الإخوان يرحبون بوثيقة مكة بين السنة والشيعة ويدعون لتبنِّيها عالميًّا
رحبت جماعة الإخوان المسلمين بما جاء في وثيقة مكة المكرمة الموقعة من علماء العراق من السنة والشيعة، وما تضمنته من مبادئ تحكم العلاقات بين المسلمين عامةً وفي العراق خاصةً وتأكيدها على حرمة دم من نطق بالشهادتين وماله وعرضه إلا بحقها؛ يدخل في ذلك السنة والشيعة.
وقال بيان صادر عن الجماعة اليوم السبت 21/10/2006: إن القواسم المشتركة بين المذهبين أضعاف مواضع الاختلاف وأسبابه، وأن الاختلاف بين المذهبين- أينما وجد- هو اختلاف نظر وتأويل وليس اختلافًا في أصول الإيمان ولا في أركان الإسلام، وأنه لا يجوز شرعًا لأحد من المذهبين أن يكفِّر أحدًا من المذهب الآخر، كما لا يجوز التعرض لمسلم شيعي أو سني بالقتل أو الإيذاء، أو الترويع أو العدوان على ماله أو التحريض على شيء من ذلك، أو إجباره على ترك بلده أو محل إقامته أو اختطافه أو أخذ رهائن من أهله؛ بسبب عقيدته أو مذهبه، واعتبار أن الجرائم المرتكبة على الهوية المذهبية هي من الفساد في الأرض الذي نهى الله عنه وحرمه.
كما أيد الإخوان المسلمون ما ذهبت إليه الوثيقة، من حرمة دور العبادة، وعدم جواز الاعتداء عليها أو مصادرتها، أو اتخاذها ملاذًا للأعمال المخالفة للشرع، وضرورة إعادة ما اغتُصب منها؛ وكذا دعوة الوثيقة إلى الابتعاد عن إثارة الحساسيات والفوارق المذهبية والعرقية والجغرافية واللغوية، والامتناع عن التنابز بالألقاب، وإطلاق الصفات المسيئة من كل طرف على غيره، وإلى التمسك بالوحدة والتلاحم والتعاون على البر والتقوى، وتأييد جميع الجهود والمبادرات الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في العراق، وأن المسلمين السنة والشيعة يقفون صفًّا واحدًا للمحافظة على استقلال العراق، ووحدته وسلامة أراضيه، وتحقيق الإرادة الحرة لشعبه، ويساهمون في بناء قدراتهم العسكرية والاقتصادية والسياسية، ويعملون من أجل إنهاء الاحتلال، واستعادة الدور الثقافي والحضاري العربي والإسلامي والإنساني للعراق.
وأكدت الجماعة تأييدها بكل قوة وحسم لما جاء في هذه الوثيقة ويعتبرونها مرجعًا أساسيًّا يحكم العلاقة بين المسلمين كافة، داعيةً علماءَ المسلمين وعامتهم؛ والمراجع والهيئات الدينية والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها إلى تأييد الوثيقة ودعمها، والدعوة للعمل بها وتهيئة المناخ لإعمالها، معلنةً أن الإخوان المسلمين يعتنقون ذات المبادئ التي توصلت إليها الوثيقة، وقد سبق أن أعلنوها في أكثر من مناسبة، ومنها الرسائل الثلاث التي بعث بها المرشد العام للإخوان المسلمين إلى المراجع الدينية والسياسية في العراق في وقت سابق من هذا العام.
كما أكد البيان أن جماعة تعتبر تحقيق وحدة الأمة تكليفًا واجبًا على كل فرد من عامة المسلمين، كما هو تكليف للقادة والأحزاب والمرجعيات ولن ينجو عبدٌ بين يدي الله إلا إذا جاهد وضحَّى وعفا وصفح وأحب لأخيه ما يحب لنفسه.
وقدم الإخوان الشكر لله عز وجل على أن وفق منظمة المؤتمر الإسلامي وعلماء العراق على التوصل إلى تلك الوثيقة، سائلين الله عز وجل أن يحفظ دماء المسلمين وأرضهم، وأن يزيل الاحتلال الأجنبي الغاشم عن ديارهم جميعًا.
- المصدر :الإخوان يرحبون بوثيقة مكة بين السنة والشيعة ويدعون لتبنِّيها عالميًّا موقع إخوان أون لاين