الاخوان المسلمون وباكستان خلال فترة الامام البنا

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الإخوان المسلمون وباكستان خلال فترة الإمام البنا

مركز الدراسات التاريخية ويكيبيديا الإخوان المسلمين

مقدمة

دشنت جماعة الإخوان منذ نشأتها مجموعة من الاليات والوسائل لخلق حالة من الانتشار واثبات شرعيتها المحلية والدولية لذا كانت تبدى آرائها باستمرار فى العديد من المواقف وسعت الى تكوين روابط وعلاقات منتشرة مع العديد من قيادات الدول سواء من خلال الزيارات والوفود أو من خلال إرسال برقيات تتناول القضايا المختلفة

المبحث الأول:الإخوان ودولة باكستان

أصبحت باكستان في 14 أغسطس من عام 1947م دولة مستقلة عن دول رابطة الشعوب البريطانية (الكومنولث)، كما حصلت الهند على استقلالها في اليوم التالي لهذا التاريخ، وقد أصبح محمد علي جناح الذي يعتبر مؤسس دولة باكستان أول رئيس حكومة في باكستان.

يرى الكثير من مؤيدي فكرة استقلال باكستان عن الهند أّنها خلّصت المسلمين الهنود من تعصّب الهندوس الأعمى وتحكمهم في رقاب المسلمين ،وبدأت علاقة الإخوان بباكستان منذ فترة مبكرة فدعمت الجماعة تأسيس دولة باكستان ودعمها لحقوق المسلمين، فقد أرسل الإمام البنا الاستاذ صالح عشماوي مندوباً عنه لزيارة باكستان ولقاء مسئوليها وأرسل معاه رسالة يعبر فيها عن تضامن الإخوان مع الدولة الناشئة

ومما جاء فى الرسالة:

رسالة من فضيلة المرشد العام إلى الباكستان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: فإن اللحظات التى سعدت فيها مصر بزيارتكم وسعدنا بلقائكم لا يمكن أن ننساها أبدا، والآن وقد حقق الله الآمال التى كنا نتذاكرها فى هذا اللقاء وأصبحت دولة الباكستان الإسلامية دولة قائمة، فإننا نتقدم إلى القائد الأعظم بأجمل التهنئات وأطيب التمنيات.

إن الحوادث الدامية الأسيفة التى تقع الآن، وهذا العدوان الآثم على المسلمين فى دولتهم الجديدة الناهضة، ليتردد صداه فى كل نفس فى مصر وفى العالم العربى عامة وعند الإخوان المسلمين خاصة، ولن تتأخر هذه الشعوب المسلمة عن أداء واجبها كاملا نحو شعب الباكستان المجاهد ودولة الباكستان المجيدة.

فلتثقوا بذلك يا سيدى القائد تمام الثقة، ولتتأكدوا بأننا على استعداد لبذل كل جهد إلى جانبكم حتى تنتصر الباكستان فى نضالها العنيف للحرية والاستقرار ومقاومة التعصب الذميم.

إننى أقدم إلى حضرتكم الأخ المجاهد الأستاذ صالح عشماوي وكيل الإخوان المسلمين ورئيس تحرير جريدتهم، التى لا تدع فرصة تمر دون القيام بالواجب فى تقوية الصلة بين الرأى العام المصرى والباكستان ليتشرف وليحمل إليكم أكرم عواطف الإخوان المسلمين فى وادى النيل والشرق العربى كله والمغرب العربى كذلك.

كما أنه يسرنى هنا أن أثنى أمامكم على الجهود الطيبة التى بذلها معنا أخونا ضيف مصر الآن "السيد عليم الله الصديقى" الذى بعث به إخوان الباكستان إلى المركز العام لإخوان وادى النيل، فكان سفيرا شعبيا موفقا عرف كيف يوضح موقف الباكستان لمصر واتصل بقلوب شعبها أوثق اتصال.

وإذا كنا الآن لا نملك إلا هذه الرسائل نتقدم بها، فأرجو أن نستطيع فى القريب أن نعبر عن هذه الأخوة الخالدة التى لا يمكن أن تزول، بل هى باقية ببقاء الإسلام الخالد بوسائل أقوى وأنفذ وأنفع إن شاء الله. (1)

كما أرسل الإمام البنا برقية تهنئة بتأسيس دولة باكستان وجاء فيها:

سعد العالم الإسلامى كله بميلاد دولة الباكستان الإسلامية... وإن سعادتنا مضاعفة نحن الإخوان المسلمين الداعين إلى النظام الإسلامى. ذلك أننا وجدنا فى ميلاد هذه الدولة الفتية فى حجر النظام الإسلامى وقيامها فى كنفه ونشأتها فيه، وجدنا فى هذا حافزا قويا إلى مضاعفة الجهاد ومسابقة الحوادث وقهر الأحداث، حتى يتحقق لنا إقرار النظام الإسلامى الذى نعمت به دولتنا الشقيقة الفتية.
باركها الله وأيدها، وبخاصة فى هذا العصر الذى وقف فيه العالم كله على مفترق طريقين: تتجاذبه الشيوعية من جانب، والديمقراطية الأنجلو أميركية من جانب آخر.
ولا خير للمسلمين فى هذه ولا تلك وبين يديهم كتاب الله ونظام الإسلام وسيرة محمد نبى الرحمة للعالمين: ﴿قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ*يَهْدِى بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ "المائدة: 15-16".
إننا فى عيد الباكستان وميلادها الأغر لنبعث بأعطر التحيات وأطيب التمنيات لشعبها المجيد وحكومتها الرشيدة وقائدها الأعلى.. سائلين الله تبارك وتعالى أن يمدها بقوته. ويكلأها بعنايته وأن يكتب لها كمال السداد والتوفيق ... آمين. (2)

المبحث الثانى:الإخوان المسلمون وقضية حيدر أباد

تتمثل مشكلة "حيدر آباد" بين دولة باكستان والهند فى أن حاكمها المسلم أراد أن يظلَّ مستقلاً بإمارته، ولم تُقِرَّه الأغلبية الهندوسية في الولاية على هذا الاتجاه، فتدخَّلت القوَّات الهندية في 13 سبتمبر 1948م، مما جعلها ترْضَخ للانضمام إلى الهند، بينما استقلَّت سيلانونيبال بوتان، وكوَّنت دُولاً مستقلَّة.

وأعلن الإخوان موقفها من تلك القضية بإرسال برقية للقيادت الهندية لبيان موقف الإخوان،وكتبت جريدة الإخوان المسلمون قبل إيراد البرقية:

" تحرجت الأمور بين دولة الهند والمملكة الأصفية فى حيدر أباد -دكن، وحشدت الهند جيوشها على حدود حيدر أباد تمهيدا للاعتداء على استقلالها وضمها إلى بلادها عنوة واقتدارا وقد أرسل فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين البرقية التالية:"

وجاء نص البرقية كالآتى.

إلى البنذيت نهرو رئيس الوزراء فى نيودلهى.
وإلى راجا جوبال حاكم الهند العام فى نيودلهى.
وإلى سارى باركاش المندوب السامى للهند فى الباكستان بكراتشى.
حيدر أباد دولة مستقلة عزيزة على كل مسلم وعربى، وإن أى اعتداء عليها أو تحرش بها يثير حفيظة العالم الإسلامى الذى لن يقف مكتوف الأيدى أمام أى اعتداء على مسلمى هذه البلاد.والإخوان المسلمون باسم العالم العربى والإسلامى يحملون حكومة الهند مسئولية سلامة حيدر أباد، ويرجون أن تعمل على إحلال العدل والسلام محل الجور والطغيان.

كما أرسل فضيلته إلى سمو النظام بحيدر آباد دكن البرقية التالية:

باسم الإخوان المسلمين فى العالم العربى والإسلامى نؤيد استقلال حيدر أباد ونستنكر أى اعتداء على سلامة مملكتكم.وقد أبرقنا إلى المسئولين فى حكومة الهند نعلن موقف العرب والمسلمين الحازم ضد أى اعتداء على سلامة حيدر آباد، مطالبين بالعمل على استقرار الأمن والسلام فى هذه البلاد وعدم الاعتداء على استقلالها وحريتها. (3)

كما توجه الإخوان بعدة رسائل لوزراء خارجية الدول العربية والاسلامية للتحرك واتخاذ موقف تجاه هذا الاعتداء على مسلمى "حيدر أباد" وجاء نص تلك الرسائل كالآتى:

حضرة ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فقد كان لاستقلال الهند بدولتيها الباكستان والهندستان وتخلصهما من نير الاستعمار الإنجليزى أعظم الأثر فى نفوس العرب والمسلمين. وانتظر الشرق عامة أن تعيش هاتان الدولتان الشقيقتان فى ود ووئام، إلا أن الهندستان -بوحى من الإنجليز وقفت من الباكستان الشقيق موقفا عدائيا تحاول القضاء عليها قبل أن تشتد كدولة شرقية عزيزة.
ولم تقف الهندستان عند هذا الحد، بل عملت على محاربة المسلمين فى أنحاء الهند، وموقفها من كشمير الإسلامية معروف، اعتداء على الحق وإصرار على الباطل وحرب على الأمن والسلام.
وتابعت الهندستان سياستها الرجعية فى اضطهاد المسلمين فى كل مكان، فاتجهت نحو فريسة جديدة "حيدر أباد" وهى دولة مستقلة ذات سيادة، فأبت عليها الهندستان هذا الاستقلال، وعمدت إلى التهديد وإثارة بعض شواذ الطوائف غير الإسلامية التى تتمتع بالسلام والحرية تحت حكم نظام حيدر أباد.
وذهبت إلى أكثر من ذلك، فحشدت جيوشها على حدودها، وعمدوا إلى المناوشات، وأثاروا ضد حيدر أباد حرب أعصاب خفية، وهاجموا شخص النظام نفسه واتهموا حكومته بالاستبداد.
وإن الظواهر تدل على أن الهندستان لن يهدأ لها بال حتى تغزو حيدر أباد ظلما، وتستغل مواردها الغنية وثرواتها، وتطلق يد الهندوس فى رقاب المسلمين فيذبحون ويستحيون النساء ويدمرون المنازل والقرى كما فعلوا فى الباكستان وكشمير.
وإن المركز العام للإخوان المسلمين يتقدم إلى سعادتكم راجيا تأييد حيدر أباد، وذلك بالاتصال فورا بسفير الهندستان فى دولتكم أو وزير الخارجية الهندوسية وإبلاغه استنكاركم أى اعتداء على حيدر أباد المستقلة.
كما نرجو الاتصال بنظام حيدر أباد وإبلاغه هذا التأييد من دولتكم.وفى انتظار جهودكم الموفقة فى هذه القضية العادلة. وتفضلوا يا صاحب السعادة بقبول فائق التحية وعظيم الاحترام. (4)

المراجع

  1. جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (480)، السنة الثانية، 12 محرم 1367ه 25 نوفمبر 1947م، ص(2)، وقد قابل الأستاذ صالح عشماوي السيد محمد على جناح رئيس دولة الباكستان وسلمه رسالة الأستاذ المرشد العام
  2. جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (701)، السنة الثالثة، 10 شوال 1367ه 15 أغسطس 1948م، ص(1)،
  3. جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (653)، السنة الثالثة، 7 شعبان 1367ه 15 يونيه 1948م، ص(2)،
  4. جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (691)، السنة الثالثة، 26 رمضان 1367ه 2 أغسطس 1948م، ص(2)

للمزيد عن الإخوان في باكستان

N.jpg

وصلات داخلية

كتب متعلقة

.

ملفات متعلقة

.

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

أعلام من باكستان

وصلات فيديو