الحكم الشرعي من بناء الجدار الفولاذي بين مصر وبين قطاع غزة
الدكتور صالح حسين الرقب
إن بناء الجدار الفولاذي بين مصر وقطاع غزة يعد من كبائر الذنوب، بل قد يصل للكفر، وهذا الحكم ثابت بمجموعة من الأدلة، أذكر منها:-
الأول: موالاة الكافرين ومظاهرتهم ومناصرتهم:
إن الجدار هو في الأصل صهيوني أمريكي التفكير والقرار، فأمريكي الصناعة والتمويل، وهي التي أمرت مصر بإقامته وفق تفاهم ليفني ورايس في عهد زعامة الرئيس الأمريكي السابق بوش، وقد انتقدت منظمة إسلامية أمريكية كبرى “مركز ماس فريدوم، الذراع الحقوقي لجمعية المسلمين الأمريكيين”الحكومة الأمريكية في تمويل الجدار الذي تقيمه مصر على حدودها مع قطاع غزة بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين، وإنه سيتم إنشاؤه بدعم من سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي، ودعت الإدارة الأمريكية إلى 'مراجعة علاقاتها مع مصر.
وأكد أحد كبار المهندسين المصريين الذين يعملون في بناء 'الجدار الفولاذي' الذي تقيمه السلطات المصرية على الحدود مع قطاع غزة أن هناك إشرافًا أمريكيًّا كاملاً من قبل مهندسين، قيل إنهم يعملون في الجيش الأمريكي، على بناء الجدار، وأن بناء الجدار استغرق وقتًا طويلاً في الإعداد له قبل ما يزيد عن ستة أشهر.
وأكدت مصادرُ القناة العاشرة الصهيونية أن الجدار يُبنى بمواصفات صهيونية ويتم بتعاونٍ مصريٍّ صهيونيٍّ أمريكيٍّ.
وأوضحت صحيفة 'الوطن' السورية في عددها الصادر يوم الاثنين 4/1/2010م أن مراسل القناة العاشرة في التلفزيون الصهيوني تسفي يحزقئيلي أشار إلى أن الحاجز الفولاذي الذي تبنيه مصر سيكون حسب المطالب والمواصفات الصهيونية بسُمْك نصف متر وعمق 20 إلى 30 مترًا تحت الأرض، كما سيتم أيضًا إغراق المنطقة “حول الأنفاق” بالمياه.
وإذا كان الجدار مطلب أمريكي فبناؤه لتحقيق مصلحة صهيونية من أجل تشديد محاصرة قطاع غزة، ومنع إدخال الغذاء والسلاح للمقاومة وأهالي القطاع، فالموافقة على بنائه استجابة لذلك، موالاة ومظاهرة ومناصرة لأعداء الله تعالى، وقد أجمع أهل العلم على أن من ظاهر الكفار من أهل الكتاب وغيرهم من الملل الكفرية على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم، وقال تعالى:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”المائدة51 وقوله تعالى”ومن يتولهم منكم” معناه فإنه يصير من جملتهم،وحكمه حكمهم.
قال الإمام الطبري في تفسير هذه الآية:”والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال:إن الله تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعاً أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصاراً وحلفاء على أهل الإيمان بالله ورسوله، وأخبر أنه من اتخذهم نصيراً وحليفاً وولياً من دون الله ورسوله والمؤمنين، فإنه منهم في التحزب على الله وعلى رسوله والمؤمنين،وأن الله ورسوله منه بريئان”.
ولقد صدرت فتاوى عديدة في هذا العصر من كبار العلماء المسلمين يبينون فيها الحكم الشرعي فيمن يظاهر الكافرين ويواليهم ويساعدهم. وعدّو فعله ناقضا من نواقض الإسلام، وأن حكمه القتل كفرا لتوليه الكفار. ومن ذلك:-
1- ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في نواقض الإسلام:الناقض الثامن:مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى:”وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”المائدة: 51.
2- وجاء في موسوعة المفاهيم لمجمع البحوث التابع للأزهر الشريف:..والذي يدل اليهود على عورات المسلمين، ويتسبب في قتل الأبطال على أيدي اليهود يعد محاربا يستوجب قتله؛ لأنّه تسبب في قتل المسلمين، وسبب السبب يأخذ حكم السبب، ومن أعان على القتل ولم يباشره كان قاتلاً أيضاً، على أن هذا الأمر الذي قام به من التعاون مع الأعداء يعد خيانة لله وخيانة لرسوله صلى الله عليه وسلم، وخيانة لهذا الدين، وخيانة للمسلمين، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:'من أعان ظالماً بباطل ليدحض بباطله حقاً فقد برئ من ذمة الله تعالى وذمة رسوله'.أخرجه الطبراني، السلسلة الصحيحة:1020.
3- قال أحمد شاكر رحمه الله في”كتابه كلمة الحق ص126-137، تحت عنوان:'بيان إلى الأمة المصرية خاصة وإلى الأمة العربية والإسلامية عامة':'أما التعاون مع الإنجليز بأي نوع من أنواع التعاون، قلّ أو كثر، فهو الردّة الجامحة، والكفر الصّراح، لا يقبل فيه اعتذار، ولا ينفع معه تأول، ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء، ولا سياسة خرقاء، ولا مجاملة هي النفاق، سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء.
كلهم في الكفر والردة سواء، إلا من جهل وأخطأ، ثم استدرك أمره فتاب وأخذ سبيل المؤمنين، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم، إن أخلصوا من قلوبهم لله لا للسياسة ولا للناس..'.
وقال:'ولا يجوز لمسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يتعاون معهم بأي نوع من أنواع التعاون، وإن التعاون معهم-أي الفرنسيين- حكمه حكم التعاون مع الإنجليز: الردة والخروج من الإسلام جملة، أيا كان لون المتعاون معهم أو نوعه أو جنسه'.
4- قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:'وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم'.”مجموع الفتاوى والمقالات 1/274” .
وقال الشيخ بن باز أيضا:'أما الكفار الحربيون فلا تجوز مساعدتهم بشيء، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقص الإسلام، لقول الله عز وجل:'ومن يتولّهم منكم فإنه منهم'.”فتاوى إسلامية، جمع محمد بن عبد العزيز المسند ج4 السؤال الخامس من الفتوى رقم 6901”.
الثاني:الجدار فيه ظلم كبير للمسلمين وخذلان لهم وعدوان عليهم:
يقول الله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” يأمر تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات والتعاون هو مساعدة الناس بعضهم بعضًا في الحاجات وفعل الخيرات، فهل بناء الجدار من قبيل هذا العدوان، والله ينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم والمحارم, أليس في بناء الجدار على الحدود فيه من التعاون على العدوان مع اليهود المحاصرين لأهل قطاع غزة.
وحينما يتعاون المسلم مع أخيه يزيد جهدهما، وقد قيل في الحكمة المأثورة: المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:”مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم:”المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضُه بعضًا” متفق عليه.
والمسلم إذا كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره'.
وبناء الجدار فيه خذلان للمسلمين في قطاع غزة وتحقيق الظلم لهم. فقال العلماء:الخذل ترك الإعانة والنصر, ومعناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه, ولم يكن له عذر شرعي.
فهذا يدل على أن بناء الجدار إعانة للعدو الصهيوني الذين يحاصرون قطاع غزة. قال ابن رجب رحمه الله تعالى:'فإذا كان المؤمنون إخوة أُمروا فيما بينهم بما يوجب تآلف القلوب واجتماعها ونهوا عما يوجب تنافر القلوب واختلافها'“جامع العلوم والحكم 1/332”.
وقال رحمه الله تعالى:'فتضمنت هذه النصوص كلها أن المسلم لا يحل إيصالُ الأذى إليه بوجه من الوجوه مِن قول أو فعل بغير حق'.”جامع العلوم والحكم 1/336”. وقال النووي رحمه الله تعالى :'قال العلماء الخذل ترك الإعانة والنصر ومعناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي ولا يحقره..لا يحتقره فلا ينكر عليه ولا يستصغره' “شرح مسلم 16/120”.
الثالث: يحقق الفرقة بين المسلمين وعدم توحدهم:
إن إقامة الجدار يعني وضع حواجز وعوائق الوحدة بين الدول العربية والإسلامية، ويجعلهم لقمة سائغة في يد أعدائهم. فالحدود المصطنعة والحواجز كلها من صناعة الاستعمار للعالم الإسلامي. وإزالتها واجب شرعي.
إن الإسلام يؤكد على ضرورة إقامة أقوى الأواصر بين المسلمين في العالم الإسلامي، بما يعود على الجميع بالخير العميم، وبناء الجدار يتعارض مع هذا الأمر.
وفي ذلك يقول علماء جبهة الأزهر:'إن هذا الجدار الفولاذي هو تأكيد لسياسة الكافرين 'سايكس بيكو' تلك السياسة التي رمت وترمي إلى أن أرض المسلمين ليست أرضا واحدة، وينبغي أن لا تكون كذلك على ما تهدف سياسة المستعمرين، وينبغي كذلك على وفق رغباتهم أن لا تكون الأرض لله الذي قال:”إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ” “الأنبياء:92” وقال”وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ” “المؤمنون:52” فجاء هذا الصنيع من ذلك المجمع ليقول بلسان الحال: صدق سايكس بيكو وكذب الله” كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا”'.
الرابع: لا ضرر ولا ضرار:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:'لا ضرر ولا ضرار'،وحديث حسن رواه ابن ماجه، والدار قطني مسندا،إن الحديث دل على أنه لا ضرار ولا ضرر، فلا يجوز الضرر، فإذا أدخل على غيره ضررا على وجه ينتفع هو منه، فإنه دل الحديث على انتقائه، فيعني أن هذا غير معتبر، وهذا مذهب جماعة من أهل العلم، منهم أبو حنيفة والشافعي قالوا:إن إدخال الضرر على أي مسلم، ولو لك فيه انتفاع، فإنه هذا لا يجوز، ويجب إزالة الضرر، ووجود الضمان لو حصل ما يوجبه.
والجدار يحاق الضرر بالبيئة الفلسطينية من وجوه متعددة، وبيان ذلك ما صرح به الخبراء المختصون في جغرافية قطاع غزة والمياه الجوفية والبيئة:
إن الجدار سيكون له آثار بيئية وصحية على السكان في المنطقة الجنوبية. ذلك أن مصر تشترك مع قطاع غزة في حوض “غزة - سيناء”، وهو عبارة عن حوض واحد يتغذَّى من مياه الأمطار ويتلقَّى نفس الكمية؛ حيث تنساب المياه الجوفية فيه من الشمال للجنوب ومن الجنوب إلى الشمال لتغذي كافة الخزان الجوفي, مشيرًا إلى أن بناء الجدار الفاصل سيؤثر في تدفق وانسياب المياه في داخل هذا الخزان.
فضخَّ كميات كبيرة من مياه البحر المتوسط عالية الملوحة والتي لا تصلح للاستخدام الآدمي والتي تشوبها الكثير من الملوثات إلى منطقة الحدود المصرية الفلسطينية؛ سيغيِّر من الخصائص الكيميائية للخزان الجوفي العذب، وسيصبح الخزان الجوفي في حوض “غزة - سيناء” حوضًا عاليَ الملوحة ولن يصلح للاستخدام الآدمي أبدًا.
وتدفق الملوثات مع مياه البحر إلى هذا الخزان سيزيد الأمر خطورةً، وسيمنع أهالي من رفح من استغلال آبار المياه التي يستخدمونها للشرب'.
ذلك أن كميات الأمطار التي تغذي المنطقة لا تتعدَّى 250 ملم سنويًّا، وستصبح كميات الوارد أقل من كميات الفاقد؛ ما يزيد الأمر سوءًا ويزيد المياه الجوفية ملوحةً, موضحًا أن الخطر محدق بمدينة رفح وقطاع غزة وبمصر أيضًا, وسيؤثر في الخزان الجوفي والبيئة في كلا البلدين, داعيًا الشعب المصري إلى أن يتحرك لوقف الكارثة البيئية على الأقل ووقف الموت البيئي البطيء لأهل قطاع غزة.
وخطورة بناء الجدار الفولاذي لا تقتصر على تلوث المياه الجوفية فقط، بل تمتد إلى التربة التي تتأثر بدقِّ أنابيب الحديد والحفارات التي تعمل بشكل يومي؛ الأمر الذي يؤدي إلى تفكُّك التربة المفكَّكة أصلاً؛ لأنها تربة رملية قليلة التماسك.
فوجود الأنابيب في الأرض وضخ مياه البحر من خلالها سيؤدي إلى زيادة تفكك هذه التربة, وسيؤدي إلى انهيارات في المناطق المحيطة بالجدار, وأن المعلومات التي تفيد بأن مصر ستقوم بضخ مياه الصرف الصحي وبعض الغازات في الأنابيب؛ ستزيد الطين بلةً والوضع سوءًا بالنسبة للسكان.
وسيؤدي إلى انتشار الأمراض بشكل كبير؛ منها أمراض الديدان الطفيلية والمعوية والأمراض وحيدة الخلية، وستزيد أمراض الإسهال والإسهال المدمي نتيجة لانتشار 'الأميبيا' و'الجارديا'.
وستمتد إلى قتل للتنوع الحيوي الموجود في المنطقة؛ وذلك بسبب إزالة الأشجار في تلك المنطقة لبناء الجدار؛ الأمر الذي سيؤدي إلى اختفاء كلي للزواحف والحشرات والطيور, بالإضافة إلى أن قطع الأشجار التي تعمل على تماسك التربة سيزيد من الانهيارات في تلك المنطقة'.
ويقول وزير الزراعة الدكتور محمد رمضان الأغا:أن استمرار مشروع بناء الجدار الفولاذي في الجانب المصري من الحدود يعتبر خطراً من الأخطار البيئية الكبرى التي تهدد قطاع غزة '.
فالجدار الفولاذي وما يصاحبه من إنشاءات مائية تهدف إلى غمر التربة على عمق 30متر سيؤدي إلى مجموعة كبيرة من الكوارث البيئية والمائية التي سيدفع ثمنها غالياً كل من قطاع غزة شمالاً والمناطق المصرية المحاذية للحدود جنوباً.
وأن المياه التي ستضخ في هذه الأعماق مجلوبة من مياه البحر في منطقة رفح وهذا يحمل بعدين خطيرين، من جهة انه سيلوث المياه الجوفية بمياه البحر المالحة التي ستندفع إلى الخزان الجوفي الأكثر عذوبة في قطاع غزة وتدمره تماماً، ومن جهة أخرى يحمل معه كميات كبيرة من المواد الملوثة.
وذكر المهندس مازن البنا من سلطة المياه في قطاع غزة، عن تأثير جدار مصر الفولاذي على مصادر المياه الجوفية، مؤكداً أن إنشاء جدار فولاذي في باطن الأرض من قبل الحكومة المصرية على طول الحدود مع قطاع غزة من شأنه أن يؤثر سلباً وبشكل كبير على مصادر المياه الجوفية في تلك المنطقة.
ومن المتوقع أن تتدهور نوعية هذه المياه بعد إنشاء هذا الجدار لاحتمالية تسرب ملوثات من سطح الأرض إلى باطنها وبالتالي إلى المياه الجوفية نتيجة حدوث خلخلة في طبقات التربة غير المشبعة كنتيجة مباشرة لعمليات الحفر الخاصة بهذا الجدار أو إحلال التربة الأصلية المتماسكة ذات النفاذية المنخفضة بتربة رملية غير متماسكة ذات نفاذية عالية.
والخزان الجوفي الساحلي يعتبر من الخزانات الجوفية الأكثر حساسية للتلوث في العالم وذلك لقرب مستويات المياه الجوفية فيه من سطح الأرض بالإضافة إلى طبيعة ونوعية التربة الرملية غير المشبعة عالية النفاذية في كثير من الأماكن، وقال:'لهذا نجد أن تركيز مركب النترات في هذا الخزان مرتفعة نسبياً نتيجة تسرب المياه العادمة إلى باطن الأرض وخاصة في المناطق المأهولة بالسكان.
كما أن هناك احتمالية كبيرة لحدوث تآكل وتصدع في هيكل هذا الجدار على المدى البعيد نتيجة لوجوده في بيئة رطبة و خاصة في موسم الأمطار، منوهاً إلى احتمالية انتقال بعض العناصر الثقيلة والنادرة المكونة لهذا الجدار ووصولها إلى هذه المياه وبالتالي تلويثها.
وإنشاء هذا الجدار على شكل قواديح أو خوابير فولاذية مفرغة من الداخل من المرجح أن يتم تعبئتها بمياه البحر أو مياه ذات نوعية رديئة والتي من شأنها أن تتسرب في باطن الأرض لتصل إلى مستويات المياه الجوفية وتعمل على تلويثها.
ومن المتوقع أن يودى ذلك إلى إغلاق العشرات بل المئات من أبار المياه بجميع أنواعها في كلا الجانبين من الحدود نتيجة تلويثها، مبيناً أن هذا من شأنه أن يؤثر سلباً على حياة كل من الفلسطينيين والمصريين بيئياً واقتصادياً واجتماعياً.
وحذر المهندس نزار الوحيدي خبير المياه الفلسطيني من أن الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على حدود قطاع غزة يعتبر تهديدًا إستراتيجيًا للمخزون الجوفي لمياه القطاع، وهو أشبه بمصائد المياه الجوفية التي حفرها الاحتلال الصهيوني على حدود غزة الشرقية والشمالية ليشكل حصارًا مائيًا إضافيًا على القطاع، وأكد أن الخزان الجوفي على الحدود الجنوبية لقطاع غزة هو خزان جوفي مشترك ومتداخل.
والجدار الفولاذي يعد أحد العوائق الاصطناعية والسياسية التي سيكون لها أثر بيئي خطير على تواصل حركة المياه في الخزان الجوفي واستمرارها، خصوصًا وأن الحفر سيصل إلى عمق 30 مترًا'.
والخزان الجوفي سيكون كذلك عرضة لتسرب مياه البحر المالحة مباشرة، حيث سترتطم هذه بالصدع المتكون في عمق الخزان الجوفي بعد أن أحدث خلخلة في القطاع الأرضي جراء الصفائح الحديدية وما حولها'.
ويحدث التلوث بسبب سهولة نقل الملوثات إلى باطن الأرض نتيجة لحدوث خلخلة في التربة وعدم تماسكها، إضافة إلى إمكانية تآكل هذا الجدار لاسيما وأنه سيكون في بيئة رطبة ما سيجعل من الممكن انتقال عناصر نادرة مكونة لهذا الجدار إلى المياه الجوفية وتلويثها'.
مجموعة من علماء الأمة أفتوى بحرمة بناء الجدار الفولاذي:
1- فتوى جبهة علماء الأزهر:أصدرت الجبهة بيانا شافيا في الرد على فتوى نسبت زورا لمجمع البحوث الإسلامية المصري بإباحة بناء الجدار فتحت عنوان:”رد جبهة علماء الازهر على فتوى الأزهر ببناء الجدار العازل” جاء في فتوى الجبهة: 'أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:'اجتنبوا السبع الموبقات، الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات' إن غزة وكل ما يتصل بها هي معلم من معالم الدين، يرفع الله بها أقواما، ويضع بها آخرين. غزة أرض الشرف، وموطن العزة، ومعلم الفخار، ومستقر المقاومة والإباء.
غزة هاشم الجد الثاني لخير الخلق صلى الله عليه وسلم، ومولد الإمام الشافعي، ودار ابن حجر العسقلاني غزة المحاصرة يأتيها الرجال والنساء من فجاج الأرض –وللأسف من غير العرب والمسلمين- يأتونها متألمين لها، ومتفجعين عليها ومتوجعين، يعلنون لأجلها الإضراب عن الطعام، مستصرخين لها...فيخرج من مجمع البحوث الإسلامية في يوم الخميس الرابع عشر من المحرم لهذا العام الحادي والثلاثين من ديسمبر فتوى غير موفقة ولا مُنَزَّهةٍ تقول إن بناء الجدار الفولاذي على حدود مصر مع غزة حلال!!!
وذلك بدلا من أن يلزموا الصمت الذي وإن كان في غير صالحهم إلا أنه كان خيرا لهم مما وقعوا فيه من أمر هم يعلمون قيمته وأثره عند الله وفي ميزان الخَلْقِ والأخلاق. كيف لا وهذا الحصار كما يعلمون قد جمع من الموبقات السبع ما بين الثلاثة إلى الخمسة من تلك الموبقات ، فحصارها ليس جريمة واحدة بل هو جرائم تؤدي إلى غيرها مما هو أشد مما يستدعي نزول مقت الله بالفاعلين والساكتين، وذلك لما يلي:-
أولا :إن هذا الجدار الفولاذي هو تأكيد لسياسة الكافرين 'سايكس بيكو' تلك السياسة التي رمت وترمي إلى أن أرض المسلمين ليست أرضا واحدة، وينبغي أن لا تكون كذلك على ما تهدف سياسة المستعمرين،وينبغي كذلك على وفق رغباتهم أن لا تكون الأرض لله الذي قال:”إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ” “الأنبياء:92” وقال”وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ” “المؤمنون:52” فجاء هذا الصنيع من ذلك المجمع ليقول بلسان الحال 'صدق سايكس بيكو وكذب الله' “ كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا”...
وهذا هو المعلم الأول من معالم السبع الموبقات قد تحقق في سياسة الجدار الفولاذي العازل، الإشراك بالله ،وقد قال تعالى”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” المائدة:51 .
ثانيا: من معالم السبع الموبقات في تلك الجريمة جريمة حصار غزة بهذا الجدار فهو في هذا القتل المتحقق للمحاصرين بهذا الجدار وبغيره بغير حق، مع تحقق إرادة العمد فيه، والمُعين على القتل شريك القاتل، كما أن المعين على الغدر شريك الغادر، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:'لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث، النفس بالنفس،والثيِّبُ الزاني، والمفارق لدينه التارك للجماعة'، فجاءت هذه الفتوى الشائهة تضم إلى تلك الثلاث رابعة، وهي:أن تكون فلسطينيا حرا، خرج عن إرادة الكبار ولو كانوا ظالمين.
ثالثا: من معالم الموبقات الذي تتحقق به جريمة الجدار الفولاذي العازل فهو في قوله صلى الله عليه وسلم:'والتولي يوم الزحف' وقد تحققت تلك الجريمة في هذا الصنيع الذي ينطق بلسان أهله أنهم لم يتولوا فقط يوم الزحف بل إنهم جرَّموا الزحف، وخانوا عهدهم مع الله فيه، جاء في قرارات مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الثاني المنعقد بالقاهرة يوم الخميس 12 من المحرم 1385هـ الموافق 13 من مايو 1965م ما يلي:'يرى المؤتمر أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين، جميعا، لارتباطها الوثيق بدينهم، وتاريخهم، وتراثهم، وأنه لن يهدأ للمسلمين بال حتى تعود الأرض المقدسة إلى أهلها، وأن في وجود إسرائيل في فلسطين خطرا يهدد المسجد الأقصى؛ وطريق الحرمين الشريفين؛ والسبيل إلى قبر الرسول صلوات الله وسلامه عليه، مما يجعل تحرير فلسطين وأمنها لازما لأمن الديار المقدسة ؛ ولأداء الشعائر الدينية لجميع المسلمين في المشارق والمغارب.
ولذلك كان الدفاع عن فلسطين؛والعمل على تحريرها فرضا على كل مسلم، وكان القعود عنه إثم كبير'.
”رد جبهة علماء الأزهر على فتوى الأزهر ببناء الجدار العازل، انظر الموقع التالية على شبكة الإنترنت:موقع جبهة علماء الأزهر، موقع نافذة مصر، موقع لشيخ حامد العلي”.
2- أفتى العالم السعودي الدكتور يوسف بن عبد الله الأحمد، عضو هيئة التدريس بــ'جامعة الإمام محمد بن سعود' في الرياض، بحرمة إقامة الجدار الفولاذي لمنع الأنفاق التي توصل المساعدات إلى المسلمين في قطاع غزة.
وهو من أعظم الذنوب في الإسلام؛ لما فيه من تولي الكافرين ضد المسلمين، ولما فيه من ظلم إخواننا المسلمين في غزة ومحاصرتهم. وقد:'ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما' 'أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها حتى ماتت جوعًا، لا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض'، فكيف بحبس شعب مسلم بأكمله؟.
ويدخل في الإثم كلُّ من شارك في جريمة بناء الجدار الفولاذي بقوله أو فعله حتى عمال البناء؛ لأنه من التعاون على الإثم والعدوان، قال الله تعالى: “وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”المائدة:2.
والواجب الشرعي على المسلمين عمومًا، وعلى أصحاب القوة والقرار والتأثير: السعي الحثيث في إيقاف بناء الجدار، وفك الحصار، ورفع الظلم عن إخواننا المسلمين في غزة.”الفتوى رقم 35413 - شبكة نور الإسلام- الجمعة 1-1/2010”.
3- أفتى الداعية الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بأن الجدار الحدودي الذي تقيمه مصر على الحدود بينها وبين غزة 'محرَّم شرعا لأن المقصود به سد كل المنافذ على غزة، للزيادة في حصارهم وتجويعهم وإذلالهم والضغط عليهم، حتى يركعوا ويستسلموا لما يريده العدو المحتل.
ودعا 'كل أصدقاء مصر' للضغط عليها وجعلها تتراجع عمّا وصفه بـ'هذه الجريمة.
'وقال القرضاوي إن مصر التي 'خاضت حروبا أربعة من أجل فلسطين يجب ألا تقوم بعمل هو ضد الفلسطينيين مائة في المائة' ورفض دفاع القاهرة عن قرارتها بالنظر للاعتبارات السيادية، مضيفاً إن مصر تتصرف وكأنها تقول للفلسطينيين 'موتوا ولتحيا إسرائيل.'
4- أفتى الدكتور نصر فريد واصل، المفتي الأسبق للديار المصرية بعدم جواز بناء الجدار باعتبار أنه 'صورة من صور حصار الشعب الفلسطيني. والحصار للفلسطينيين 'أمر لا يقره الشرع بأي حال من الأحوال'.
5- قال الدكتور محمد مختار المهدي، رئيس الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إن مقاومة غزة وأهلها في الأساس تصب في مصلحة الحفاظ على الأمن المصري، فإن كان الجدار سيؤدي إلى محاصرة الإخوة الغزيين فإن الجدار هنا يكون مرفوضا.
ولو فرضنا أن الجماعة في غزة يدافعون عن الأمن القومي المصري، وهذه هي الحقيقة؛ لأنهم يعرقلون بمقاومتهم تمدد الطمع الصهيوني إلى مصر، فإنه علينا أن نوفر لأهالي غزة والفلسطينيين عموما كل سبل الدعم وقضاء كل مصالحهم بشتى الوسائل.
6- قالت الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية، إن 'هذا الجدار لا يتفق مع قيم الإسلام ولا العروبة ولا حتى الإنسانية، وكل من ساهم في بناء هذا الجدار مسئول أمام الله سبحانه وتعالى وأمام التاريخ، ولا أعرف ماذا ستقول الأجيال القادمة بسبب تفريطنا في واجبنا”صحيفة الدستور المصرية الخاصة يوم الأربعاء 30/12/2009م”.
7- أكد الشيخ يوسف البدري – وفقاً لجريدة 'القدس العربي'-:أن الإسلام لا يقر للمسلم بأي حال من الأحوال حصار أخيه المسلم مهما كانت المبررات التي يسوقها أي طرف، ودعا لضرورة إنهاء الحصار الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الصابر والمحتسب منذ حقب زمنية بعيدة.
وندد الداعية الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ببناء السور واعتبر أن تلك الخطوة تجر غضب السماء على الأمة وأن وجود السور يمثل خدمة جليلة لإسرائيل وظلماً بيناً لسكان قطاع غزة.
ونددت جبهة علماء الأزهر بالجدار معتبرة إياه بمثابة الحرب على الإسلام والمسلمين وعونً للأعداء من أجل كسر إرادة الفلسطينيين الذين يجاهدون من اجل إعلاء كلمة الله ورسوله.
8- أفتى الشيخ ياسر برهامي بحرمته وأنه ضد ما دعا إليه الشرع فقد قال تعالى:}وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ{الأنفال:72، وقال تعالى:}وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ{التوبة:71، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشِ الأَرْضِ' “متفق عليه”.
وأضاف 'برهامي' لا يجوز إجاعة المسلمين، ولا منعهم من حقهم في الدفاع عن أنفسهم، بل الواجب عليهم أن يعينوهم بكل ما يقدرون عليه من سلاح وطعام ووقود وعلاج وأطباء وغير ذلك، لا أن يُساهموا في الحصار الذي يفرضه العالم ـ اليهود وأعوانهم- عليهم.
وقال متعجباً:'وكيف ينبغي أن يكون المطالبون بحقوق الإنسان من غير المسلمين أرأف بحال أهل غزة من أهل مصر؟! نسأل الله عز وجل أن يفرِّج كرب المسلمين في كل مكان، ونسأل الله أن يجعل لأهل غزة مخرجا من عنده سبحانه وتعالى'.
ووجه النصح لأهل غزة بالصبر، والاستعانة بالله، وكثرة ذكره، والافتقار إليه وحده، والاستنصار بطاعته وإقامة شرعه، }وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ{ [الحج:40].
9- أفتى الدكتور علي أبو الحسن أمين عام مساعد مجمع البحوث الإسلامية فقال:'إن بناء الجدار الفاصل بين رفح وغزة حرام شرعا ولا يجوز؛ لأنه يخدم العدو؛ فبناء جدار بين مسلم ومسلم يرفضه الدين الإسلامي الحنيف. وممن أفتى بتحريم بناء الجدار نائب رئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور فريد محمد هادي وذلك في خطبته يوم الجمعة 26/12/2009م.
10- قال الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان:إن هذا الفعل لا يجوز وحرام وباطل شرعا. لأن فيه إعانة على حصار المسلمين ومن فعل ذلك فهو ظالمٌ ومعتدٍ وقاتلٌ، وأن المسلم الذي يدافع من أجل حصوله على لقمة عيشه وضرورات حياته إذا قُتل من أجل ذلك فهو شهيد، معتبرًا أن منع الطعام وأسباب الحياة قتلٌ بطيءٌ.
وأضاف الزنداني:'إننا فوجئنا كما فوجئ العالم بقرار الحكومة المصرية بناء جدارٍ فولاذيٍّ على حدودها مع قطاع غزة'، متسائلاً:'لماذا هذا الجدار؟! ولمصلحة من؟! ومن الذي أباح لمسلمٍ المشاركة في حصار أخيه المسلم؟!'.
11- الشيخ حامد العلى، حيث أصدر بيانا بعنوان:”بشأن جدار الكراهيّة الفولاذي المحاصر لغزّة المحاصرة”، ومما قال فيه:'فقد شاع وذاع وانتشر بين البقاع، العزم على فعل جريمة عظيـمة نكراء ، وبلية داهيـة سوداء، وهي بناء جدار عازل من الفولاذ تحت الأرض، بهدف معاقبة أهل غزة المحاصرين أصلا من اليهود، لا لشيءٍ سوى اختيارهم طريق المقاومة وذلك لإجبارهم على التخلي عن سبيل الجهـاد، وإكراههم على الخضوع للصهاينة أهل الكفر والإفساد.
ولا ريب أنَّ هذه الجريمة من الخيانة العظمى للدين، ومن الولاء للأعداء الموجب للردة عن نهج الموحدين، قال الحق سبحانه:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَالمِينْ”..
ويترتب على وضع هذا الجدار الفولاذي إضافة إلى موالاة اليهود، إرهاب دولي منظـِّم بإلحاق الضرر البالغ بالمسلمين إلى درجة تعريض المرضى للموت، وتعريض أكثر من مليون مسلم بمـن فيهم الذرية، والنساء، والضعفاء، وكبار السـنِّ، للجوع المؤدّي للهـلاك، أو الأمراض المفضية للهلاك. وإضعاف المرابطيـن بثغـر غـزة الذين هم بإزاء أشدّ الناس عداوةً للإسلام'.
”بيان بشأن جدار الكراهيّة الفولاذي المحاصر لغزّة المحاصرة، موقع الشيخ حامد العلي على شبكة'الإنترنت'، الكويت 7محرم 1430هـ الموافق 24 ديسمبر 2009م”.
المصدر
- مقال: الحكم الشرعي من بناء الجدار الفولاذي بين مصر وبين قطاع غزة موقع الدكتورصالح الرقب