الانقسام العربي
بقلم : د. مصطفى محمد الفار
لماذا هذا الانقسام العربي الهزيل بعد هذه الهجمة الإسرائيلية المسعورة على قطاع غزة؟
أما كان ينبغي على الدول العربية أن تحشد طاقاتها وتوحد قواها للوقوف أمام كل القوى المعادية؟
وهل هناك ضغوط كانت وراء الانقسامات العربية حالت دون حضور بعض الدول لحضور القمة؟.
لقد كان ما صرّح به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حينما طلب منه رئيس دولة قطر ضرورة حضور هذه القمة لبحث مجريات الهجمة الإسرائيلية الشرسة على شعبه ووطنه أمراً مخجلاً وخطأً كبيراً لا يمكن تصوره من رئيس سلطة وطنية حينما أجاب بأنه يتعرض لضغوط لا يستطيع تجاوزها أو الخروج منها وحضور هذه القمة ، فأية ضغوط هذه التي تمنع من حضور قمة تبحث موضوع الهجمة الشرسة على وطنه وأمته وشعبه؟.
لقد بات واضحاً أن سياسة اتباع المفاوضات التي اعتمدت منذ اتفاق "أوسلو" أصبحت لا أساس لها ، وغدا من الضروري إهمالها والعودة إلى أسلوب المقاومة ، إذ ثبت أن إسرائيل لا تريد السلام ، وأن الولايات المتحدة التي تؤيدها في ممارساتها هي شريكة معها في جرائمها.
إن ما أقدمت عليه إسرائيل من هجمة بربرية في قطاع غزة ، حيث أهالت البيوت على رؤوس ساكنيها وقصفت مدارس وكالة الغوث التي تحمل شارات الأمم المتحدة ، ومزقت أجسام الأطفال بقنابلها المحرمة دولياً ، ولعل استشهاد 1190 من المسالمين وأكثر من 5000 من الجرحى ، ونصفهم من الأطفال والنساء ، ما يعطي مثالاً على ان وحشية القصف الإسرائيلي ووسائله ذات نتائج ضارة بالمجتمع الدولي دون اكتراث بالقوانين والأنظمة الدولية ، ويدل دلالة واضحة على استهتار بالأنظمة والقوانين الدولية ودوسها تحت الأقدام ، وهذا ما يعني مدى الغطرسة التي أصبحت ديدنها وأسلوب ممارساتها ما دفع دولة " قطر " و" موريتانيا " إلى تجميد علاقاتها بإسرائيل.
إن الدول العربية لو كانت متحدة الكلمة وبعيدة عن الخلافات ، فإن إسرائيل لم تكن لتفعل ما فعلته أو تقدم على ما أقدمت عليه ، ذلك أن للدول العربية من القدرات والإمكانات الضخمة ما يحمل إسرائيل على الخضوع للإرادة العربية ، وهو أمر ينبغي أن نؤكد عليه ، ونتمسك به.
فهل آن لنا أن نتفهم هذه السياسة ونرسم آلياتها ودوافعها؟.
المصدر
- مقال:الانقسام العربيالمركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات
