الإخوان المسلمون وعودة الصحوة الإسلامية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الإخوان المسلمون وعودة الصحوة الإسلامية

(10-07-2005)

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد،

فإن الاحتلال الغربي الصليبي المتعصب، والشرق الشيوعي المُلحِد لم يتمكنا في جميع المحاولات العسكرية البربرية من أن يبتلعا بلاد الإسلام، وجميع الغارات التي جاءت من وراء البحار باءت بالفشل ورُدَّت على أعقابها، وهنا غيَّر العدو خطتَه، وبدأت قوافل التبشير والتشكيك تعمل عملها، تحاول أن تنال من هذا الدين العظيم، الذي تكفَّل الحق سبحانه بحفظه إلى يوم الدين، ثم فعل اليهود فعلتَهم وتآمروا على الخلافة، وهم من قديمٍ لا يألون جهدًا في إبادة الإسلام وتدمير المسلمين، ومحوِ عقيدتهم بتخطيط ماكر من أيام النبي- صلى الله عليه وسلم- وما يُنزلونه اليوم بأهل القدس أهل فلسطين (قلب العالم الإسلامي) منا ببعيد!!

وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ﴾ (التوبة: 10)، وعلى أثر هذه الدواهي التي نزلت بالمسلمين استيقظ بعضهم وظهرت حركات الإصلاح في العالم العربي والإسلامي لرد العدوان ودفْع البغي والباغين.

ووسط هذا الضباب ظهرت الحركة الرائدة المؤثرة- حركة الإخوان المسلمين- التي التقطت الراية قبل أن تسقط، وكانت والحمد لله تجديدًا كاملاً للأمة، وعودةً إلى المنابع الأصيلة لهذا الدين، ورغم العقبات فهي تمضي في طريقها المرسوم إلى غايتها المحددة، وأهدافها العظيمة.. فمن هم الإخوان المسلمون؟ وما أهدافهم؟ هذا ما نحاول أن نحدده إن شاء الله تعالى في هذه الصفحات.

شهادة حق نعتز بها

تشهد الأمة الإسلامية والعربية، ويشهد غير المسلمين- من العقلاء والمنصفين- أن جماعة الإخوان جماعةٌ نموذجيةٌ في فهمها للإسلام وفي العمل به والدعوة إليه وفي تطبيقها له، وهي تمثل أعظم مدرسة في التاريخ الحديث؛ لأنها تحمل المنهج الصحيح المستمَد من الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح.. منهج الوسطية، فتربي الإخوان على الوسطية في كل شيءٍ، وهذا اختيار الله- سبحانه وتعالى- لأمة الإسلام.. قال تعالى ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ (البقرة: 143).

كما يشهد الجميع أن الإخوان كوَّنوا أجيالاً مؤمنةً صادقةً في إيمانها، تطبق على نفسها بغير هوادة ما تريد أن تقوله لغيرها، وللوصول لهذه الدرجات كان ولا بد من التربية المتأنية، وما زالت هي الأساس، فالتربية هي الوسيلة الوحيدة للتغيير، وهي طريق شاقٌّ وطويل، ويحتاج إلى الصبر والنفَس الطويل، وهي طريق سيد الدعاة- صلى الله عليه وسلم- وصحابته، ولا يصبر عليه إلا أولو العزم من الرجال، وأصحاب الهمم العالية.

إن الشباب المؤمن الذي صنعه الإخوان انطلق إلى جميع الميادين.. من عمل للبر.. إلى خدمات اجتماعية.. إلى قضاء لمصالح الناس، وعند الخطر والشدائد انطلق إلى ميادين الجهاد.. إلى فلسطين وفي القناة، وقفوا بسلاحهم البسيط أمام الإنجليز وأمام اليهود، وأثبتوا أن المؤمن لا يُغلب، وأنه يحرص على الموت كما يحرص عدوُّه على الحياة، ولولا المِحَن التي سرت بالإخوان وسُحبوا من الميدان في فلسطين ووُضعوا في السجون لتغيير الموقف الذي نعاني منه اليوم، ولا حول ولا قوة إلا بالله..!!

هؤلاء الأبرار الذين صنعتهم المحاريب، فعاشوا موصولي القلوب برب الأرض والسماء، واستبشرت الدنيا بهذا الجيل وعادت للأمة المغلوبة ثقتُها بعد أن أوشكت على الانهيار، وصار البعض يتساءل: هل بقي هذا اللون من الرجولة حيًّا في بلاد حُرمت من هذا الطريق؟!

أبقيَ الإسلام قادرًا على صنع هذه المستويات التقية النقية النظيفة، التي لا تعرف الكذب ولا الغش ولا الخداع وتعيد إلى الأمة ذكريات الصالحين والصديقين؟! أولئك هم الإخوان الذين ناداهم الإمام البنا للعودة إلى الله فلبَّوا النداء، وارتفعوا فوق الأطماع والدسائس والشهوات، وتركوا كل مُراوغ يعكف على الدنيا ويجري وراء الفتن.

هل تحب أن تستمع إلى الصوت الحبيب وهو ينادي لإيقاظ المسلمين- ليعودوا إلى ربهم- يقول:

- إلى الإسلام أيها الحائرون في بيداء الحياة.. التائهون في ظلام الليل البهيم..

- إلى الإسلام أيها الواقفون على باب الإصلاح لا تدرون أي طرقه تسلكون.. ولا في أي سبله تسيرون..

- إلى الإسلام يا مَن اختلطت عليهم الوسائل، واضطربت في قلوبهم الغايات، فلم يجدوا الهدف، ولم يتخذوا الوسيلة..

- إلى الإسلام أيها المحترقون بنيران التجارب الفاشلة التي أرشدكم إليها فكرٌ حائرٌ، وعقلٌ صغيرٌ قاصرٌ..

- إلى الإسلام الهادي المشرق المستنير الذي يحمل رحمةَ السماء إلى الأرض..

- إلى الإسلام أيها العاملون المخلصون، لستُ أدعو إلى الإسلام نفعيًّا فإنه تضحية وكفاح، ولا جبانًا فهو جرأةٌ وشجاعةٌ، ولا كذابًا مخادعًا فهو صراحةٌ ووضوحٌ وصدقٌ، ولكنني أدعو المخلصين من العاملين، أدعو الذين جعلوا آلامَهم ثمنًا لسعادة الناس وراحة المجتمع، وانطلقوا في هذا الكفاح شجعانًا أقوياءَ واضحين صرحاء..

- إلى هؤلاء أوجه النداء: ﴿قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وكِتَابٌ مُّبِينٌ(15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ ويُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإذْنِهِ ويَهْدِيهِمْ إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(16)﴾ (المائدة).

مبادئ وثوابت

وقد اعتمدت دعوة الإخوان المسلمين مبادئ وثوابت لا تحيد عنها، ومنها.

الأمر الأول: التأسيس والتجديد

إن مفهوم التجديد عند الإخوان أخذ بُعدًا آخر، وهو إعادة البناء من جديد ومن الأساس.. ذلك أنه يجب التفريق بين قيام الأمة ووجودها، وبين قعودها وانهيارها، ففي الحالة الأولى فإن عمل الدعاة هو الدعوة والإصلاح وتقويم المعوَجّ، وطرْد الدخيل على الإسلام، أما الثانية بعد أن تم إلغاء الخلافة وسيطرة الأجانب واحتلال البلاد، فقد لزم التأسيس والبناء، وهذا ما تنبَّه إليه الإمام البنا حين قال: "نريد الفرد المسلم، والأسرة المسلمة، والأمة المسلمة، والحكومة المسلمة".

الأمر الثاني: الشمول

فهذا الدين العظيم لا بد أن يؤخذ على أنه كلٌّ مترابطٌ، كل جزء فيه لا يؤدي وظيفته إلا مع غيره، فالعقيدة مع الشريعة مع العبادة كلٌّ متكامل، ولا مجال أبدًا للتفريق بين الدين والسياسة، أو الدين والدولة، أو العبادة والقيادة، ولا مجال أبدًا لغير هذا، وهذه عقيدة الإخوان المسلمين وعقيدة كل من يفهم هذه الرسالة الفهم الصحيح، فأمة الإسلام- على ما بينها من اختلافات- كيانٌ واحدٌ وفرضٌ على المسلمين أن يعملوا لبعث هذا الكيان.

الأمر الثالث: الإيمان اليقظ في نفوس المسلمين

وليس الإيمان المخدَّر النائم، الإيمان بالإسلام الشامل الذي ينظم شئون الحياة جميعًا، ويفتي في كل شأن من شئونها، ويضع لها نظامًا محكمًا دقيقًا، لا يقف مكتوفًا أمام المشكلات الحيوية والنظم التي لا بد منها لإصلاح المجتمعات، مستمدين ذلك من كتاب الله؛ فهو أساس الإسلام ودعامته وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم.

الأمر الرابع: الإخوان وعقيدة الولاء

يرى الإخوان أن تماسك الأمة ومصدرَ حيويتها وقوتها هو ترابط العقيدة التي عزَّت بها، وتحولت على أثرها إلى أمة تمكنت من إخضاع العالم لكلمة العدل والحق.. إن تماسكها ينبع من الواجبات التي فرضها الإسلام على المسلمين لمصالح إخوانهم، وهي الولاء ويعني الحب والنصرة ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: 10)، ويقول سبحانه: ﴿والْمُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ ويُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ويُطِيعُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ﴾ (التوبة: 71)، وغياب الولاء يمنع تمام الإيمان، جاء في الحديث: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (رواه البخاري)، ويقول صلوات الله وسلامه عليه: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا" (رواه مسلم).

كما يعتقد الإخوان أن الانتماء الأكبر والأعظم هو الانتماء إلى الإسلام وحضارته، وهذا لا يمنع من وجود انتماءات أصغر فرعيةً للأهل والعشيرة وللوطن الذي نشأ فيه، وإلى الأمة التي يشترك معها في الحياة خاصةً الاعتقاد والدين..

يقول الإمام البنا

"إن الإخوان المسلمين يحبون وطنَهم، ويحرِصون على وحدته، ولا يجدون غضاضةً على أي إنسان أن يخلص لبلده، وأن يفنى في سبيل قومه، وأن يتمنى لوطنه كل مجدٍ وفَخارٍ، وأن يقدم في ذلك الأقرب فالأقرب، رحمًا وجوارًا.. إننا مع دعاة الوطنية بل مع غلاتهم في كل معانيها الصالحة التي تعود بالخير على البلاد والعباد، فالوطنية لم تخرج عن أنها جزء من تعاليم الإسلام، أما وجه الخلاف بيننا وبينهم فهو أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية، والحدود الجغرافية" (مجموعة الرسائل).

الأمر الخامس: الجهاد في سبيل الله

لقد تربى الإخوان على الجهاد، يقول الإمام- رضي الله عنه-: "وأريد بالجهاد الفريضة الماضية إلى يوم القيامة، والمقصود بقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-"من مات ولم يغزُ ولم ينوِ الغزو مات ميتةً جاهليةً"، وفي الحديث: "من سمع بي وسره أن يراني فلينظر إلى أشعث شاحب مشمِّر، لم يضع لبنةً على لبنة، ولا قصبةً على قصبة، رفع له علم فشمَّر إليه، اليوم المضمار وغدًا السباق، والغاية الجنة أو النار" (ابن حبان والطبراني).

ومنزلة الجهاد عند الإخوان أنه أعظم ركن بعد الشهادتين، وهو يتناول حياتنا كلها من أولها إلى آخرها، وهي حلقات ومراحل، وأي خلل فيها قد لا يؤدي إلى المطلوب.

إنَّ الطريق طويل، وعقباته كثيرة، ومزالقه خطيرة، ولا بد لمن يسير عليه من إعداد نفسه بالصبر والمصابرة، والتعوُّد على الاحتمال والتضحية، وأن يخرج من حظِّ نفسه، ويطارد وساوس الشيطان.

ويعتقد الإخوان المسلمون أن الجهاد ضرورةٌ لبقاء الأمة الإسلامية أمةً قويةً مرهوبةَ الجانب، بعيدةً عن أطماع الطامعين؛ ولهذا وبَّخ الله مَن يتكاسل ويقعد عن الجهاد فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ (التوبة: 38).

الأمر السادس: الإخوان وقضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يعتقد الإخوان أن التوجيه والنصح فريضةٌ وليس أمرًا مباحًا، ولقد بين الحق- سبحانه وتعالى- أن أمة الإسلام لا تستحق في الأرض تمكينًا إلا إذا احتفظت بخصائص هي ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ (آل عمران: 110) وقال تعالى ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ* الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ (الحج: 40-41)، وحين تفرِّط الأمة في شيءٍ من هذا تُحرم من رعايته ونصره، والأمر خطيرٌ جدًّا حين يستمرئ البعض كتمان الحق وهجر المعروف وإهمال المنكر.

يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "لا تزال لا إله إلا الله تنفع مَن قالها وترد عنهم العذاب والنقمة ما لم يستخفُّوا بحقها؟! قالوا يا رسول الله، وما الاستخفاف بحقها؟ قال: يظهر العمل بمعاصي الله فلا ينكر ولا يغيِّر"، ولذلك يعتقد الإخوان أن الواجب على كل مسلم أن يحرس الإيمان في نفسه وفي بيئته الخاصة.. يوجِّه بحكمةٍ، ويبين بهدوءٍ، وينصح بشفقةٍ، ويحرص على الصلات بينه وبين من يعيش معهم.

إن إسداء النصح لكل من يحتاجه من صميم الإسلام، ففي الحديث:"الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يبايع على السمع والطاعة والنصح لكل مسلم.. يقول الإمام البنا عن تطبيق الإخوان لهذا الأمر: "وأما أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فقد بدءوا في ذلك بأنفسهم، ثم بأُسَرِهم وبيوتهم، ثم بإخوانهم وأصدقائهم، وهم يتذرَّعون في ذلك بالصبر والأناة والحكمة والموعظة الحسنة، وهل ترى جريدتَهم هذه إلا مظهرًا من مظاهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! وهل ترى عظاتهم وأقوالهم إلا سبيلاً في هذه السبل؟!

الأمر السابع: الإخوان وقضية المرأة

يعتقد الإخوان المسلمون أن المرأة كرَّمها الإسلام وصانها واحترمها، وجعلها مربيةً، وسيدةَ بيتها، وشريكةَ زوجها، وأن الغرب أهانها ودمرها، وحوَّلها إلى دمية أو لعبة، وعارض الإخوان من بدءِ حياتهم كلَّ ألوان الانحلال والسفور والاختلاط بالرجال في معاهد التعليم وفي الدواوين، كما كفل الإسلام حقوق المرأة، فلها مالُها الخاص، لا سلطانَ لأحدٍ عليه إلا بإذنها، ولها أن تعمل فيما يناسبها، ولها أن تعمل بالتجارة، وهي صاحبة الحق في اختيار زوجها، ومن حقها أن ترفض.

ومن مواقف الإخوان العملية في بدء الدعوة بالإسماعيلية أنشأ الإخوان مدرسة أمهات المؤمنين، ووُضع لها المنهج الذي يجمع بين آداب الإسلام ومفاهيم العصر، وأنشأ الإخوان قسمًا للأخوات، وكان الغرض منه التمسك بآداب الإسلام والدعوة إلى الفضيلة، وبيان مفاسد الخرافات بين المسلمات، ونظم القسم دروسًا ومحاضراتٍ للتوعية والتربية.

إن اليقظة الإسلامية التي أوجدها الإخوان في الأمة تمَّت بعد غفلة أصابت العقل المسلم، وقد صحا اليومَ على واقع مريرٍ.. لقد بدأ الشباب المسلم يدرك أمور حياته السامية، ومقاصد دينه الرفيعة، بعد أن كادت تُمحى معالم هذا الدين.

ولولا أن هذه الرسالة خاتمة الرسالات، ولولا أن محمدًا رحمةُ الله للعالمين وخاتمُ النبيين، ولولا أن هذا القرآن هو الكلمة الأخيرة للبشرية.. لولا كل هذا ما كانت هذه اليقظة التي قادت المسلمين إلى عالم الصحوة وأبعدتهم عن عالم الغفلة، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت: 69).

المصدر