الاخوان المسلمون وموقفهم من التوريث فى عهد مبارك

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الإخوان المسلمون وموقفهم من التوريث فى عهد مبارك

مركز الدراسات التاريخية

ويكيبيديا الإخوان المسلمين

كانت زيارة جمال مبارك السرية فى 2007 والتى لم يكشف عنها الا صدفة من خلال مراسل "bbc" الذى شاهد جمال مبارك يدخل الى البيت الابيض واضطر القصر الجمهوري الى الاعلان عنها، ثم تعددت زيارات جمال مبارك لأمريكا واصبح المسئول الاول عن ملف العلاقات الامريكية المصرية.

و لذلك التقى جمال مبارك بشخصيات في الخارجية ومجلسي النواب والشيوخ وغيرهم، بصفته الأمين العام المساعد لشؤون السياسات بالحزب الحاكم، بغرض "التواصل المستمر للحزب الوطني مع الأحزاب ودوائر الفكر والرأي في الخارج"

وأضافت مصادر الحزب الحاكم فى وقتها إن السيد جمال مبارك عرض خلال جولته الأميركية، رؤية الحزب وسياساته تجاه قضايا المنطقة وتحديات الأزمة الاقتصادية العالمية، و"استشراف مستقبل العلاقة المصرية الأميركية في ظل إدارة أميركية جديدة".

واستمع جمال مبارك إلى رؤية الدوائر الأميركية المختلفة لهذه القضايا، وتصورها للتطورات في السياسة الأميركية، خاصةً في ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.

هذه كانت الحملة الاعلامية للسيد جمال مبارك لتعريف المجتمع الامريكى بنفسه و لذلك بدأ الاعلام الامريكى فى تسليط الضوء على شخصية جمال مبارك و ظهرت عشرات المقالات والتحقيقات الصحفية في أمريكا عن جمال مبارك وصعوده المتزايد والمتوالي في المشهد السياسي المصري؛

وأنه من المنتظران يتولى الحكم بعد ابيه، و شخصيته و فكره و اهتماماته و كان من الواضح ان جمال مبارك لم يتكلم الا عن الشان الداخلى والمطالبه بدور ايجابى من الادارة الامريكية تجاه قضايا المنطقة و ذلك حتى لايدخل فى متاهات القضيه الفلسطنية و تحدث له مشكلات مع اللوبي اليهودي داخل امريكا.

وبينما كان مبارك يواجه الإسلاميين ويعزز جهاز أمنه ويحافظ على سلامه مع إسرائيل وصداقته مع أمريكا، كان نظامه يتبع سياسات اقتصادية ليبرالية تشجع جماعات رجال الأعمال على الإثراء وفتح المشاريع الضخمة.

وكان من جراء هذه السياسة أن تكونت على مدى سنوات الثمانينيات والتسعينيات طبقة جديدة من رجال الأعمال الاحتكاريين الذين برزوا في الساحة كحيتان كبار يرتبط بعضهم بشبكات واسعة من المصالح مع نظام الحكم.

وقد تبلور تواجد هذه الطبقة سياسيا في 2002-2003 حينما عاد جمال مبارك، ابن مبارك الأب، من الخارج ليبدأ نشاطا سياسيا من خلال الحزب الوطني الحاكم.

أنشأ مبارك الابن ما سُمي بلجنة السياسات في الحزب الوطني وقام بعملية تطهير لرجال الحرس القديم في الحزب وأصبح هو الحاكم بأمره داخل دوائر السياسة المحلية في مصر.

كان هذا التطور يؤذن بتحولات مهمة في سياسات مصر وطبيعة نظام حكمها. فقد بدأ الحديث بقوة عن توريث الحكم لجمال، وتزامن هذا مع الإسراع بخطوات التحول الاقتصادي الليبرالي في البلاد، وكذلك شهدت تلك السنوات صعودا كبيرا في النفوذ السياسي لما أُطلق عليه "جماعة البيزنس" في السياسة المصرية.

وفي فبراير 2005، وعلى خلفية الضغوط الأمريكية والتمهيد لسيناريو التوريث، أعلن مبارك أنه سوف يعدل الدستور لتجرى أول انتخابات رئاسية تنافسية في مصر.

وبالفعل تم تعديل الدستور في سياق تصاعد كبير في حركة تغيير ديمقراطي قادتها حركة كفاية للمطالبة بعدم التمديد لمبارك أو التوريث لابنه، لكن حركة كفاية لم تنجح في الوفاء بأهدافها ونجح مبارك في سبتمبر 2005 أن يحصل على ولاية رئاسية خامسة بعد فوزه باكتساح في الانتخابات المفبركة التي جرت.

وهو ما شجع جمال مبارك وجماعة البيزنس الملتفة حوله على الإسراع في تنفيذ مخططهم للسيطرة على البلاد، فأجروا تعديلات دستورية أخرى في 2007 تمسح كل ذكر للاشتراكية في الدستور وتمهد لتوريث الحكم، ثم واصلوا هجومهم الضاري على جماعة الإخوان حتى قاموا بمحاكمة عدد من قادتها أمام المحاكم العسكرية مجددا في 2007.

وبالرغم من التصريحات العديدة التى أطلقها قادة الجماعة بخصوص رفضهم للتوريث إلا أنه ثار الكثير من الجدل بخصوص هذا الموقف ويرى بعض المراقبين أن موقف الإخوان من التوريث كان من الأسباب المهمة للضربة الأمنية التى وجهها النظام تجاه الإخوان فى عام 2006 ومابعدها.

وبقراءة متأنية للمواقف المعلنة تؤكد أن الجماعة منذ طُرحت هذه القضية على الساحة السياسية بالتوازي مع تصعيد جمال مبارك عام 2002، تعارض تمرير هذا السيناريو بل تسعى جاهدة للحيلولة دون تنفيذه؛

ولعل ذلك ما بدا واضحا من خلال تصريحات عدد من كبار قادتها على رأسهم المرشد العام محمد مهدي عاكف، الذي أكد ضمن تصريح له: "أن الجماعة لن توافق في أي حال من الأحوال على أن يكون (جمال مبارك) رئيسا لمصر".

يقول الأستاذ محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، إن الإخوان لا يقبلون أن يكون جمال مبارك نجل الرئيس مبارك رئيسا لمصر خلفا لوالده، فى ظل الظروف التى جعلته متحكما فى كل الأمور.

وأضاف عاكف:

"لقد أصبح جمال مبارك أمينا للسياسات فى الحزب الوطني ويتصرف فى أمور الدولة، وساهم فى إنشاء المحاكم العسكرية، ورعى الاعتقالات التى تطال الإخوان يوميا، لذلك فإن الجماعة لن توافق فى أى حال من الأحوال على أن يكون رجلا بهذا الشكل رئيسا لمصر".

وحول تصريحاته السابقة التى أيد فيها ترشيح جمال مبارك بشروط قال عاكف:

"تحدثت بالفعل من قبل عن إمكانية قبول الإخوان بترشيح جمال مبارك وفق شروط محددة، وكان ذلك قبل تعديل المادة 76 من الدستور، لكن بعد تعديل هذه المادة التى فُصّلت على مقاسه نرفض ترشيحه تماما"؛

موضحا:

"إن الجماعة اشترطت ترشيح جمال مبارك قبل تعديل المادة ٧٦، بشرط أن يترك قصر والده ويرشح نفسه كمواطن مصرى عادى دون أن يكون له أى نفوذ أو سطوة، ولكن بعد أن أصبح أمينا للجنة السياسات ويتحكم فى كل شىء نحن نرفض رفضا تاما أن يكون رئيسا للبلاد ودون أى شروط". (1)

وأضاف عاكف فى موضع آخر:

"الرئيس مبارك لم يذكر شيئاً بعينه عن التوريث، وكأن الأمر لا يعنيه، وبالنسبة لنا نحن جماعة الإخوان المسلمين فالأمر لا يأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامنا لأننا دائماً منشغلون بمعاناة المصريين وأوجاعهم".

ومن جانبه، اعتبر المهندس سعد الحسيني، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ونائبها بالبرلمان، أن عملية التوريث يقوم بإعدادها ما سماه "الحلقة الملتفة حول جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني"، وقال: من الجائز أن يكون الرئيس مبارك بالفعل لا يهتم بالتفكير فى قضية التوريث كثيراً

وذلك لعلمه بوجود مجموعة تقوم بإعداد ذلك جيداً،مشيراً إلى أن أمين لجنة السياسات لن يتمكن من حكم مصر إلا فى وجود الرئيس مبارك.

وقال الحسينى:

إن جمال مبارك لا يحظى بشعبية وليس له قبول لدى الرأى العام، لذلك فمن الصعوبة أن يأتى رئيساً لمصر دون مساندة النظام له. (2)

وعن مدى تأثير معارضة الإخوان لملف التوريث فى موقف مبارك يقول د .عصام:

طبعا أي نظام حكم يتمني أن يكون له سند شعبي‏, والسند الوحيد الذي كان من الممكن أن يقدم لمشروع التوريث هو الإخوان المسلمين‏, وعندما أعلن الإخوان المسلمين مرارا عن أنهم ضد التوريث وضد أن يتقدم جمال مبارك لأي منصب إلا بعد أن يترك قصر والده؛
وضد أن يستخدم نظام والده لمساندته كانت النتيجة القشة التي قسمت ظهر النظام وهو التزوير السافر البجح في انتخابات ‏2010, وكان إصرار الإخوان علي دخول الانتخابات هو سبب أيضا للجوء النظام لهذا التزوير البشع مما كشفه أمام العالم والرأي العام بأكمله؛
وبالتالي فقد النظام ورقة التوت التي كان يتستر بها وأن جمال سوف يأتي في ظل نظام ديمقراطي يحاول فيه أن يعيد الحياة الديمقراطية والسياسية‏ فشل مشروع التوريث كله‏‏ وكان الإخوان مع القوي الأخري ضد التوريث مثل حركة كفاية‏ مصريون ضد التوريث‏‏ الجمعية الوطنية للتغيير‏‏ صحافة مستقلة‏‏ العربي الناصري؛
كما أن هناك أحزابا ساندت التوريث وهي تدعي الآن أنها أحزاب ثورية،لكن التاريخ سيكتب دور كل من قام ونحن ضد أن أي تسريبات عشوائية علي النت،لكننا مع تحقيق تاريخي محايد،وأعتقد أن الشعب المصري يعرف جيدا من دفع ثمن معارضته للتوريث ومن قبض ثمن موافقته الضمنية. (3)

كما شارك الإخوان بفاعلية فى "الحملة ضد التوريث"، فقد شاركت جماعة الإخوان المسلمين فى مؤتمر "الحملة المصرية ضد التوريث"، الذى دعا إليه الدكتور أيمن نور، رئيس حزب الغد الأسبق، وكلفت الجماعة حسين إبراهيم نائب رئيس الكتلة البرلمانية والدكتور فريد إسماعيل، عضو الكتلة بالمشاركة فى المؤتمر.

قال فريد إسماعيل:

"موقف (الإخوان) واضح تجاه ملف التوريث، ولن نسمح بتمريره، والنظام على دراية بأن الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية ستكون غير نزيهة، وتفتقد المصداقية والشفافية".
ونفى إسماعيل أن تكون مشاركة الإخوان فى المؤتمر رداً على حملات الاعتقالات الأخيرة التى يشنها النظام ضد كوادر الجماعة، موضحاً أن من حق "الإخوان" أو غيرهم تلبية دعوة أى قوى معارضة تسعى لتحقيق المصلحة العامة وتعزيز الممارسة الديمقراطية. (4)

وهكذا كان موقف الإخوان واضح من ملف التوريث وهو الرفض التام لتولى جمال مبارك الابن للحكم وهذا أكبر رد عن ما أشاعه البعض من وجود صفقة بين الإخوان ومبارك لتمرير ملف التوريث.

المصادر

  1. جريدة المصرى اليوم،26/4/2009
  2. [جريدة المصرى اليوم]، 22/8/2009
  3. جريدة الأهرام المسائى، 23 سبتمبر 2011 السنة 21 العدد 7453
  4. جريدة المصرى اليوم، 12/10/2009.

للمزيد عن دور الإخوان في الإصلاح

كتب متعلقة

من رسائل الإمام حسن البنا

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

الإصلاح السياسي:

الإصلاح الإجتماعي ومحاربة الفساد:

تابع مقالات متعلقة

رؤية الإمام البنا لنهضة الأمة

قضايا المرأة والأسرة:

الإخوان وإصلاح التعليم:

موقف الإخوان من الوطنية:

متفرقات:

أحداث في صور

.