الإسلاميون والليبراليون والأنظمة والعالم.. «تغيرنا فهلا تغيرتم؟»
مما لا شك فيه أن توقف الاجتهاد في الإسلام قد أضر بالأمة الإسلامية أيما ضرر، وتسبب في تراجعها وتقهقرها وتأخرها عن ركب الحياة التي جاء الإنسان ليعمرها ويبنيها.
ومعجزة الإسلام في قدرته على التجدد، عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها».
وقد تم تجديد شرح الدين في القرنين العشرين والحادي والعشرين بصورة واضحة.
التوقف عن الاجتهاد انكسر قيده، فقد تمرد عليه عدد من المصلحين والمفكرين الإسلاميين أمثال الأستاذ حسن البنا و سيد قطب ، محمد الغزالي والشعراوي، و يوسف القرضاوي ، و محمد عمارة، والعوا، و فهمي هويدي ، و راشد الغنوشي ود. عبدالله النفيسي وغيرهم كثير.
وربما يكون الأهم من ذلك هو تجديد الاجتهاد العملي الحركي الذي أصبح يشكل الوجه الأبرز للعمل الإسلامي الملتزم في بلاد العرب والمسلمين، وفي مقدمته الإخوان المسلمون ومن يشاركهم الاجتهاد في الحركة الإسلامية العالمية فقد أصبحت الحركة الإسلامية ترى ما يلي:
(1) تقديم الحرية الفردية على كل شيء.
(2) المواطنة حق كفلته الشريعة الإسلامية لكل المواطنين لا تحيد عنه أرساه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بغض النظر عن الاعتقاد أو الاتجاهات السياسية للمواطنين أو أية اعتبارات أخرى.
(3) الشعب مصدر السلطات والدولة المدنية بخلفية إسلامية هي الفقه المعتمد لديها.
(4) وحدة الأمة العربية والوطن العربي ضرورة لا يمكن القفز عنها.
(5) حرية تشكيل الأحزاب والتعددية السياسية وقبول الآخر كما هو.
(6) اعتماد منهجية الحوار واحترام الرأي الآخر في مختلف الاتجاهات.
(7) تقديم الكفاءة على الولاء.
(8) إثبات الذمة المالية لكل مسؤول يمارس السلطة (من أين لك هذا يا عمر).
(9) نبذ إرهاب الأفراد وإرهاب والدول على حد سواء.
(10) مقاومة الاستبداد الداخلي سلمياً وقانونياً، ومقاومة المحتل الخارجي بالجهاد والقوة.
وهذه ليست على سبيل الحصر.
إنها مراجعات واجتهادات وتجديدات وتوضيحات تطور فيها الخطاب الإسلامي على أعلى مستوياته القيادية والفكرية، هذا التطور ليس تعسفياً ولا دبلوماسياً، وليس ليَّاً لأعناق النصوص الشرعية، إنما هواجتهاد من داخل النصوص نفسها، بسبب سعتها وقدرتها الاستيعابية وقابليتها للتطور وناجم عن الفهم الصحيح والشامل.
لكن المطلوب الحتمي الذي لا يقبل التّأخير، هواحترام الفكر الإسلامي والأحزاب التي تقوم على المواصفات السابقة وبخلفية إسلامية والمطلوب المزيد من الحوار الواضح وتبادل الثقة والتوجه نحوبناء الوطن مهما كانت الخلفيات السياسية والأيدلوجية والفكرية لأي مواطن.
لكن الذي لم يقبل التبدل أوالتطور المطلوب حتى الآن هوأنظمة الحكم العربية التي تولت مقاليد أمور الشعوب منذ (زوال الاستعمار) ومنذ ما يزيد عن ستين عاماً فلم يتحولوا منذ بدايات عهودهم حتى اليوم -مع تبدل الوجوه والأشخاص- عن سياستهم التقليدية في حكم الشعوب المتمثلة بما يلي:
(1) الفردية في الحكم وكل ما سوى ذلك فهوشكلي لا معنى له من ادعاء الديمقراطية والانتخابات العامة فهي صورة بلا روح.
(2)تزوير الانتخابات ثقافة متكررة منذ العشرينيات حتى اليوم/ هذا إنْ أجريت الانتخابات في بعض البلدان.
(3)تأجيل الانتخابات عن مواعيدها التي قرروها هم أنفسهم أو حل المجالس النيابية دون تسبيب.
(4)التحايل على تطبيق بعض القوانين التي أفلتت من قبضتهم أو التي وافقوا عليها.
(5)سن قوانين ووضع تعليمات لمحاربة الأفكار وتحجيم العمل الحزبي وتشويهه.
(6)ربط العمل الإسلامي بالإرهاب والخروج عن مصالح الأمة واتهامه بالرجعية.
(7)حرمان الرأي الآخر من الظهور في الإعلام الرسمي.
(8) اتهام المعارضين بعدم الانتماء والوطنية، والارتباط بالخارج (الأجندة الخارجية).
(9)التكفير السياسي والوطني لمن يخالفهم.
(10) تقديم الولاءات على الكفاءات في مواقع المسؤولية.
(11) توريث المواقع القيادية وتدويرها بين مجموعة محدودة تشكل مجموعة الفساد والاستبداد.
من هنا يمكن تفسير عدم قدرة الشعوب على الاستمرار في السكوت عن أنظمتها التي تصر على عدم تغيير مواقفها وإصرارها على استمرار تحييد شعوبها وتغيبها وقمعها، مما أصبح حقيقة واقعة في العديد من البلدان العربية والبقية ستلحق.
المطلوب من جميع مكونات الأمة أن تتغير تغيراً كبيراً يتيح الفُرصة لبناء أوطانها ونهضتها ومواكبتها للحياة الإنسانية اليوم.
لقد بدأ تغير الإسلاميين أوضح وأشمل وأسرع من غيرهم فهلا تغيرتم يا إخواننا في الوطن والهوية الحضارية، علماً أنه وفي كل فكر وفي كل منهج من مناهجكم السياسية -مهما كان- مُتًّسعاً للتفاهم والتكامل.
وأما حكام العرب فلا أظن الحقائق تزيدهم إلا إصرارا على ما اعتادوه خوفاً من التحول عن نعمة الهيمنة والحكم والاستفراد.
التغير والتبدل سنة كونية حتمية فاعتبروا يا أولي الأبصار «وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ».
المصدر
- مقال:الإسلاميون والليبراليون والأنظمة والعالم.. «تغيرنا فهلا تغيرتم؟»البرق الإخبارى
Locally Advanced Breast Cancer..., http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/smart-barleans-organic-oils-extra-virgin-coconut-oil-16-ounce-jar-price/210931995653191?ref=nf Barlean's Organic Oils Extra Virgin Coconut Oil, 16-Ounce Jar, 859618, http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/today-chia-seeds-3-pound-chemical-free-coupon/210929392320118?ref=nf Chia Seeds 3 Pound (Chemical Free), ukaoxn,