الجيش الإسرائيلي يعلن استعداده للحرب القادمة.... ولكن متى وضد من؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الجيش الإسرائيلي يعلن استعداده للحرب القادمة.... ولكن متى وضد من؟


بقلم : غازي السعدي

باعتقادنا... فإن دفع ثمن السلام، أقل بكثير من تكاليف ثمن الحرب، مادياً وبشرياً، غير أن إسرائيل التي ترفع شعارات السلام، في حقيقتها لا تريد السلام، وذلك لسببين أساسيين الأول: لأن مشروعها الصهيوني لم يكتمل بعد، والثاني: أن السلام سيظهر جميع التناقضات القائمة في المجتمع الإسرائيلي، فدون وجود العدو، ستتآكل إسرائيل من الداخل، ولو كانت جادة وتريد التوصل للسلام، فلماذا تسعى للمزيد من التسلح وتعمل على إعداد جيشها للحرب القادمة؟

بل أنها تقول ذلك علناً، وإذا كنا على خطأ في هذا التقدير، فلماذا ترفض السلام العادل والشامل، وفقاً لمبادرة السلام العربية بدلاً من إنفاق مليارات الدولارات على التسلح؟

لقد زعمت في الماضي أن المشكلة تتعلق برفض العرب القبول بوجودها، لكن المبادرة العربية ليست فقط تعترف بهذا الوجود، بل أن ذلك سيؤدي إلى إقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل وجميع الدول العربية، ولم يحلم زعماء إسرائيل التاريخيون والحاليون بمثل المبادرة العربية في أحلى أحلامهم.

مراجعة الاستراتيجية العسكرية

الجيش الإسرائيلي يعمل في الآونة الأخيرة على مراجعة إستراتيجيته العسكرية الآنية والبعيدة، فالقيادة العسكرية تعقد اجتماعات متواصلة برئاسة الجنرال «غابي اشكنازي» رئيس هيئة الأركان وبمشاركة كبار ضباط الجيش ولفيف من الخبراء، وشعبة التخطيط، وشعبة الاستخبارات، وقيادة المناطق العسكرية الثلاث: الشمالية، الوسطى، والجنوبية، لإعادة ترميم الجيش، في أعقاب فشله في تحقيق أهدافه في عدوانه على لبنان في الصيف الماضي، فالقيادة العسكرية الإسرائيلية، ترى أن الحرب القادمة، تبدو الآن أكثر قرباً من السلام، وسيكون لإسرائيل دور فاعل في إطار التحالف الذي تقوده أميركا في الخليج، والتلميح هنا بأن الهدف الأقدم هو إيران.

رئيس هيئة الأركان «اشكنازي» أقر ما أطلق عليه بالمشروع السري للجيش الإسرائيلي بشأن خطة جديدة لتسليح الجيش، والتي سيتم البدء بتطبيقها في عام 2008، (معاريف 3/9/2007) ويتبين من الخطة التي كشف عنها، إعادة تحصين دروع المدرعات ودبابات مركافا، وستواصل الصناعات العسكرية تطوير وإنتاج هذه الدبابة، كما سيتم تعزيز سلاح الجو بطائرات «إف ـ 35» وتسليح سلاح البحرية بزوارق وغواصات حديثة، وتطوير منظومات مضادات للصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، واستثمار مبالغ كبيرة لتطوير المقدرة الاستخبارية، وتحسين التفوق النوعي، وقدرة الردع، ومقدرة الحسم السريع للحرب، ومن أجل ذلك جاء التركيز على القوات البرية، من حيث التسلح وزيادة عددها، فهذه القوات البرية ستشكل الأساس من وجهة النظر الإسرائيلية من أجل الوصول إلى مرحلة الحسم السريع، وأن مصطلح «فرصة سلام سانحة» بنظر الجيش الإسرائيلي، ليس هو المصطلح الذي يجب وفقاً له بناء مخططات الجيش بل يجب إعداد الجيش للحرب والاحتمالات والمواجهة الطويلة، «الإذاعة العبرية 4/9/2007» وما تعمل إسرائيل من أجله هو وضع حجر الأساس لأحد مشاريعها الكبرى، باستثمار ما يزيد عن مليار دولار، الملجأ النووي السري للقيادة، الذي سيقام في أعماق جبال القدس، تحت مصطلح يوم القيامة «للقيادة السياسية» ليكون المقر الجديد للقيادة الإسرائيلية، حتى في حال شن هجوم نووي على إسرائيل، «يديعوت 27/8/2007»، وهذا دليل إضافي لما توصلنا إليه من استنتاجات، بأن وجهة إسرائيل للحرب وليس للسلام.

لقد أقرت الحكومة الإسرائيلية مؤخراً، تشكيل ما أطلق عليه، «بالسلطة الوطنية للطوارئ» وقد أسندت رئاسة هذه السلطة، لنائب وزير الحرب الجنرال «متان فلنائي»، هذه السلطة مكلفة بحماية الجبهة الداخلية، في أعقاب الفشل في حماية الإسرائيليين وحياتهم ومنازلتهم ومصانعهم والتي تعرضت لقصف من صواريخ حزب الله، أدت إلى خسائر بشرية ومادية فادحة، دون وجود وسيلة إسرائيلية قادرة على حماية الإسرائيليين في قلب الكيان الإسرائيلي، وهذه الخطوة تعتبر مؤشراً إضافياً في الاستعداد الإسرائيلي للحرب القادمة.

سيناريوهات العدوان

في شهادته أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست يوم 16/9/2007، أكد رئيس شعبة الاستخبارات الجنرال «عاموس يدلين» أمام أعضاء اللجنة، أنه تم استكمال إعادة ترميم الجيش وقوة الردع الإسرائيلي، بعد انتكاسة الجيش في العام الماضي، وطال هذا الترميم جميع المنظومات، بما فيها الإقليمية بما في ذلك إيران وسورية والأقوال «ليادلين»، مما يؤكد مرة أخرى بأن وجهة إسرائيل نحو الحرب، وأن المؤشرات تتجه نحو إيران في الأساس، خاصة وجود مستودع كبير وشامل من الأسلحة والعتاد الأميركي مخزن في إسرائيل لصالح الجيش الأميركي ويسمح لإسرائيل استعمال هذه الأسلحة في حالات الطوارئ للاستغناء عن نقل السلاح لإسرائيل عن طريق الجسور الجوية، كما حدث في حرب تشرين عام 1973، حين وضع تحت تصرف إسرائيل جسر جوي من الأسلحة الأميركية، لتهبط الطائرة الناقلة في سيناء مباشرة بالقرب من أرض المعركة، هذه الأسلحة أنقذت إسرائيل في حينه من الانهيار، بقي أن نقول، بأن بعض أعضاء اللجنة طلبوا من «يادلين» معرفة ما حدث وما هي أهداف الطلعات الجوية داخل الأراضي السورية، غير أن رئيس اللجنة طلب من «يادلين» عدم التطرق لهذا الموضوع، الذي تعتبره إسرائيل سرياً.

لقد وضع الجيش سيناريوهات عديدة لم يعلن عنها، غير أن المشهد الاستراتيجي للجيش، لم يطرأ عليه تحول جذري، فهو نفس المشهد الاستراتيجي الذي كان قائماً قبل أعوام، فقد وضعت خطط لحرب شاملة، وحروب محدودة، وللعمليات الروتينية، وخطط دفاعية، خاصة التزود بصواريخ لاعتراض صواريخ هجومية محتملة على إسرائيل، كذلك فإن من المخططات التي كشف عنها، إحباط الأخطار الناجمة من تسلح دول إسلامية، والمقصود هنا بإيران وباكستان، كذلك احتمالات الحرب مع سورية، وجولة حربية جديدة مع حزب الله، ومواجهات مع الفلسطينيين، كما هناك خشية إسرائيلية من جمود ساخن في العلاقات مع مصر، في مرحلة ما بعد الرئيس «حسني مبارك»، والخشية ذاتها بالنسبة للأردن، والمملكة العربية السعودية، يضاف إلى ذلك الخشية من انتفاضة شاملة للعرب في إسرائيل، فهذه السيناريوهات الإسرائيلية قد تحدث منفردة أو مجتمعة، فقد وضع الجيش الخطط والتنسيق فيما بينه، للانتقال من مهمة إلى أخرى وبسرعة، فالخطط لإعداد الجيش للمهمات القادمة وضعت في المجالات المختلفة وأصبحت جاهزة للحرب القادمة.

إن السؤال الذي يطرح في إسرائيل، متى ستقع الحرب القادمة، فالحروب الإسرائيلية مع العرب، كانت تندلع بالمتوسط كل عشر سنوات، أما الحملات العسكرية الإسرائيلية، مثل عملية يوم الحساب، وعناقيد الغضب، والانتفاضتان الفلسطينيتان، وحرب لبنان الثانية، وهي التي تعتبر حروباً محدودة، كانت تندلع مرة كل خمس سنوات فحالة اللاحرب واللاسلم ستبقى سائدة في المنطقة، ويبدو أن هذا الوضع، مريح لإسرائيل، ووجوده يعزز جبهتها الداخلية، رغم سلبياته، وعلى الرغم من التقارير العديدة التي نشرت في وسائل الإعلام مؤخراً حول التوتر بين إسرائيل وسورية، فإن استطلاعاً للرأي العام الإسرائيلي بين اليهود فقط، يبين أن 29% من المستطلعين يعتقدون بأن إمكانية اندلاع هذه الحرب قائمة في الأفق، مقابل 57% لا يعتقدون ذلك، و14% لا يعرفون، وتفيد هذه الاستطلاعات، بأن الشعور بقرب اندلاع الحرب موجود على الغالب في أوساط ناخبي الليكود وشاس والأحزاب الدينية، أما الأحزاب الأخرى فأغلبية مصوتيها لا تتوقع ذلك.

تنسيق مع واشنطن

المحللون الإسرائيليون يعتقدون أن إسرائيل لم تواجه مشاكل وجودية بهذا الحجم كما هو حالياًَ، فالغيوم تتلبد، والسحب تتجمع في السماء، وهذا لم يحدث أبداً في تاريخ الدولة العبرية، فإسرائيل وحدها التي تتحمل المسؤولية عن هذا الوضع، فالاحتلال والاستيطان وسياسة التوسع وعدم التجاوب مع سورية لعقد السلام معها، كما أن إسرائيل غضت النظر عن التطورات الدولية، والمجريات العالمية والإقليمية، وأن نتائج التورط الأميركي قي العراق، ستشكل مصيبة على إسرائيل، ففي خلفية جميع هذه الأمور، هناك تشكيك حول شرعية إسرائيل الدولية، وقد شبه أحد المعلقين الإسرائيليين، إن إسرائيل امتطت ظهر نمر، وهي تتأرجح فوقه، بينما في الواقع هو أنه من الصعب النزول عن ظهره.

إسرائيل وفي ظل الوضع الإسرائيلي القائم أصبحت أكثر ارتباطاً وتعلقاً في علاقتها مع الولايات المتحدة، وهناك من يحذر من التخاصم معها، فإسرائيل لا تستطيع القيام بأية مجازفة عسكرية هامة في المنطقة، دون تفاهم وتنسيق مسبق مع البيت الأبيض، لكسب التأييد العسكري والسياسي، وحصول إسرائيل على خيرة السلاح الأميركي، وللمحافظة على تفوقها العسكري والنوعي، بالمقارنة مع الجيوش العربية، التي تحظى بصداقة ودعم أميركا فعلى الدول العربية التي ما زالت تتمتع بالقليل من التأثير على الإدارة الأميركية، استغلال نقطة الضعف الإسرائيلية هذه، في عملية ضغط مؤثر على الولايات المتحدة، لحملها على الضغط على إسرائيل، لإنهاء احتلالها للأراضي العربية، والسير نحو تحقيق السلام العادل والشامل، فقد تعودنا القول، بأن الكرة في الملعب الإسرائيلي، وهذا صحيح ولكن علينا أيضاً الاعتراف بأن الكرة في الملعب العربي، الواقع ما بين إثبات قدراته على التأثير على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، أو إعلانه عن العجز والإفلاس.

دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية عمان / الأردن

ارسل الى صديق طباعـة العودة إلى الأعلى

اقرأ أيضاً

«الرباعية» وزمام المبادرة

حركة "فتح" تعيش معركة خلافة عباس؟!

منظمة التحرير قامت «للتحرير» لا لتشريع التقسيم

فشل السلام والخيار الاستراتيجي

أميركا و"الإخوان"

خطة للانسحاب الأميركي من أفغانستان ..

الميزان الحقيقي للسلفيين والعلمانيين

مثقفو سميراميس: إعادة صناعة معنى الداخل السوري

ما قبل المحاكمة

أعراض ما بعد الثورة

يمكنك الإنتقال إلى الصفحات :

أحداث الساعة

الفلسطينيون بين إستحقاق الدولة ومخاوف أيلول...

على مشارف ايلول .. الدولة .. بين امال الانفراج ..ومخاوف الانفجار !

إسرائيل والهلع من سبتمبر

«الأمم المتحدة ستعترف بأغلبية جارفة بدولة فلسطين»

“المتابعة العربية” تبحث قريباً خطة دعم إعلان الدولة

الأردن: إقامة الدولة الفلسطينية مصلحة عليا

إطلاق حركة آسيوية لدعم فلسطين

كتب وإصدارات

"ملف"على (فيس بوك) و(تويتر)

المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات "ملف"

اذاعة صوت الوطن

للإستماع اضغط على تنزيل ملف

المقترح المصري

النص الحرفي لاتفاقية المصالحة المقترح مصرياً

وثائق دولية

الموجز التنفيذي لتقرير غولدستون

الحرية

خمس سنوات على ولادتها../ معتصم حمادة

دولة فلسطين في الأمم المتحدة.. خطوة إلى الأمام/ عبدالعال الباقوري

الأيام الفلسطينية

سيزيف لا يكل في رام الله!/حسن البطل

أسئلة برسم سبتمبر/صادق الشافعي

انتفاضة أيلول.. هل أصبحت حتمية؟!!/عبد الناصر النجار

الحياة الجديدة

العلاقات الفلسطينية - الاردنية تضللها الغيوم/عادل عبد الرحمن

الصاعق/يحيى رباح

عرب 48

إلى متى يتواصل تجريب المجرَّب؟!../ علي جرادات

منازعات فتح وحماس ومصالح الشعب الفلسطيني../ ماجد كيالي

القدس المقدسية

خطة السلام الدولية والمسعى الفلسطيني للاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية/المحامي راجح أبو عصب

تحرك عاجل لصالح الأسرى

الشرق الأوسط ووصفة هيلموت كول/ أمير طاهري

الصحافة العربية

إما تسويه على قياسه..أو انهيار المعبد!/مفيد عواد

الزحف نحو الدولة الدينية/حلمي موسى

لماذا يتعطل قطار المصالحة الفلسطينية؟/طلال عوكل

نقطة تحوّل... في الحرب الإسرائيلية/محمد خواجه

إسرائيل والربيع العربي/مصطفى زين

معبر رفح إلى أين؟/عبد العزيز المقالح

درعي وقلب الموازين الإسرائيلية/برهوم جرايسي

بريطانيا العظمى ورائد صلاح/أمجد عرار

الصحافة الاسرائيلية

"إذا أعطوا – أخذوا"، صيغة أوباما للحل السياسي

نعزل أنفسنا

بين حيلة دعائية وسفينة

جسر ضيق جدا

يبنون فوق بيغن

تحذير من صديق طيب

اسرائيليات

رئيس الموساد يروي تفاصيل عملية عنتيبي عام 76

وثائق عربية

نص مبادرة السلام العربية (المبادرة السعودية) قضايا

إعمار مخيم نهر البارد دراسة مقارنة مع مخيم جنين في الضفة ومدينة زايد في غزة بقلم رأفت مرة تقارير

التقرير الشهري لمركز ملف حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني أيار ( مايو) 2011 تقرير للأمم المتحدة يشكك في النظرة التقليدية لانتعاش الاقتصاد بالضفة سيّاح «الهاغناه»: حين تنكر المخبرون

"الغارديان" تروي قصة صبيين فلسطينيين اصيبا بحروق بالغة بعد العثور على "اسطوانة غامضة"

المصدر