التحريض الصهيوني على الإخوان إهانة لمصر
اهتمَّت صحف العدو الصهيوني بدراسة أعدَّها أحد المستشارين السابقين للرئيس الصهيوني شيمون بيريز، وطالب فيها الحكومة المصرية بتضييق الخناق أكثر على جماعة الإخوان المسلمين ليس في العمل السياسي فحسب، وإنما في أعمالها الدعوية والاجتماعية وغيرها، مشيدًا باعتقال الدكتور محمود عزت وعددٍ من أعضاء مكتب الإرشاد ومنعهم جميعًا من السفر للخارج.
ونشرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الصهيونية دراسة مستفيضة أجراها روث فاسرمان لاند أحد المستشارين السابقين للرئيس الصهيوني شيمون بيريز تحدَّث فيها عن العلاقات المصرية - الصهيونية ونقاط القوة والضعف بها... وتناول فاسرمان في دراسته عددًا من القضايا التي تزعج الكيان الصهيوني
أهمها مسألة خلافة الرئيس المصري حسني مبارك والشخصية التي يتوقع أن تحكم مصر من بعده، كما تحدَّث عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر ، مؤكدًا أن جماعة الإخوان تعد أكبر خطر يهدد الكيان الصهيوني... وطالب فاسرمان النظام المصري بقطع كافة السبل أمام ترشح الجماعة في الانتخابات من أجل استمرار عملية السلام بين مصر والكيان الصهيوني.
وحذَّر من أن السماح للجماعة بالعمل في المجتمع سيؤثر في المدى البعيد على الشعب المصري الفقير الذي تقدَّم له الجماعة وعدد من الجماعات الإسلامية الأخرى ما تعجز الحكومة عن تقديمه من خدمات اجتماعية وتعليمية وغيرها...
وأيَّد فاسرمان الخطوات التي قامت بها السلطات المصرية عقب انتخاب المرشد الجديد للجماعة الدكتور محمد بديع خلفًا للمرشد السابق محمد مهدي عاكف ، مؤكدًا أن اعتقال الدكتور محمود عزت وعدد من أعضاء مكتب الإرشاد ومنعهم جميعًا من السفر للخارج هي خطوة مهمة جدًّا لقطع الاتصال المباشر بين أعضاء مكتب الإرشاد في مصر وبين قيادات الجماعة بالخارج.
اعتبر سياسيون ومراقبون بارزون تحريض روث فاسرمان لاند أحد المستشارين السابقين للرئيس الصهيوني شيمون بيريز للحكومة المصرية على جماعة الإخوان، ومطالبته بمنع الجماعة من الترشح في الانتخابات المقبلة وإقصائها من العمل الاجتماعي؛ تدخلاً سافرًا للشئون المصرية، ويجب ألا تصمت عليه الحكومة المصرية.
وقال المفكر الفلسطيني البارز عبد القادر ياسين: إن ما حدث تدخل وقح من جهة ينتظر منها هذه الوقاحة، وعلينا أن نلاحظ أن عدونا لم ينتقل إلى هذه الوقاحة إلا لما وجد صمتًا مريبًا في الفترة الأخيرة تجاه ما هو أكبر"، مضيفًا أن المثل المصري "يا فرعون أيش فرعنك.." ينطبق على هذه الحالة التي تهين مصر .
وأضاف المستشار محمود الخضيري رئيس حركة "من أجل انتخابات حرة وسليمة" أن هذا تدخل في الشئون المصرية، ويجب أن ترفضه الحكومة شكلاً وموضوعًا، مشيرًا إلى أن اللغط الحكومي الذي يُثار حول التدخل الأمريكي والأوروبي يجب أن يقبله الآن قلق حكومي لهذا التدخل الفج... وأوضح أن رسالة الصهاينة إلى الحكومة تحمل معاني سلبية ومهينة للحكومة، ومن بينها أن الصهاينة يعتبرون النظام المصري أحد أدواتهم في مصر، وهو ما ينبغي ألا تصمت عليه الحكومة.
واعتبر د. طارق فهمي الخبير في المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط التحريض الصهيوني محاولةً طبيعيةً من الكيان الصهيوني ومراكز بحثية لإثارة القلق المسيطر عليهم من مستقبل اتفاقية "كامب ديفيد" بعد رحيل نظام الرئيس مبارك ... وأشار د. فهمي إلى عقد الكيان لندوة منذ 3 سنوات ناقشت هذا القلق بكل وضوح، ورصدت بقلق صعود الإخوان بقوة
مؤكدًا أن كافة المراكز البحثية الصهيونية علقت على الوجود الإخواني القوي في الحياة المصري بمخاوفهم من مستقبل "كامب ديفيد"؛ ولذلك فأي حديث هو تجديد لهذه المخاوف فحسب... وأوضح أن الراصد للواقع الصهيوني يعلم جيدًا أن الإخوان يشكلون بؤرة الاهتمام الصهيوني في رغبة الكيان في استمرار نمط العلاقات المصرية الصهيونية الحالية.
المصدر
- مقال: التحريض الصهيوني على الإخوان إهانة لمصر موقع إخوان برس