الإيمان أساس الإصلاح

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الإيمان أساس الإصلاح

« كلمة فضيلة المستشار

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، سيدنا محمد، إمام المرسلين، وقائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد،،

فإن الله – سبحانه وتعالى – خلق الإنسان ليعبده، وليقوم بدوره في إعمار الأرض وإصلاح الحياة.. ذلك الإصلاح الذي يبدأ بإصلاح الفرد؛ بحيث يكون قوي الجسم، متين الخلق، مثقف الفكر، قادرًا على الكسب، سليم العقيدة، صحيح العبادة، مجاهدًا لنفسه، حريصًا على وقته، منظمًا في شؤونه، نافعًا لغيره.

وإن إنسانًا هذه صفاته لجدير بأن يُسخِّر الله له الكون، ويصلح له وبه الدنيا كلها، فيمضي رافعًا شعار: الله غايتي، والرسول قدوتي، والقرآن دستوري، والجهاد سبيلي، والموت في سبيل الله أمنيتي، جاعلاً منهجه (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت) (هود: 88).. لا يصرف وقته إلا فيما يفيد (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) (النساء: 114)، ويحرص على العمل النافع وإن لم يعد عليه بالاستفادة المباشرة الآنية، متمثلاً قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إذا قامت القيامة، وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها"، ويشعر بواجبه نحو الآخرين.. يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، ويدعوهم إلى الخير.

إن الفرد المسلم الصحيح هو اللبنة الأولى للإصلاح، وبه تقوم الأسرة المسلمة التي تطبق تعاليم الإسلام، وتتأدب بآدابه، والتي هو نواة المجتمع المسلم الذي لا يخضع لسطان سوى سلطان الإسلام، ولا يقتدي إلا برسول الإسلام، ولا ينتهج منهجًا إلا منهج الإسلام – القرآن الكريم، ولا تحكمه إلا شريعة الإسلام.

ومجتمع كهذا حقيق بأن يعلو وينصلح حاله، ففيه تعلو الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفيه تُحارب المنكرات، ولا تجد الشائعات لها مجالاً؛ ففيه يسود الحب والإخاء.

ومجتمع كهذا يفرز قيادة صالحة وحكومة راشدة، تقوم بدورها نحو دينها، ونحو رعيتها، وتؤدي واجبها مع غيرها؛ لتتكامل المنظومة، وترتفع راية الإسلام عالية خفاقة، معلنة قيام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فتُبدد الظلم، وتُزيل الطغيان، وتحطم الطواغيت، وتُخضع الكون كله لله الواحد القهار، فتتحقق الريادة والسيادة للمنهج الرباني.. منهج الإسلام.

المصدر