الاحتلال يواصل إغلاق المعابر ويتجه لإنهاء التهدئة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الاحتلال يواصل إغلاق المعابر ويتجه لإنهاء التهدئة
المعابر.jpg

غزة- المركز الفلسطيني للإعلام

أكد سعيد صيام وزير الداخلية الفلسطيني أن الحكومة أو حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لم تفرضا التهدئة على أحد؛ إنما جرى التوافق عليها فلسطينيًّا، بعد أن طلبتها حكومة الاحتلال الصهيوني عبر الجهد المصري.

وقال في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية خلال برنامج ضيف المنتصف اليوم الجمعة: "لم نفرض التهدئة على أحد، ونرفض أن تكون المعاملة (لفرض التهدئة) من منطق القوة، إنما من خلال التفاهم والتوافق"، لافتًا الانتباه إلى أن هذا الموقف تم إبلاغه لمصر سابقًا، التي استضافت الفصائل وتوافقت معها على التهدئة قبل أن تتباحث معها حركة حماس وتؤكد هذا التوافق.

وشدد صيام على اختلاف التهدئة الحالية عن التهدئات التي كانت تجري في السابق، رافضًا المقارنة التي تحاول بعض وسائل الإعلام أن تعقدها بين موقف حركة حماس والحكومة في غزة من المقاومة، وموقف الحكومات السابقة وحركة فتح.

وأشار إلى أن الحكومات السابقة كانت تفرض التهدئة بالقوة على الفصائل، وكانت تصادر الأسلحة وتلاحق المقاومين، وحين كانت حماس والجهاد الإسلامي توافقان عليها، كانت تعطي فرصة لرئيس السلطة محمود عباس، أما هذه التهدئة الحالية فهي تأتي من موقف قوة وممانعة وصمود.

الشهيدسعيدصيام3.jpg

وذكَّر بأن هذه التهدئة بالأساس طلبها الاحتلال ووسَّط من أجلها الوسطاء، بخلاف السابق حيث كان الاحتلال يعتبر التهدئة أمرًا فلسطينيًّا داخليًّا، أما هذه المرة فهو يقر بالتهدئة وبما عليها من استحقاقات لديه.

وبخصوص قيام كتائب الأقصى بإطلاق صاروخ تجاه سديروت، رغم الإجماع الوطني والتوافق على تشكيل لجنة أزمة من الفصائل لمراقبة التهدئة وتحديد آليات الرد، قال صيام: "معروف أن كتائب الأقصى في الضفة الغربية سلمت سلاحها وأوقفت المقاومة، والشرفاء منهم اعتقلتهم الأجهزة الأمنية (الخاضعة لرئيس السلطة)، والدليل على ذلك أن قوات الاحتلال تستبيح مدن الضفة الغربية دون أي مقاومة، لا سيما أن تلك الأجهزة جرمت المقاومة، ولاحقت كتائب أبو علي مصطفى وكتائب القسام وسرايا القدس وصادرت الأسلحة.

وأضاف: "أما في غزة فمعروف منذ سنوات وليس من الآن أنه لا يوجد هناك فعل مقاوم جدي لكتائب الأقصى؛ لأن هذه الحركة لها برنامج واضح بل هي تحارب المقاومة في الضفة الغربية، والدليل جمع الأسلحة هناك".

وتابع: "وعليه من المستغرب أن تأتي هذه المجموعة التي غابت أيام المحرقة وغابت عن المقاومة لتطلق قذيفة هنا أو صاروخًا هناك، هذا الأمر يدفع إلى التساؤل عن معنى ذلك"، مشددًا على قناعة الحكومة وحركة حماس بأن الاحتلال لا يحتاج لذرائع أو مبررات لشن عدوانه، وأن هذه القناعة لم تتغير في السابق أو الآن.

وقال: إن هذه المرة الأولى التي يذعن فيها الاحتلال، نافيًّا أن يكون فتح المعابر مرتبطًا بالإفراج عن الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، ومشددًا على أن ذلك من استحقاقات التهدئة التي يجب أن يلتزم بها الاحتلال.

وأضاف: "هذه التهدئة لم يمض عليها سوى أيام قليلة، وما نقوله إذا أردنا أن نخرج من هذه التهدئة فلنخرج منها باتفاق، ما نقوله إننا نريد رفع الحجة أمام الأطراف.. دخلنا باتفاق وطني، وإذا أردنا أن نخرج يجب أن يكون الأمر كذلك، وإذا كان هناك أي خروقات يجب أن ننظر فيها بشكلٍ مشترك، ونرفعها لراعي الاتفاق وهو مصر.

إغلاق المعابر
معاناة فلسطين.jpg

على صعيد آخر، قررت سلطات الاحتلال الصهيوني مواصلة إغلاق المعابر الحدودية مع قطاع غزة؛ وذلك لليوم الثالث على التوالي، والتي فُتحت جزئيًّا خلال الأسبوع الماضي في أعقاب التوصل إلى اتفاق تهدئة بين فصائل المقاومة والاحتلال برعاية مصرية.

وذكرت وسائل الإعلام العبرية في نشرتها الصباحية يوم الجمعة، أن الدوائر الأمنية الصهيونية المختصة أجرت تقييمًا للأوضاع الميدانية في قطاع غزة مساء أمس الخميس، وقررت إبقاء المعابر الحدودية مع قطاع غزة مغلقة اليوم الجمعة أيضًا؛ وذلك منذ إغلاقها فجر الأربعاء الماضي، أي بعد سريان مفعول التهدئة بأقل من أسبوع.

وتذرعت السلطات الصهيونية بإطلاق صاروخين جديدة على المغتصبات المحاذية لشمال قطاع غزة، إلا أن جميع فصائل المقاومة أكدت التزامها بالتهدئة، وألمحت إلى أن من أطلق الصاروخين الأخيرين هم أناس خارجون عن الإجماع الوطني.

نسف التهدئة

وفي السياق ذاته، نقلت الإذاعة العبرية عن مصادر سياسية صهيونية مسئولة اعتقادها بأن "زوال التهدئة أصبح مسألة وقت ليس إلا"، على حد تعبيرها.

وقال النائب الأول لرئيس الوزراء الصهيوني حاييم رامون- خلال اجتماعه مع وزير الخارجية النرويجي الليلة الماضية- إنه يتعين على الحكومة إعادة النظر في اتفاق التهدئة.

وأضاف: "إذا لم ترد إسرائيل بصرامة من خلال إغلاق المعابر الحدودية بصورة تامة وتنفيذ عمليات عسكرية محدودة فسنرى قذائف القسام مرة أخرى تسقط على المنطقة المحيطة بقطاع غزة".

كما طالبت وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني، بالرد بعملية عسكرية فورية على إطلاق القذائف من قطاع غزة، والتي تمت أمس الخميس؛ رغم أنها سقطت في منطقة خالية.

الاحتلال.jpg

وقالت خلال اجتماعها مع وزير الخارجية النرويجي إنه حصل خرق للتهدئة قبل عدة أيام، وإنه يجب الرد عسكريًّا وفورًا على ذلك، بغض النظر عمن يقف وراء الأمر.

ويتجاهل الاحتلال الخروقات التي ارتكبها منذ بدء سريان التهدئة، والتي بلغت خمسة عشر خرقًا على الأقل في الأسبوع الأول.

وكانت قوات الجيش الصهيوني قد قامت بإطلاق النار باتجاه مزارع فلسطيني شرق خان يونس في اليوم الأول للتهدئة؛ مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة؛ الأمر الذي اعتبر في حينه الخرق الصهيوني الأول لها.

وفي المقابل؛ فإن حركة حماس أعلنت أن مواصلة إغلاق معابر قطاع غزة يُعتبر خرقًا للتهدئة، وحذرت من انتهاء التهدئة التي وصفتها بالهشة، إذا ما استمرت الخروقات الصهيونية في إغلاق المعابر والالتفاف على استحقاقاتها بسبب ممارساتها وسياساتها الاستفزازية.

وذكر الدكتور عاطف عدوان، عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس، في تصريح صحفي أن ما يقوم به الجانب الصهيوني "هو محاولة مكشوفة لاستفزاز الشعب الفلسطيني لكي يضغط عليه حتى يلتزم بالهدنة، علمًا بأن الشعب الفلسطيني حقيقة ملتزم، وأن الذي بدأ باختراق التهدئة هو الاحتلال وذلك باغتياله القادة في الضفة الغربية".

المصدر