت توفر 48% من احتياجات المصريين من البروتين الحيواني، بالإضافة إلى البيضِ الذي يُعتبر أحدَ مصادرِ البروتين الأساسية التي يحصل عليها تلاميذ المدارس في جميع أنحاء الجمهورية، وقال: للأسف الحكومة ذبحت صناعة الدواجن بسكينٍ باردٍ دون أن تلتفت إلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن هذه الأضرار.
وتساءل حمدي حسن: أين الحكومة من الخنزير؟ وهو المخزن الرئيسي للفيروس القاتل، رغم أن مزارع الخنازير تُحيط بالقاهرة والجيزة من كل جانب، بدايةً من المحور بالجيزة وحتى حلوان، مرورًا بعزبة النخل ومنشية ناصر، مُبديًا أسفَه بشأن الطريقةِ التي تعاملت بها الحكومة مع الأزمة، والتي أثبتت للمرة الألف بل المليون أنها لا تملك أية خطة للطوارئ.
كارثة المصل الصيني
وفي استجوابِه طالب الدكتور فريد إسماعيل بمحاكمةِ أعضاء اللجنة العليا المعنيةِ بأنفلونزا الطيور؛ لإصراراها على استيراد المصل الصيني الفاسد، والذي حقَّق من ورائه اللصوصُ والمفسدون أرباحًا تُقدَّر بنحو مليار جنيه؛ حيث كان ثمن المصل 40 جنيهًا، وتمَّ بيعُه بشكل إجباري لأصحاب المزارع بـ480 جنيهًا، رغم عِلم الحكومة بذلك وعلمها أيضًا أن الأمصال الصينية تخالف كل الآراء العلمية وتقارير اللجان المتخصصة ونصائح المنظمات العالمية بعدم استيراد هذا المصل الصيني الذي لا يُستعمل في الصين (بلد المنشأ) والذي قَضى على البقية الباقية من ثروتنا الداجنة.
وقال: للأسف لقد فشلت الحكومة في تأمين الحدود ومحاسبة المفسدين واللصوص، رغم علمها المسبق بقرب قدوم هذا المرض اللعين، كما دخلت إلى مصر صفقات الريش الملوَّث وبقايا الطيور الموبوءة، عن طريق حزب الفساد والعملاء الموجودين في كل الوزارات والمؤسسات والهيئات.
وأضاف أن الحكومة فشلت في توفير التطعيمات السليمة والمطابِقة للمواصفات العالمية، وقال للأسف تعاملت مع الكارثة بغباء شديد وتخبُّط كبير، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية في تقريرها الذي بثَّته وكالات الأنباء العالمية ووصفها لأسلوب تعامل الحكومة المصرية مع المرض بأنه الأسوأ بين دول العالم، فضلاً عن اتهام ديفيد نابارو- منسق الأمم المتحدة لأنفلونزا الطيور- السلطات المصرية بأنها غير مستعدةٍ بالمرة لمواجهة هذا المرض.
وتساءل إسماعيل: أين نحن من تركيا والكيان الصهيوني اللذين سيطرا على المرض سيطرةً كاملةً خلال أسبوع، بعكس مصر التي وصلت الإصابة بها إلى 20 محافظةً، وقال إن الخبراء أكدوا توطن المرض في مصر لعشر سنوات قادمة على الأقل.
وقال النائب في استجوابه: إنه رغم خطورة الكارثة لم يتم تجهيز المستشفيات بالقدر الكافي؛ مما ترتب عليه إصابة 13 فردًا تُوفي منهم خمسة أفراد؛ مما شكَّل أعلى نسبة وفيات على مستوى العالم، وطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على هذه الكارثة القومية وتقديم تقرير مفصَّل عنها.
الحكومة تدافع
من جانبه لم يَجِد الدكتور حاتم الجبلي إلا النفي والرفض لكافة الاتهامات التي وجَّهها حمدي وإسماعيل، وقال إن الحكومة ترفض المشاركة في مسرحيات سياسية، مشيرًا إلى عدم دقة البيانات التي استند إليها المستجوبون، وقال إن درجة الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور انخفضت إلى 9% خلال 7 أسابيع، وإن نسبة الوفيات في مصر أقل بكثير من الدول الأخرى التي ظهر فيها المرض، مشيرًا إلى قدرة الحكومة على التعامل مع أي أزمة، معلنًا أنه يجهِّز لحملة إعلامية لمواجهة احتمالات ظهور المرض مرةً أخرى في مصر في سبتمبر القادم بسبب وجود بؤرة في جنوب شرق آسيا.
ونفى وزير الصحة قيام أجهزة الحكومة بالتعامل مع الطيور بقسوة، وقال إنها ليست مسئولةً عن ضرب الطيور بالعصي كما قال النائبان.
فيما وصف المهندس أمين أباظة- وزير الزراعة- تعامل الحكومة مع الأزمة بأنه كان بشفافية، واعترف بوجود عشوائية في صناعة الدواجن في مصر، رغم ما حققته من استثمارات ضخمة، وأرجع الخسائر التي أصابت الثروة الداجنة إلى عزوف المستهلكين بعد أن أصابَهم الذعر عقب ظهور المرض، ورفض الوزير اتهامَ النواب أن تكون هناك مؤامرةٌ من الغرب وراء تسرب المرض لمصر.
ونفى وزير الزراعة إعدام الحمام أو ضربه في أبراجه، وكشف أنه تم إعدام 29 مليون دجاجة فقط من بين إنتاج مصر البالغ قيمته 800 مليون جنيه، وقال إنه خلال خمس سنوات على الأكثر سوف يتضاعف إنتاج مصر إلى مليارَي دجاجة و14 مليار بيضة.
واعترف بحدوث فجوة غذائية وارتفاع سعر الدواجن والبيض، لكنه أكد أن ذلك سيكون لفترة محدودة، وأضاف أن اللقاح العيني استُخدم بكفاءة بنسبة 96%، موضحًا أن كافة السلالات البلدية سليمة وتم الحفاظ عليها.