الإخوان هيئة سياسـية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

فهرس الكتاب

السبب فى أن فكرة الاخوان إسلامية بحته غاية ووسيلة لا صلة لها بغير الاسلام . السبب أن الامام الشهيد حصر تفكيره فى غاية واحدة هى إرشاد الناس الى الاسلام حقيقة و عملا وهذا فوق ما وصل اليه حال العالم الإسلامى من تأخر وانزواء وتبعية واستعمار الحال الذى لا يؤذى مشاعر الامام فحسب بل يؤذى مشاعر أى إنسان له اهتمام بمصالح المسلمين . وشغله هذا الاهتمام حتى إنه التقى بالكثير من كبار القوم فى مصر وكان منهم المثبط ومنهم المحذر . وفى هذه ا لجولات التقى بالمرحوم " أحمد تيمور باشا " فوجد منه اهتماما بالغا فى هذا المجال أما فى محيط معارفه وأصدقائه فكان أسرع الملبين " الأستاذ أحمد العسكرى " والمرحوم " الشيخ حامد عسكرية " والشيخ أحمد عبد الحميد " فتقاسموا وتعاهدوا على أ ن يصبغ كل مافى هذا ا لبلد بالصبغة الاسلامية .

ثم فعل الزمن فعله فتفرق هؤلاء الأربعة كل فى مكان بعيد عن الأخر . ولذلك كانت الاسماعيلية هى البلد التى وضعت فيها النواة الأولى للإخوان المسلمين فى ذى القعدة 1347 هـ وقامت على هذه القواعد الأصولية فدعوة الاخوان المسلمين :

1ـ دعوة سلفية تعود بالمسلمين الى المعين الصافى من الكتاب والسنة .

2ـ طريقة سنية إلتزاما بأفعال رسول الله صلى ا لله عليه وسلم وأحاديثه .

3ـ حقيقة صوفية لطهارة النفس والمواظبة على العمل والاعراض عن الخلق خوفا أو رغبة .

4ـ هيئة سياسية تطالب بإصلاح الحكم فى الداخل وصلة الامة الاسلامية بغيرها من الأمم وتربية الشعب على العزة والنبل .

5ـ جماعة رياضية .

6ـ رابطة علمية ثقافية .

7ـ شركة إقتصادية

8ـ فكرة إجتماعية تعنى بعلاج أدواء المجتمع .

ثم كان من خصائص هذه الدعوة :

أ ـ البعد عن مواطن الخلاف .

ب ـ البعد عن هيمنة الكبراء .

ج ـ البعد عن الأحزاب والهيئات .

د ـ العناية بالتكوين والتدرج فى الخطوات .

هـ ـ إيثار الناحية العملية على الخطب والاعلانات .

وـ شدة الاقبال من الشباب

زـ سرعة الانتشار فى القرى والمدن .

وبعد ذلك بدأت مرحلة إيصال الفكرة للجماهير ثم تخير الأنصار وإعداد الجنود وتعبئة الصفوف . ثم خطونا الخطوة التالية :

1ـ الكتائب للتعارف وإحسان الصلة بالله .

2ـ الفرق الكشفية والجوالة والألعاب الرياضية لتقوية الصف والطاعة والنظام .

3ـ درس التعاليم فى الكتائب وأندية الاخوان .

وأسمع الامام الشهيد يصارح الإخوان المصارحة التى تدحض كل ما نسب الى الرجل والاخوان المسلمين اسمعه يقول : " أيها الإخوان المسلمون ـ وبخاصة المتحمسون المتعجلون منكم ـ اسمعوها منى كلمة عالية مدوية من فوق هذا ا لمنبر فى مؤتمركم هذا الجامع أن طريقكم هذا مرسوم خطواته موضوعة حدوده ولست مخالفا هذه الحدود التى اقتنعتم كل الاقتناع بأنها أسلم طريق للوصول . أجل قد تكون طريقا طويلا ولكن ليس هناك غيرها إنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضجها أو يقتطف زهرة قبل أوانها فلست معه فى ذلك بحال وخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلى غيرها من الدعوات . ومن صبر حتى تنمو البذرة وتنبت الشجرة وتصلح الثمرة ويحين القطاف فأجره عند الله فى ذلك . ولن يفوتنا وإياه أجر المحسنين إما النصر والسيادة وإما الشهادة والسعادة فهل بعد أن يجاهر الناس بهذه الصراحة وهذا الوضوح يقال عن الرجل وعن الاخوان ما يروجه المغرضون أعداء دعوة رب العالمين . إن الرأى العام والحمد لله تبين كل هذه الأكاذيب والأباطيل وعرف على وجه التأكيد أهداف الآخوان ووسائلهم ولذلك تمتد فروع هذه الدعوة يوما بعد يوم وفى كل مكان .

إن تعاليم " حسن البنا " أصبحت مدرسة يتتلمذ عليها الملايين من الشباب الراغب فى الدعوة الى الله وما عاد فى قدرة إنسان أن يقف فى وجه هذا ا لمد الاسلامى السليم مهما حصل عليه من دكتوراهات وما جستيرات لقد أفلت ا لزمام من أيديهم وراح الجواد يسابق الريح فى حلبة الدعوة الى رب الأرباب موفق الشباب الى ما فيه العز فى الدنيا والأخرة .

استمعوا أيها الناس الى هذا الملهم الموهوب يقول فى ثقة وعزة وعلم " أيها الإخوان المسلمون ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول وأنيروا أشعة العقول بلهب العواطف وألزموا الخيال صدق الحقيقة والواقع واكتشفوا الحقائق فى أضواء الخيال الزاهية البراقة ولا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ولا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة ولكن غالبوها واستخدموها وحولوا تيارها واستعينوا ببعضها على بعض وترقبوا ساعة ا لنصر فما هى منكم ببعيد " .

أبعد هذا كله يريد أصحاب الأهواء والدوافع الخفية أن يظلوا على اتهامهم للإخوان المسلمين بأمور هم براءمنها براءة الطهر من الدنس . ليس لنا مع المفترئين حيلة لأن من يخلق ما يقول فحيلتنا فيه قليلة أو مستحيلة .

إن اتهمونا بحب القوة لأمتنا فشعار الاسلام القوة " وأعدوا " إن لنا من بعد النظر ودقة التفكير ما يصرفنا عن السطحية وفورة الاعصاب . إننا نعرف أن أول درجات القوة هى قوة العقيدة والايمان ثم قوة الوحدة وآخر الدواء قوة الساعد والسلاح فإذا لجأنا الى العامل الأخير قبل استكمال العناصر الأولى فالمصير الهزيمة والبوار . إن الاسلام لم يوص بالقوة اعتباطا دون شرط وحدود . إن مصر جربت الثورات فلم تجن منها إلا ما نعيش فيه من تفكك وأزمات . إن الاخوان لا يفكرون فى الثورة كوسيلة ولا يعتمدون عليها كأسلوب .


فهرس الكتاب