الإخوان المسلمون ينعون د. حسن هويدي
د. حبيب: كان سياسيًّا محنكًا ومفاوضًا لا يشق له غبار
د. عزت: كان خير سفير لدعوة الإخوان في الخارج
د. مرسي: يمتاز بالعقلانية وفكره الوسطي وحركته الدءوبة
جمعة أمين: عرفته هادئًا قليل الكلام صاحب رأي صائب
د. الكتاتني: شارك في لجان ووساطات إسلامية ودولية
تحقيق- أحمد أبو النجا:
كان لافتًا للنظر عندما قرر فضيلة المرشد العام الراحل الأستاذ محمد حامد أبو النصر اختيار الدكتور حسن هويدي نائبًا له بعد أن استقر فضيلة الأستاذ مصطفى مشهور في القاهرة ليكون نائبًا للمرشد العام، وقتها كان اسم الدكتور هويدي غير متداول في الأوساط الإخوانية، حتى رحل فضيلة الأستاذ أبو النصر وتولى الأستاذ مصطفى مشهور مسئولية مكتب الإرشاد ليعين الدكتور هويدي نائبًا له في الخارج إضافة إلى فضيلة المستشار مأمون الهضيبي نائبًا له في الداخل، وعندما تولى فضيلة المستشار الهضيبي مسئولية مكتب الإرشاد لم يعين سوى الدكتور هويدي في نفس المنصب، وبعد رحيله جاء الأستاذ مهدي عاكف ليبقي على تعيين هويدي ويختار معه كلاً من الدكتور محمد حبيب والمهندس خيرت الشاطر .
والدكتور هويدي شخصية إخوانية لها تاريخها النضالي الطويل، كما كانت له إسهاماته الفكرية والتربوية والأدبية، قال عنه من صاحبوه وتعاملوا معه إنه كان بمثابة الأب والأخ الأكبر لكل من يلتقي به، يمتاز بالهدوء والثقة، والتفكير والتعمق، له رؤيته الواضحة في مختلف القضايا، وكانت الدعوة الإسلامية هي همه الأول والأساسي تسير في دمه وروحه، عاش لها ومات من أجل رفع رايتها.
وقد انتقل الدكتور هويدي إلى الرفيق الأعلى صباح اليوم الجمعة 13/3/2009 ليترك وراءه مسئولية كبيرة للأجيال القادمة، بعد جهاد استمر لأكثر من 60 عامًا داخل دعوة الإخوان.
وقد ولد الدكتور هويدي في قرية دير الزور ب سوريا عام 1925 م، نشأ في بيتٍ إسلاميٍ، وكان والده معروفًا في دير الزور، ملتزمًا بالدين والمساجد، وله أبلغ الأثر- رحمه الله- في مسيرة نجله.
وقد حصل هويدي على شهادة الثانوية العلمية، ثم انتسب إلى كلية الطب في جامعة دمشق، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الطب بتقدير "جيد" عام 1952 م، وكانت رسالته لنيل شهادة الدكتوراه عن: فرط نشاط الغدة الدرقية- ثم حصل على شهادة التخصص في الأمراض الباطنة من كلية الطب في جامعة دمشق.
شغف بالعلم والدراسة منذ طفولته، فأخذ معظم العلوم الشرعية بوقت مبكر من علماء بلده وأبرزهم العالم الجليل الشيخ "حسين رمضان الخالدي" رحمه الله، ثم تابع تعليمه الشرعي بجهود ذاتية عن طريق المطالعة والدرس لأمهات الكتب في مختلف الميادين.
انضم إلى صفوف الإخوان المسلمين منذ بداية شبابه في العام 1943 م، وعاصر الرعيل الأول وعلى رأسهم الأستاذ " مصطفى السباعي "- رحمه الله- وخلال متابعته لدراسته العليا في دمشق عُين عضوًا في المكتب التنفيذي للجماعة.
تعرض د. هويدي للكثير من المضايقات والاعتقال، حيث اعتقل عام 1967 م، في "دير الزور" ثم أفرج عنه، ثم اعتقل عام 1973 م، وسيق إلى سجن المزة في دمشق.
بويع مراقبًا عامًّا ل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ، وذلك بعد أن توحدت الجماعة عام 1980 م، كما كان نائبًا للمراقب العام لعدة فترات.
وفي السطور ينعي قيادات الإخوان المسلمين الدكتور هويدي.
د. حبيب.. دبلوماسي وسياسي رائع
يقول عنه د. محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين إنه كان "نموذجًا متميزًا ومجاهدًا وعالمًا وداعيةً" فعندما مرت الدعوة ب سوريا بمراحل وتحديات كثيرة كان الرجل مثالاً رائعًا للالتزام والفهم وسعة الأفق ورحابة الصدر فضلاً عن القدرة الهائلة على استيعاب المسائل وتحدي العقبات والحركة الدءوب التي لا تهدأ من أجل إخوانه في كل مكان".
ويضيف د. حبيب: لقد كان د هويدي بطبيعته دبلوماسيًّا رائعًا وسياسيًّا محنكًا ومفاوضًا لا يشق له غبار وكان أداؤه في كل ذلك مبنيًا على فهم سلس مع عمق في التناول وصلابة في المبادئ والثوابت في مواجهة كافة المواقف والمشكلات التي تصدى لها من أجل دعوته على المستوى العربي والإسلامي والأوروبي.
مؤكدًا أننا بلا شك نفقد بوفاته عنصرًا هامًّا من المجاهدين الدعاة الأوائل الذين نهلوا من هذه الدعوة بأعظم قدر ممكن ولعبوا دورًا موثرًا وفاعلاً في مرحلة صعبة من تاريخها".
وينهي د. حبيب حديثه قائلاً: "رحم الله د. هويدي رحمة واسعة ورزقنا ورزق أهله ومحبيه الصبر والسلوان وعوضنا عنه بإذن الله".
د. عزت: سفير دعوة الإخوان بالخارج
ويضيف د. محمود عزت الأمين العام ل جماعة الإخوان المسلمين أن د. هويدي من السابقين في هذه الدعوة وله دور كبير في قيادتها وهو منذ وقت طويل يمثل الإخوان في الخارج منذ أكثر من 22 عامًا نائبًا للمرشد العام في الخارج.
ويضيف د. عزت: لقد تقابلت مع د. هويدي عدة مرات عرفته خلالها رجلاً صاحب عبادة وخلق عالٍ وواسع الصدر ذا نظرة ثاقبة وحكمة وكان له دور كبير جدًّا في قيادة الإخوان وقيادة الدعوة وسد ثغرة كبيرة عندما حاولت الأنظمة الديكتاتورية حجب إخوان مصر عن إخوان العالم.
وحول منصب نائب المرشد العام في الخارج يقول د. عزت هو منصب حساس وهام جدًّا تولاه المرشد السابق مصطفى مشهور منذ العام 1981 ، وحتى عاد إلى مصر عام 1986 ، وبعد أن تولى أن أصبح الأستاذ مشهور مرشدًا عامًّا عام 1996 جدد تعيين د. حسن هويدي نائبًا له في الخارج واستمر في هذا المنصب منذ العام 1986 وحتى وفاته.
ويؤكد د. عزت أن د. هويدي كان له تأثير كبير على دعوتنا في الخارج إلا أنه وبفضل الله عرفنا عن هذه الدعوة أنها تستمر بعد فقد الرجال وأنها لا تتأثر بالأشخاص بدليل أنها لم تتأثر بوفاة مؤسسها الإمام الشهيد حسن البنا .
د. مرسي.. رجل الوسطية
الدكتور محمد مرسي - عضو مكتب الإرشاد- يصف د. هويدي بأنه "رجل الدعوة منذ عشرات السنوات وكانت له مواقف محمودة داخل سوريا وخارجها".
مؤكدًا أنه حتى رحيله كان يتحرك من أجل الدعوة ومصلحة المسلمين ولا يترك فرصة أو مناسبة إلا وكان له مشاركة فيها إما بالتواجد أو الرأي إن أمكن.
ويضيف د. مرسي: لقد كان د. هويدي يتحرك بعقلانية مميزة حيث يعرف عنه أنه كان من أهل الوسطية والاعتدال رحمه الله رحمة واسعة وأكرمه بفضله، فقد كان رجلاً أراد الله به خيرًا وانطبق عليه قول الرسول "خيركم من طال عمره وحسن عمله".
جمعة أمين .. حنكة وفهم
الداعية جمعة أمين
ويضيف الداعية جمعة أمين - عضو مكتب الإرشاد وأحد المقربين من الفقيد الراحل أن الدعوة فقدت رجلاً من رجالها المحيطين بها وفي نفس الوقت الملتزمين بها حركةً وفهمًا، فقد عاني الكثير وتحمل ما لا يتحمله بشر في سبيل دعوته حتى أنه ترك موطنه وهاجر في سبيل الله وواصل العمل في هذه الدعوة حتى هذه اللحظة التي لاقى فيها ربه.
ويضيف الأستاذ جمعة لقد كان رحمه الله معروفًا بحكمته ويلجأ إليه الجميع من الإخوان أو غيرهم وله تاريخه المعروف في الدعوة منذ أن كان نائبًا للمرشد حيث كان يواصل هذه الدعوة في أقطار مختلفة.
وحول ذكرياته مع الراحل وخاصة أنه قابله مرات عدة وكان أحد المقربين منه يقول الأستاذ جمعة "عرفته هادئًا حيث كان معروفًا بهدوئه وعدم تسرعه في قراراته ويستمع للغير بشكل يتعجب له أي إنسان حتى لو كان رأيه لا يعجبه، كما كان قليل الكلام وإن حضر في مكان كان آخر من يتحدثون وإن تحدث كان له الرأي الصائب الذي ينزل الجميع عليه".
د. الكتاتني.. حركة مستمرة
من جانبه قال الدكتور محمد سعد الكتاتني - رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب المصري- إن الدكتور هويدي كانت له مشاركات فاعلة في العديد من القضايا الإسلامية الهامة، حيث شارك ضمن الوفود التي شكلتها اللجان الإسلامية المختلفة للتدخل في إنهاء العديد من النزاعات الداخلية في عدد من الدول الإسلامية ومنها مشاركته ضمن وفد المصالحة الإسلامية في السودان للتوسط بين الرئيس السوداني عمر البشير والدكتور حسن الترابي، والذي نتج عنه في النهاية الإفراج عن الترابي.
كما شارك رحمه الله في العديد من المنتديات الأخرى العالمية لتوضيح صورة الإسلام الوسطى وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر .
وأكد د. الكتاتني أن الفقيد العزيز كانت له آراؤه ومواقفه المؤثرة في العديد من المحافل الإسلامية والدولية، مشيرًا إلى جهاده وصموده في وجه الطغيان والديكتاتورية، حيث اعتقل وعذب ثم نفي خارج وطنه ليتنقل بين العديد من البلدان إلى أن استقر في الأردن.
المصدر
- مقال:الإخوان المسلمون ينعون د. حسن هويديإخوان أون لاين