الانقلاب يفوّض تواضروس لإدارة ملف سد النهضة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الانقلاب يفوّض تواضروس لإدارة ملف سد النهضة


الانقلاب يفوّض تواضروس لإدارة ملف سد النهضة.jpg

(27/08/2015)

كتب: عبد الله سلامة

"هل تقوم الكنيسة المصرية بدور المفاوض نيابة عن الحكومة المصرية في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي بعد فشل المفاوضيين الرسميين في تلك المباحثات؟".. سؤال يطرح نفسه بقوة هذه الأيام على خلفية إعلان تواضروس الثاني، مؤخرا، زيارة إثيوبيا الشهر المقبل ولقاء المسئولين هناك لمناقشة عدد من القضايا بينها أزمة مياه النيل، في موقف مناقض لما أعلنه "تواضروس" نفسه في عهد الرئيس مرسي، من أن أزمة مياه النيل بين مصر وإثيوبيا تتعلق بحكومات ودول، وأن الكنيسة لا دخل لها بها.

وقال تواضروس الثاني، في مؤتمر صحفي أمس الأول، إبان توقيعه بروتوكول تعاون مع وزارة الري: سأقوم بزيارة لإثيوبيا في 27 سبتمبر المقبل، ردا لزيارة بطريرك إثيوبيا للقاهرة، وحضور احتفال عيد الصليب، مشيرا إلى أن قضية مياه النيل تأتي في مقدمة أولويات كل حواراتنا، مضيفا أن "الكنيستين المصرية والإثيوبية ترتبطان بعلاقات قوية تقوم على احترام كل دولة في تنمية مواردها بشرط عدم الإضرار بالآخر".

فيما كشف الأنبا بيمن، منسق العلاقات بين الكنيستين المصرية والإثيوبية، عن لقاء تواضروس الثاني مسئولين وسياسيين إثيوبيين خلال زيارته، لافتا إلى أن برنامج الزيارة يتضمن لقاءات بـ"رئيس إثيوبيا" مولاتو تيشومي، ورئيس الوزراء "هايلي ماريام ديسالين".

وأشار بيمن، إلى وجود تنسيق يجري بين الكنيسة، والسفير المصري الجديد بإثيوبيا أبو بكر حنفي، في إطار التواصل بينهما، للتنسيق بشأن الخدمات الكنسية التي تقدمها الكنيسة القبطية بـ"إثيوبيا"، حتى تصب في صالح الوطن.

يأتي الإعداد لزيارة تواضروس لإثيوبيا في وقت فشلت فيه مفاوضات "سد النهضة" بين الجانبين المصري والإثيوبي، وكشف علاء ياسين المتحدث باسم سد النهضة، عن وجود خلافات تتمثل في السعة التخزينية الضخمة للمياه، والتي تصل إلى 74 مليار متر مكعب من المياه بالسد، إلى جانب المواصفات الفنية للهيكل البنائي.

فيما أكد الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، فشل مفاوضات السد، مشيرا إلى أن أسباب تعثر مفاوضات السد تعود إلى أن الدول الثلاث لم تستطع التفاهم حول توزيع المهام بين المكتبين، مشيرا إلى أنه تم تحديد فقط نصيب كل مكتب من الدراسات بـ70% للمكتب الفرنسي، و30% للمكتب الهولندي.

وشدد "علام" على عدم جدوى مباحثات السد، قائلا:

"إن مباحثات سد النهضة الإثيوبي تجري من شهر يونيو من عام 2012 حتى أغسطس الجاري؛ بهدف دراسة تأثيرات السد، بينما الجانب الإثيوبي أنهى 50% من السد"، مضيفا "هذه قضية سياسية وليست فنية، نحن نجهل تاريخ ملف حوض النيل على مدى الـ150 عاما، حيث وقعت صراعات دائمة بين دول المنبع ودولتي المصب حول حصة مياه النيل".

ولم يقتصر دور تواضروس في إنقاذ السيسي من مستنقع "سد النهضة" على الزيارة المرتقبة لإثيوبيا، بل سبقها استقباله في 28 يوليو الماضي، التقى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بسفير مصر الجديد لدى إثيوبيا، وقال المتحدث باسم الكنيسة القس بولس حليم في بيان له إن اللقاء تناول مستقبل العلاقات المصرية الإثيوبية، ودور الكنيسة الأرثوذكسية فى دعم تلك العلاقات من خلال علاقتها بالكنيسة الإثيوبية.

ويرى مراقبون أن الدور الذي يقوم به "تواضروس" الآن فيما يتعلق بسد النهضة يتناقض مع تصريحاتة السابقة أيام الرئيس محمد مرسي، بأن أزمة مياه النيل بين مصر وإثيوبيا تتعلق بحكومات ودول، وأن الكنيسة لا دخل لها بها، وأن ترديد اسم الكنيسة في هذه الأزمة يُعد نوعا من "الخبث"، حتى يشعر الشارع بأن الكنيسة في يدها الحل، وهي التي تمتنع، وهو ما ليس حقيقيا.

المصدر