الحكومة تشتري الغاز بأسعار أعلى من المصدرة للصهاينة
كتب- أحمد صالح
10-06-2010
شهد مجلس الشعب في جلسته المسائية اليوم العديد من الاتهامات المتبادلة بين نواب الإخوان والحكومة، وكادت الأمور تحوِّل قاعة المجلس إلى ساحة من المشاحنات الكلامية، خاصة بعد محاولة عدد من نواب الأغلبية الاشتباك مع نواب الإخوان والمعارضة.
بدأت الأزمة الأولى عندما هاجم حسين محمد إبراهيم نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان الحكومة، وعلى رأسها المهندس سامح فهمي وزير البترول بتبديد ثروات الشعب المصري، وقال "حسين إبراهيم" أثناء مناقشة المجلس لـ7 اتفاقيات للبحث عن البترول: إننا نناقش موضوعات خطيرة، موضحًا أن الوزير يقول إننا في حاجة إلى الغاز، ولكن ذلك لا بد أن يكون بوضع شروط عادلة، متسائلاً عن أسباب التعديل في الاتفاقية الأولى بالتصدي لبعض الأخطاء الموجودة بها، وقال في سخرية: من المسئول عن هذه الأخطاء الموجودة بها؟ وهل الذي وقَّع على هذه الاتفاقية حكومة حزب الوفد أم حكومة الإخوان المسلمين؟!.
وأضاف حسين موجهًا حديثه إلى وزير البترول: الشعب يحتاج إلى ثرواته المهدرة ونريد التعامل بشفافية، وتساءل حسن كيف نقوم بشراء الغاز المصري من الشريك الأجنبي بأسعار تزيد عن أسعار تصديرنا الغاز للكيان الصهيوني؟، وتحدَّى الوزير أن يقول السعر الذي يُصدِّر به الغاز للكيان، وصرخ قائلاً: أنت بعت الشعب المصري للكيان الصهيوني "قول بكام يا سيادة الوزير ولو المجلس برَّأك الرأي العام لن يرحمك"، وتدخل الدكتور سرور مقاطعًا، وقال: هذا الكلام خطير، ولا يجب أن يترك على عواهنه، وسأل وزير البترول: هل صحيح يتم شراء الغاز بسعر أعلى من الذي يتم تصديره للكيان؟.
وعقَّب وزير البترول قائلاً: في البداية أرفض حديث النائب، ولدينا شفافية في الحديث ووضوح المعلومات، وقال: إن هذه الاتفاقية الأولى التي تمَّ تعديلها قد عُرضت على كافة الجهات المعنية بما فيها مجلس الدولة.
وأضاف أننا لسنا ضد حديث النواب وآرائهم التي تخدمنا عند التفاوض مع الشريك الأجنبي؛ إلا أنني كنت أتمنى أن يكون أسلوب الحوار "أحسن من كده"، وأن نحترم بعضنا، وقال: إننا نصدِّر الغاز للكيان الصهيوني وأمريكا وفرنسا بضعف السعر الذي نشتري به.
وهو الكلام الذي رد عليه حسين إبراهيم قائلاً: "الوزير لم يرد"، وهاج نواب الأغلبية عليه وأخذ يصيح هي الأغلبية عاملة "ربطية" علينا.
وحاول حسين إبراهيم الحديث مرة أخرى إلا أن الدكتور سرور منعه من الحديث، وقال: لن أعطيك الحديث وأنت في هذا الانفعال، فيما قرَّر المجلس حذف جميع العبارات التي تحمل الإهانة لوزير البترول.
وعاد حسين إبراهيم للكلام مرة أخرى بعد أن أعطى له الدكتور سرور الكلمة، وقال: إن حذف كلامي من "المضبطة" مخالفٌ للائحة؛ حيث إنني لم أصدر أي عبارة فيها إهانة لوزير البترول إلا أنني معترض على أسلوب المحاضرات الذي يجري تحت القاعة.
وتساءل مرة أخرى: هل من العدالة أن أشتري الغاز المصري بأسعار تزيد عما أصدره من غاز للكيان الصهيوني؟.
وفي محاولة من نواب الأغلبية للدفاع عن الحكومة، وجَّه عدد كبير منهم اتهامات حادة لنواب الإخوان باستخدام عبارات تحمل المتاجرة والمزايدة بآلام ومشاكل الشعب.
في حين طلب الدكتور سرور تهدئة الأجواء، وقال: إنني أريد في هذه الجلسة نوابًا من الملائكة للحديث، فيما أيَّد عدد من النواب المستقلين اتفاقيات البترول، منهم: رجب حميدة ومصطفى بكري والرفاعي حمادة.
ونشبت الأزمة الثانية بين النائب محمد العمدة والنائب رجب هلال حميدة، عندما قال الأخير: إن هناك سؤالاً يتردد "بأن العمدة حصل على ترخيص إحدى الشركات السياحية من وزير السياحة باسم أحد أقاربه"، ورد العمدة قائلاً: إن الشركة كانت مملوكة لأحد الأشخاص، وألغى وزير السياحة ترخيص الشركة بسبب حادث لأحد أتوبيسات الشركة نتج عنه موت سياح، وتابع العمدة قائلاً: إن صاحب الشركة لا أعرفه وذهب لنواب من الوطني لمساعدته في مشكلته، إلا أنهم تهربوا منه فلجأ إليَّ وذهبت معه لوزير السياحة ورفض الوزير إعادة الترخيص للشركة حتى لا يتم فتح الباب لإعادة العديد من تراخيص الشركات الأخرى الملغاة، وتم اقتراح حل آخر من جانب مكتب الوزير بأن يتقدم صاحب الشركة بالحصول على ترخيص شركة أخرى، ولكن ليس باسمه وكان باسم أحد أقاربي، وانفعل العمدة ثائرًا على حميدة قائلاً: أنا هاعرف أتعامل معاك إزاي ولن أكون أجيرًا ومنافقًا مثلك ومنحازًا لصالح الحكومة، وتوعد بأن يأخذ حقه من حميدة الذي بدأ يهاجمه، وقال للعمدة: "أنت قليل الأدب" وتحرَّك من مقعده متوجهًا إليه إلا أن النواب منعوه، وعنَّف سرور حميدة قائلاً له: "أنت تجاوزت وستُسأل عن كلامك"، فيما رد حميدة قائلاً: "وهو كمان تجاوز".
أما الفضيحة الثالثة لنواب الوطني، فعندما قال نائب الأغلبية جمال هندي إن ما يحدث من خلافات داخل المجلس هي حلاوة روح لإنهاء الدورة بشكل معين.
وقال لحسين إبراهيم: أنت تحيي الدور التركي في غزة ولم تحيي الدور المصري يبدو أنك بتتكلم بلسان تركي أو إيراني، فرد النائب يسري تعيلب المهم ما يكونش صهيوني ولا أمريكاني، وزاد الأمر اشتعالاً عندما قام نائب الوطني علي نصر من مقعده متوجهًا لمقعد نائب الإخوان في محاولة للاشتباك معه إلا أن زملاءه من الأغلبية منعوه من الوصول إلى مقاعد المعارضة.
المصدر
- الحكومة تشتري الغاز بأسعار أعلى من المصدرة للصهاينةإخوان أون لاين