الإخوان ورموز الحركة الإسلامية يحتفون بالمستشار العقيل

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الإخوان ورموز الحركة الإسلامية يحتفون بالمستشار العقيل
المرشد العام يلقي كلمته خلال الحفل

بقلم:أسامة عبد السلام

في جو مهيب احتفى قيادات الإخوان المسلمين ورموز الدعوة الإسلامية في مصر والعالم العربي والإسلامي والمئات من محبيه بالمستشار عبد الله العقيل، الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي السابق، خلال الفعالية التي نظمها مركز الإعلام العربي بنقابة الصحفيين مساء اليوم تحت عنوان "رموز في دائرة الضوء".

وقال فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين- خلال كلمته- إن أسمى مراتب العاطفة هو الحب، وأسمى مراتب العهد هو الوفاء، وإذا اجتمع الحب والوفاء كان عبد الله العقيل مضيفًا عمرًا كعمري، وأعرفه منذ الأربعينيات كان يأتي من السعودية والعراق شوقًا للدعوة.

وتابع: العقيل كان ولعًا بالقراءة، وكنت يومًا أبحث عن كتب مهمة فلم أجدها، بينما وجدتها لديه، وأهداني عقب خروجي من الاعتقال الأخير مكتبة كبيرة وكاملة أهديتها للإخوان في مصر الجديدة؛ حيث أن مؤلفاته جميعًا تجسِّد معنى الحب والوفاء.

وأوضح د. محمد عمارة، المفكر الإسلامي الكبير وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن التاريخ هو ذاكرة الأمة، وعندما يكون المؤرخ صادقًا مع نفسه وربه ودينه تكون ذاكرة الأمة حية ويكون التاريخ لديه تأثير وحركة من الوعي يصبح سلاحًا حيًّا في يد الأمة تواجه به التحديات.

وقال: عرفنا في عصرنا الحديث حكامًا يستجلبون الخواجات؛ ليكتبوا تاريخهم مثلما فعل الملك فؤاد في مصر، وحافظ الأسد فيسوريا، والقذافي في ليبيا، في مقابل هذا التزييف عرفنا مؤرخين للأمة، ومنهم عبد الرحمن الرافعي، أما المستشار العقيل فهو مؤرخ الأمة واليقظة الإسلامية، وأحتفي بموسوعاته التي أشهد أنها أسعفتني كثيرًا، وفتحت الأبواب أمام البصائر للوعي والصحوة.

وأكد أن التأريخ لأعلام الحركة الإسلامية جعلنا نشعر أنه تأريخ لحركة التحرر في عصرنا، والتي حركت الحمية في صدور الأمة؛ لمنازلة الاستعمار الذي جثم على صدر الأمة عقودًا عديدة، موضحًا أننا بصدد شهادة الثورات والتي ستجتاح العالم بأسره ليتحرر العالم الإسلامي كله.

وأضاف أن مؤلفات العقيل تضع أيدينا على دور الحركات الإسلامية في الثورات وعلى معانٍ عظيمة وعميقة تعد إضافة كبرى للتاريخ اليقظ للأمة جعله الله نموذجًا للكثير من كتاب ومفكري الأمة والعالم وقدوة لشباب الأمة الحائر.

وقال سيف الإسلام حسن البنا، الأمين العام لنقابة المحامين الأسبق: أتمنى أن يكون احتفاء الليلة سلسلةً من حلقات استرداد التيار الإسلامي لوجوده واسترداد الأمة لعزتها؛ حيث إن المستشار نموذجٌ للأخ المسلم في جماعة الإخوان؛ حيث لا توجد صفة من الصفات القيمة إلا واتصف بها الرجل من ثبات وجهاد وعمل للإسلام وعلو للهمة والصدق.

وأوضح أن العقيل إخواني الطبع والسجية؛ حيث خلقه الله ليمثل الإخوان المسلمين بصفات الإيثار والتحلي بالقوة، والصفاء، والجود، والعطاء، الزاخر، لا منًّا ولا كرمًّا، وإنما أصوات في تسبيح زاهد، مؤكدًا أن الدعوة تمكنت من العقيل وعاشت فيه ورحل من موطن مولده إلى مصر شوقًّا إلى الدعوة ورجالها، وكان دارسًّا طموحًّا لم يكتفِ بالدراسات الشرعية فقط بل كان دارسًّا للقانون.

وأضاف أن العقيل رجل ذو كفاءة عالية لديه من الملكات العديدة العقلية والذهنية والإرادية والثقة القوية؛ حيث كان ناجحًّا في كل أعماله بالأوقاف، والدعوة، والإدارة؛ فهو عالم جليل قرأ كثيرًا وطاف العالم من أقصاه إلى أقصاه، وكتب كتابات نهضت بالمكتبة الإسلامية، والتي لم تنسَ الوفاء للشهداء ورجالات الدعوة، ومجدد الإسلام في القرن الرابع عشر الإمام الشهيد حسن البنا.

وقال الشيخ السيد عسكر، الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية، إن المستشار العقيل هو الأديب الداعية المؤثر، والفذ، والمؤرخ المنصف؛ حيث دافع في كتبه عن أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة، وجسَّد بطولتها على أرض فلسطين، وسعى إلى الحفاظ على هويَّة الأمة ودافع دفاعًا مستميتًا عن الإسلام والمسلمين وتناول في كتاباته منهج الإسلام في الدعوة إلى الله، وأدب الحوار والمنازلة.

وأوضح أن المحتفَى به التزم في موسوعاته معاني مهمة ومن أهمها: الاكتفاء بذكر العظماء الذين وافتهم المنية من الدعاة العاملين، ورجال الحركة المجاهدين؛ لأننا لسنا بحاجة إلى معاجم مكتوبة بل إلى معاجم متحركة، رجال يعملون ويستشهدون في سبيل الله.

وأشار إلى أن تلامذة الإمام الشهيد حسن البنا تربوا على القرآن الكريم؛ فكانت الثمار اليانعة التي سادت العالم كله، وعندما تنظر واقع العالم قبل دعوة الإخوان تجد أن الحركة كان لها تأثير كبير في إيقاظ الأمة.

وقال د. محمد فريد عبد الخالق: إن الحفل الذي نحضره الليلة تحضره معنا الملائكة، ويجب أن يعيد العالم كله، وأمريكا والكيان الصهيويي خصوصًا، نطرته للإسلام ودعوته؛ لأنه دين الوسطية والاعتدال.

وأضاف: يجب أن نعبر عن حقيقة الإسلام ونوضحه للعالمين حتى يذهب الناس إليه بلا جهد؛ لأن الناس بطبعهم خيّرون ويريدون الخير إلا من طبع الله على قلوبهم المظلمة، ويجب أن نصبر على الناس لأنهم بحاجة إلى الإسلام، وهذه أمانة في رقابنا جميعًا يجب أن نتحملها بصدق وأمانة وإخلاص وجهاد.

وتابع الشيخ عبد الخالق الشريف، مسئول قسم نشر الدعوة بجماعة الإخوان المسلمين، على أنه قرأ للمستشار العقيل كثيرًا قبل أن يراه، وبحث عنه فلم يجده إلا عندما التقاه وشاهده جندي فكرة وعقيدة متواضعًا ومنكرًا لذاته وصادق اللفظ لا يتحرك إلا وفي قلبه حمية للإسلام والمسلمين.

وأضاف قائلاً: قديمًا عندما التحقت بالإخوان سمعت من قياداتي قولة كريمة "من لا يكون جنديًّا لا يصلح أن يكون مرشدًا؛ لأن المرشد هو أعلى المناصب في هذه الدنيا في الشهادة على الأمة والدعوة إلى الإسلام، موضحًا أنه رأى في العقيل التربية الصادقة والإيمان بالفكر إيمانًا عميقًا.

وقال د. جابر قميحة، الشاعر والكاتب الكبير وأستاذ الأدب العربي، إن قلم العقيل ضرب في كل اتجاه لينفع الإسلام والمسلمين؛ لأنه تربى في مدرسة الإمام الشهيد حسن البنا، وكان من الذين استجابو وأجابوا داعي الحق، وبلغوا بما استقوا مع الجيل الذي عاشوه للأجيال التي أتت بعد ذلك.

وأوضح أنه اعتمد في كتاباته على الرؤية الإيمانية، واعتمد على أرضية ثقافية واسعة المدى، لا يتحدث عنه إلا من عايشه؛ حيث تجده يجسِّد الذاتية الموضوعية التي تتوفر لديها الشمولية والمصداقية والموسوعية والبعد عن التطرف والحفاظ على الدعوة الإسلامية والتوحد ونصرة الأمة والاعتدال وعدم الجور على الحقوق.

وقال الشيخ معوض عوض إبراهيم، أحد علماء الأزهر، الذي تجاوز المائة عام من عمره: إن الإمام البنا ما غاب عن خاطري يومًا؛ حيث كنت كلما زرت المستشار العقيل في مكتبه وجدت لديه علماء الأمة ووفود الحركة الإسلامية؛ حيث اتسم بالقلب النقي والأخوَّة الوفية.

وأضاف أنه كان حبيبًا وسيبقى طبيبًا لقلوبنا جميعًا؛ لأنه فرع دوحة من أدواح العلم والفضل لهذه الدعوة التي بقيت دعوة البر والحق، معربًا عن سعادته البالغة بلقاء فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ود. محمد فريد عبد الخالق، داعيًا للمرشد بأن يسدد الله خطاه ويوفقه دائمًا في نصرة الحق ومواجهة الباطل.

وقال المستشار عبد الله العقيل- في ختام الاحتفاء-: أنا الذي تعلمت من هذه الدعوة ومن رجالها الحب والوفاء؛ حيث كان الإمام البنا يقول لإخوانه: سنقاتل الناس بالحب ويطالبهم بملاقاة خصومه بقوله: "كونوا معهم كالشجرة، يقذفونها بالحجر فتلقي أطيب الثمر"، وأن المسلمين أمة واحدة، يعيشون فيها مع بعضهم بعضًا.

ودعا الله أن يحف ثورة مصر من مكائد الأعداء، مضيفًا: كنت أتمنى أن ألقى الإمام الشهيد البنا، وعند استشهاده بكيت بكاءً شديدًا ابتلت به أنحاء جسدي وردائي، فقالت لي أمي حينها: لماذا كل هذه البكاء؟ فقلت لها: لقد استُشهد من له فضل في هدايتي فبشرتني بعدها لتهوِّن علي بالسفر إلى مصر للدراسة ولقاء رجالات الدعوة الإسلامية.

وأكد أنه مدين لهذه الدعوة بالكثير الذي لا يُحصى؛ حيث إنها دعوة الحب والوفاء منذ وضعت أول قدم لي في مصر وجدت العناية والاستقبال الرحب من زملائي قيادات الدعوة بالجماعة ووجدت منهم ما لم أجده من أشقائي وأبي وأمي.

أ. عاكف مع المستشار العقيل

وأضاف: أنتم لا تعرفون قدر مصر على مدار العصور؛ حيث تصدَّت للقوى الغاشمة الصليبية والتترية التي اجتاحت العالم كله؛ لأن روح التدين في مصر، موضحا ان مصر اذا صلحت صلح العالم كله واذا فسدت فسد العالم كله وإذا صلحت مصر قادت العالم كله.

وهنَّأ الشعب المصري بثورته العظيمة، قائلاً: أبارك لكم ثورتكم التي منَّ الله عليكم بها، وهذه بداية الطريق، ويجب أن تحموها من أعدائها في الداخل والخارج؛ الذين يدبرون ليل نهار لينالوا منها، فعضُّوا عليها بالنواجذ، واحموها، مضيفًا: أحمِّلكم يا شباب وعلماء مصر أمانة الإسلام في أعناقكم وأنتم لها لتقودوا العالم بالإسلام.

وسلَّم فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف درعًا تكريميًّا للمستشار العقيل المحتفَى به، وسط ترديد المشاركين التكبيرات، فيما تقدم الاحتفاء فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، ود. عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد، ود. محمد فريد عبد الخالق، ولاشين أبو شنب، وسيف الإسلام حسن البنا، وأسرة الإمام الشهيد حسن البنا، وعلي نويتو، ومسعود السبحي، سكرتير فضيلة المرشد السابق، والمستشار محمد الدمرداش العقالي، الأمين العام لمجلس الدولة.

كما شارك كل من د. محمد عمارة ود. خالد فهمي والشيخ عبد الخالق الشريف وعلي لبن ود. عطية فياض ود. جابر قميحة والشيخ معوض عوض إبراهيم ود. أحمد محمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، وأسرة الراحل الأستاذ أحمد البس ود. محيي الدين عطية وصهيبمحسن عبد الحميد ود. عطية فياض والشيخ أحمد الهليل والصحفي بدر محمد بدر، والشاعر وحيد دهشان ود. عبد الرحمن بافضل، وأسرة فضيلة المرشد الراحل مصطفى مشهور، ود. آمنة نصير ود. محمد مختار المهدي.

كما حضر وفود يمثلون الحركة الإسلامية من دول عديدة، من أهمها السعودية والعراق وسوريا والأردن والمغرب وتنزانيا، فيما ألقى المنشد سمير علي فقرة إنشادية بعنوان: "نجوم طافت الدنيا بنشر فكرة علي.. فأحيت أمة ظمأ لنشر العلم بالسقيا"، فيما حضر كل من البطل أيمن حسن، الذي قتل الصهاينة على الحدود المصرية، والبطل أحمد الشحات الذي رفع العلم المصري على السفارة الصهيونية لمصافحة المستشار العقيل وقيادات الإخوان.

وقال الزميل صلاح عبد المقصود نقيب الصحفيين بالإنابة ورئيس مركز (الإعلام العربي)- الذي قدم للندوة- إن الحفل استدراكًا عمليًّا لجبر حق عالمنا الجليل المستشار عبد الله العقيل؛ لأنه من أحد عباد الله الذين أدركوا العبودية الحقة، وعرف معناها مجاهدًا اتسم يمعانٍ وقيم نادرة ومبهرة.

وأكد أن العالم الجليل نذر عمره للجهاد في ساحات الدعوة والسياحة في الأرض؛ لتأليف القلوب والدفاع عن العقيدة والتضحية بالوقت والجهد والمال في نصرة الإسلام، ونشر العلم النافع، وحماية سير الدعاة والمجاهدين من التزييف.

وأوضح أن العقيل أوقف نفسه في سبيل تغذية العقل بالعلم والمعرفة والفكر الرشيد، وبذل حياته في أعمال عظيمة؛ لنفض غبار الجهل والتحريف في تاريخ الأمة، مؤكدًا ضرورة الإيمان بأهمية وقف العقل المسلم واقعًا لا شعارًا؛ ليصبح مصدرًا لتغذية المكتبة الإسلامية.

وشدد على أن المستشار العقيل أحد حراس العقل وحماة الشخصية المسلمة، مضيفًا أن الأمة لن تستعيد عالميتها إلا بعلو الهمة، وتسامي الهدف والسخاء والتواضع والجرأة في الحق، واحترام العقل وإشباعه بالفكر النافع، ورعاية حقوق الأخوة وحماية العقل من الإسفاف.

المصدر