الاستفتاء وغيره من الاستفتاءات
الاستفتاء وغيره من الاستفتاءات
بقلم:القاضي/ محمود رضا الخضيري
نائب رئيس محكمة النقض ورئيس نادي القضاة بالإسكندرية
صديقي الأستاذ / مجدي الجلاد
ما حدث في هذا الاستفتاء وغيره من الاستفتاءات السابقة سواء كان على الدستور أو على الرئاسة يدل على أننا نعيش في وهم وخداع منذ أكثر من خمسين عاماً ، وهم الديموقراطية وحرية الرأي وقد آن لنا أن نستيقظ من غفوتنا ونفيق من غفلتنا ونعلنها صريحة مدوية أننا لن نقبل بتزوير إرادتنا بعد اليوم وأننا قررنا الصمود والتصدي لكل من يحاول تزييف إرادتنا مع العلم أن من يفعل ذلك ليس هم رجال الأمن بل هم مأمورون مقهورون مثلنا وأن تزوير الانتخابات والاستفتاءات إرادة سياسية تصدر من أعلى سلطة في الدولة وأن من رجال الشرطة أنفسهم من يضيق بذلك ولكنه لا يستطيع أن يعبر عما يجيش في صدره وقد يصل الأمر ببعض منهم إلى التعب النفسي مما يحدث بعد أن يخالف ضميره الذي تربى عليه وعاش في ظله بين أهله وأخوته ثم يجد نفسه مقهوراً يفعل ما لم يتعود عليه ولا ترضى به نفسه .
كثيرون الذين لا يرضون عما يحدث بل لا أكاد أبالغ إن قلت أن السواد الأعظم من شعب مصر غير راضٍ ويبحث عن مخرج وينتظر اليوم الذي يرى فيه نفسه وقد تحررت إرادته ورفعت عنه الوصايا في اختيار حكامه كما رفعت عن أشقاء كنا ننظر إليهم في الأمس القريب على أنهم دوننا في التقدم والرقي وإذا بهم يسبقوننا في هذا المجال لأن معيار التقدم والرقي ليس هو العمارات الشاهقة والسيارات الفارهة والمأكل الطيب والملبس الناعم بل هو الحرية والديموقراطية التي تحقق لكل فرد من الشعب مراده في الاستقرار والرفاهية الحقيقية التي تكون مع الكرامة وليس على حسابها .
إني أحبك يا شعب مصر وأرى أنك جدير بكل خير ولا ينقصك إلا الإرادة التي تحقق بها حلمك في الحرية والديموقراطية .
