الإنتحار اخو الفساد والإستبداد - عامر شماخ

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الإنتحار اخو الفساد والإستبداد - عامر شماخ


الاربعاء,01 أكتوبر 2014

كفر الشيخ اون لاين | خاص

فى شهر واحد من أشهر الانقلاب (سبتمبر 2014) سجلت مصر أرقامًا قياسية فى معدلات الانتحار، باعتراف إعلام الانقلاب نفسه (المصرى اليوم مثلا)، وفى أكثر من حالة من تلك الحالات أرسل المنتحر رسالة واضحة إلى الجميع مفادها أن الظلم والفساد وغياب الأخلاق، هى التى دفعته إلى قتل نفسه، رغم علمه ببشاعة وحرمة ما فعل. فى الواقع أن المرور بالضوائق المالية، والعجز عن العيش بكرامة يحتلان المرتبة الأولى فى قائمة أسباب الانتحار فى مصر، قبل الأسباب الاجتماعية والعاطفية والمرضية الأخرى، بعدما يفشل الشخص تمامًا فى إيجاد فرصة تنتشله من عجزه وإحباطه، وعندما لا يجد أيضًا يد عون تقدم له ما يسد جوعته، أو تدله على طريق النجاة.

وفى ظل التقسيم القسرى للمجتمع الذى أحدثه الانقلابيون الدمويون، فلا تنتظر مساعدة أحد لأحد، إلا أن يأذن الله بصلاح المجتمع وعودة روح الدين وعاطفة الإسلام إليه، كما لا تنتظر أن تعمل المؤسسات الاجتماعية -كما فى السابق- لانتشال هؤلاء الضحايا مما هم فيه، خصوصًا بعد التضييق على العمل الخيرى الإسلامى، وقطع الطريق على أى جمعيات جديدة تنشط فى هذا القطاع.

ويوافقنى القارئ الكريم الرأى بأن بوادر الفقر المدقع قد بدأت تحل على الجميع، منذ ثلاثة عشر شهرًا مضت، وقد زادت وطأتها بعد رفع أسعار الوقود والمياه والكهرباء وغيرها من السلع والخدمات الضرورية؛ حيث بات الجميع يشكون، الغنى والفقير، والصغير والكبير، وفى اعتقادى أن تلك بداية ومقدمة لأيام سود إذا ما بقى العسكر يحكمون مصر.

فى نهاية عهد المخلوع، بدءًا من عام 2006 وما بعدها، بدأت أعراض الفقر تظهر على السطح، فى شكل مطالب فئوية، وانتشار أعداد كبيرة من المتسولين فى الشوارع، وحالات اقتراض بالجملة نتج عنها دخول الآلاف السجون بعد عجزهم عن رد ما اقترضوه.. وقد صاحب ذلك حالات انتحار عديدة لم تشهدها مصر من قبل؛ إذ سجل عام 2010 وحده نحو (5000) محاولة انتحار، وكان هذا مؤشرًا على استفحال الظلم والفساد والاستبداد.

وإذا كان عهد مبارك قد تميز بالفساد الذى لم يكن يخفى على أحد، فإن هذا العهد؛ عهد الانقلابين يزيد عليه فى تقنين هذا الفساد وحمايته بالقانون من جهة وبالرصاص من جهة أخرى، كما يتميز هذا العهد بقدرته الفائقة على غلق منافذ الرحمة على عباد الله، ودفعهم دفعًا إما إلى انتهاج العنف والتطرف أو اختيار السبيل السلبى الأسهل: أقصد الانتحار.

ماذا يفعل سائق يعول حفنة من الأبناء عندما ينقطع راتبه من أحد المصانع الذى يعتمد عليه كليًا فى الصرف على هؤلاء الأبناء ووالد ووالدة عاجزين؟!، ثم ما خطيئة صاحب المصنع الذى سرّح هذا العامل وعشرات غيره بعدما أغلق مشروعه بسبب عدم وصول الغاز إليه؟! لا شك أن الله لا يصلح عمل المفسدين، ولا يبارك ما يفعله الخائنون، وأن الفتنة التى جرت فى يوليو 2013 سوف يكون لها آثار كارثية، ليس على الظالمين فقط، بل على الجميع، فهذة سنة الله الغالبة التى لا تبديل لها {واتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ} [الأنفال: 25].

المصدر