الإسلام.. والعلم والتعليم

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الإسلام.. والعلم والتعليم

المستشار عبد الله العقيل

لقد عني الإسلام بأمر العلم والتعليم، فكانت أول آية نزلت من القرآن الكريم هي قوله تعالى (اقرأ). كما أشارت آيات القرآن الكريم في مواضع متعددة إلى دور العلم والعلماء، وأهمية النظر والتفكر، وضرورة التأمل والتدبر في الكون والإنسان والحياة.

ولقد كان تاريخ السلف الصالح صورة صادقة من الحياة العلمية في أكثر من ميدان وأكثر من مجال.

وذخر تاريخ المسلمين بمواكب العلماء الذين قدموا للبشرية أرقى العلوم وأحدث النظريات، حيث كانت علومهم المزدهرة وحضارتهم الراقية نبراسًا للأمم في الشرق والغرب يقتبسون منها، وينهلون من معارفها.

في الوقت الذي كانت فيه الأمم الأوروبية تعيش في العصور المظلمة، وترتكس في دياجير الجهل والتخلف. ولولا الاتصال بالمسلمين من خلال الأندلس والحروب الصليبية واقتباسهم من علوم المسلمين لظلت أوروبا سادرة في الظلمات.

وإن الدعوة إلى الله، ونشر العقيدة الصحيحة، وتعليم الإسلام من أشرف الأعمال التي يقوم بها المسلم، فقد جاء في القرآن الكريم قول الحق تبارك وتعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا)، وقوله تعالى: (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)، وقوله عز من قائل: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ).

ولقد حثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على طلب العلم، وأثنى على من يطلبه، حيث قال: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين". وقال: "إن الملائكة لتبسط أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع".

وقال: "خيركم من تعلم القرآن وعمله"، إلى غير ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي ترغب في طلب العلم، وتبين منزلة العلم والعلماء.

ونحن نواجه في عصرنا الحاضر معركة ضارية مع أعداء الإسلام الذين يريدون أن يصرفوا المسلمين عن دينهم، ويحرموهم من العلم النافع الذي ينهض بهم، ويرفع مكانة الأمة، ويعلي قدرها.

ومن هنا فيجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا في دعم المؤسسات التي تعنى بنشر العلم واللغة العربية والثقافة الإسلامية، وأن نتصدى لدعاة الباطل ومخططات الأعداء الذين يريدون بالإسلام والمسلمين كل سوء.

ونحن نشاهد اليوم بفضل الله تعالى يقظة إسلامية وصحوة مباركة وعودة صادقة إلى الإسلام نرجو من الله لها النماء والسداد والرشاد.

كما نوصي المهتمين بأمر الدعوة الإسلامية في أنحاء العالم أن يوحدوا صفوفهم في مواجهة أعدائهم، ويتعاونوا فيما بينهم لتقديم العون والمساعدة لإخوانهم المسلمين في كل مكان.

والله الموفق لكل خير.

ـــــــــــــ

  • جريدة عكاظ، 23/11/1413هـ.

المصدر