الجيش الروسي يدعم السيسي في محاربة "ولاية سيناء"

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الجيش الروسي يدعم السيسي في محاربة "ولاية سيناء"

(13/10/2016)

كتب: كريم محمد

مقدمة

الجيش الروسي يدعم السيسي.jpg

بعد أنباء سعي روسيا لاستعادة قواعدها العسكرية السابقة في الحقبة السوفيتية في كل من مصر وفيتنام وكوبا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية وصول الجيش الروسي إلى مصر للقيام بتدريبات عسكرية روسية مصرية مشتركة في صحراء مصر، وسط اعترافات من صحيفة روسية شهيرة أن جزءاً من هذه التدريبات يستهدف معاونة السيسي في محاربة تنظيم ولاية سيناء، الذي لا يزال ينشط في سيناء، وأعلن إسقاط الطائرة الروسية في أكتوبر 2015.

والاثنين الماضي، نفت الرئاسة المصرية، تقارير صحفية روسية حول مفاوضات بين البلدين، لاستئجار قاعدة عسكرية، شمال غربي مصر، بيد أن تقريراً لموقع "ستراتفور" الاستخباري الأمريكي قال إن المفاوضات مستمرة.وهذه هي المرة الأولى التي تعقد فيها روسيا ومصر تدريبات عسكرية مشتركة في ظروف المناخ الصحراوي المصري، التي من المقرر بدؤها خلال الشهر الحالي، في إطار تدريبات حماة الصداقة 2016 ضد الإرهاب، وفقا لما ذكرته روسيا اليوم.

ويرى خبراء أن تلك الخطوة تعد تعزيزا لإمكانيات قوات التدخل السريع الروسية فيما يتعلق بالصراع الدائر حاليا في سوريا، حيث تمتلك روسيا أيضا قاعدة طرطوس البحرية في سوريا. ويقول تقرير منشور باللغة الروسية في صحيفة جازيتا، إن سماح مصر بهذه التدريبات، يمثل دليلا ورسالة من مصر لواشنطن أنها لا تعتمد عليها فقط في إدارة الأزمات، بل يمكنها أيضا الحصول على الدعم الروسي، وفقا للترجمة الإنجليزية للمقال.

وحسب موقع "جازيتا" الإخباري الروسي ستجري روسيا ومصر أول مناورة عسكرية مشتركة على الإطلاق في منتصف أكتوبر الجاري، إذ ستنفذ قوات محمولة جوا من البلدين عمليات لتدمير مسلحين في مواقع صحراوية.

وينقل الموقع عن خبراء روس أن التدريب على تنفيذ عملية مناهضة للإرهاب "في بيئة صحراوية" هو إظهار لقدرات قوات الانتشار السريع الروسية وسط الصراع الدائر في سوريا، مشددا على أنه دليل على أن القاهرة، في حالة تدهور الوضع، تعول ليس فقط على واشنطن وإنما تريد أيضا استخدام دعم موسكو.

دعم روسي ضد "ولاية سيناء"

ونقل التقرير الروسي عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن المناورة المشتركة لقوات المظلات في مصر ستشمل ستة مطارات و15 طائرة حربية ومروحية لأغراض متعددة، وكذلك 10 مركبات قتالية.وأن القوات الروسية المحمولة جوا ستريل في منتصف أكتوبر إلى مصر على طائرة اليوشن آي إل-76.

وقالت وزارة الدفاع الروسية "سيكون هناك اهتمام خاص لمعرفة عادات وتقاليد الشعب المصري"، وأكدت أن القوات ستطور أسلوبا مشتركا لتطويق وتدمير تشكيلات مسلحة غير شرعية في بيئة صحراوية. وقال البروفسور فلاديمير إيساييف من معهد أسيا وإفريقيا بجامعة موسكو، إن هذا السيناريو أكثر صلة بمصر التي تكافح متشددين مسلحين في سيناء "ولم يعد بإمكانها الاعتماد على دعم واشنطن في هذا الشأن".

وأضاف إيساييف أن الجيش المصري يرغب في الاعتماد على دعم موسكو، إذا حاولت المنظمات الإرهابية التي تعمل في سيناء توسيع الأرض التي تسيطر عليها. واعتبر أنه "من المستبعد أن تشارك قوات مظلات (روسية) لكن ذلك مرجح تماما للقوات الجوية الروسية".

وقال الكولونيل المتقاعد فيكتور موراخوفسكي، إنه "ينبغي أن يوضع في الاعتبار قرب مصر وسوريا"، قائلا: "روسيا تسعي لإظهار أنه إذا لزم الأمر سيمكنها نشر عدد كاف من قواتها، وهو جزء من احتياطي القيادة العليا وينتمي إلى قوات التدخل السريع".

وصول حاملة طائرات روسية

وقد ذكرت وسائل إعلام روسية، الأربعاء 12 أكتوبر 2016، أن حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" ستتجه الشهر الجاري نحو سواحل سوريا، مع كامل حمولتها من الطائرات والأسلحة، لتتوجه بعد إنجاز مهمتها هناك إلى السواحل المصرية.

وقال موقع "روسيا اليوم" الإخباري، إن قيادة الأسطول الحربي الروسي ضمت حاملة الطائرة هذه لصفوف المجموعة العملياتية لأسطول البلاد في البحر المتوسط. ورجحت مصادر في وزارة الدفاع الروسية، وفق الموقع، أن تشارك السفينة والطائرات التي على متنها في عمليات محاربة الإرهاب خلال وجودها في المتوسط، دون مزيد من التفاصيل عن تلك العمليات وعن الموعد التفصيلي لإرسال حاملة الطائرات.

وفي السياق ذاته، نقل الموقع عن صحيفة "إزفيستيا" الروسية، قولها إن موسكو تبحث مع القاهرة إمكانية مشاركة "الأميرال كوزنيتسوف" في مناورات مشتركة في المتوسط، الربيع المقبل، بغية التدريب على مكافحة الإرهاب.

ومن المتوقع أن تشارك في تلك المناورات، بحسب الموقع، بالإضافة إلى "الأميرال كوزنيتسوف" حاملتا المروحيات المصريتان "جمال عبد الناصر" و"أنور السادات"، اللتان باعتهما فرنسا لصالح روسيا ومن ثم فسخت العقد وباعتهما للقاهرة، وهما من طراز "ميسترال". وبعد إنجاز مهمتها في المتوسط، ستعود حاملة الطائرات الروسية إلى بلادها الداعمة لنظام بشار الأسد بشدة، حيث ستخضع لعمليات تحديث عميقة، وفق "روسيا اليوم".

وأعلنت الدفاع الروسية الأسبوع الجاري، عزمها تحويل تمركزها بميناء طرطوس السوري إلى قاعدة عسكرية بحرية روسية دائمة، إذ من المتوقع أن تنشر روسيا في تلك القاعدة نحو 5 سفن حربية كبيرة وغواصات وطائرات، إضافة إلى منظومة "إس-300" للدفاع الجوي التي نشرتها موسكو هناك.

لا يوجد دافع سياسي

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد صرحت بأنه لا يوجد غرض سياسي من وراء التدريبات المشتركة، وأضافت أنه يجري حاليا إعداد جلسات دراسية لغوية، إلى جانب جلسات حول فن التنظيم الحربي في إطار التدريبات وفي الفصول الدراسية، كما تشارك القوات الروسية بارتداء بزات جديدة مخصصة للمناطق ذات المناخ الحار والرطوبة العالية.

وقال الكولونيل المتقاعد فيكتور موراخوفسكي إن موسكو والقاهرة تبنيان في الفترة الأخيرة علاقة وثيقة جدا تتميز بالثقة وأضاف أن ذلك تجلى في شراء مصر حاملة الهليكوبتر الفرنسية ميسترال وبها معدات روسية سبق تركيبها، وكانت في طريقها أصلا للجيش الروسي. وذكر خبراء أن موسكو، علاوة على ذلك، تظهر قدرتها على تشكيل مجموعات تدخل سريع في وقت قصير ونقلها إلى المنطقة المرغوبة.

كيف سترد أمريكا؟

ويقول تقرير صحيفة جازيتا، إن مصر هي الحليف الرئيسي للولايات المتحدة خارج حلف الأطلسي (الناتو)، وتتلقى سنويا ما قيمته مئات الملايين من الأسلحة من واشنطن. وخصص 1.3 مليار دولار إجمالا لمساعدة مصر في العام 2017، ولهذا فقد ترد على ذلك التعاون المصري الروسي.

لكن سيمون بجداساروف -مدير مركز دراسات الشرق الأوسط ووسط آسيا، ومقره موسكو- استبعد أن ترد واشنطن على المناورة المشتركة بين موسكو والقاهرة.

وأضاف:

"مصر بلد مهم جدا استراتيجيا للولايات المتحدة، ومسألة كيف ستعامل الولايات المتحدة بصورة عامة في الشرق الأوسط يعتمد على المصريين، والرغبة في السيطرة على قناة السويس".

وتزود الولايات المتحدة مصر بدبابات ابرامز ومقاتلات إف-16 وطائرات هليكوبتر، وتجري أيضا عمليات الصيانة لتلك الأسلحة، وتعطي امتيازات لأمريكا للمرور في قناة السويس. وهذه ليست المرة الأولى التي تجري فيها روسيا مناورات مشتركة مع شركاء أمريكيين، إذ تجري روسيا وباكستان حاليا مناورة مشتركة في قرية تشيرات الباكستانية، يشارك فيها حوالي 200 جندي يتبادلون الخبرات في تدمير الإرهابيين والجماعات المسلحة في مناطق جبلية.

المصدر